انزل الجميع رؤوسهم و اغمضوا عيونهم
على الرغم أن الكسندر كان يسبب لهم الصداع بين الحين و الآخر إلا أنه كان طيباً مع الخدم
خاصةً الخدم القدامى الذين عملوا هنا لفترة طويلة و الذين يعلمون عن الطفولة القاسية التي عاشها الكسندر
"السيد الشاب..". عضت بياتريكس على شفتها
تقدمت نحو الباب لكن ثومسون امسك يدها. " لا فائدة من المحاولة، انتي لن تستطيعي إنقاذه.."
"و ماذا في ذلك؟!.." صرخت بياتريكس و الدموع تتجمع في عينيها. " هل تريد ان نتخلى عن الكسندر كما فعل والداه؟.."
خفض ثومسون و مايكل رؤوسهم. هم يعرفون عن ماذا تتحدث بياتريكس
نظر الخدم الشباب إلى بعضهم، لم يفهم أي منهم ماذا يحدث
"لقد كنت اطهو لذلك الطفل منذ سنوات، أنا لن ادعه يموت هكذا..". تقدم مايكل و وقف بجانب بياتريكس
"العجوز مايكل، كيف من المفترض أن تقاتل الشبح بجسدك البدين..". سخر ثومسون و لكنه وقف بجانبه معبراً عن رغبته في الذهاب معهم
" قد لا يبدو هذا واضحاً لكن المقلاة التي استخدمها يمكن أن تكون اخطر من السيف الذي تستعمله انت..". أخرج مايكل مقلاة من مكان ما
"أين كنت تضع تلك المقلاة؟..".
"هيه، أنه سر..". وضع مايكل إصبعه على فمه
ابتسم ثومسون عند النظر إلى صديقه السمين. ثم حول نظرته إلى باقي الخدم. " سوف نذهب لمقاتلة الدمية المسكونة و إنقاذ السيد الشاب، يجب أن تبقوا هنا و لا تخرجوا مهما حدث..".
اومئ الخدم إستجابةً لتعليمات ثومسون
"هل يمكنني الذهاب معكم؟..". رفع أحد الخدم الشباب يده
"تنهد...شين، سوف يكون الأمر خطراً. لا داعي لأن تخاطر بحياتك هكذا..". تنهد ثومسون و هو يرفض
كان شين احد أقارب الفريد. كان شاباً مجتهداً و استطاع كسب حب جميع عمال القصر بسرعة. لم يكن ثومسون يريد أن يدفع هذا الشاب للقيام بعمل خطر مثل محاربة الاشباح
انزل شين يديه و بدا حزيناً لكنه لم يعترض على قرار ثومسون
خرج الثلاثة من المكتبة و توجهوا نحو غرفة الكسندر
كان ثومسون يحمل سيفه الطويل، بينما استخدمت بياتريكس مكنسة و حمل مايكل المقلاة السوداء
حاول ثومسون إقناعهم بإستخدام أسلحة أخرى لكنهم رفضوا. هم معتادون على استخدام هذه الأدوات يومياً، لذلك من الأفضل أن يستخدموها في الدفاع عن انفسهم
-------------
عندما غادر ثومسون و رفاقه المكتبة تحرك جايدن إلى ركن منعزل و بعد التأكد من أن لا أحد ينظر نحوه حاول أن يتصل بإليوت
طلب منه اليوت أن يقوم بمراقبة الكسندر و قصر عائلة فورد
و بعدها بدأت الاشباح تظهر و حدثت فوضى في المكان
هل هذه صدفة؟
لا يعتقد جايدن ذلك، لابد أن اليوت يعرف شيئاً ما
لذلك يجب أن يحاول التواصل مع اليوت حتى يعرف طريقة للخروج من هذا الجحيم
لكن مهما حاول هو لم يستطع الاتصال بإليوت، كانت شبكة اتصالات مقطوعة
هذه هي المرة الأولى التي يعرف جايدن فيها أن الأشباح تستطيع قطع الانترنت و الإتصالات
لعن جايدن حظه و أراد تحطيم هاتفه
---------------------
"هاااه، أخيراً انتهيت من هذه الأعمال الورقية..". تنهد رجل عجوز و هو يريح ظهره على الكرسي الخشبي الفاخر
كان رجلاً عجوز يمتلك بعض الشعر الابيض على جوانب رأسه بينما غطت التجاعيد وجهه.
هو بيرنارد اروف الكاهن المسؤول عن المعبد في مدينة كايرن
كان بيرنارد يرتدي رداءاً ابيض نقياً. نقش على ظهر الرداء ثمانية نجوم ذهبية مرتبة بشكل دائري و نجمة ارجوانية تقع في منتصف الدائرة
هذا هو رمز الكنيسة المقدسة
كان بيرنارد مشغولاً منذ ظهور المختار داخل مدينة كايرن
لكن هذا لم يزعجه. هو يعتبر هذا العمل شرفاً بالنسبة له
خدمة المختار الذي اختارته الالهه هو فرصة تأتي مرة في العمر
الأجيال القادمة سوف تتباهى بأن سلفهم قد خدم تحت أحد المختارين الذين انقذوا العالم
"هيهي..". قهقه بيرنارد و اغمض عينيه ليتخيل المستقبل المشرق الذي ينتظره
باااام
انفتح باب الغرفة بقوة و دخل شاب ذو شعر ذهبي طويل
كان الشاب يرتدي رداءاً مشابها لرداء بيرنارد
عبس بيرنارد. " بيكو! ما معنى هذا."
