وقفت امام سور عملاق
كان اللون الأبيض للسور يصدر توهجاً خافتاً تحت ضوء شمس الصباح
هذا هو السور مدينة كايرن، هو سور استخدم في بنائه نوع خاص من الأحجار
كان السور يفصل بين حدود الإمبراطورية و غابة روبانا
يشبه الأمر سور الصين العظيم
حيث أن هذا السور يحتوي على ابراح مراقبة لرصد أي تحركات مشبوهة داخل الغابة
اذا كان هناك وحش قوي يقترب من الحدود، فسيتم إكتشافه مباشرة و سيتم إرسال الجنود لهزيمة ذلك الوحش
كانت هناك حوادث حيث اندفعت الوحوش نحو حدود الإمبراطورية
هذا ما يسمى بمد الوحوش
لكن السور اثبت فعاليته في التصدي لتلك الوحوش
هذا ادى الى اسكات جميع الأصوات التي كانت تتذمر بشأن التكلفة الضخمة التي إحتاجها بناء السور
اقتربت من احدى البوابات الضخمة، هذه البوابة هي احدى المداخل التي تستخدم للدخول و الخروج من الغابة
كانت هذه البوابات ضرورية لأن هناك مغامرين يدخلون و يخرجون يومياً
انت لا تتوقع ان يقوموا بالقفز فوق السور، صحيح؟
" السيد الشاب...". وقف امامي الجندي المسؤول عن حماية البوابة و خلفه اصطف الجنود
بإعتباري السيد الشاب لعائلة فورد، كنت مشهور نسبياً داخل مدينة كايرن
لذلك كان من الطبيعي ان يعرف الجنود و المسؤولون الحكوميون مظهري، ففي النهاية، اما هو إبن رئيسهم
ابتسمت و أومأت برأسي، استرخى اغلب الجنود عندما لاحظوا سلوكي الودي
انا لم ارد أن اسبب لهم الإزعاج، هم جنود يخدمون عائلة فورد
اخبرت الكابتن بسبب مجيئي الى هنا. " انا اريد دخول الغابة.."
" هذا...". كانت نظرة الكابتن مملوءة بالشك. " أن الغابة خطرة قليلاً، بالإضافة الى وجود قطاع الطرق...."
اومأت عندما سمعت تحذير الكابتن. " أنا سوف اتدرب في المنطقة الخارجية ، انا لست ساذجاً حتى اذهب الى المناطق العميقة بمستوى قوتي المنخفضة.."
استرخى الكابتن، و لكنه لم يقلل حذره. " ارجو ان ترسل اشارة إستغاثة في حال حدوث أي مشكلة .."
سلمني الكابتن جهازاً صغيراً، يتم اعطاء هذا الجهاز لكل من يريد دخول الغابة، هو يستخدم لإرسال إشارة استغاثة في حالة مواجهة وحش قوي او قطاع الطرق الخطيرين
بالطبع عليك أن تعيد هذا الجهاز عندما تعود من الغابة، و اذا فقدته فسوف تضطر لدفع غرامة كبيرة
دخلت الى الغابة، رأيت الاشجار من مختلف الانواع و الأحجام امامي
لم استطع منع نفسي من الإبتسام، هذا المنظر امامي اعاد لي ذكريات لا تنسى
إندفعت الى الأمام بسرعة و لم انظر الى الخلف
هناك تهديدان داخل غابة روبانا و التي يجب ان تحذر منها
الأول، هو الوحوش
الثاني، هو قطاع الطرق
لا يمكن معرفة من هو المجرم و من هو المغامر العادي، لذلك يستغل الأوغاد هذه الميزة
يدخلون الى الغابة، و من ثم يرتدون قناعاً و يبدأون بمهاجمة المغامرين الأخرين حتى يسرقونهم
و في أغلب الحالات سوف يتم قتل جميع هؤلاء المغامرين الأبرياء
المشكلة تكمن في أن الجنود لا يعرفون أشكال قطاع الطرق
و هم لا يستطيعون معرفة بأن الأشياء التي يحملها هؤلاء المجرمين هي أشياء مسروقة
و في نفس الوقت ، هم لا يستطيعون منع الناس من دخول الغابة، لأن منعهم سوف يؤدي الى قطع ارزاق الملايين من العوائل
و هؤلاء المغامرين يقدمون خدمة كبيرة للإمبراطورية، لأنهم ينظفون الحدود من الوحوش
لماذا يجب ان نرسل الجنود المدربين الى الحدود بينما لدينا ملايين المغامرين الذي يقومون بمحاربة تلك الوحوش.....هذا ما قاله احد وزراء الإمبراطورية، و هو يعترف بدور المغمرين في حماية الحدود جنباً الى جنب مع عائلة فورد
لذلك، يجب ان تكون حذراً عندما تلتقي بمغامر آخر داخل الغابة
رميت حقيبتي على الأرض و اخرجت رداء الأسود و قناع ثعلب ابيض مع خطوط حمراء على جانبيه
هذا هو التنكر الذي سأستخدمه في هذه المهمة
اما لن أقوم بصيد الوحوش، لأن المال الذي سأحصل عليه من هذا العمل لن يسد إحتياجاتي
انا بحاجة الى طريقة للحصول على مال أكثر
من برأيكم هو أفضل فريسة داخل هذه الغابة؟
الوحوش؟
بالتأكيد لا
أفضل فريسة هم البشر
لأن البشر يحملون المال و الكنوز
لن أهاجم الأبرياء، انا سوف اسرق قطاع الطرق الأوغاد، و أيضاً سأستهدف الأطفال النبلاء الذي يتدربون في هذه الغابة
ارتديت جميع ملابسي و ثبت القناع على وجهي
قد تتسائلون لماذا سأستهدف الأطفال النبلاء، على الرغم أنهم ليسوا اشراراً مثل قطاع الطرق
حسناً...السبب لأنهم يمتكلون اكبر قدر من المال
بالإضافة الى كونهم يستطيعون الحصول على أموال من عائلاتهم في حال تعرضوا للنهب
لذلك لن اتردد لحظة في سرقة....سعال..استعارة الاموال من هؤلاء الأطفال
ليس الأمر انني سأؤذيهم، فأنا سوف اعطيهم درساً في هذه الحياة، درساً سوف يجعلهم يدركون مدى قسوة هذه الحياة
و الأفضل من كل هذا، هو أن هذا الدرس مجاني
اللعنه، انا اكون لطيفاً جداً في بعض الأحيان
تعمقت في الغابة، و تجاوزت المنطقة الخارجية، لأن قطاع الطرق لن يتجرأوا على القيام بأعمالهم في المنطقة الخارجية التي يتم مراقبتها من قبل الجنود طوال الوقت
" اوهو...انظروا من لدينا هنا..". سمعت صوتاً خشناً قادماً من اليمين
خرج ثلاثة رجال مقنعين من خلف احد الأشجار، كانوا جميعهم عضليين و يحملون اسلحة
ابتسمت و لعقت شفتي
يبدو انني وجدت فريستي الأولى