كان هناك شاب مستلقي على سرير ضخم, على الرغم من الملابس الأنيقة التي يرتديها إلا انها كانت غير مرتبه
كانت عيون ذلك الشاب حمراء و كأنه بكى لفترة طويلة. " أين أنا؟....كيف يعقل انني نجوت؟"
نهض الشاب من السرير و وقف أمام المرآة الموجودة بالقرب من السرير
أنعكس على المرآة شكل شاب في السابعة عشر من عمره, لون شعره أبيض مع عيون رمادية كالأحجار الكريمة
لمس الشاب وجهه و يبدو مرتبكاً
"لا...لا ..". ردد الشاب هذه الكلمة مراراً و تكراراً
تشوه تعبيره, و هو يرفض ما يحدث له
" لماذا؟ كان يجب أن اموت هناك, لقد كفرت عن جميع خطاياي, ألا أستحق الموت بسلام؟...". كان صوته مملوءاً بالألم
تذكر كل ما مر به خلال الفترة الأخيرة, انقلبت حياته رأساً على عقب فجأة، و تورط في قضايا خارقة للطبيعة, في البداية هو بذل ما في وسعه للنجاة, هو لم يرد أن يكون موته من دون معنى
انه يدرك ان حياته لم تكن مجرد لهب شمعه تستطيع تلك الكيانات اخماده متى ارادت ذلك, و مع ذلك هو استمر بالقتال
لكن في النهاية, هو وصل الى حدوده, وقف امام الحقيقة القاسية, هو لم يكن سوى دمية يتم التلاعب بها طوال الوقت
القى نظرة للخلف ليجد ان الطريق الذي سلكه كان معبداً بالجثث و مدهوناً بالدم, هذه كانت الضربة التي جعلته يستيقظ من تلك الأوهام
اذا لم استطع انا النجاة فلا يحق لكم ان تهربوا ايضاً
حاول ما بوسعه لإسقاط أولئك الشيطان البشرية, حتى استطاع القضاء على آخر واحد منهم
هو كان يحتضر, لكن الرضا قد غمر روحه, اعتقد انه سوف يرتاح أخيراً بعد هذه السنوات من العيش في خوف
كان اخير ما يتذكره هو الزئير الذي هز السماء و الأرض و الذي تسبب بظهور تشققات في السماء
عادةً هو سيرتجف من الخوف و يبدأ بالجري, لكنه يحتضر الآن و لم يتبقى له الكثير من الوقت في هذه الحياة لذلك ابتسم بسخرية و هو ينظر للسماء التي تشققت الى قطع
هاهاها, اخيراً سوف اتخلص منك أيها الوحش اللعين, طاردني الى الجانب الأخر اذا كنت تملك الشجاعة
ثم اصبح وعيه ضبابياً
ظن انه ميت
لكنه استيقظ فجأة في مكان غير مألوف, و يبدو انه في جسد مختلف عن جسده الأصلي
هذا جعله يشتعل من الغضب, هو لم يرد أن يستمر بالعيش, اذن لماذا هو قد تناسخ؟
اتجه الى النافذه المفتوحة, استطاع ان يرى حديقة واسعة مغطاة بلون الثلج الأبيض, و ما زال الثلج يتساقط بخفه
تجاهل الشاب المنظر الخلاب الذي امامه و نظر الى الأسفل
اذا قمت برمي نفسي من هذا الإرتفاع فعلى الأغلب سوف اصاب بكسور شديدة و لكنني لن اموت
خطرت في باله فكرة الإنتحار, هو لم يرد ان يستمر بعيش مثل هذه الحياة
" السيد الشاب؟". سمع الشاب صوتاً خلفه
عندما استدار رأى رجلاً عجوزاً يرتدي بذلة خدم أنيقة, كان شعره رمادياً مع شارب كثيف مرتب بأناقه
" السيد الشاب ماذا تفعل؟..". سأل الرجل العجوز و يمد يده بحذر
ادرك الشاب انه لا يعرف هذا المكان او هوية صاحب هذا الجسد
مثلت هذه مشكلة كبيرة, اذا عرف احدهم انه قد استولى على جسد هذا الفتى, فلا يمكن التنبؤ بردة فعل عائلته
اصبح وجه الشاب هادئاً و هو يعيد بصره الحديقة . " انا استنشق بعض الهواء النقي."
" لكن الجو بارد, سوف تصاب بنزلة برد على هذا النحو ". اغلق الخادم العجوز النافذة بإحكام, ثم وجه نظرته نحوي
" هل تريد ان اجلب الطعام الى غرفتك؟"
كان الشاب يضع يديه على وركيه و رأسه الى أسفل و هو يحاول جاهداً أن يتذكر أي شيء من ذكريات صاحب هذا الجسد
تنهد الخادم العجوز عندما رأى أن سيده الشاب ينظر للإسفل. " السيد الشاب أعرف انه كان قراراً صادماً بالنسبة لك, لكننا لم نستطع أن نرفض أمر الأميرة"
نظر الشاب الى الخادم العجوز بحيرة. "هاه؟.."
امال الخادم العجوز رأسه للجانب قليلاً. " هل هناك مشكلة السيد الشاب؟"
بدأت ذكريات تتدفق في ذهنه
اسمه ألكسندر و ينتمي الى عائلة فورد, احد العوائل النبيلة في إمبراطورية لوراسيا
كانت مجرد شظايا من الذاكرة, و لكن يبدو انه قد حدثت بعض المشاكل بين صاحب هذا الجسد و خطيبته التي هي من العائلة الإمبراطورية
هذا إدى الى تبعات سيئة انتهت بإلغاء الخطوبة بينه و بين الاميرة
و يبدو ان هذا قد كسر ألكسندر
هو تذكر منظره في المرآة, كانت عيونه حمراء و متورمة ، مع أثر الدموع على وجنتيه
هل كان يبكي بسبب إلغاء خطوبته مع الأميرة؟
يا له من شاب مثير للشفقة
فجأة بدأت ذكرى عن ألكسندر و هو يركع أمام فتاة ذات شعر ذهبي- وردي
بدأ ألكسندر بالتوسل لها حتى لا تتركه و الدموع تخرج من عينيه
لاااااا
سقطت على ركبتي و أنا امسك برأسي
كيف...كيف انتقلت الى مثل هذا الشاب المثير للشفقة؟
كان الخجل و العار يملؤني
هو فعل الكثير من الأفعال الجبانه من قبل
لكنه لم يقم بالتخلي عن كرامته و الركوع امام طفلة صغيرة
في الواقع, كان ألكسندر السابق هو من فعل هذا, لكن هذا لا يهم الآن, لأنه الآن من يتحكم في هذا الجسد, هذا يعني ان عليه ان يتحمل هذا العار