رواية نجاة الصياد الأخير في العالم السحري

" السيد الشاب..."

كنت مستغرقاً في قراءة احد الكتب عن طب الأعشاب عندما قاطعني ألفريد

وضعت الكتاب جانباً. " هل هناك مشكلة يا ألفريد؟.."

" هناك شخص موجود عند الباب، و يقول بأنه عامل توصيل من شركة ميكالف، هل أنت من طلبت هذه المواد..". نظر ألفريد نحوي بشك

لقد وصل أخيراً !

قاومت رغبتي في القفز، و وقفت بهدوء. " هذا صحيح، سأذهب لأستلمها..".

خرجت من المكتبة، لكن ألفريد تبعني بنظرة قلقة. " لكن هذه المواد التي طلبتها خطرة بعض الشيء و بعضها سام، السيد الشاب ما الذي تنوي فعله.."

" ألفريد..". توقفت و نظرت الى ألفريد بجدية. " أنا لن اؤذي نفسي او اسبب الأذى للاخرين...ارجو ان تثق بي.."

ذُهل ألفريد عندما سمعني، لكنه اومئ. " لا اعرف ما الذي تخطط لفعله، لكن سوف ادعو أن توفقك الالهه..."

نظرنا في عيون بعضنا لثواني صامتة، كان هذا كافياً لإنشاء تفاهم بيننا

مشيت نحو الباب، و هذه المرة لم يتبعني ألفريد

عند وصولي الى مدخل قصر عائلة فورد، رأيت شاحنة كبيرة، كان هناك شاب يرتدي ملابس حمراء و بيضاء، مع قبعة حمراء

نزع الشاب قبعته و هو ينحني بلطف. " العميل العزيز، هذه هي الطلبية الخاصة بك..".

سلمني عامل التوصيل صندوقاً كبيراً

كما هو متوقع من أكبر شركة توصيل في الإمبراطورية، جميع موظفيهم مدربون بشكل جيد

" جيد، شكراً لك...". استدرت للدخول

" احم..". سعل عامل التوصيل

عندما رأى انني استدرت بإتجاهه، مد يده و هو يفرك اصبعيه و ابتسامة ماهرة على وجهه

امسكت الصندوق بأحد يدي، بينما مددت يدي الآخرى لمصافحة عامل التوصيل. " انا ألكسندر فورد، سعيد بلقائك.."

"هاه..". اندهش الرجل للحظة، لكن سرعان ما تدارك الموقف و أجبر ابتسامة. " أنا اندرسون..سعيد بلقائك.."

كانت الإبتسامة على وجه اندرسون بائسه للغاية

التفت و دخلت الى القصر

بينما اشعر بنظرات أندرسون تخترقني

همف، هل تريد أن تأخذ بقشيش مني؟

لم يستطع أي احد ان يسلبني فلساً واحداً طوال حياتي

أنا اعرف ان هذا الرجل يحصل على راتب عالي، لأن شركة ميكالف تهتم بموظفيها و تمنحهم علاوات بين الحين و الآخر

لكن يبدو ان هذا الرجل قد رأى بأنني مجرد سيد شاب غني، لذلك حاول ان يحصل على بعض المال الإضافي

ذهبت الى غرفتي، و قمت بوضع الصندوق على الأرض

جلست على ركبتي، و بدأت ارتب المواد على الأرض، مثل الطفل الذي يلعب بألعابه

قد يبدو هذا غريباً للوهلة الأولى ، لكنني استمتع بصنع الجرعات و السموم

هذه هي هوايتي المفضلة، أنا لا اضيع وقتي الثمين، على عكس بقية الصيادين انا كنت اعتمد على السموم بشكل كبير

قمت بإختراع متفجرات تطلق سحابة من الغاز السام، و صنعت انواع مختلفة من هذه الغازات، بعضها سام و يقتل الضحية مباشرة، بينما بعضها تكون تأثيراته ابسط، مثل الغاز الذي يسبب الشلل

بالطبع سوف استنشق هذا الغاز أيضاً، لكنني استطيع تحنب تأثيرات هذا الغاز عن طريق جعل جسدي يتكيف مع هذه الغاز، و هكذا سوف اكتسب مناعة ضد هذه السموم

