جلس إليوت في المقعد الخلفي من السيارة
كان غارقاً في تفكير عميق
هذه هي المرة الأولى التي يتعامل فيها مع ألكسندر بهذا العمق
سابقاً كانت علاقتهما تقتصر على محادثات قصيرة و تبادل التحيات في المناسبات العامة
ليس الأمر أن اليوت لم يحاول ان يتقرب من ألكسندر سابقاً، لكن ألكسندر هو من كان يعزل نفسه عن الآخرين
كانت هناك الكثيرين ممن شعروا بخيبة الأمل لأن ألكسندر لم يلبي توقعاتهم
يفهم إليوت هذا العبئ الذي كان يتحمله ألكسندر كونه وريث عائلة فورد
تم تدريب إليوت على مهارات تساعده في عمله كرئيس للعائلة، و اهم هذه المهارات هي الوقوف جانباً و رؤية الاحداث التي تتكشف، و عن طريق دراسة و تحليل هذه الأحداث سيقوم بحركاته
حضر إليوت عدة مناسبات و حفلات في قصر عائلة فورد، في كل مرة كان يرى بأن ماريا و لوكاس هما من يجذبان انظار الحضور بينما يتم تنحية ألكسندر الى الجانب و تجاهله
لم يستغرق اليوت هذا
لأن لوكاس يمتلك مهارات قتالية متميزة
أما ماريا هي مثال للقائد المتميز، هي تستطيع ان تقود الاخرين بكفاءة بالإضافة إلى قدرتها على الحصول على اكبر قدر من الفوائد في المفاوضات، و هذا هو سبب اعجاب اليوت بها
في هذه الحالة، ماذا يمتلك ألكسندر؟
هو كان شخصاً عادياً من جميع النواحي. لن يستفيد هؤلاء النبلاء شيئاً من التقرب منه، بالطبع هناك من حاول التقرب منه بسبب أسم عائلة فورد، لكن الكسندر رفضهم جميعاً
كان اليوت يرى بان الكسندر يقف على الجانب و هو ينظر الى ماريا و لوكاس الذين يتجمع حولهما الاخرين
حاول اليوت قراءة تعبيرات ألكسندر لكن وجهه كان خالياً من التعبيرات
في ماذا كان يفكر ألكسندر
هل هو كان يشعر بالغيرة و الكراهية؟
هل هو يتساءل لماذا الجميع يتجمعون حول أبناء عشيقة والده بينما يتجاهلونه
كان إليوت فضوليا عند التفكير فيما سيقوم به ألكسندر في المستقبل
لذلك كان يراقب ألكسندر في كثير من الاحيان
هو لم يرد ان يقوم الكسندر بإيذاء ماريا بسبب الغيرة
لكن ألكسندر بقي ساكناً، على الرغم انه يقوم بتصرفات غريبة بين الحين و الاخر
أخرج إليوت الورقة من جيبة
تفحص محتويات الورقة و هو يعبس بشدة
هناك الكثير من المواد التي لم يستطع التعرف عليها
في ماذا يريد ان يستخدم هذه المواد؟
قرر ان يستعين بأحد العلماء لمعرفة استخدام هذه المواد
بدأت الاخبار تنتشر عن وجود قاطع طريق مجنون في غابة روبانا
حسب شهادة الضحايا فإن اسم قاطع الطريق هو روبن هود
بعد ان تدخلت السلطات تبين ان هناك جثث منتشرة في الغابة و جميعهم قد ماتوا بنفس الطريقة
نشرت الوسائل الاخبارية أن روبن هود قام بسرقة النبلاء الشباب و كان يقتل العامة
هذا نشر الرعب بين المغامرين الذين كانوا يكسبون رزقهم من صيد الوحوش في الغابة
لكن سرعان ما كشفت السلطات معلومات جديدة
' جميع الجثث التي تم اكتشافها في الغابة كانت ترتدي اقنعة و ملابس للتمويه، و نحن نشك بأنهم كانوا قطاع طرق..'. هذا هو التصريح الذي اصدرته شرطة مدينة كايرن
أجرت بعض القنوات التلفزيونية لقاءات مع بعض المغامرين الذين رأوا روبن هود
" لقد رايت شخصاً يرتدي قناع ثعلب مضحك، فقط قطاع الطرق هم من يرتدون الاقنعة في الغابة و لكنه كان يمشي لوحده و لا يبدو انه قوياً. لذلك لم نكن قلقين منه، كل ما فعله هو المرور بجانبنا، لم اتوقع ان يكون مثل هذا الشخص القوي و الشرس..". هكذا قال احد المغامرين
