2 - ١-رواية بريطانية : الروابط _ الفصل_ الثاني

الفصل الثاني :الفتى الآخر

لقد كنت قادرة على رؤية الصلات ( الروابط) كل حياتي . استغرق مني لحظة فقط لتعلم ذلك و لكن من ساعدني حقا في التمكن من ذلك هم والدي ( أي أمي و أبي) .


لأنهما لا يملكان أي صلة تربطاهما مع بعضهما البعض.


استغرق مني لحظة فقط كي انعزل عن هذا العالم . في الحقيقة كان ذلك قبل سبع سنوات عندما رأيت تلك الروابط بين الكلاب . و منذ ذلك الوقت لم أخبر اي أحد عن هذه الروابط . و لازلت حتى الآن لم أفهمها بالكامل .



لتفهم ما أقوله لك , عليك أن تتخيلني كما كنت في السابعة من عمري . أرى الناس يرتبطون ببعضهم البعض بواسطة صلة . يرتبط قلبهما مع بعضهما البعض . يبدوا هذا مربكا , صحيح ؟ حسنا صدقني , لقد رأيت ذلك .



عندما كانا والدي يتخاصمان , كنت أرتعب بشدة . فقد سمعت عن الكثير من حالات الطلاق لأباء من بعض الأطفال في مدرستي . و لكن لم أحسب قط أن والدي قد ينفصلان يوما ما .



كانت قصة طويلة و لكن باختصار : كنت مخطئتا في ظني .



بعد الطلاق . حصلت أمي على حق حضانتي . و بعد مرور سنة بدأت في مواعدة أحدهم .


استغرقت وقتا و لكنها أخيرا عرفتني للشخص الذي كان يرتبط قلبه بقلبها أخيرا .


ثم سألتها يوما ما إذا كنت تحبه حقا . هل تعرف ماذا ردت لي ؟" أجل أحبه .لقد كان كل هذا صدفة "..حينها بدات في رؤية الروابط بين الناس .


أول شخص تجرأت للقول له عن موضوع الروابط هو أفضل صديق لي . يدعى (ليو نوكس) . و كنت أتوقع أنه سينعتني بالمجنونة ثم يهرب بعيدا عني . و لكن ليس هذا ما حدث .



ربما لهذا السبب وقعت في حبه . يا لك من فتى هل وقعت في حبك حقا ؟ .انقلب كل شيء حينما وقعت في شباكه . و لكن رغم كل ذلك لم تكن بيننا رابطة تجمعنا . حينها فهمت معنى ذلك . فهمت أنه لن نكون مع بعض أبدا . و هذا الإحساس قتلني .



هناك شيء ما بخصوص المعرفة . المعرفة أنه بغض النظر عما يحدث فذلك مستحيل . بغض النظر عما يحدث بيننا , هو لن يحبني أبدا . هذا الشيء مغضب كثيرا و محبط أيضا . ما الذي قرر هذا ؟ من الذي قرر أن يحدث ذلك لنا ؟ من الذي نظر لي أنا بينما كنت رضيعة صغيرة و قال لي:"هاي , أتعلمين ماذا ؟ سأجعل حياتك معقدة للغاية ! ".



و في كل وقت يسألني ما إذا رأيت رفيق روحه . أشعر كما لو أن سكينا اخترق صدري . و طعنني في قلبي . مرة بعد كل مرة , حتى ترك جرحا كبيرا في قلبي . كانت تنتابني الرغبة في الصراخ على وجهه "أنا هنا ! أنا هنا أمامك ! " و لكن بالطبع , لم أتجرأ على فعلها .



و لهذا في هذا اليوم الذي قابلت فيه الصبي على متن الحافلة , أدركت ما يعنيه هذا . و لكن لم يعجبني ذلك على الاطلاق , حتى أني كرهت ذلك . فأنا و بعد كل تلك السنوات , لم أتوقف أبدا عن حب (ليو) , الفتى الذي كان مقدرا له ليحب شخصا آخر .



و لكن أنا أخبئ سرا لا يعلم به أي أحد . فأنا أعلم من هي رفيقة (ليو) الروحية . فهي تدرس في نفس ثانويتنا , و أول مرة أقبلها كانت عندما تواجهنا في اتجاه متعاكس .



هي أنانية جدا , و غبية أيضا و لئيمة كما أنها قاسية القلب . من الذي فعل هذا ؟ من الذي يرفض أن يربطا ببعضنا البعض للأبد ؟



و لكنني أعتقد أنني سأبقى أفعلها دائما . سأبقي دائما أبعده عن تلك الفتاة , لأنه يوجد دائما جانب مني لا يرغب في أن يبتعد عني و يرحل . و لكن الجزء الباقي يعلم بأنك ذلك سيحدث يوما ما .



مضحك كيف يحدث كل هذا , أليس كذلك ؟ نعتقد بأننا نملك خيارا , و نؤمن باننا سنختار نهايتنا . و لكن الحقيقة غير ذلك . نحن لا نتحكم بأي شيء على الإطلاق . إلا ان معظم الناس لا يدركون ذلك .



2017/05/25 · 394 مشاهدة · 660 كلمة
akram_bensalem
نادي الروايات - 2024