93
( الأرك الثالث : مجازر )
{ نـهـايـة الـمـعـركـة }
حدق فيه الرجل ذو الشعر الأبيض مبتسماً كعادته " لازلتَ ضعيفاً " ثم لوح بيده ليظهر هان سونغ بين يديه وألقاه إلى ديفيد.
أمسك ديفيد بهان سونغ وتفحصه للحظة قبل أن تندفع نيه قتل مرعبة منه إجتاحت الجميع وتحولت عيونه لحمراء كالدم.
" توقف أيها الأحمق ، لا تُسرع وفاتك " صرخ ملك الجسد.
" أصمت أيها اللعين " رد عليه ديفيد بقوة تقشعر له الأبدان قبل أن يندفع كالبرق فى السماء تاركاً جسد هان سونغ على الأرض كجثة بلا حراك.
رأى الرجل ذو الشعر الأبيض ديفيد وظلت إبتسامته كما هى بلا أدنى نيه للهروب.
" مت.... القبضات المتواصلة " صرخ ديفيد وقبض قبضته وصوبها بقوة كبيرة نحو الرجل ذو الشعر الأبيض.
رفع ذو الشعر الأبيض سبابة يده اليمنى وأوقف ضربة ديفيد.
لم يخف ديفيد من هذا وضرب بقبضته الأخرى والتى صُدت بنفس الطريقة.
إستمر ديفيد بالهجوم ومعها إزداد إحمرار عينيه أكثر وأكثر ليبدو كوحش أكثر من كونه إنسان بينما زادت قوته بالمثل والأن يحتاج الرجل ذو الشعر الأبيض لإستخدام يده كلها لصد قبضة ديفيد ومع ذلك لازال هادئاً وعلى وجهة لا توجد أى علامالت ذعر أو قلق أو خوف.
" أحمق لا تُنشط الفن السرى ، أنتَ لا تعلم ما الآثار السلبية التى ستصيبك بفعل هذا حتى لو نجوت " صاح ملك الجسد ولكن لم يأتيه رد.
إزدياد قوة ديفيد كان بالفعل ينقص من حياته ولكن ليس بسبب التحول الوحشى بل بسبب القبضات المتواصلة والتى تزيد قوتها كل مرة عن السابقة بإستهلاك قوة حياته وهى تقنية محظورة من العديد من التقنيات داخل مهارة جسد الملك المستبد.
كمهارة أسطورية فهى تحوى بداخلها الكثير من التقنيات القوية مثل الدرع الثلاثى وكاسر الجبل ، ولكنها تقنيتان عاديتان ليس فى قوتهما بل فى أثارهما فهما لا يؤثران على المستخدم بأى شكل من الأشكال ، ولكن تقنية القبضات المتواصلة هى تقنية تستنفذ الحياه فى كل قبضة لتجعلها أقوى من الإخرى وحالياً لم يتبقى لديفيد إلا بضعة أشهر ليعيشهم ، هذا بخلاف الأثار السلبية التى سيعانى منها لاحقاً ومنها الضعف الشديد والذى قد يصل لأعوام بلا أدنى قدرة على إستخدام قوته ناهيك عن الإختراق.
كان ديفيد يعلم بكل هذا ولكنه لم يبالى وأطلق كل قوته فى ساعة غضبة على موت هان سونغ ليس موته فقط ولكن كم التعذيب الذى عانى منه.
كانت للحظة ولكن إكتشف ديفيد كم عانى هان سونغ وبسبب هذا إنفجر الغضب داخله ومعها إرتفعت قوة أيضاً بسبب الغضب ومع ذلك هذا زاد الضغط على عمره المتبقى وبدأ ينفذ أكثر.
3 أشهر
شهران
شهر واحد
29 يوماً
28 يوماً
27 يوماً
....
...
..
.
يوم واحد.
وصلت قوة ديفيد إلى مرحلة مرعبة فى هذه اللحظة ولكن عمره وصل إلى حبلة الأخير ولم يتبقى له إلا عمر يكفى لهجوم واحد.
تراجع ديفيد لثانية ورفع قبضته لأعلى وصرخ " لو كنت سأموت فسأخذك معى "
فـُتح شق فى السماء وخرجت منه يد ذهبية عملاقة.
