كان ألكسندر يقف امام حديقة ضخمة تحتوي على اشجار عالية، هذه الحديقة تقع خلف قصر عائلة فورد
حسب المعلومات التي حصل عليها ألكسندر، فإن هذه الحديقة كان جزئاً من غابة روبانا، و لكن تم احتلال جزء كبير من الغابة من قبل البشر، الذين بنوا مدينة كايرن على هذا الجزء من الغابة
لم يتم قطع هذه الاشجار و تحويلها الى منطقة سكنية مثل بقية أجزاء غابة روبانا التي احتلها البشر
هذا ما كان يحير ألكسندر. هذه الحديقة لم تكن صغيرة، و هي خالية من الحيوانات و الوحوش، من غير المنطقي إبقاء هذه المنطقة من دون إستخدام
ألكسندر لاحظ شذوذاً في هذه المنطقه منذ اليوم الأول الذي وصل فيه الى هذا العالم
و هو خطط لإستكشافها، لكنه أجل الموضوع لانه كان يحتاج الى القيام ببعض الاشياء المستعجلة
الغريب في الأمر هو انه نسي تماماً أمر هذه الغابة، هذا كان غير طبيعي بالنسبة لألكسندر الذي كان يتأكد من تذكر أي شيء غريب يصادفه
هو كان ينوي أن يستكشف هذه الحديقة قبل أن يدخل الى غابة روبانا، لكن حدث الأمر مرة أخرى و نسي امر هذه الحديقة للمرة الثانية
هذا جعل ألكسندر اكثر تشككاً
كيف حدث هذا الأمر مرتين؟
قرر أن يسأل البستانيين المسؤولين عن رعاية الحدائق في قصر عائلة فورد
جميعهم اجابوا اجابة واحدة
عن أي حديقة تتكلم؟
عندما اخذهم الى تلك الحديقة هم وقفوا هناك مذهولين، لكن سرعان ما تذكروا بان هناك حديقة هنا. حيث قالوا بأن لا احد يتعب نفسه بالاقتراب منها
هم يعرفون بأن هناك حديقة في هذا المكان، و لكنهم نسوا امرها، و كأن هناك شيئاً يؤثر على ذاكرتهم
كانت هذه الحديقة الغامضة تقع على بعد دقائق من قصر عائلة فورد
لذلك من غير الطبيعي أن لا يتذكر أحد هذه الحديقة، خاصةً الحراس المسؤولين عن حراسة القصر
كان الخدم هم محاربين مدربين لحماية القصر في حالات الطوارئ، حنى اضعف الخدم وصل المستوى السابع
و اقوى محارب بين الخدم هو ألفريد الذي وصل الى المستوى الخامس
كيف تم التأثير على هؤلاء المحاربين بحيث تم تشتيت انتباههم لنسيان أمر هذه الحديقة
قرر ألكسندر دخول الحديقة حالاً و من دون تأخير، هو يدرك بأنه اذا غادر الآن فسينسى هذا الموضوع مجدداً
كانت الأشجار العملاقة تحجب ضوء الشمس و لم تتمكن سوى بضع خيوط ذهبية من التسلل بين الفروع و الاوراق الكثيفة
لم يكن هناك ممشى في هذا المكان لذلك كانت الارض وعرة، لكن هذا لم يزعج ألكسندر لأنه معتاد على مثل هذه الظروف
مرت عشر دقائق منذ دخوله الغابة، ظن بأنه وصل الى نهاية الحديقة. لكن عندما خرج هو رأى بانه قد عاد من حيث اتى
ماذا؟
جعد ألكسندر حاجبيه، هو كان يمشي في خط مستقيم. لذلك، من المفترض ان يصل الى الجهة الاخرى من الحديقة
دخل الى الغابة مرة أخرى لكنه عاد الى نقطة البداية
"......" ماذا يحدث بحق السماء؟
هو متأكد أن هناك خطأ في مكانٍ ما، لكن لا يعرف أين
كان عقله يعمل بكامل قوته لفهم ما يحدث هنا، هو توصل الى تفسير معين، و لكن كان من الصعب تقبل هذه النتيجة
التفسير الوحيد لما يحدث هو انه يتواجد ختم على هذه الحديقة
كانت الاختام هي طقوس و شعائر صوفية غامضة، كان هناك مسار كامل يختص بالاختام
( مسار الختم)
