كان الناس الذين يمشون في احد شوارع مدينة كايرن يسترقون النظر الى سيارة سوداء فارهه كانت تناقض المنزل البسيط الذي تقف أمامه
خرجت فتاة ذات شعر فضي قصير من السيارة و انحنت بخفة بإتجاه السائق
اومئ السائق رأسه بخفة و غادر المكان
" نير..". سمعت نير صوت رجل يناديها
التفت نير الى والدها الذي كان ينظر نحوها بقلق
كان جيسون عائداً الى المنزل بعد يوم عمل مرهق، لكنه لمح سيارة سوداء فاخرة امام منزله
كان المشاة ينظرون بإعجاب الى هذه السيارة، لكن جيسون اصبح قلقاً
لماذا هذه السيارة امام منزلي؟
وقف جيسون امام منزله و لم يتجرأ على الإقتراب من السيارة، هو يتوقع ان تكون هذه السيارة ملكاً لأحد النبلاء او فرداً من عائلة غنية. لذلك، هو لم يتجرأ على ازعاج مالك هذه السيارة
هو كان يتمنى بأن يكون وجود هذه السيارة امام منزله مجرد صدفة و بأنهم سيغادرون قريباً
هو لم يفعل شيئاً خاطئاً، لكنه يدرك بأنه اذا أزعج شخصاً قوياً فسوف تكون نهايته، و قد تتورط عائلته أيضاً
فتح باب السيارة و خرجت منها فتاة ذات شعر فضي قصير
اتسع فم جيسون عندما رأى ابنته تخرج من هذه السيارة
في ماذا تورطت نير؟
اندفع جيسون نحو ابنته و قام بسحبها داخل المنزل بعدما رأى بأن السيارة قد غادرت المكان
فتح جيسون الباب بيده بينما يمسك نير بيده الاخرى
" نير!.". سمع نير و حيسون اصوات صراخ عندما دخلا المنزل
اندفعت امرأة ذات شعر فضي طويل مع طفلين صغيرين و عانقوا نير بشدة
" ماما...". لم تقاوم نير عناقهم القوي. " ما هي المشكلة؟...". هي تسائلت عن سبب هذا الصراخ المفاجئ
" ما هي المشكلة؟! ألم تصلك أي من الاتصالات و الرسائل التي قمت بإرسالها لك؟!..".
" سامانثا، اهدئي قليلاً..". حاول جيسون تهدئة زوجته
"اهدئ؟! ..". زاد غضب سامانثا. "يبدو انكم لم تسمعوا الاخبار التي انتشرت الآن، هناك قاتل مجنون يقوم بقتل و سرقة الآخرين في غابة روبانا..."
" قاتل؟..". نظر جيسون الى نير بقلق. " هل هذا صحيح؟.."
"انا لا أعرف شيئاً عن هذا الموضوع..". تظاهرت نير بالجهل
" لا يهم إن كنتي تعرفين ام لا، انتي ممنوعة من الذهاب الى الغابة حتى يتم الإمساك بذلك المجرم.."
"......" ألا يعني هذا بأنني ممنوعة من الذهاب الى هناك لبقية حياتي؟
كانت نير هي الشخص الوحيد الذي يعرف هوية روبن هود، و هي تدرك بأنه من المستحيل ان يتم الامساك به. و حتى لو استطاعوا معرفة هوية روبن هود، فلن يتجرأ احد على لمس ألكسندر فورد
حاولت نير ان تطلب المساعدة من والدها، و لكن جيسون كان يجلس على ركبتيه و يتحدث مع طفليه الصغيرين، متظاهراً بعدم سماع هذه المحادثة
"......" لماذا لا يمكن ان يكون والدها اكثر موثوقية
تنهدت نير داخلياً و اذعنت لأوامر والدتها. "حسناً, انا لن اذهب..."
اومأت سامانثا و ابتسمت برضا
" نير...". وقف جيسون على قدميه و اصبح وجهه جدياً. " لماذا نزلتي من تلك السيارة؟.."
