تحرك بيلين بسرعه فاقت الصوت بعشرات المرات ودخل الى المتجر قبل ان يلاحظ الحراس حتى.
لم تتغير الكثير من الامور في الداخل على عكس الخارج وكان الاثاث على نفس حالته تقريبًا، الاختلاف الوحيد هو مستوى الأمن العالي والاسعار.
كان هناك حارس في قمة العالم الثاني في كل زاويه وانتشر الموظفين في كل مكان كخلية نحل اثناء التحدث مع الزبائن.
لاحظ بيلين ان رائحة المتجر تغيرت ايضًا وكانت بذلات العمال راقيه ورفيعة المستوى للغايه مما جعل المتجر يضخ هاله من النبل.
بحث بيلين عن ابيس لبعض الوقت لكنه لم يجده في اي مكان وهذا امر طبيعي في الواقع.
بصفته المسؤول الاقتصادي لعائله نبيله فأن ثقل كلمة أبيس في الامبراطوريه تغير كثيرًا واصبح بمكانة بعض النبلاء ولم يكن من الملائم لشخص بوضعه ان يتعامل مع الزبائن.
توجه بيلين الى الدرج المؤدي الى الغرفه السفليه حيث تذكر انه منح كل حقوق هذه الغرفه الى ابيس قبل ان يذهب الى القارة الوسطى.
"توقف! العمال فقط"
خطى حارس في قمة العالم الثاني امام بيلين وسد طريقه.
رغم ان هاله بيلين اعلنت انه مقاتل في قمه العالم الثالث بوضوح الا ان الحارس لم يتردد في ايقافه مما يدل على مدى تدريبه.
لاحظ بيلين شارة رُسم عليها شعار الين يانغ الخاص بعائلته معلقه على صدر الحارس وكُتب تحتها بخط صغير بالكاد يمكن قراءته.
{نخبة حرس اسبيرو}
سخر بيلين في عقله عند رؤية ذلك لكنه لم ينطق بأي كلمه.
{اللهب الابيض}
خرجت شرارة نار بيضاء غير ملحوظه من اصبع بيلين واحرقت الطاقه من حولها بسرعه شديدة.
توقف قلب الحارس عند رؤيتها وتذكر حادثه قديمه قبل عدة سنوات.
[الفصل 50:
تم اجبار الحارس على الركوع على ركبه واحده من شدة الضغط ودخل بيلين بلا اي مقاومه.
"انا رئيس هذه العائلة، تذكر ذلك"
]
انحنى الحارس على الفور وترك بيلين يدخل بلا اي جدال هذه المره.
واقسم في عقله انه لن ينسى وجه بيلين مره اخرى ابدًا.
....
خطى بيلين في الطابق السفلي الذي كان مظلمًا للغاية وبالكاد رأى ما كان امامه.
{رمح النار}
ظهرت شرارات صغيرة مكونه من النار في جميع انحاء الغرفه وتكونت على شكل رمح بطول متر ونصف فقط.
حلق الرمح الى يد ابيس الذي تغير شكله كثيرًا على مدى السنوات ونظر الى بيلين بغير تصديق.
"سيد!"
ركع ابيس على ركبه واحدة غبر مصدقًا لما كان يراه وترك الرمح الذي كان قادرًا على اخافة حتى محاربي العالم الثالث يسقط على الارض.
لم يصدق ابيس انه كاد يهاجم سيده و بدأ في الاعتذار بسرعه.
"انا اسف... اعتقدت انك ميت!"
انزل ابيس رأسه ولم يتجرأ على النظر الى بيلين مباشرة.
لم يهتم بيلين كثيرًا بأبيس وكان مهتمًا اكثر في الرمح على الارض.
"العالم الثالث؟ يبدو انك تملك بعض المواهب في هذا المجال ايضًا..."
امسك بيلين بالرمح الناري بلا تردد و بدأ في تفحصه.
"لا! درجة حرارته عاليه للغايه!"
صرخ ابيس بسرعه لكنه ادرك مدى غباء ما قاله بعد ثانيه فقط.
امسك بيلين بالرمح الناري ولم تحترق قطعه صغيره من جلده حتى وبالكاد شعر بالحرارة.
اكتشف بيلين عدة اشياء عند النظر الى الرمح منها مدى تشابه نيران ابيس مع نيران جالاهاد حتى انه كان هناك لمحه صغيرة من القوانين الموجودة في الرمح وتعرف بيلين عليها على الفور.
رغم انها كانت مختلفه كثيرًا عن الخاصه بجالاهاد الا ان الشبه لا يزال واضحًا.
'يبدو انني سأقع ببعض المشاكل مع جالاهاد.."
فكر بيلين في عقله قبل ان تخرج شرارة لهب بيضاء صغيره امتصت الرمح في اقل من ثانيه.
"لا تقلق، رمح في الرتبه الاولى غير كافي للتأثير علي"
نظر بيلين بعدها الى ابيس وقيم شخصيته بالكامل.
اصبح جسد ابيس نحيلًا للغايه وسيطر الشعر الابيض على وجهه واختفى شعرة الاحمر المتألق.
