كانت ليلى تجلس داخل العربة، و يديها على ركبتيها

كانت هناك نظرة شك و تعقيد على وجهها

هي لم تستطع إستيعاب ما حدث سابقاً

كيف تفادى ألكسندر ضرباتها بسهولة؟

و كيف تمكن من ايقاف هجومها و جعل جسدها مشلولاً بنظرة واحدة؟

هل كانت صدفة او مجرد خيالها؟

لا، هذا مستحيل، هي متأكدة من ذلك، كان الشعور المخيف الذي شعرت به في ذلك الوقت حقيقياً

لأنها اختبرت شعور الرهبة من قبل عندما كانت تشاهد مبارزة بين الشخصيات القوية الموجودة داخل العاصمة

لكن هذه المرة كانت مختلفة ، لأن الشخص الذي جعلها تشعر بهذه المشاعر كان مجرد مراهق عادي و ليس احد تلك الشخصيات التي عاشت لفترة طويلة

هي شعرت بالخجل من فشلها، لم تتوقع ان يحدث مثل هذا الشيء بسبب زيارة بسيطة لقصر عائلة فورد

كانت تريد تقديم اعتذار لألكسندر كما أمرها والدها، لكن انتهى الامر بطريقة غير متوقعة

كل ما ارادته هو الهروب من ذلك المكان، حتى انها قد نسيت ان تعتذر

تنهدت ليلى بإنزعاج

" هل حدث شيء داخل قصر عائلة فورد ؟...". سمعت ليلى صوتاً انثوياً قادماً من امامها

نظرت ليلى بإتجاه الشخص الذي تحدث

كان هناك شخصية مغطاة بالدروع بالكامل تقاطع يديها و هي تجلس امام ليلى

سواء الجسد او الوجه، لم يكن هناك أي شيء واضح من ملامح هذه الشخصية

كان الصوت الذي خرج من الدرع هو الدليل الوحيد على كونها انثى

نظرت ليلى الى الفارسة التي تم تكليفها بحمايتها

كان جميع أفراد العائلة الإمبراطورية يمتلكون فرساناً يحرسونهم في جميع الأوقات

و كانت هذه الفارسة التي اسمها اناستازيا افضل الفرسان الذين يحرسونها

كانت اناستازيا تنتمي لعائلة من العامة، لكنها استطاعت ان تنضم الى الحرس الإمبراطوري بعد ان اكتشف قائد الحرس الإمبراطوري موهبتها

و بعد تحقيقها للعديد من الإنجازات، حصلت اناستازيا على ترقية و تم تكليفها بحراسة الأميرة ليلى

انسجم ليلى و اناستازيا معاً بعد سنوات من البقاء معاً، حيث ان ليلى تعتبر اناستازيا مثل اختها الكبرى التي تستطيع ان تشاركها افكارها، و ان تخبرها بأحزانها و المشاكل التي تواجهها

لكنها لم تكن تريد ان تخبرها بما حدث داخل قصر عائلة فورد ، لأنها شعرت بالخجل

" هل حاول وريث عائلة فورد ان يقوم بشيء غبي؟..". تحدثت اناستازيا بصوت عدائي

كانت اناستازيا تعلم ان ليلى لم تكن ترغب بزيارة قصر عائلة فورد بعد ان أنهت الخطوبه

هي ترافق ليلى طوال الوقت لذلك هي تعلم ان ألكسندر كان يستمر بمضايقة ليلى و تضييع وقتها

لكن الإمبراطور أجبر ليلى على الذهاب الى هناك و الإعتذار

لم تكن اناستازيا تهتم بالإمور السياسية و الغرف المغلقة التي يتم فيها حل الخلافات ، كل ما يهمها هو رفاهية الاميرة

كان عليها ان تتصرف بحذر، حتى لو لم تكن خائفة على نفسها، فهي يجب ان لا تسبب مشاكل لليلى او تضعها في موقف صعب

لكن اذا تجرأ ألكسندر على الإساءة لسيدتها فهي لن تقف مكتوفة الأيدي

" لم يحدث شيء مهم..". اجابت ليلى بلامبالاة عندما شعرت بنظرة اناستازيا الفاحصة

اومأت اناستازيا بشكل لا يمكن تمييزه

اذا لم ترد ليلى التحدث، فيجب على اناستازيا ان تتوقف عن السؤال

----------------

استيقظت ألكسندر من نومه

وجد نفسه مستلقياً على فراشه

متى وصلت الى هنا؟

الأهم من ذلك، لماذا لا اتذكر اي شيء بشأن يوم أمس؟

هو تذكر حلماً غريباً راوده الليلة الماضية، لكنه القى بهذه الافكار جانباً و حاول تذكر ماذا حدث في الواقع

لكن مهما حاول التذكر، كان ينتظره الفشل فقط

نهض من الفراش و بدأ يبحث عن ألفريد

سأل بعض الخدم الذين كانوا ينظفون القصر

اخبره الخدم ان ألفريد موجود في المطبخ

اومأ ألكسندر برأسه و توجه الى المطبخ

لكن كان هناك شيء يحيره

لماذا الخدم كان يلقون عليه هذه النظرات الغريبة؟

هذه لم خياله بالتأكيد، كانت تصرفات الخدم مريبة هذا اليوم

زاد ألكسندر من سرعته، هو اراد ان يعرف ماذا حدث خلال ذلك الوقت، و الفريد هو الشخص الوحيد الذي يثق به ألكسندر

وصل ألكسندر الى المطبخ ، كان المكان يعج بالعمال الذين يتحركون في جميع الإتجاهات بنشاط للقيام بأعمالهم

هو رأى الفريد يتحدث مع الشيف عن شيء ما و يبدو انها قضية خطيرة، لأنهم كانوا يحملون وحوه جدية و تعابير خطيرة

دخل ألكسندر الى المطبخ. " صباح الخير.."

توقف العمال عن الحركة، و المطبخ الذي كان مملوءاً بالضجيج سابقاً، اصبح هادئاً الآن

كان الجميع ينظر الى ألكسندر

حتى عمال المطبخ ينظرون إلي بهذه النظرات الغريبة

لاحظ ألكسندر تصرفات الأشخاص المتواجدين في المطبخ ، و هي نفس تصرفات الخدم الذين التقى بهم ألكسندر سابقاً

مشى ألكسندر بهدوء و جلس على احد الكراسي ، قاطع يديه و قال. " الفريد ، لقد رأيت حلماً غريباً الليلة الماضية.."

" حلم؟..". نظر الفريد نحو ألكسندر بإستغراب

" نعم، كان حلماً عن الأميرة ليلى، في الواقع، انا نسيت اغلب ذلك الحلم، لكنني اتذكر بأنها هاجمتني او شيء من هذا القبيل.."

هممم؟ لماذا ينظر إلي الجميع هكذا؟

"......." كان جميع الخدم بمن فيهم ألفريد يلقون تلك النظرات الغريبة بإتجاه ألكسندر

حتى ان بعضهم كانوا يكافحون ليكتموا ضحكتهم

" الفريد..". نظر ألكسندر نحو الخادم العجوز. " ماذا حدث الليلة الماضية بحق الجحيم؟.."

" ذلك لم حلماً...". رد الفريد بإقتضاب

"........" هاه؟

2023/09/30 · 209 مشاهدة · 792 كلمة
Lordran
نادي الروايات - 2025