كان هناك فكرة واحدة تدور في ذهن ألكسندر
فقدان الذاكرة
هذا الشعور ليس غريباً عنه، لانه مر بتجربة مماثلة عندما كان يتجول في العوالم المتعددة
لكن الأمر كان مختلفاً في ذلك الوقت، هو استخدم جرعة خاصة تؤثر على ذكريات المستخدم
تلك الجرعة كانت لها اثار جانبية مرعبة
سوف تعود ذكرياتك بشكل تدريجي. و تصبح تلك الذكريات مثل الكابوس و قد تدفع المرء الى الجنون في بعض الحالات
لهذا نادراً ما يتم إستخدام هذه الجرعة بسبب خطورتها
ألكسندر استعمل هذه الجرعة مضطراً، هو لم يهتم بالعواقب او تبعات هذه الخطوة
كانت هذه الجرعة هي الخطوة الاولى في طريق الانتقام
ما حدث له دفعه الى اليأس و الجنون، لكنه لم يرد ان ينتهي الأمر هكذا، هو اراد ان يغير و لو شيئاً ضئيلاً من هذا الواقع المرير
لكنه لم يستطع أن يتحرك الى الامام مع هذه الذكريات التي تثقل كاهله
كان يجب عليه أن يرمي هذه الاوزان ليستطيع التقدم الى الأمام
و كانت جرعة (فقدان الذاكرة) هي الطريقة الوحيدة لتحقيق هذا الهدف
حتى مع تناسخه في هذا العالم ما زالت بعض ذكرياته ضبابية و كأنها اوهام او احلام غير واقعية
بعد التفكير بعمق هو تأكد بأن ما يحدث له ليس له علاقة بهذه الجرعة
ان تأثير الجرعة قوي و سيجعل المستخدم ينسى ما حدث خلال الاشهر الاخيرة قبل استخدام الجرعة
لكنه يتذكر جيداً ما حدث له أول امس عندما التقى نير و عودتهما الى القصر
كل ما نسيه ألكسندر كان يتعلق بالفترة بعد عودة نير الى منزلها
ماذا فعل خلال تلك الفترة؟
مهما حاول هو لم يستطع التذكر
هو لم يقدر على الاستمرار في التفكير في هذا الأمر، لأن لديه موضوعاً قد يهدد حياته
يبدو أن الالهه الصغرى الستة قد اختاروا ستة اشخاص
رأى ألكسندر عمود النور الذي نزل من السماء
بالنسبة للبشر العاديين كان هذا شيئاً مقدساً و لا يستطيع فعله سوى الكائنات القوية مثل الالهه
فقط ألكسندر كان يدرك بأن هذا العمود كان مجرد غلاف خارجي لإخفاء شيء ما
عندما سمع ألكسندر عن أن الالهه قد ابلغت المختارين بالخطر الذي يهدد هذا العالم
علم على الفور أن ذلك العمود الذهبي كان يحتوي على شظية روحية دخلت الى اجساد المختارين
يبدو انهم استخدموا هذه الطريقة لأنهم خائفون من أن شخصاً ما قد يرى هذه الشظايا الروحية
من هو ذلك الشخص الذي جعل هؤلاء الالهه يتخذون مثل هذه الإجراءات الاحترازي
كان رصد الشظايا الروحية يحتاج الى قوة و مهارة لا يمتلكها سوء اشباه العظماء
هل يعقل ان هناك شبه عظيم مختبئ في مكان ما في هذا العالم؟
ظن ألكسندر بأن هذا العالم امن لانه معزول عن العوالم المتعددة الغارقة في الفوضى
لكن يبدو أن هناك مخاطر كامنة في هذا المكان اكثر مما كان يتوقع
يجب أن يكون اكثر حذراً في المستقبل
اذا اكتشف احد الالهه أمره فعندها ستكون نهايته
ماذا ستفعل عندما تجد ان هناك جرذاً يعكر صفو هدوء منزلك؟
انت بالتأكيد سوف تحاول التخلص منه
هذا ما يحدث مع ألكسندر بالضبط
في نظر تلك الالهه كان ألكسندر مثل الجرذ الذي تسلل الى منزلهم المسالم، و لن يخاطروا بإبقاءه من دون مراقبة
إن هدفه الآن هو معرفة هوية هؤلاء المختارين. ثم يقرر ما اذا كان عليه ان يبتعد عنهم او يتقرب منهم
هو خسر دعم عائلة فورد
هل هو غاضب؟
