107

( الأرك الثالث : مجازر )

{ قـبـلـة سـاخـنـة }

لوح ديفيد بيده وجمع البلورات وخرج منتظراً فى القاعة لمدة ثلاث ساعات ولمفاجأته لم يصل أحد.

" جلالتك " إنحنت ليزا " لقد تواصلت الجنرال المظلم بالفعل مع العديد من الأشخاص من المستوى السادس سواءً فى الصين وغيرها من الدول على مستوى العالم ولازالت تحاول التواصل ، ولكن يبدو أن لا أحد يريد مساعتدتنا حتى بالرغم من أننا نعرض شيئاً مغيراً كالبلورات الخالدة ".

صمت ديفيد ولم يرد لمدة عشر دقائق قبل أن يسأل " هل لديكم أى أراء ؟ ".

باى تشى ، ليزا ، لورا.... جميعهم هزوا رؤوسهم بالرفض.

تنهد ديفيد وأخرج بلورة التوافق " سوف أكون فى العزلة ، حاولوا منعهم بأقصى ما تستطيعون إلى أن أخرج و..... ليزا إحتفظى بهذا " بفكرة من يده ظهرت القفازات من المستوى الأسطورى فى القاعة وسقطت فى يد ليزا ، لم تكن الأقوى بسبب وجود باى تشى ولكن لم يكن هذا مسار باى تشى وهذا يتضح من عدم تدربه على مهارة جسد الملك المستبد إلى الأن.

أمائت ليزا ولم ترد ، فى موقف عادى ستكون سعيدة بحصولها على هذا العنصر ولكن الأن شعرت بثـُقلٍ كبير.

" جلالتك... ألا يوجد حل أخر ؟ " سألت لورا بقلق.

" لا... حتى بإختراقى لن أحُدث فرقاً ما لم أنشط فنون جسد الملك المستبد الخاصة والذى يعنى موتى تقريباً ، ولكن طالما يمكننا تجاوز هذه الأزمة فحتى الموت سيكون مقبولاً " تحدث ديفيد بهدوء رغم أنه يعلم أنه سيموت لا محالة ، فحتى لو لم يأتى خالدون فى المستوى السابع فسوف يأتى الكثير مِن المستوى السادس.

" جلالتك... ! " لورا.

قاطعها ديفيد وقال " ليس هذا وقت العواطف ، علينا التركيز على الأبدية و.... ليزا سوف تكونين فى الحكم بعدى ".

تشدد جسد ليزا وسقطت على ركبتيها والدموع فى عينيها " جلالتك.. أنا.. أنا... لا أستحق ".

" بل تستحقين ، أعلم أنك طموحة ولكنكِ لازالت مخلصة وأنا متأكد أن الأبدية تحت قيادتكِ ستصل إلى أفاق عاليه و... باى تشى أرجو أن تدعمها " ديفيد.

نزل باى تشى على ركبته وضرب الأرض بقبضته بقوة لدرجة أن الأرض رغم قوتها تشققت " باى تشى سيطيع أمر الملك ".

" هاه.... " أخرج ديفيد نفساً عميقاً وقال بإبتسامة وهو ينظر إلى ليزا " لم نكمل ما بدأناه فى ذلك الوقت ".

تشدد جسد ليزا وقامت بخطوات صعبة وعانقت ديفيد بقوة وهى تبكى " أسفه ، أنا أسفه ".

" على ماذا ؟ " ضحك ديفيد " لقد إستمتعت كثيراً وقتها ".

" ليس هذا " شدت ليزا قبضتها على ديفيد وتابعت " لأنى لم أخلص لك حقاً ".

" يظل المخلص مخلصاً " إبتسم ديفيد وربت على ظهرها.

لم يستطع ديفيد رؤية الولاء كـ رقم منذ أن إختفت الإحصائيات ولكنه أصبح يشعر به ، على مدار الفترة الماضية تحولت ليزا كثيراً وبدأت تخدم الأبدية بصدق أكثر وأكثر ، ولهذا أعطاها ديفيد خلافة العرش من بعده ، أمر أخر وهو أن باى تشى يصلح ليكون جنرالاً أكثر من كونه ملكاً هذا بخلاف أن ليزا كانت لورداً سابقاً ، وأما لورا فلا تزال فتاه ساذجة وبرئية إلى حد ما.

رفعت ليزا فجأة رأسها وقبلت ديفيد بشدة.

إستمتع ديفيد بالأمر قليلاً قبل أن يدفعها بلطف " ليس هناك وقت لهذا ، ولكن لازالت ذكرى جميلة أحملها معى للقبر و..... " إقترب ديفيد من لورا وعانقها بعد أن أبعد ليزا وربت عليها وأعطاها قبلة خفيفة على خدها قبل أن يقول بصوت هامس ولكنه واضح للجميع " إعتنى بنفسكِ و... تلك الفتاه تحتاج إلى مساعدتك فهى غبية فى بعض الأوقات ".

ثم تركها وهى كانت مثل تمثال لو لم يكن أن جسدها يهتز وعيونها تحمر ودموعها تنهمر لأعتقد الجميع أنها تمثال حقاً.

