بعد ان غادرت الغابة مع نير، خططت لخطوتي التالية

التقرب من نير

كيف تتقرب من الآخرين؟

حسناً...انا لا اعرف ايضاً

انا عشت بشكل منفرد لأغلب حياتي، و نادراً ما اختلط مع الآخرين

ليس لدي شخص استطيع ان اناديه بالصديق

اقرب شخص كان لدي هو الشخص الذي دربني، على الرغم انه لم يعتبرني كتلميذ له، إلا انني اعتبرته سيدي

لكن لا اعتقد انني سوف اواجه مشكلة كبيرة في التقرب من شخص مثل نير

هي قوية و تمتلك بعض الذكاء فيما يخص القتال

لكن هذا لا يعني انها تمتلك ذكاءاً اجتماعياً، لذلك سوف احاول استخدام بعض الطرق البسيطة كخطوة اولى

بعد بضع كلمات عن ان نير هي صديقي الأول و بعد ان اعطيتها نوى الوحوش التي قمنا بصيدها في الغابة، لاحظت حصول تغيير في مشاعر نير

كانت نظرتها نحوي بشكل مختلف

"......" هل الامر بهذه البساطة؟

ظننت ان الأمر سيكون صعباً و سأحتاج الى فترة طويلة حتى اكتسب ثقتها، لكنها اقتنعت بعد بضع كلمات

عند النظر الى ابتسامتها البريئة بدأت اشك في قراري للحظة

"....." هل انا اتخذت القرار الصحيح بالتقرب من هذه البلهاء؟

لكنني لا استطيع ان ادير وجهي بكل وقاحة، لذلك قررت ان استمر بمجاراتها

عندها وصل ألفريد الى مكاننا، كان هذا سريعاً

لم تمضي سوى دقائق منذ غادرنا الغابة، لابد ان حراس الغابة قد ابلغوه بموقعي

نظرت الى حالته المثيرة للشفقة، شعرت بالذنب قليلاً، لابد انه قد كان يقضي اليومين الاخيرين بالبحث عني

امسك الفريد بكتفي ثم سقط على ركبتيه

حاولت مساعدته على النهوض. " ألفريد ، سوف تتسخ بذلتك..."

" السيد الشاب، هل تريد ان تسبب ازمة قلبية لهذا الرجل العجوز..". كانت هناك دموع في زوايا عيون الفريد

" هذا...". تجنبت نظرته و حاولت تغيير الموضوع. " الفريد، دعني اقدم لك صديقي الجديد.."

"صديق!..". ظهر تعبير مصدوم على وجه ألفريد، نظر الى نير و زادت صدمته و هو يصرخ. " فتاة؟.."

لماذا انت مصدوم لأنني اكتسبت صديقاً؟

تحولت صدمة الفريد الى شك، اقترب مني و همس بقلق. " السيد الشاب، انت لا تخطط لأن تقوم بالشيء الذي افكر فيه.."

استطعت ان افهم معنى نظرة الفريد، رددت بنبرة عاجزة. " نحن اصدقاء، قمنا بصيد الوحوش معاً في الغابة، ليس لدي أي افكار غريبة بشأنها..."

" أستطيع ان اشعر بالراحة اذن..". تنهد الفريد بإرتياح

"....." أي نوع من الأشخاص يظنني هذا الرجل العجوز؟

تنهدت و انا التفت الى نير. " ما رأيك بأن تتناولي معي الطعام في منزلي؟.."

" هاه؟..". تلعثمت نير في البداية، لكنها اومأت بإيجاب

----------------

كان ألفريد يقود سيارة الليموزين، بينما ينظر الى المرآة ليلقي نظرة على ألكسندر و نير بين الحين و الاخر

كان لديه شك في البداية بأن ألكسندر قد يكون لديه بعض الافكار السيئة

لكن سرعان ما هدأ ألفريد. على الرغم أن ألكسندر كان يرتكب الكثير من الأشياء الغبية هذه الأيام، إلا انه لم يفعل شيئاً يؤذي الاخرين بشكل مباشر، كل ما فعله هو التسبب بإزعاج للخدم

كان اخ ألكسندر الاصغر زير نساء يغازل الفتيات في كل مكان، بينما كان ألكسندر من النوع الكتوم الذي لا يحب الاختلاط بالاخرين

لذلك على عكس لوكاس الذي كان معروفاً و لديه الكثير من الاصدقاء، كان ألكسندر يقضي معظم وقته داخل القصر و ليس لديه أي صديق تقريباً

لهذا لم يكن الفريد قلقاً من ان ألكسندر كان يريد استغلال هذه الفتاة العامية بشكل غير لائق

نظر بإهتمام الى ألكسندر و نير الذين كانا يتكلمان و يضحكان مع بعضهما

هل استطاع ألكسندر أن يجد شخصاً يمكن أن يعتبره صديقاً بعد هذه السنوات من الوحدة؟

شعر الفريد بالارتياح بشكل تدريجي، واكمل قيادة السيارة بهدوء

-----------

كانت نير تنظر الى المائدة المملوءة بالطعام

التقط ألكسندر الشوكة و السكين. " ارجوكي اشعري بالراحة، اعتبري هذا المكان مثل منزلك.."

أخرج ألكسندر جميع الخدم من الغرفة حتى تشعر نير بالراحة عندما تأكل

ابتلعت نير كمية من اللعاب و هي تنظر الى الطعام بحذر، لكن انتصرت شهيتها في النهاية و بدأت تتناول الطعام

نظر ألكسندر نحوها بإبتسامة، هو يعرف بأن هذه الفتاة من عشاق الطعام مثله بالضبط

لذلك هي لا تستطيع ان تقمع رغبتها في تناول هذا الطعام اللذيذ

تناولي كل هذا الطعام يا صغيرتي، تناولي كل ما تريدين.....نظر ألكسندر الى نير المنغمسة في تناول الطعام

-----------------

كان نير و ألكسندر يحتسيان الشاي في المكتبة

"هذه المكتبة اضخم من مكتبة المدينة...". كانت نير مبهورة بمكتبة عائلة فورد الضخمة

ابتسم ألكسندر و لم يرد

بدأ جسد نير يشعر بالتعب بعد هذه الوجبة الدسمة، لكنها حاولت ان لا تظهر هذا

" هل تريدين النوم في بيتي؟..". ضحك ألكسندر عندما رأى عيون نير المتعبة

" لا تضايقني..". احمرت نير و ابعدت عينيها بخجل

" سوف اجعل احد الخدم يوصلك الى بيتك.."

" لا داعي لذلك أنا...". رفعت نير يديها و حاولت الرفض بأدب

لكن ألكسندر قاطعها. " انتي متعبة جداً، ماذا سيحدث اذا حاول شخص ما الإعتداء عليك؟ انا من دعوتك الى منزلي، سوف اندم لبقية حياتي اذا حصل لك شيء بعد ان تغادري منزلي.."

"هذا...". ابتسمت نير بتوتر، هي لم تعرف كيف ترد على هذا البيان

قام الكسندر بتكليف احد الخدم بمهمة توصيل نير الى منزلها

نظرت نير الى ألكسندر قبل ان تركب السيارة، كان ألكسندر يقف امام بوابة القصر و لوح لها بإبتسامة لطيفة

ابتسمت نير و هي تلوح مودعة، ثم ركبت السيارة

2023/10/28 · 153 مشاهدة · 817 كلمة
Lordran
نادي الروايات - 2025