ليس الأمر أنه لم يضطر للركوع امام شخص من قبل

هو اضطر لفعل ذلك عدة مرات, لكن الظروف كانت مختلفه

هو ركع و توسل لحياته امام كيانات كونية قوية

لكنه لم يركع امام اميرة بشرية صغيرة

هذا كان اذلالاً بالنسبة له

"السيد الشاب". اصيب الخادم العجوز بالصدمة عندما إنهار ألكسندر و امسك رأسه بيديه

استجمع ألكسندر شتات نفسه و نهض على قدميه

لا داعي للقلق

هذا مجرد شيء صغير

" السيد الشاب لا داعي لأن تصاب بخيبة الأمل لأن الأميرة و اميليا قد تركوك..". حاول الخادم العجوز ان يواسي ألكسندر

هل قال اميليا؟

نظر ألكسندر الى الخادم العجوز و هو يشعر بشعور مشؤوم

فجأة بدأت ذكريات تتدفق في ذهنه

كان ألكسندر يقف امام فتاة ذات شعر اخضر و عيون زمردية

كانت الفتاة غاضبة و قامت بصفع ألكسندر

هل تعرضت ايضاً للصفع؟

وضعت يدي على خدي و كأنني تعرضت للصفع حالاً

سقط ألكسندر على اطرافه الأربعة و هو ينظر للأرض

لماذا لا يسير اي شيء بشكل صحيح بالنسبة لي

الأميرة الملكية قامت بإهانتي, و تم صفعي من قبل امرأة نبيلة

هل هناك شيء أسوء؟

عض ألكسندر على شفتيه و وقف على قدميه مرة أخرى

نظر بحذر الى الخادم العجوز, هو استطاع ان يتذكر أسم هذا الخادم من ذكريات ألكسندر. " هل هناك المزيد من الأخبار يا الفريد؟.."

"هذا...". كان الفريد متردداً للحظة, لكنه تنهد في النهاية و قال " الإمبراطور قد منع تعدد الزوجات.."

كان ألكسندر يجهز نفسه للضربة الجديدة, لذلك هو كان على وشك أن يسقط على ركبتيه و يبدأ بالصراخ من جديد بعد ان ينتهي الفريد من الكلام

لكنه توقف في منتصف الطريق و نظر الى ألفريد بشك. " الامبراطور منع تعدد الزوجات؟"

"هذا صحيح.."

انتظر لحظة, ما علاقتي بتعدد الزوجات؟.

اصبح وجه ألكسندر غريباً

تابع الفريد كلامه بصوت هامس. " أن السيد يتناول الطعام في الأسفل, ما رأيك ان تتناول معه الطعام, هو كان غاضباً جداً، أنا متأكد أن وجودك سوف يخفف غضبه قليلاً..."

"طعام..همم..". غالبا ما كانت أتناول الطعام عندما أواجه مشكلة امامي، لذلك كان عرض الفريد مغرياً

تقدم ألكسندر بخطوات هادئة و لكن حذرة, هو شخص لم يستعد جميع المعلومات المتعلقة بهذا العالم او بمالك هذا الجسد

لذلك يجب ان يتجنب اثارة شكوك من حوله

نظر الفريد بصدمة الى ألكسندر. " هل تريد أن تأكل معه حقاً؟"

التفت ألكسندر الى الخادم العجوز و قال بشك. "انت من أقترح هذا, هل هناك مشكلة؟..".

صمت ألفريد و تبعني بهدوء

بدأت اندم على قراري

من تصرفات ألفريد يبدو أن هناك مشاكل بيني و بين والدي, لكن لم استطع أستعادة هذا الجزء من الذاكرة

لكنني لا استطيع التراجع عن كلامي ... و يعود هذا جزئياً الى كوني اتضور جوعاً

و لا أستطيع أن أسأل ألفريد او أي من الخدم, لأن هذا سوف يثير شكوكهم

من هو الشخص الذي يسأل عن معلومات عن والده؟

وصلت الى قاعة الطعام, كانت هنا طاولة طويلة توزعت عليها اطباق تحتوي مختلف أصناف الطعام

أصطف الخدم على شكل خط واحد على اليسار بإنتظار إنتهاء أسيادهم من الطعام

على الرغم أن المائدة كانت كبيرة, إلا ان هناك شخصين فقط جالسين على هذه المائدة

رجل في منتصف العمر بلون شعر رمادي و عيون رمادية

و فتاة مراهقة ذات شعر رمادي و لون عيون حمراء كالياقوت

هذا الرجل هو الوالد البيلوجي لألكسندر، ثيودور فورد, احد الحكام الأربعة الذين يخدمون تحت الإمبراطور شخصياً, و هو مستخدم الرمح الأشهر في الإمبراطورية

أما هذه الفتاة الصغيرة فهي ماريا فورد, أختي الكبرى

كنت اسمع صوت السكاكين و الشوكات و هي تصطدم بالأطباق و أنا اقترب منهم

" صباح الخير...". وصلت الى المائدة و جلست على أحد المقاعد الفارغة

عندما جلست, اصبح المكان هادئاً بشكل غريب

شعرت بالعديد من العيون موجهة نحوي, لكنني تجاهلتهم و بدأت أنظر الى المائدة امامي حتى أرى أي الأطباق سوف تجذب انتباهي

تصرف بشكل اعتيادي, لا تجذب انتباه غير ضروري

كررت هذه العبارة في داخلي كالتعويذة

قررت ان ارفع عيني عن الأطباق و أنظر الى والدي و أختي

رأيت ثيودور ينظر إلي بغضب و صدمة

أما أختي فهي كانت تنظر إلي بإشمئزاز كأنها تنظر الى قمامة

وجهت نظري الى الخدم الذين كانت تعلوهم نظرة صدمة و هم ينظرون إلي

"......". يبدو انه لا فائدة من خطة عدم جذب الإنتباه

لكنني قررت تجاهل الجميع، و وضعت قطعة لحم كبيرة على طبقي و بدأت بتقطيعها الى قطع صغيرة

"ألكسندر...". تحدث ثيودور لأول مرة. " أعلم أنك لا تملك الموهبة في إستخدام السحر, لكنك جزء من عائلة فورد, كان يمكنك أن تتولى منصباً حكومياً لائقاً و تكون زوج للأميرة الملكية, لكنك أفسدت الأمر..."

كان وجه ثيودور مملوءاً بخيبة الأمل

توقفت عن تقطيع اللحم و ما زلت احدق في الطبق امامي

مرت ذكرى ألكسندر الذي ركع أمام الأميرة, و التعبير الحزين الذي على وجهه عندما صفعته اميليا

احكم قبضتي على أدوات المائدة التي امسكها بيدي, و بدأ الغضب يتصاعد داخلي

حاولت أن اسيطر على مشاعري, أنا اعلم ان هذه المشاعر لم تكن تخصني

أنا لست خبيراً, لكنني امتلك بعض المعرفة عن الارواح, خاصة بعد التعامل مع مجموعة من المجانين مثل كنيسة التناسخ

اخذت نفساً عميقاً ثم زفرت, اختفى الغضب و حل محله الهدوء

2023/09/21 · 310 مشاهدة · 800 كلمة
Lordran
نادي الروايات - 2025