بدأ جايدن و لوسي بالهرب باسرع ما يمكنهما
عندما وصل جايدن إلى أحد أركان الرواق اصطدم بشخص ما. " ايرين؟!..".
صرخ جايدن عندما رأي الشخص الذي اصطدم به
كان هناك ذعر على وجه ايرين. " الثلج!"
" ماذا؟". لم يفهم جايدن قصده
" انها تثلج في الخارج..". صرخ ايرين بهستيريه
"...." صمت جايدن للحظة ثم اسرع نحو اقرب نافذة
كان الثلج يسقط من السماء بغزارة و لم يستغرق الأمر سوى دقائق حتى يكتسي الخارج باللون الأبيض
كيف تثلج و نحن في منتصف الصيف؟
لم يستطع عقل جايدن معالجة ما يحدث هنا
هل يعقل أن الشبح من قام بهذا؟
هل تستطيع الأشباح التأثير على الطقس؟
ارتجف جايدن عندما فكر في هذا الإحتمال
ما مدى قوة هذا الشبح الذي يستطيع التحكم في الطقس
نظر جايدن إلى ايرين المذعور. " أين باقي الحراس؟.."
" جميعهم قد دخلوا إلى الداخل..."
كراك! كراك!
سمع الثلاثة اصوات تكسر اشياء قادمة من الطابق السفلي
نظر الثلاثة إلى الأسفل ثم نظروا إلى بعضهم
" اعتقد ان هذا الصوت قادم من المطبخ..". شددت لوسي قبضتيها و هي تحاول أن لا ترتجف
" هل يعقل أن الشبح وصل إلى هناك". همس جايدن
" الشبح؟!" نظر ايرين نحوهما بشك. " هل تعرفان ماذا يحدث هنا؟"
هما أخبراه بما رأياه في قبل قليل
"شبح؟! لا بد أن تمزح معي". امسك ايرين برأسه و هو يظهر تعبيراً بائساً
"يجب أن نجد مكاناً آمناً قبل أن نواجه شيئاً خطراً..". بدأت جايدن يفكر في جميع الأماكن التي يمكن أن توفر لهم الحماية
" المكتبة! انا كنت سأتوجه إلى هناك لأنني سمعت أن ثومسون هناك..". صرخ ايرين و هو يحثهما على الركض
بدأوا يركضون نحو المكتبه
عندما اقتربوا من هدفهم مد جايدن يده لإيقافهم
"ماذا يحدث". سأل ايرين
لكن جايدن قاطعه " اشش".
نظر إلى الزاوية المظلمة بتركيز و حذر
نظر لوسي و ايرين نحو ذلك المكان لكنهما لم يلاحظا شيئاً غريباً
فجأة، بدأ كيان ينساب من الظلام
كان على شكل دمية دب بحجم طفل رضيع. لونه احمر مع بطن بيضاء
بدأت دمية الدب تمشي نحوهم ببطئ
ارتعب الثلاثة عندما رأوا دمية الدب لكنهم لم يكونوا قادرين على تحريك أقدامهم
و كأن هناك شيئاً يقيد حركتهم
نظروا إلى دمية الدب بيأس
هم عرفوا بأن الشبح قد تمكن منهم
بدأت الدموع تنساب على خد لوسي
بينما كان ايرين يتمتم بكلمات غير مسموعه
تقبل جايدن أن هذه هي نهايته. بدأ يفكر في والديه، هو نادم لأنه لن يستطيع أن يأكل حساء الفطر الذي تعده والدته
'اسف..امي..ابي'. اعتذر جايدن بصمت و هو يغمض عينيه و يصلي بأن لا يشعر بأي الألم عندما يقتله الشبح
توقفت دمية الدب أمامهم للحظات ثم أكملت طريقها دون النظر نحوهم
استعاد الثلاثة السيطرة على أجسادهم عندما أصبحت دمية الدب بعيدة عن مرمى البصر
"نحن احياء" استمرت الدموع تنهمر من عيني لوسي و لكن هذه المرة كان دموع الفرح
ابتسم ايرين ابتسامة ملتوية و هو غير مصدق أن الشبح قد تركهم و شأنهم
" هذا ليس وقت الإحتفال، يحب أن نتوجه إلى المكتبة حالاً..". صرخ جايدن و هو يجر الإثنين
وصل الثلاثة الى المكتبة. عندما فتحوا الباب وجدوا أن جميع الخدم كانوا هناك
"جميعكم هنا". مسح جايدن الحاضرين
"انتم آخر الواصلين..". تقدم رجل عضلي داكن البشرة
كان هذا الرجل هو ثومسون قائد حرس القصر
"هل يعرف احد ما يجري؟". سأل جايدن على أمل أن يعرف احدهم شيئاً
"لا احد يعرف..". هز ثومسون رأسه. "الكهرباء لا تعمل و شبكة الاتصالات و الانترنت مقطوعة. بدأ الثلج يتساقط فجأة و نحن غير قادرين على استخدام السيارات لمغادرة المكان.."