"ماذا حدث لك؟"
سأل بيلين وهو يقول في حاله من الدهشه الكامله، لا يجب ان يصل ساحر في العالم الثالث الى هذه الدرجه ابدًا قبل سن ال 300 عام ولا يزال ابيس في عامه ال 54.
"في هذا الشأن...."
ملئ التردد وجه ابيس لكنه تغلب عليه في النهايه تحت نظرات بيلين.
"انها قصة طويله، من فضلك اجلس"
وقف ابيس من حاله الركوع واشار الى كرسي ليجلس عليه بيلين.
شعر ابيس بأنه مجنون عند تذكر ما حدث لكنه لا يزال يروي القصه عندما رأى بيلين جالسًا على كرسي بتعبير من الاهتمام.
"بدأ الامر بعد ان اختفيت بعدة ايام... شعرت انا وبيلياس بالجنون في ذلك الوقت وفعلنا كل شيء بمقدورنا للعثور عليك لكننا فشلنا"
اخذ ابيس نفسًا سريعًا قبل ان يشعر بان عظامه كادت ان تكسر.
جلس ابيس على الفور واستمر في روايه القصه.
"ظهر ساحر غريب المظهر طوله يبلغ ال 190 سم او ربما اكثر بقليل وكانت اكثر صفاته بروزًا هي.."
اشار ابيس الى وجه بيلين عندما انتهى من الحديث.
"ماذا تقصد؟!"
تفاجئ بيلين قليلًا وامر ابيس بالاستمرار على الفور.
"شعر ابيض وعينين حمراوتين مثل الدم وملابس بيضاء كالثلج كما انه ارتدى شعار عائلتنا وكان يشبهك كثيرًا وبدى انه ليس اكثر من مجرد نسخه منك
كان ذلك الشخص في العالم الثالث الرتبه الثالثه في ذلك الوقت ولم نستطع انا وبيلياس ان نكبحه واوقع بنا في احلام لا تنتهي وعندما استيقظت كنت في هذه الحاله"
اشار ابيس الى نفسه بسخريه واضحه.
"كان بيلياس على ما يرام بسبب ان عمره كان صغيرًا بالاساس بالاضافه الى انه فارس يتمتع بحيويه لا تنتهي تقريبًا اما أنا فقد اصبحت رجلًا عجوزا بالكاد يستطيع ان يحرك اطرافه..."
"ماذا رأيت في ذلك الحلم؟"
سأل بيلين ويبدو انه كان يفقد عقله من كل التفاصيل الغير ضروريه التي رواها ابيس باستمرار.
لاحظ ابيس ذلك وقرر ان يبدأ في روايه الاشياء المهمه حقًا.
"عالم مكون من النيران البيضاء فقط، اتذكر بوضوح انني قضيت حوالي ال 10 اعوام كامله هناك وبالكاد بقيت على قيد الحياه
كل شراره سواء كانت كبيره او صغيره كافيه لقتلي في نفس اللحظه وكانت المخلوقات في ذلك العالم هائله وقويه للغايه
التنانين والنمور والافاعي العملاقه التي بلغ طولها ال 1,000 متر منتشره هناك مثل الحشرات و كل المخلوقات هناك بلا استثناء تملك القدره على التحكم بالنار ما عداي انا وبيلياس
الشيء الوحيد الذي استفدنا منه هو كثافه الطاقه الروحيه الهائله وكثرة الاماكن الأمنه مثل الكهوف وما الى اخره....
استمررنا انا وبيلياس في الاختباء في هذه السنوات حتى خرجنا في النهايه واكتشفنا انه كان مجرد حلم لكن التقدم الذي حصلنا عليه في ذلك البعد كان حقيقيًا
لكن لكل شيء ثمن، استهلاك الحيويه وطاقة الحياه في ذلك العالم اكثر ب 20 ضعف و العشر سنوات هناك مثل ال 200 سنه في هذا العالم"
انطلقت طاقه ذهبيه من يد بيلين واحاطت بجسد ابيس من كل الجهات اثناء تفحصه بلا توقف.
"عمر جسدك هو 270 عامًا ولا يزال امامك حوالي ال 90 سنه للعيش وآمالك في التقدم الى العالم الرابع معدومه ما لم تحل مشاكل جسدك في اسرع وقت"
سخر ابيس وتحدث كما لو ان نهايته كانت محتومه ولا يمكن اصلاحها.
"لقد حاولت لكنني لا استطيع ان افعل اي شيء، عجزت الجرعات والتشكيلات والكنوز عن فعل اي شيء اعتقد انه من المقدر لي ان لا اتبع طريق القوة..."
عبس بيلين وتحدث ببعض الغضب في صوته.
"لا يحق لأحد اتباعي ان يستسلم بسبب مثل هذه الاشياء الغبيه"
اخرج بيلين كميه كبيره من الذهب الاسود ووضعها على الارض اثناء النظر الى ابيس.
"ان خرجت كلمه واحده عما سيحدث الآن فسوف تندم على ولادتك"
تحدث بيلين قبل ان يفعل اثنين من افضل التشكيلات لديه.
{تشكيل الدمج}
{تشكيل العشر آلاف روح}
____ ____
هذا الفصل هدية من Re Narim
سيرفر الديسكورد في خانة الدعم