الفصل الثالث : العودة للواقعية
يسأل الشاب بإبتسامة تغطي وجهه :"هذا المقعد لأحدهم ؟"
رديت عليه :"نعم للأسف " ...ثم انتابتني الفرحة عندما لمحت ليو يركب الحافلة .
أومأ الشاب رأسه مشيرا ذلك إلى أنه فهم ثم تحرك بعيدا , ليجلس على مقعد فارغ في الخلف .
ثم اقترب ليو من مقعدي و هو يبتسم كما يفعل كل يوم , ثم جلس بجانبي
و بعدها رحب بي قائلا : "مرحبا شارلي ".
أخذت نفسا عميقة ثم قلت :"ليس تشارلي , بل تشارلوت " ..هو يعلم كم أغضب عندما ينادني أحدهم بشارلي .
ثم تحدث كما لو أنه يسأل :" شار ؟".
ابتسمت له , :"حسنا , شار هي بخير "
توقفت الحافلة مرة أخرى عندها نزلنا جميعا , في غضون ذلك شخص ما دفعني من الخلف و تعثرت فجأة بإتجاه ليو , والذي أمسك بي فورا . حينها قلبي دخل في سباق , و احمرت وجنتاي .
تمتمت قائلة : "آسفة"
أجابني :"لا تقلقي من ذلك " ثم ابتسم و أكمل :"أنت دائما خرقاء ".
صحت :"هاي" , ثم لكمته برفق على كتفه
ضحك قليلا و قال : "ماذا ؟ , تعلمين أني محق ".
قلت :"نعم , أعلم ذلك " , ابتسمت بينما كنت أضع بعض الكتب داخل خزانتي , و التي تجاورها خزانة ليو .
ثم قال لي :"أراك في الغداء " ...و أغلق خزانته , فللأسف ليس لدينا أي دروس مع بعض , و لكن لحسن الحظ نتناول وجبة غذائنا مع بعض و هذا كافي بالنسبة لي .
أغلقت خزانتي و توجهت للصف . و حينما ولجت للقسم , جلست على مقعدي مباشرة و الذي يتواجد في الزاوية اليمنى . حينها أخذت نفسا و تذكرت حادثة صباح اليوم , ذلك الشاب .
أنا لا أدري كيف يشعر المرء عندما يقابل رفيق روحه , فأنا لم أخبر أحد ما عدى ليو بهذا الأمر لذلك لم يكن لي الحظ لي أسئل . و لهذا أنا لا أدري كيف من المفترض أن أشعر . و لكنني واثقة أن حياتي ستتغير جذريا . فعلى الرغم من أني لا أحبه بل أحب ليو . إلى أني أشك أنه سيتغير ذلك يوما ما من الأيام .
يدعي بعض الناس أن ذلك يسمى قدر . و سنرى في المستقبل ماإذا كان حقا يوجد شيئا ما كهذا .
"أيها التلاميذ , تعرفوا على التلميذ الجديد , اسمه أوغسط كلانسي " قالت المعلمة هاربور . مشيرة إلى شاب واقف أمامنا .
كان لديه شعر أشقر و أشعثا . و عيناه خضراء اللون , و التي تذكرني بقطة معلم البيانو الخاص بي .لديه نفس البريق التي توجد في تلك القطة .
"شارلوت ,أنت من ستأخذين أوغسط ليتعرف على الثانوية اليوم "
"سحقا " تمتمت بين نفسي , اليوم سيكون أطول يوم في حياتي .