كانت القوة التي تنتج من الجرعات الروحية جذابة للأرواح المنتشرة في المناطق المحيطة

لا أعرف خطورة الوضع بالضبط. عندما قمت بتحضير هذه الجرعة كان مولش يحميني باستخدام تشكيل دفاعي

كان مولش من اقوى الكيانات التي تتبع مسار الختم. فكان يوقف بكل سهولة الأشباح التي حاولت التدخل في الطقوس

لكن الآن أنا موجود بمفردي، و يجب علي أن أجري هذه الطقوس من دون أن يحميني أحد

على الأقل أنا أعرف القواعد الأساسية

يجب ان تقوم بهذه الطقوس في مكان معزول و يفضل أن يكون مكان لم يمت فيه احد من قبل

لأنه كلما كان هناك حوادث قتل او موت شخص في ذلك المكان فسوف تزيد احتمالية تدخل أحد الأرواح في الطقوس

' أن تحضير الجرعات الروحية قرب المقابر هي اسهل طريقة للموت، هاهاها'. هذا ما قاله لي مولش و هو يعلمني عن أساسيات تحضير الجرعات الروحية

"....." لماذا جميع من حولي يلقون نكاتاً بشأن الموت؟

يبدو انني لا املك حس الفكاهة اللازم لفهم هذه النكات

ما فهمته من شرحه هو أن الأشباح و الأرواح الهائمة تريد الحصول على طاقة روحية مهما كان الثمن

بالنسبة للأشباح كان هذه الجرعات مثل الماء الذي يروي عطشهم

لذلك، يجب حماية المكان بإستخدام طلاسم معينة لمنع الأشباح من الدخول

-------------------

كانت الطلاسم التي صنعت من الأوراق الصفراء و دم الدجاج ملصقة على جدران الغرفة

كان هناك قطعة قماش بيضاء مربعة الشكل في وسط الغرفة

تم رسم رموز بإستخدام ابجديات قديمة داخل أشكال هندسية على قطعة القماش مع اربع شموع على زوايا الغرفة و شمعة في وسط الغرفة فوق القماش

تم إطفاء جميع أنوار الغرفة و اغلاق الستائر مما جعل الغرفة غارقة في الظلام و كانت الشموع هي المصدر الوحيد للضوء

كان القمر الفضي معلقاً في قلب السماء

علم الكسندر أن هذه اللحظة المناسبة لبدء الطقوس

وقف في وسط الغرفة فوق قطعه القماش و وضع خليط المواد في وسط قطعة القماش بالضبط

رجع ثلاث خطوات إلى الخلف و رفع يديه إلى الأعلى و هو يتلو كلمات بلغة قديمة

بدأت الرموز على القماش بالتوهج بلون فضي، كان هناك تيار فضي يجري من النقوش الغامضة إلى وعاء الجرعة

بدأت الطلاسم الموجودة على الجدران بالتوهج بلون دموي مما أضاف جواً مشؤوماً إلى الغرفة

أدرك الكسندر أن هناك أرواح تحاول اقتحام الغرفة

هو لم يتوقع أن الأشباح ستظهر بهذه السرعة

هل هناك شخص مات داخل هذا القصر؟

لم يكن الكسندر قلقاً، لأن شبح واحد لن يستطيع اختراق دفاعه

لكن التوهج الدموي بدأ يزداد تدريجياً و ملئ اللون الاحمر جميع أركان الغرفة

علم الكسندر أن هناك خطأً ما. كم عدد الأشباح التي تحاول اقتحام الغرفة؟

كان التوهج يزداد مع كل ثانيه مما يشير إلى هناك عدد كبير من الأشباح في الخارج

تذكر الكسندر كلمات مولش بشكل لاإرادي

هو بدأ يشعر بأنه أوقع نفسه في مشكلة كبيرة

----------------

خرج جايدن من غرفته و اغلق الباب خلفه حتى لا يوقظ زملائه

كان جايدن أحد خدم عائلة فورد، لكنه يعمل لصالح اليوت في نفس الوقت

أمره اليوت بمراقبة القصر و ملاحظة ما إذا كان هناك شيء غير طبيعي

ماذا كان يقصد بذلك؟ لم يعرف جايدن

لكن وظيفته هي اتباع الأوامر و ليس التساؤل عن مغزاها

كان هناك عدة حوادث في القصر مؤخراً، و جميعها حوادث مرتبطة بألكسندر فورد

كان الجميع يعرفون عن مدى حب الكسندر للأميرة ليلى

يظن جايدن أن الكسندر قد اصيب بالجنون عندما ألغت الأميرة ليلى خطوبتهم

تعاطف جايدن مع الكسندر و لكن لا شيء أكثر من ذلك

مشى جايدن عبر أروقة القصر المظلمة، كان القمر الفضي هو مصدر الضوء الوحيد

مر جايدن بأحد اللوحات الزيتيه المعلقة على الحائط

توقف جايدن عن المشي و نظر بشك إلى اللوحة

شعر للحظة بأن عيون اللوحة كانت تتبعه

ضحك جايدن من نفسه

" هل بدأت اتخيل الاشياء لأنني وحدي في هذا القصر الواسع، لكن علي أن أعترف أن القصر يصبح مخيفاً في المساء..". تمتم جايدن لنفسه و هو يتابع سيره