" السيارة؟..". نظرت سامانثا الى جيسون بشك
اخبرها جيسون بما رأه
كان جيسون و سامانثا ينظران الى نير و ينتظران تفسيرا
كانت نير قد جهزت عذراً مناسباً
هي أخبرت والديها بأنها انقذت وريث عائلة فورد عندما كان يحاول الهروب من قطيع من الذئاب. لذلك هو كافئها بدعوتها الى منزله و اعطاها نواة الوحوش، ثم جعل احد الخدم يوصلها الى المنزل
هي لم تتجرأ على إخبار والديها بما حدث فعلاً، هي تعرف تبعات انكشاف الحقيقة، فقررت ان تأخذ هذا السر معها الى القبر
توقعت ان يسعد والديها عندما يسمعان أنها انقذت شخصاً مهماً مثل ألكسندر فورد
و لكن وجوههم لم تكن جيدة على الإطلاق، و كانا ينظران الى بعضهما في شك و قلق
" لم يكن عليك ان تذهبي معه..". لم تخفي سامانثا قلقها
" انا لم أستطع رفضه..". حاولت نير التبرير
" كان يمكنك ان تعتذري بأدب.."
" سامانثا...". قاطع جيسون زوجته. ثم وجه كلامه الى نير. " اعرف انكي سعيدة بمساعدة الآخرين، لكننا لا نعرف هذا الشخص و ما هي تصرفاته، ماذا لو حاول إيذائك او كانت لديه نوايا سيئة، نحن لا نستطيع ان نحارب عائلة فورد.."
خفضت نير رأسها، هي لم تنزعح من كلام والديها لانها تعرف بأن هذا التوبيخ نابع من قلقهما عليها
كان هناك الكثير من النبلاء الذين يتلذذون بالدوس على الأشخاص الأدنى منهم في المرتبة و القوة
كان العامة يتوخون الحذر عند التعامل مع النبلاء
ابتسم جيسون و حاول تلطيف الأجواء. " حسناً، هناك الكثير من النبلاء السيئين، و لكن يبدو أن وريث عائلة فورد ليس من هذا النوع، ما هي شخصيته؟.."
رفعت نير راسها و التقت بعيون والدها، ادركت بانه يحاول التخفيف من حزنها
ابتسم و روت لهم عن ألكسندر الذي استضافها في قصره و ألفريد الذي كان مثل الجد الحنون
اخبرتهم عن الوليمة اللذيذة و المكتبة المبهرة
" هل يمكننا الذهاب الى هناك لتناول الطعام....". سأل احد اخوة نير ببراءة
" هاها، يجب ان تسأل اختك، قد تأخذك معها عندما تذهب لزيارة السيد فورد...". فرك جيسون شعر ابنه الذي كان يضحك بحيويه
" ياااي..". هتف الطفلان عندما سمعا ذلك
" ما زلت أشك بانه أحد أولئك النبلاء الفاسقين...". همست سامانثا و تبدو غير مقتنعة بأن ألكسندر شخص بريء
قامت نير ببيع جميع النوى في احد المتاجر قبل أن تعود الى البيت. اخرجت نير الاموال التي حصلت عليها ما جعل عيون جيسون و سامانثا تضيء
" يجب أن نذهب الى المعبد حتى نقدم شكرنا للالهه ثيماس على هذه الثروة...". ضمت سامانثا يديها و تبدو سعيدة بهذه الاموال
" انتي محقة، اليوم هو يوم مبارك بالنسبة لنا، بالإضافة الى اغلب المواطنين يذهبون الى المعبد في هذا اليوم. لذلك هذه فرصة لتقديم شكرنا للالهه ثيماس...". نهض جيسون من كرسيه و حث الجميع على ارتداء افضل ملابسهم
-------------
كانت نير و عائلتها يقفون امام تمثال ثيماس و هم يركعون على ركبهم
كان المكان مكتظاً بالمؤمنين الذي جاءوا من القرى المحيطة بمدينة كايرن، خاصةً في يوم الاجازة
كانت نير تصلي و هي مغمضة العينين. هي شعرت بشعور غريب و كأن جسدها كان خفيفاً و يمتلك قوة هائلة
هي لم تستطع ان تفتح عينيها، و كأن شيئاً يمنعها من ذلك
" نير!.." هتف جيسون عندما رأى نوراً ذهبياً يصدر من جسد نير
انجذب اهتمام الجميع نحو نير التي كان توهجها يزداد تدريجياً
حضر حرس المعبد و رجال الدين المسؤولين عن المعبد و لكنهم وقفوا على بعد مسافة معينة و لم يقتربوا من نير
كانت هناك نظرة مشكوكة على وجوههم و كأنهم ينتظرون شيئاً
صدر شعاع من النور الذهبي من جسد نير و اخترق السقف
" القديسة..". همس أحد رجال الدين و هو ينظر بإحترام الى النور الذهبي