كان بيكو يلهث بشدة و يداه على ركبتيهرفع بيكو رأسه بعينين مذعورتين.
"أشب...هااه..اشباح..هاااه.."
"ماذا؟ لم أفهم قصدك..". نهض بيرنارد من مقعده و اقترب من بيكو
كان بيرنارد قلقاً، هو لم يرى بيكو في هذه الحالة من قبل. حتى عندما وصلتهم الاخبار بشأن ظهور أحد المختارين في المعبد، ما زال بيكو يحافظ على رزانته
ما هو الشيء الذي جعل بيكو مذعوراً هكذا؟
اخذ بيكو نفساً عميقاً ثم صرخ بأعلي صوته. " المدينة تتعرض للهجوم من قبل جيش الأشباح!.."
تجمد بيرنارد في مكانه، و هو يحاول معالجة ما سمعه للتو
جيش اشباح؟
ما هذا؟
"أعتقد أنني شاهدت فيلماً يحمل مثل هذا الإسم..". وضع بيرنارد يده على ذقنه و هو يفكر في هذا الفيلم
للأسف، كانت ذاكرته سيئه، و لم يستطع تذكر الكثير من أحداث الفيلم
"انا لا أتحدث عن الفيلم...". صرخ بيكو. " هناك اشباح حقيقية تتجول خارجاً في مدينة كايرن.."
"حسناً، حسناً..". وضع بيرنارد يديه على أذنيه لحمايتها من صراخ بيكو. تنهد بيرنارد عندما صمت بيكو. "بيكو...هل انت سكران؟.."
"هاه؟..". اتسعت عينا بيكو
اقترب بيرنارد من بيكو و هو يتفحص وجهه بإمعان. "لا تلمني على شكي، لكنك تتحدث عن الأشباح. لا أعرف عن—."
فووووه
انفتحت النافذة فجأة و دخلت رياح عاصفة تسببت بتطاير الاوراق من المكتب
"لاااا..". صرخ بيرنارد و هو يحاول الإمساك بالاوراق المتناثرة
أطلق بيرنارد نفساً من الراحة عندما تأكد من الاوراق لم تتلف
لكنه أدرك شيئاً غير طبيعياً
لماذا المكان بارد؟
كانوا في منتصف الصيف حيث تصل الحرارة إلى نصف درجة الغليان في بعض المناطق
نظر بيرنارد إلى جهاز التبريد المعلق على الحائط بإعجاب. "أجهزة التبريد الجديدة رائعة، أعتقد أنني سأشتري واحداً لمنزلي.."
ضرب بيكو جبهته
لماذا يصبح مدير المعبد احمقاً في مثل هذا الوقت الحساس
امسك بيكو بيد بيرنارد و جره إلى النافذة"اوي، بيكو، سوف تخلع كتف هذا العجوز، يبدو أن شباب هذا الوقت لا يحترمون كبارهم.."
بدأ بيرنارد يحتج على تصرفات بيكو و لكنه توقف عن الكلام عندما رأى المنظر المدينة من خلال النافذة
كانت الرياح تعصف بقوة و الجو بارد بشكل غريب
كانت السماء محجوبة بغيوم رمادية و كأن هناك عاصفة تختمر
و هناك شاحنة تطير
و الناس يركضون في....
انتظر...شاحنة تطير؟
أعاد بيرنارد نظره الى الشاحنة الطائرة
لا، لم تكن شاحنة واحدة، هناك عدة مركبات تطير بشكل غريب و عشوائي
و لاحظ وجود تيارات مضيئة تندفع نحو السماء
| الان أنا أقف في وسط مدينة كايرن.|
سمع بيرنارد صوت التلفاز من خلفه
عندما التفت رأى بأن بيكو قد شغل التلفاز
كانت المذيعة تقف في وسط مدينة كايرن|هناك عدة ظواهر غريبة تحدث في مدينة كايرن هذه الليلة، هناك مواطنون يقولون بأن هناك اشباح ظهرت في المدينة. لكننا لم نستطع أن نتأكد مما يحدث حتى الآن...|
توقفت المراسلة عن التحدث و هي تنظر إلى الأعلى بخوف
تحركت الكاميرا بالاتجاه الذي تنظر نحوه المراسلة
كان هناك كائن يمتلك جسم بشري و رأس ماعز و رقبته تصل إلى عدة أمتار ينظر نحوهم من زوايا أحد الأزقة
كان شكل هذا الكائن قادراً على التسبب بالكوابيس لكل من يراه
بدأت المذيعة و رجل الكاميرا بالركض و هربوا من المكان
"ماذا يحدث؟..". كانت عيون بيرنارد ملتصقة بالشاشة
هو لم يستطع أن يمسح شكل هذا الكائن الغريب من ذاكرته
"اشباح..". همس بيكو و هو ينظر إلى التلفاز
نظر بيرنارد إلى بيكو. هذه المرة هو استطاع أن يفهم سبب ذعر بيكو
"اللعنة..". لعن بيرنارد لأول مرة منذ ثلاثين عاماً