تقدم العديد من المغامرين للإدلاء بشهادتهم، يبدو أن هناك الكثير من الأشخاص قد رأوا روبن هود يتجول في الغابة
لكن الغريب في الامر أن روبن هود لم يهاجم أي من المغامرين العاديين. كل ما فعله هو مهاجمة النبلاء الذي يصطادون في الغابة
رفض جميع الشباب النبلاء أن يجيبوا على أسئلة المراسلين الذي حاولوا الحصول على معلومات منهم
هم يعتبرون ما حدث لهم وصمة عار
" هذا الشرير الجبان كان يستخدم مادة مخدرة لشلنا ثم يهاجمنا..". هذه هي شهادة احد النبيلات و التي تعرضت للسرقة على روبن هود، تم اخفاء هوية هذه الشاهدة لاسباب امنية و اجتماعية
وجدت السلطات اثار سم في اجساد الضحايا، لكنهم لم يستطيعوا ان يتعرفوا على نوع السم الذي تم استخدامه
في نفس الوقت، نشرت الشرطة معلومات عن قدرتهم على التعرف على احد الضحايا
قال احد المغامرين أنه تعرف على قناع احد الضحايا
يبدو ان هذا المغامر قد تعرض للهجوم من قبل قاطع طريق كان يرتدي نفس هذا القناع بالضبط
استطاع المغامر الهروب و قدم شكوى للسلطات لكنهم لم يستطيعوا امساك قاطع الطريق
صدم المغامر عندما رأى ان احد ضحايا روبن هود كان يرتدي ذلك القناع
هذا اكدر نظريتهم بان جميع الضحايا كانوا من قطاع الطرق
بدأ الذعر الذي انتشر بين المغامرين يتحول الى شيء آخر
مع استمرار التحقيقات و نشر المعلومات الجديدة بدأ روبن هود يتحول الى بطل بالنسبة الى المغامرين
كان قطاع الطرق يشكلون خطراً على حياة المغامرين لا يقل عن خطر الوحوش. لذلك، كان الكثير من المغامرين غير متعاطفين مع موت هؤلاء المجرمين
اما النبلاء الشباب فكانوا يسببون صداع للمغامرين العاديين. لانهم يعبثون في الارجاء
بالنسبة للنبلاء الشباب كان صيد الوحوش بمثابة تدريب او لعبة ممتعة
اما المغامرين فكانوا يعتبرون الصيد هو قضية حياة او موت
كان بعض النبلاء الشباب يقومون بإزعاج المغامرين او يطردونهم من مناطق صيدهم
لم يستطع العامة الرد على استفزاز النبلاء لان هذه جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون
كل ما يستطيعون فعله هو حني روؤسهم و مغادرة المكان
لكن الآن ظهر شخص ما و قام بضرب اولئك الاطفال المتغطرسين
كان هناك عدد كبير من المغامرين الذي ابتسموا عندما سمعوا هذا الخبر
تحول روبن هود الى بطل بالنسبة الى العامة
بينما كان مجرماً مطلوباً من قبل السلطات و العائلات النبيلة
ارسلت العائلات النبيلة العديد من فرسانهم لصيد روبن هود. لكنهم قد تأخروا لان روبن هود قد اختفى و كأنه تبخر في الهواء
----------------------
كان ألكسندر يشاهد التلفاز في غرفته
"......." هو لم يتوقع ان يصبح بطلاً بالنسبة لهؤلاء المغامرين
لكن ما جعل ألكسندر مرتاحاً هو ان السلطات استطاعت التوصل الى هوية قطاع الطرق الذين قام بقتلهم
" حسناً..حان وقت العمل..". نهض ألكسندر و هو يجهز نفسه لعملية اقتحام وكر مينديز
كان منديز رجل اعمال معروف في كايرن
حتى انه كان يمتلك صور مع ثيودور في بعض المناسبات الاجتماعية
يبدو ان هذا الرجل يمتلك تأثيراً قوياً داخل كايرن
كان مبنى شركته يقع في وسط المدينة. لذلك، كان من الصعب اقتحام ذلك المكان
يجب ان يقوم بالامر بشكل مثالي لكي لا يشك فيه احد
ذلك الوغد وصل الى المستوى الخامس، هذا هو السبب في أن ألكسندر لا يستطيع مجابهته بشكل مباشر