كانوا نادرين بشكل لا يصدق، و ليس هناك اكثر من بضع عشرات من الاشخاص الذين يتبعون مسار الختم في جميع العوالم المتعددة
كان اتباع هذا المسار غير قادرين على القتال بشكل مباشر، و مع ذلك هم استطاعوا تعويض هذا الضعف من خلال إتقانهم للتشكيلات التي يمكن إستعمالها كسلاح ضد اعدائهم
كانت هذه التشكيلات عبارة عن مجموعة من الاختام التي يتم نشرها في مكان محدد لغرض معين
وظائف هذه الاختام كانت مختلفة، بعضها كام يستخدم لحماية مكان معين عن طريق إخفاء هذا المكان عن أعين الاخرين مثل إنشاء وهم لإخفاء الهدف
هناك اختام تؤثر على ارواح الاخرين مما يجعلهم يبتعدون عن المكان المراد حمايته، مثلما يحدث في هذه الحديقة
بالطبع، هناك اختام للهجوم و قتل الأعداء
لكن نادراً ما يتم مصادفة شخص يتبع هذا المسار بسبب صعوبة متطلبات هذا المسار
كانت المتطلب الاهم في هذا المسار هو قوة الروح
كانت الروح أهم من الجسد، اذا تم تدمير جسدك او تضرر فيمكنك البحث عن جسد جديد او تستولي على جثة شخص ميت
لكن اذا تم تدمير روحك فسوف ينتهي كل شيء و تختفي من الوجود
جميع اتباع المسارات كانوا يمتلكون ارواح قوية خاصةً اصحاب المستويات القوية
لكن بقية المسارات لا يمكن ان تستخدم ارواحهم للهجوم ، أي ان روحهم تستخدم للدفاع فقط
اما مسار الختم فكان يستطيع شن هجوم روحي على اعدائه و قتلهم من دون ان يحرك إصبعاً
يبدو الأمر رائعاً و لكن تطبيقه كان صعباً بشكل لا يصدق، و يحتاج الى عشرات السنوات من التدريب
لذلك، اغلب الأشخاص الذين يتبعون هذا المسار يكونون من الاعراق ذات الاعمار الطويلة، لأن الاعراق ذات العمر القصير مثل البشر لن يستطيعوا أن يحققوا مستوى عالي في هذا المسار
هل يعقل بأن هناك شخص يستطيع استخدام الاختام في هذا العالم؟ و لماذا هناك مثل هذا المكان خلف قصر عائلة فورد؟
بدأ ألكسندر بأن يشك لاول مرة بأن تناسخه في هذا العالم لم يكن مجرد صدفة
--------
عاد ألكسندر الى القصر
كان ينظر الى الاسفل و يبدو مركزاً جداً
كان يحاول أن يحتفظ على تركيزه حتى لا ينسى أمر الحديقة الغامضة
" السيد الشاب..". اقترب ألفريد من ألكسندر
"الفريد..". نظر ألكسندر الى ألفريد. " اسمعني جيداً لن اكرر هذا مرة أخرى، بعد اسبوع من الآن أريدك اني تذكرني بالذهاب الى المنطقة خلف القصر.."
كان الفريد ينظر الى وجه ألكسندر
هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها مثل هذا التعبير الجدي و المضطرب على وجه ألكسندر
لم يسأل ألفريد، و أومئ برأسه. " كما تتمنى..."
يدرك ألكسندر انه سوف ينسى أمر الحديقة بمجرد ان يفقد تركيزه
و هو لا يستطيع ان يطلب من ألفريد ان يذكره بأمر الغابة لان الفريد سوف ينسى أيضاً
لهذا هو جاء بخطة اخرى، سوف يطلب من ألفريد ان يذكره بالذهاب الى المنطقة خلف القصر
في هذه الحالة لن ينسى الفريد، لان الموضوع ليس له علاقة بالحديقة بشكل مباشر. لذلك، لن يتفعل الختم
و بمجرد ان يذهب ألكسندر الى ذلك المكان فهو سيرى الحديقة و سيتذكر كل شيء بشكل طبيعي
سمع ألكسندر صوت ضجيج قادم من الخارج
نظر الى ألفريد الذي لاحظ أيضاً وجود مشكلة تحدث خارجاً
خرج الإثنان ليروا ان هناك عموداً ذهبياً يصل الى السماء