تساءل جايدن عن سبب عدم قيام شخص ما بتشغيل الانوار بعد هذه الحوادث الغريبة. تبين أن هذا فعل الشبح. هل كان يدرس هندسة الكهرباء قبل أن يصبح شبحاً؟
" ألا يعني ذلك أننا معزولون عن العالم الخارجي؟.." ضيق جايدن عينيه
"هذا صحيح..". تقدمت بياتريكس و أجابت. " نحن الآن غير قادرين على الاتصال مع أي شخص خارج القصر. و هناك تلك الأشياء الغريبة التي تتجول داخل القصر.."
"ماذا ستفعل الآن؟". سأل دونالد
أراد جايدن ضرب هذا الوغد الذي تركهم و هرب لكنه أدرك أن هذا ليس الوقت المناسب للشجار
" انا لا اعرف...". هز ثومسون رأسه. " انا قاتلت البشر و الوحوش. لكن هذه هي المرة الأولى التي اواجه فيها شيئاً مثل الأشباح.."
"هل رأى أحدكم السيد الشاب؟..". سأل الطاهي مايكل
"دمية الدب!". صرخت لوسي برعب
نظر الجميع نحوها بإستفهام
نظرت لوسي إلى جايدن و ايرين. " كانت دمية الدب المتحركة تتجه نحو القسم الشمالي من القصر حيث توجد غرفة السيد الشاب.."
تجمد الدم في عروق الجميع عندما سمعوا كلامها
دمية دب متحرك؟
هل هذه دمية مسكونة؟
تقدم ثومسون إلى الباب لكن جايدن أمسك بكتفه. " أين ستذهب"
"أن مهمتي هي حماية عائلة فورد. يجب أن اذهب لجلب الكسندر إلى هنا..". اجاب ثومسون بلامبالاة
"قد تقتل نفسك"
" انا لا اهتم" ابعد ثومسون يد جايدن التي كانت تمسك بكتفه و تابع طريقه
لم يوقفه أحد. هم يعلمون أن ثومسون كان يقوم بهذا من باب المسؤولية
تحرك ثومسون عبر أروقة القصر المظلمة ببطئ
كانت هذه هي مرته الاولى في مواجهة مثل هذه الكائنات الخارقة للطبيعة لذلك كان حذراً و غير مندفع
كان يشعر بأن هناك من يراقبه
و شعر أكثر من مرة بأن عيون اللوحات و الصور المعلقة على الحائط كانت تتبعه بصمت
قمع ثومسون خوفه و تابع طريقه
كلما اقترب من الجناح الذي تتواجد فيه غرفة الكسندر كلما زادت اثار الأشباح
كان هناك آثار خدوش على الجدران و الأرضية و السقف
الاثاث تم تدميره، و قطع زجاجية منتشرة على الأرض
و عندما أصبح قريباً من الغرفة بدأ يلاحظ وجود بقع دم في كل مكان
ابتلع ثومسون لعابه لترطيب حنجرته الجافة
كانت هذه اصعب تجربة مر بها في كامل حياته
وصل ثومسون إلى غرفة الكسندر
كان باب الغرفة و الجدران المحيطة مملوءاً بخدوش دموية و كأنها خدشت من قبل عشرات المخالب
لكن ثومسون لم يهتم بهذا المنظر المرعب
لأن ما جذب انتباهه هو دمية الدب التي كانت تقف أمام الباب
كان دمية صغيرة لونها احمر بينما كانت منطقة البطن باللون الابيض
كان منظره لطيفاً و جذاباً بالنسبة للأطفال
لكن الهالة التي كانت تصدرها الدمية كانت كافية لإخافة اشجع المحاربين
كانت الدمية تنظر إلى الباب غير مبالية به
انفتح باب الغرفة ببطئ مصدراً صريراً سبب قشعريرة أسفل عموده الفقري
عندما أصبح الباب نصف مفتوح دخلت الدمية إلى الغرفة التي كان يصدر منها توهج الشموع الخفيف
استدارت الدمية لإغلاق الباب
عندما نظرت الدمية نحوه شعر ثومسون كأن هناك جبلاً يضغط على ظهره
سقط ثومسون على ركبتيه و هو يحاول أن يلتقط أنفاسه
كليك!
انغلق باب الغرفة
"هاااه". استعاد ثومسون قدرته على التنفس
نهض من مكانه و بدأ يعود أدراجه بسرعة. هو لا يستطيع أن يواجه هذا الشبح حتى لو قاتل و حياته على المحك
لقد خسر المعركة بمجرد نظرة واحدة
شعر ثومسون بالعار و هو يهرب
لم يستطع تخيل المصير الذي سيواجهه الكسندر عندما تمسك به تلك الدمية
عاد ثومسون الى المكتبه حيث كان ينتظره الجميع
"اذن؟ ماذا حدث؟". سأل جايدن السؤال الذي كان يدور في أذهان الجميع
اخفض ثومسون رأسه و هو بضعف. " تلك الدمية اقوى مني بكثير، لم استطع مواجهته.."
----------------
قييم الرواية بتعليق