يبدو الأمر بسيطاً، صحيح؟

لا، لأن الأمر مؤلم كالجحيم

انا مضطر لتناول جرعات منخفضة التركيز من هذه السموم، و يجب ان يزيد التركيز في كل مرة عن التي قبلها

و يجب ان تستمر هذه العملية حتى يعتاد جسدي على هذا السم، و خلالها يجب ان أتحمل مختلف أنواع التأثيرات و الأعراض المؤلمة التي تسببها هذه المواد

لكن النتيجة تستحق هذا الجهد

هذه السموم هي سلاحي الذي أنقذني مرات لا تحصى، لذلك، يجب ان اقوم بتجهيز نفسه بترسانة من السموم لجميع المواقف

لكن قبل ذلك، يجب ان أُحضر اول جرعة

حصلت على وصفة هذه الجرعة من أحد القبائل القديمة

تسمى جرعة (الوحي القادم من الشرق)

هذه الجرعة سوف تجعل جسدي يتكيف مع طاقة تسمى ( التشي)

انا لا أبالغ عندما أقول بأن التشي هي الطاقة المثلى لمسار الصياد و مسار اللص

حتى أسياد مسار الصياد كانوا مذهولين عندما اكتشفوا وجود طاقة التشي

ان طاقة التشي تنساب في الجسد مثل التيار، و عبر عروق الجسم، هذا يكسب الجسم المرونة المطلوبة في هذه المسارات

اما بالنسبة لطاقة الأورا، فهي تتجمع داخل القلب، و المسارات التي تستفيد من هذه الطاقة هي مسار العناصر و مسار العملاق

اما المسارات الشريرة و المظلمة مثل مسار المسخ و مسار الفساد

فهم يستخدمون نوع من الطاقة ، يسمى (طاقة الفيتاي)

حتى مسار التناسخ، الذي إبتكرته كنيسة التناسخ كانت يعتمد على هذا النوع من الطاقة

لا اعرف ما اذا كانوا قد استخدموا طاقة أخرى، لكن المتعارف عنهم انهم يعتمدون على طاقة الفيتاي

لكن طاقة الفيتاي هي طاقة وحشية و غير مستقرة، هذا هو السبب في أن أغلب من يتبعون هذه المسارات يكونون مجانين و غير مستقرين عقلياً

كل جرعة تتكون من عنصرين اساسيين

الجوهر: هي المواد الأهم و التي تشكل قلب كل جرعة ، غالباً ما تكون مادتين او ثلاثة على الاكثر ، ان إستخدام البدائل في هذه الحالة ينطوي على بعض الخطر و قد يقلل تأثيرات الجرعة

المذيب: و هي مجموعة من المواد الكيميائية السائلة، هي تستخدم لإذابة مواد الجوهر و تقوم بدعم و تقوية تأثيرات الجرعة بشكل جزئي، و يكون من السهل استخدام مواد بديلة في حالة المذيب

استطعت تحضير المذيب مسبقاً، لأنني طلبت من ألفريد شرائها من المدينة

هي مواد شائعة جداً لذلك لم يشك ألفريد بأي شيء

الآن حان وقت إكمال الجرعة بإضافة مواد الجوهر

ان جوهر جرعة ( الوحي القادم من الشرق) تتضمن ثلاث مواد، لكن بسبب عدم توفر هذه المواد في هذا العالم اضطررت لاستخدام مواد بديلة

هذا سوف يقلل تأثير الجرعة، لكن هذا أفضل من لاشيء

المواد هي

جذر بيوني الأبيض

وردة هونيفيسكل

زعانف قرش الكراسيوس

لعقت شفتي و انا اضيف مواد الجوهر الى المحلول

هناك ترتيب محدد لكل إضافة، و في بعض الأحيان يجب ان تنتظر بضعة دقائق حتى تذوب المادة بالكامل قبل ان تضيف المادة الجديدة

هذه عملية دقيقة جداً، و تتطلب حذراً و صبراً

هناك جرعات تتطلب مواد نادرة جداً و من الصعب إيجادها، فأي خطأ مهما كان صغيراً سوف يتسبب بفشل الجرعة

نظرت الى السائل الأزرق الغامق امامي

كانت هناك فقاعات على سطح هذا السائل و تخرج منه ابخرة تنشر رائحة غريبة في المكان