كل ما يستطيع فعله هو التسلل و اغتياله
و لكن يجب قبل ذلك ان يحضر الجرعة الروحية
في البداية هو ارتبك بسبب رغبته في صناعة تلك الجرعة، لكن بعد ان تذكر أمر منديز هو ادرك ان تلك الجرعة سوف تساعده على استخدام بعض التقنيات و القيام بإستراتيجيات تمكنه من التسلل الى ذلك المكان
هل هذا هو السبب؟
حبك ألكسندر حاجبيه
ما زال يعتقد ان هناك شيء ناقص
تنهد ألكسندر و هو يبحث في حاسوبه عن المواد الضرورية لصناعة الجرعة
اضطر ألكسندر الى طلب ثلاثين مادة من إليوت
كانت مواد تلك الجرعة غير متواجدة في هذا العالم، لكن هناك مواد يمكن ان تستخدم كبدائل
من الصعب تحديد أي مادة يمكن ان تعمل كبديل مثالي
يجب عليه ان يوفر مجموعة من المواد و يبدأ بإجراء تجارب حتى يستطيع تحضير الجرعة بنجاح
هذه الجرعة الروحية لم تكن مثل جرعة ( الوحي من الشرق ) التي استطاع تحضيرها من المرة الاولى
هو سيفشل مراراً و تكراراً و يخسر الكثير من المواد خلال محاولاته
شعر ألكسندر كأن هناك سكيناً يخترق قلبه عندما فكر في الخسائر التي سيتحملها
----------
" السيد بن، هل استطعت التوصل إلى استخدامات هذه المواد؟.."
جلس اليوت و هو يضع يده مكتبه
كان هناك رجل في منتصف العمر يمتلك شعر بني قصير مع نظارات دائرية
كان بن يدير شركة لتجارة الاعشاب و المواد الصيدلانية منذ أكثر من عشرين سنة. " السيد اليوت، يجب أن اعترف لك بأنني لم استطع التوصل إلى ماذا تشير هذه الوصفة. هي مجرد فوضى كاملة..."
عبس اليوت عند سماع رد بن
استطرق بن. " انا اعرف اغلب هذه المواد و هي تستخدم في مواد التجميل أو في بعض الادوية، لكن هذه المرة الأولى التي أرى فيها جميع هذه المواد في وصفة واحدة..."
سأل اليوت. " هل لاحظت اي شيء غريب في هذه الوصفة؟.."
" شيء غريب؟..". غرق بن في تفكير عميق. " اوه! انا لاحظت وجود مادة نادرة جداً، و نادراً ما يتم استخدامها في الأدوية بسبب آثارها.."
ضيق اليوت عينيه. " ما هي هذه المادة؟"
شعر اليوت بأن الكسندر يمتلك هدفاً معيناً من شراء هذه المواد
و هو يريد أن يعرف هذا الهدف حتى يستطيع تقييم الوضع
" اسمها حبوب التونكا الفضية..."
" هذه المرة الأولى التي اسمع فيها عن هذه المادة".
شرح بن. " إن استخدامها محدود جداً، و لم يطلب شخص مني أن اوفرها له من قبل. انت اول شخص يطلب هذه المادة مني، لكنني سمعت بعض الإشاعات المقلقة بخصوص هذه المادة.."
" أي نوع من الإشاعات؟" ابدى اليوت اهتمامه
" حسناً... انت لست متأكداً، لكنها إشاعات منتشرة بين تجار المواد الطبية و العشبية. بحسب كلامهم فإن حبوب التونكا الفضية تستخدم في طقوس الشعوذة.."
" الشعوذة؟!". هذه المرة صدم اليوت
إلى ماذا يخطط الكسندر بحق الجحيم
اصبحت نبرة بن أكثر قلقاً. " سمعت من بعض اصدقائي إن عائلة ديور قد اشترت كمية كبيرة من هذه المادة قبل يومين من حدوث ذلك الحادث.."
انزلقت حبة عرق على جبهة اليوت
أن حادثة عائلة ديور كانت كارثة هزت الإمبراطورية
ولم يتمكن أحد من اكتشاف حقيقة ما حدث في قصر عائلة ديور. حيث كانت الابنة الصغرى لرب الأسرة هي الناجية الوحيدة و ليس لديها أي ذاكرة عمّا حدث.
هذا جعل اليوت أكثر حذراً
هل يجب عليه أن يبلغ ثيودور بهذا الأمر؟
او عليه أن يكتم الأمر
بعد بعض التفكير قرر الاستمرار بمجاراة الكسندر
هو كان يريد أن يعرف إلى أين يريد أن يصل الكسندر