مر جايدن بلوحة زيتية أخرى

رواده ذلك الشعور مرة أخرى

كان إحساسه يخبره بأن عيون اللوحة كانت تنظر نحوه و تتبعه عندما يمشي

لكن عندما ينظر إلى اللوحة يجد بأنه كل شيء طبيعي

بدأ جايدن يشعر بالتوتر

تاب! تاب! تاب!

سمع جايدن صوت خطوات سريعة، و كأن هناك شخصاً يركض نحوه

اخرج جايدن خنجراً من سترته في حالة حدوث طارئ

لكنه اكتشف بأن الشخص الذي كان يركض نحوه هو أحد حراس القصر

وجه الحارس الضوء نحو جايدن. " جايدن؟ ماذا تفعل هنا خارج غرفتك في هذا الوقت؟.."

"اوه، هذا انت يا دونالد، كنت ذاهباً للحصول على وجبة خفيفة. ماذا تفعل انت هنا؟ ظننت أنك مكلف بحراسة الحديقة.."

حاول جايدن تغيير الموضوع

كان الحراس و الخدم يعملون هنا منذ سنوات. لذلك هم يعرفون اسماء بعضهم البعض

" سمعت أصواتاً غريبة كانت قادمة من داخل القصر لذلك قررت أن أدخل و اكتشف ماذا اذا كانت هناك مشكلة.."

" اصوات غريبة؟". شعر جايدن بعدم الارتياح

هو ربط هذه الأصوات مع النظرات الغريبة التي شعر بها من اللوحات

" هل تعتقد أن هناك شبحاً هنا؟". قال دونالد بنبرة مازحة

" لا تقل مثل هذه الكلمات المشؤومة..". عبس جايدن

" كيااااااا"

جفل الاثنان عندما سمعا صوت صراخ حاد

ركض الاثنان نحو مصدر الصراخ من دون تردد

وصلا إلى أحد أروقة القصر حيث كانت هناك خادمة تلصق ظهرها على الحائط و هي تلقي نظرة مرتعبة بإتجاه النافذة

" ماذا حدث؟.." سأل دونالد بقلق

" شبح.." تمتمت الخادمة بصوت منخفض

"ماذا؟ لا أستطيع سماعك..". سأل جايدن

" اعتقد انني سمعتها تقول 'شبح'..". اجاب دونالد و هو ينظر حوله

"هناك..". أشارت الخادمة إلى النافذة. " رأيت طفلاً يطفو و هو ينظر نحوي.."

نظر جايدن و دونالد إلى بعضهما للحظة قبل التوجه نحو النافذة

لكن مهما حاولا، هما لم يستطيعا رؤية أي شيء غير طبيعي

قرر جايدن أن يخبر دونالد بشأن إحساسه بأنه تمت مراقبته, هو شعر بأن عليه ذلك

" هناك شيء غريب يجري". انزل جايدن رأسه بخفة

قاطع دونالد ذراعيه. " شعورك بأنه تتم مراقبتك، و الأصوات التي سمعتها انا، بالإضافة إلى الطفل الذي رأته لوسي"

" هل تعتقد حقا أن هناك شبحاً في هذا المكان..". سأل جايدن بتردد

" لا تخبرني بأنك تصدق وجود الأشباح..". كان دونالد يمزح عندما اخبر جايدن بإحتمالية وجود شبح

لم يكن دونالد يؤمن بوجود الأشباح، في نظره هناك تفسير منطقي لما يحدث

" الا توافقيني الرأي يا لوسي..". نظر دونالد إلى الخادمة حتى يحصل على دعمها

لكن لوسي كانت تنظر إلى الامام و جسدها يرتجف بشدة

أدار جايدن و دونالد رأسيهما بشكل ميكانيكي بالاتجاه الذي كانت تنظر نحوه لوسي

كان هناك مجموعة من أدوات المائدة التي كانت تطفو في الهواء بشكل عشوائي

" شبح!". كان دونالد اول من صرخ و هو يركض من دون أن ينظر إلى الخلف

2023/11/20 · 118 مشاهدة · 1041 كلمة
Lordran
نادي الروايات - 2025