" إعتنى بنفسك أيها المحارب الشجاع و... رجاءً إدعمها " قال ديفيد لباى تشى وهو يربت على كتفها مشيراً بجملته الأخيرة لليزا وقبل أن يدرك أحدٌ ماذا يحدث إختفى ديفيد.

" جلالاتتتتتتتتتتتتتتتتتك " صرخت لورا وهى تسقط أرضاً ولكن لم يأتها رد.

بينما كانت ليزا تبكى أيضاً ولكنها كانت أفضل حالاً من لورا أما باى تشى فقد دمع قليلاً.

قد يبدو هذا قليلاً على هذا المشهد العاطفى ولكن من يعلم طبيعة باى تشى سيدرك أنه مثل جزار خلق للقتل بلا أى عاطفة وإظهار حتى دمعة واحدة كفيلة ليقول أن ديفيد كان شخصاً يهمة بصدق.

*****

لا تراجع

خبأ ديفيد بلورة التوافق وأخرج كماً مخيفاً من بلورات الطاقة وحتى عشرة من البلورات الخالدة لمساعدته على الإختراق إلى المستوى السادس.

ولكن رغم ذلك فالطاقة فى الأحجار الخالدة هى شئ لا يستطيع من هم أسفل المستوى السادس فى إمتصاصه وهذا لا يعود إلى كم القوة بل نوعها ومع ذلك وبمساعدة تقنية الإمتصاص من جسد المسك المستبد فسيتمكن ديفيد من التعامل معها ومع ذلك الآثار السلبية التى ستبقى بعدها هى بكل بساطة عدم التقدم مرة أخرى فى زراعته ، هذا ما لم يمت.

ومع كل هذا كان لديفيد بطاقة رابحة يعتمد عليها.

*****

فى مكان أخر إجتمع أربعة من الملوك السبعة.

الروح ، الإغتيال ، البدائى ، المصير.

" هل يحاول أن يختبر مدى أهميته لنا " سخر الملك البدائى " يبدو أن نبوءتك وحكمك كان خاطئاً ".

" لا داعى لهذه النغمة أيها البدائى " قالت ملكة الروح بهدوء ثم حولت نظرها لملك المصير وقالت بهدوء " سابقاً كان لدى شك بسيط فى نبوءتك لمدى وزن كلمة إمبراطور وأهميتها ، ولكن الان أنا مقتنعه 100% بأنه لن يصل إلى المستوى التاسع ناهيك عن العاشر ".

" هل تقولين أن التضحية لأجل من يحبهم هو شئ خاطئ " صرخ ملك المصير.

لقد جمع الملوك لأجل أن يحاول أن يُثبت مدى قيمة ديفيد وإعطائهم فرصة للإستثمار فيه ولكن الأن لم يتحول الأمر فقط إلى أن ديفيد غير مؤهل ولكن حتى تقنياته وقوته لم تكن شيئاً يستحق الإحترام.

قبل أن تتحدث ملكة الروح واصل ملك المصير بغضب " فى ذلك الوقت ضحى الكثير بحياتهم وماتوا منهم ملوك الجيل السابق سواءً الحماه السبع وغيرهم وعلى رأسهم الإمبراطور ، وحتى منا نحن الحماه الحاليين وهما الدمار والجسد ولكنهما ولحسن الحظ تمكنا من النجاه وأنتِ تقولين أن التضحية هى هراء ، أليس هذا يعنى أنكِ تشككين فى الإمبراطور نفسه ".

" التضحية لمجرد عامة شئ تافه ولكن التضحية لأجل العالم شئ مجيد ، فلا تقارن بين الإثنين" قالت ملكة الروح بهدوء.

" أنتِ.. " ملك المصير.

" ملك المصير... الجميع ، لقد إنتهى الأمر ، هذا الطفل لم يعد يستحق أدنى إهتمام منا " ثم غادرت فى لحظة تاركتاً كلماتها تتردد فى القاعة بينما رحل الأخرون بهدوء فقط الملك البدائى حمل إبتسامة ساخرة لملك المصير قبل أن يختفى.

كانت بطاقة ديفيد الرابحة هى بكل بساطة الملوك ، وهذا إعتمد على كلام ملك الجسد له وأنهم أنقذوه فى وقتٍ سابق ، من يعلم أنهم سيتصرفون هكذا ؟ ، ومَن يعلم كيف كان سيتصرف ديفيد لو سمع هذا ؟.

فتى لقد حاولت ، تنهد ملك المصير داخلياً ، لم أعتقد أنهم لا يريدون أن يكون لهم أمل يعتمدوا عليه بدلاً من هذه المكابرة الغبية... الباقى يعتمد عليك فقط يا فتى أرجو ألا تموت ولكن هذه المرة ليس لأجل كذبة نبوءة الإمبراطور ولكن لأنك حقاً ستصبح الإمبراطور لا محالة.

2021/05/22 · 291 مشاهدة · 1120 كلمة
نادي الروايات - 2024