حسناً....هو غاضب لأنه لن يستطيع الحصول على الاموال التي كان يحصل عليها دون فعل شيء سوى النوم و الاكل
لكنه لا يهتم بثيودور او لوكاس
على الرغم ان روح ألكسندر السابق كانت مملوءة بالغضب و الكراهية، إلا انه استطاع قمع هذا الغضب
هو لن يقمعه الى الابد لان ذلك سوف يضره في المستقبل
هو يخطط لإفراغ غضبه على اولئك الاوغاد الذين يخطط لقتلهم بعد يومين من الآن
لكن الأولوية الآن هي لصنع الجرعة
هو لا يعرف الهدف من هذه الجرعة، و لكنه يعرف بان عليه ان يصنعها
هو حصل على ثروة من نزهته القصيرة في غابة روبانا
لكن ما أين من المفترض ان يقوم بشراء المواد المطلوبة لشراء الجرعة؟
كان ألفريد يراقب جميع الطرود التي تدخل الى القصر، و هو سيتخلص من تلك المواد
حتى لو استطاع اقناع ألفريد بأن لا يتخلص من المواد، فهو سوف يواجه اتباع والده الذين كانوا يراقبون تحركاته
يبدو ان والده قد كلفهم بمراقبة المواد التي يطلبها ألكسندر و التخلص منها اذا كانت تشكل مشكلة
هو لا يستطيع ان يطلب من نير ان تشتري له تلك المواد لأن علاقته بها كانت في بدايتها فقط و ما زال هناك طريق طويل حتى تصبح علاقتهم اقوى بحيث يكون بمقدوره ان يطلب منها مثل هذه الطلبات
بالإضافة الى أن هذه المواد نادرة و بعضها يتم مراقبة عمليات بيعه من قبل السلطات، لذلك هو بحاجة الى شخص يمتلك المهارة و العلاقات اللازمة للوصول الى المصادر التي تتاجر بهذه المواد
كان هناك شخص واحد يمتلك هذه الصفات و في نفس الوقت يستطيع ألكسندر إقناعه بمساعدته
اليوت رايمان
إن عائلة رايمان تسيطر على العالم السفلي في مدينة كايرن و المدن المجاورة
لذلك من الطبيعي ان يكون لوريث هذه العائلة القدرة على الوصول الى السوق السوداء
تنهد ألكسندر و هو يخرج هاتفه
لكنه توقف و أدار عينيه الى ألفريد الذي كان يقف على الجانب و ينظر نحوه بعيون حزينه
" ألفريد...". كان صوت ألكسندر عميقاً
وقف ألفريد بشكل مستقيم استعداداً لتلقي أوامر ألكسندر
" اريدك ان تكتشف هوية المختار الذي ظهر في مدينة كايرن..."
ضيق الفريد عينيه
هو يعتقد بأن هناك خطة محددة في ذهن ألكسندر
لم يستغرق الأمر الكثير من التفكير حتى يتوصل ألفريد الى تلك الخطة المحتملة
اذا استطاع ألكسندر أن يتقرب من المختارين و كسب جانبهم الجيد فإن ذلك سوف يساعده على الوقوف مرة اخرى
يبدو ان ألكسندر يريد ان يكوسب داعماً جديداً بعد ان فقد دعم عائلة فورد
اومئ ألفريد بصمت عندما فكر في هذا الإحتمال
اخيراً بدأ ألكسندر يفكر بمصلحته الخاصة بدل العبث في الأرجاء
غادر ألفريد لتنفيذ مهمته دون تأخير
-----------------------
تنهد ألكسندر عندما غادر الفريد الغرفة
هو كان يحتاج الى عذر حتى يجعل الفريد يغادر القصر
لم يكن يتوقع من الفريد ان يجد هوية المختارين لان الكنيسة تخفي هوياتهم و حتى الإمبراطور لا يعرف هويات جميع المختارين
كل ما يريده ألكسندر ان يبقى الفريد مشغولاً لفترة من الوقت حتى لا يلاحظ تحركاته
اتصل الكسندر بإليوت من دون تأخير
" صباح الخير يا ألكسندر من النادر ان تتصل بي..". صدر صوت شاب مرح من سماعة الهاتف
" انا لم اتصل بك للدردشة، انا لدي قضية مهمة لمناقشتها معك.."
" ما هي المشكلة؟..". اصبح صوت إليوت جاداً
" انا اخطط لبيع اختي.."
" هاه؟! "