94

( الأرك الثالث : مجازر )

{ صــفــقــة ! }

فى المدينة الأبدية.

كان لـ لورا تعبير شاحب والدموع تغطى وجهها وكانت على وشك السقوط لولا دعم لحظة لها ، ولكن لم تكن لحظة جيده بالمثل فقط أنها جيده فى إخفاء مشاعرها على عكس لورا والتى فاضت بها للخارج.

" لقد مات الملك ومن حُسن حظنا أن كل الإحصائيات والرسائل إختفت وإلا لو عرف الجميع عن موت الملك لدخلت المدينة حالة من الفوضى ما شهدنا قبلها مثلاً لذا..... أريد أن أعلم ماذا سنفعل فى هذا ؟ ، أى أراء ؟ " باى تشى.

" إلى الأن.... على هذا الخبر ألا يخرج لأحد وعلينا أن نواصل مهام الأبدية كما عهدنا إلى أن نجد حلاً لهذا " ليزا.

" مثل ماذا ؟ " باى تشى.

" مثل أن نعلن أن الملك دخل عزلة لإختراق المستوى السادس ، وبعد شهرٍ أو إثنين من الغياب فقد قرر إختيار مندوبٍ عنه يقوم بتمثيله ثم سنقوم بزيادة تأثيره شيئاً فشيئاً حتى ينسى الجميع عن الملك ديفيد بلا أى مشاكل أو فوضى قد تؤثر على الأبدية " ليزا.

حك باى تشى ذقنه قليلاً فى تأمل.

*****

فى عائلة هان.

وفى قصر كبير توسط العائلة ليبدو كقصر من قصور العصور الوسطى.

تم تدمير القصور العشرة الأخرى لبناء هذا القصر لأجل القائد وزوجته وأبنهم.

للتخيل أن كل هذا القصر والذى يمكن أن يحوى ألف شخص بسهولة مبنى لكى يعيش فيه ثلاثة أفراد وبعض الخدم.... تجلى إسراف القائد فى بناء هذا القصر وخاصة فى مدة عشرة شهور.

كانت زوجة القائد تُشاهد إبنها هان لينغ يتدرب بهدوء.

زاد هان لينغ مِن صعوبة التمرين كثيراً على نفسه من زيادة حجم الأوزان التى يرتديها إلى القتال ضد نوع مِن الدمى الحديثة والتى تملك قدرات تتخطى الجسد البشرى بكثير.

فجأة شحب وجه زوجة القائد وهى تضع يدها على قلبها والذى كان يهتز كالمجنون.

" ديفيد.... ! "

*****

فى مكان أخر داخل عائلة هان.

فيلا هان يوفى { الخالة }.

كانت حالياً تتصفح على الهاتف إلى أن شعرت بألم شديد فى قلبها وسقط الهاتف من يدها.

شحب وجهها وإهتز جسدها بشده.

" ديفيد.. ماذا.. ماذا حدث لك ؟ ".

*****

فى الأبدية.

مر نصف شهر بالفعل وكان كل شئ يسير بسلالة رغم الشكوك التى إنتشرت فى الأبدية وخاصة للمسؤلين مِن الجيش أو الإدارة.

قبل نصف شهر أعلن باى تشى أن جلالته دخل عزل تدريبيه للإختراق.

ولكن الأمر كان صعب التقبل عليهم لأن ديفيد كان قد دخل عزلة للإختراق إلى المستوى الخامس وخرج منها قبل أيام قليلة فكيف يدخل عزلة أخرى بهذه السرعة.

شكوا فى هذا ولكنهم تصرفوا بشكل طبيعى ، بعد كل شئ طالما لم تتضرر أعمالهم ومصالحهم ومناصبهم فكل شئ أخر بخير.

فى منطقة الجيش وفى إحدى مناطق التدريب الخاصة.

كان باى تشى يُشرف حالياً على تدريب بعضٍ من الجنود الملكيين.

للجنود خمس تصنيفات.

نجم واحد.... جندى عادى وهم المنضمين الجدد.

نجمين.... جندى ضعيف.

ثلاثة نجوم.... جندى قوى.

أربعة نجوم.... جندى نخبة.

خمسة نجوم.... الجنود الملكيين.

" مرحباً الجنرال باى " ظهر شخص سمين فى خط البصر يرتدى ما يشير إلى كونه وزيراً.

حدق فيه باى تشى وعبس بعد كلٍ منطقة الجيش كانت محظورة على الجميع وحتى الجنود ما لم يكن لهم تدريب أو إستدعاء خاص بخلاف ذلك فلكل جندى فرقة مرتبطة بقائد مرتبط بجنرال ولهم وقت معين للتدريب ناهيك عن الوزراء فحتى رئيس الوزراء لا يمكن لقدمه أن تطأ هذا المكان ، هذا بخلاف أن هذه كانت منطقة لتدريب الجنود الملكيين مما جعل العقوبة أسوء.