رأى الرجل ذو الشعر الأبيض الهجوم وبقى تعبيره على حاله.
" قبضة النهاية ".
واحدة مِن أقوى إن لم تكن أقوى التقنيات داخل مهارة جسد الملك المستبد.
" لقد إنتهى " علق ملك الجسد وإستعد ليغادر ولكنه توقف لسبب ما.
نزلت اليد الذهبية على الرجل ذو الشعر الأبيض.
رفع الرجل ذو الشعر الأبيض يده وقوة مرعبة إنفجرت منه ويد سوداء خرجت من الأرض لتتصادم مع اليد الذهبية.
إمتلكت قوة ديفيد بعض الزخم فى البداية ولكنها لم تدفع اليد السوداء كثيراً قبل أن تبدأ فى التراجع والسبب.....
بصق
بصق ديفيد فماً مِن الدماء وتحول وجهه لشاحب وأهتز جسده وكان مثل ورقة شجر فى فصل الخريف على وشك أن تسقط.
" جلالتك " صرخت لورا وأرادت التدخل ولكن يداً منعتها " لحظة " نظرت لورا لصاحبة اليد ورأت الدموع فى عينيها وإهتزت راجية " رجاءً ".
هزت لحظة رأسها " مِن بين الجميع هنا أعلم أنكِ أكثر من يحب جلالته ويُخلص له ولكنى أحبه بالمثل ومع ذلك أنا لا أجرؤ على نبذ أوامره ".
" كما قالت لحظة " قال باى تشى بصوت عميق وسحب سيفه " لنستعد للهروب ".
كان باى تشى يدرك مدى قوة ديفيد وحتى لو لم يدركها سابقاً فقد رأها الأن وكان يعلم أنه بعيد كل البُعد عن قوة ديفيد ولكنه خسر فكيف سيفوز هو ، لذلك الحل الوحيد هو إستخدام إنشغال الرجل ذو الشعر الأبيض مع ديفيد لتفجير كل قوتهم فى لحظة واحدة ويهربوا.
مع ترنح ديفيد خسرت اليد الذهبية قوتها وتراجعت ومعها إزداد شحوب ديفيد وسقط على الأرض وهو يبصق الدماء بشكل كثيف.
" مخيب للأمال " قال ذو الشعر الأبيض وإستخدم قوة أكبر لعصر اليد الذهبية مما ببدها ومعها إزداد سعال ديفيد إلى أن توقف بشكل نهائى.
مات ديفيد..
مات الإمبراطور القادم..
إنتهى حلم السيادة قبل أن يبدأ.
" الأن " صرخ باى تشى تخاطرياً وإندفعت قوة الأربعة وفى لحظة إختفوا عن الأنظار.
حدق فيهم ذو الشعر الأبيض ولم يحاول أن يمنعهم ، لقد إقترب بهدوء مِن ديفيد ليسحب أى شئ ذى قيمة ومنها القفازات والتى عادت إلى يديه بعد أن نمت زراعيه من جديد بسبب قانون الجسد.
شئ نسيت أن أقوله وهو تطور قانون الجسد إلى المستوى السادس لا يعنى فقط أن قوة ديفيد زادت ولكن قوة الشفاء لديه قد زادت وهذا ما يُفسر سبب تشكيل زراعان جديدان وباقى الأطراف وحتى تعويض الدم بمثل تلك السرعة.
إقترب الرجل لـُيمسك القفازات ليجدها تحلق متخطية سرعة البرق وتختفى فى الفراغ.
" ليس سهلاً حقاً الحصول على سلاح أسطورى وخاصة سلاح واحد مِن الملوك السبعة لهذا العالم " علق صاحب الشعر الأسود وإلتف بعد أن لم يجد شيئاً لأن ديفيد لم يملك أى خواتم تخزين ، كل عناصره كانت داخل الجبل وحتى بعد إندماج الجبل معه لازالت العناصر داخله وبموت ديفيد الأن فقد ذهبت العناصر كما ذهبت حياه ديفيد " إعتقدت أنى سأجذ بِذرة جيدة فى هذا العالم ولكن.... تنهد " كشف الرجل ذو الشعر الأبيض عن تعبير محبط لأول مرة منذ أن ظهر وتابع " مخيب للأمال بحق ".