هناك عقوبة بالفعل لدخول شخص غير مصرح له بالدخول إلى منطقة الجيش ناهيك عن منطقة الجنود الملكيين والتى تؤدى إلى الموت بدون أى فرصة للإحتجاج.

المشكلة الأكبر هنا هى وصول هذا الوزير والذى يعنى أن الجنود قد تركوه يدخل وإلا كيف لضعيف مثله أن يصل إلى منطقة كهذا والتى تكون محمية بالكثير من الجنود ظاهرين ومخفيين.

" الوزير شوى... ماذا تفعل هنا ؟ ، وكيف دخلت ؟ " سأل باى تشى بلهجة سيئة دون إخفاء نواياه.

" لقد أتيت لعرض صفقة " إبتسم الوزير شوى.

" عن ماذا تتحدث ؟ " باى تشى.

" الجنرال باى " توسعت إبتسامه الوزير شوى " أنا لستُ أحمقاً وأدرك ماذا يعنى غياب جلالته ولقد أتيت لمد يدى لك ومساعدتك بكل ما أستطيع من موارد ورجال ".

" لما ؟ " باى تشى.

" لكى تصعد للعرش ، وأنا فقط أريد أن أكون رئيس الوزراء بدلاً من أجلس وأستمع إلى هراء ذلك العجوز... وفقط أنت ، أنت الملك الحقيقى مَن يستحق ولائى " إبتسم الوزير شوى بثقة.

" إذاً أنت تعتقد أن الملك حدث له شئ بالفعل " باى تشى.

إنتشرت إبتسامة الوزير شوى لتصل إلى أذنه ويبدو كما لو تأكدت شكوكه من كلام باى تشى فتابع " أنا لم أقل هذا ولكنك قلته مما يعنى أنه حقيقى وأنا لن أسألك إن كان هذا مِن فعلك وحدك أو البقية ، أو هو حدث خارجى ، فكل ما يهمنى أنى سأدعمك بكل ما أستطيع لتصل للعرش مقابل أن تعطينى منصب رئيس الوزراء.. ما رأيك ؟ ، صفقة جيدة أليست كذلك ؟ ".

تخيل الوزير شوى موافقة باى تشى ثم ضخ موارده لإيصال باى تشى للعرش ثم الحصول على منصب رئيس الوزراء قبل أن يخلع باى تشى مِن الحكم ويحكم هو ، ويستمتع بكل إنجازات وشرف الأبدية وكنوزها وأسرارها.

فجأة قبل أن يدرك نزل ضغط عليه قام بتجميده إلتف الوزير شوى بصعوبة ليرى شخصاً يقف خلفه " ج..جـ.. جلالتك ".

ضربة

سقوط

ضرب ديفيد بيده على رأس الوزير شوى مما أسقطه أرضاً فاقداً للقدرة على الكلام أو الحركة ولكنه كان يرى ويسمع.

" باى تشى " ديفيد.

" جلالتك " إنحنى باى تشى.

" خذ هذا الكلب ومن ساعدة للوصول إلى هنا وإعدمهم فى الميدان الرئيسى تحت أعين كل سكان الأبدية ثم وافنى فى قاعة المدينة " أمر ديفيد قبل أن يختفى.

" أمرك " باى تشى.

إهتزت عيون الوزير شوى برعب وأراد الصراخ ، أراد طلب الرحمة ، أراد أن يقول أنه أخطأ ، ولكن للأسف تغيرت رؤيته ليظهر على منصة عالية فيها مقصلة بطول عشرة أمتار وفيها وقف كلٌ من لحظة ولورا وليزا والكثير من الأشخاص الملقون أمامهم كالكلاب بلا أدنى قدرة على الحركة.

بعضهم يرتدى ملابس جنود ، وأخرون قائدة ، وأخرون يرتدون ملابس سوداء مثل لحظة ، وأخرون يرتدون ملابس مسؤلين إداريين ووزراء.

إجتمع كل سكان الأبدية ، البعض ذهب للساحة عن طريق قنوات النقل المنتشرة فى كل الأبدية ، وأخرون إنتظروا الإسقاط والذى كان عبارة عن شاشة ضخمة تظهر فى كل مواقع الأبدية ، تظهر الساحة وما يحدث فيها.

أعلنت ليزا كونها الجنرال العام عن خروج الملك ديفيد من العزلة كما أعلنت عن خيانه هؤلاء ووجوب حكم الإعدام لهم.

" توقفوا " ظهر شخص حازم فوق الأربعين يرتدى زى قاضى ويتبعه إثنان خلفه شاب وشابه.

2021/05/11 · 285 مشاهدة · 1058 كلمة
نادي الروايات - 2024