" أين تظن نفسك ذاهباً ايها اللعين." تشوه وجه ماندوس، ممسكاً بألكسندر
تفاجئ الكسندر للحظة و لكن سرعان ما إستعاد هدوئه.
ثم نظر حوله بفضول. " يبدو أن هذا وهم و ليس حلم."
رفع ماندوس حاجبه. " كيف أدركت ذلك؟."
" لأنني لن احلم بوغد مثلك." رد الكسندر ساخراً
"..." لم يرد ماندوس
تابع الكسندر. " يبدو انك ما زلت تحب إستغلال ضعف الآخرين و ندمهم ايها المهندس."
رد ماندوس بوجه خالي من المشاعر. " و أرى انك ما زلت تختبئ خلف تلك الإبتسامة الغبية."
" حسناً...جميعنا لدينا ظروفنا الخاصة، هذا هو دفاعي الاخير للحفاظ على إنسانيتي حتى لا أصبح مثلك." نظر الكسندر الى المهندس بإستهزاء
لم يرد المهندس
صفع الكسندر يد المهندس التي كانت تمسكه من رقبته ليتحرر منها، " كيف خرجت من الختم؟."
" هناك قوة غريبة اخترقت روحك هذا أدى إلى اهتزاز الأختام التي تقيدني مما سمع لي بالدخول إلى هذا الوهم." اجاب المهندس بلامبالاة
ضيق الكسندر عينيه و هو ينظر بعمق إلى المهندس الذي يسيطر على جسد ماندوس
كان كلام المهندس يشير إلى الأختام أصبحت أضعف و لم تعد تستطيع تقييده بالكامل
إذا تحرر المهندس فسوف تحدث كارثة في هذا العالم
ابتسم المنهدس عندما رأى الكسندر غارقاً في أفكاره، و قال بصوت منخفض. " أنها مسألة وقت فقط، انت لن تستطيع ايقافي حينها."
نظر الكسندر الى الأرض صامتاً
تابع المهندس. " لا أعرف كيف نجوت من تلك الكارثة، انت تستحق لقب الصرصور الخالد."
رمشت عيون الكسندر عندما سمع هذا اللقب
كانت هذا اللقب بمثابة وصمة عار عليه
كان من أقوى الكيانات في العوالم المتعددة و وصل إلى مستوى نصف عظيم و مع ذلك كان الجميع يناديه بالصرصور الخالد
شعر الكسندر بالإهانة الشديدة
لماذا الجميع يمتلكون القاباً رائعة بينما أنا أمتلك مثل هذا اللقب المهين
يتم منح الألقاب من قبل الآخرين
إذا كنت الأفضل في إستخدام السيف فسوف يطلقون عليك إسم قديس السيف
إذا كنت تجيد إستخدام جميع عناصر الطبيعة فسوف يطلق عليك الناس لقب إمبراطور العناصر
لذلك لا يمكن للشخص إختيار لقبه بل يتم منحه من قبل الآخرين
بالنسبة لألكسندر فإنه معروف بلقب الصرصور الخالد بسبب الأساطير المنتشرة عنه في العوالم المتعددة
هو خاض الكثير من المواجهات و المواقف الخطيرة و التي ينجو منها بإعجوبة في كل مرة
كان الجميع يعلمون بأن هناك كيانات على مستوى العظماء كانت تطارده في كل مكان
و لكن الكسندر كان يتمكن من النجاة منهم و الهروب
لذلك أطلق عليه أحد أعداءه لقب 'الصرصور'، بسبب صعوبة قتل الكسندر
و بعد ذلك بدأ هذا اللقب ينتشر في كل مكان، و حتى أنهم قاموا بتحوير هذا اللقب إلى ' الصرصور الخالد '
لأنهم يعتبرون بأن إطلاق إسم الصرصور على شخص وصل إلى مستوى نصف عظيم كان غير محترم
لذلك أضافوا كلمة الخالد حتى يجعلوه مناسباً اكثر
ذهل الكسندر عندما سمع هذا
يا لهم من أشخاص لطفاء
لكن...هل يجب أن أكون سعيداً بهذا؟
هو حاول التخلص من هذا اللقب و لكن كان بلا جدوى
هذا ما جعل لقبه هو نقطه ضعفه
اتسعت ابتسامة المهندس عندما رأى أن وجه الكسندر لم يكن جيداً ثم همس بصوت خفيض، " ان الختم أصبح أضعف و أضعف، انت لن تستطيع ايقافي."
" هل تعتقد حقاً انك سوف تتحرر؟." قال الكسندر بنبرة شديدة
اصبحت نظرة المهندس أكثر جنوناً. " على الرغم انك نجوت إلا روحك أصبحت أضعف و هذا الوغد موليش ليس بجانبك هذه المرة, كل ما يوقفني هي تلك الأختام و التي سوف تتلاشى مع مرور الوقت."
ارتعش تعبير الكسندر للحظة
كان يعرف بأن المهندس يقول الحقيقة
انه يحمل قنبلة موقوتة داخل روحه
إذا انفجرت هذه القنبلة فقد تدمر هذا العالم
كان يعرف جيداً ماذا بإمكان للمهندس فعله
" يا له من ألم في المؤخرة." هز الكسندر رأسه
متى سوف يرتاح من هذا الماضي اللعين
بدأ الفضاء يتشوه من حوله
اختفت ابتسامة المهندس، " يبدو أن لقاءنا الصغير قد انتهى، لكننا سنلتقي مرة أخرى قريباً."
نظر الكسندر ببرود إليه
ثم اصبح المكان مظلماً
عندما فتح الكسندر عينيه وجد نفسه خارج الحديقة
كيف خرج من هناك؟
تنهد الكسندر بتعب
كان هذا الوهم ثقيلاً على الكسندر لأنه أعاد ذكريات كان قد دفنها عميقاً
سواء كان هذا الحدث الذي غير حياته أو لقاء المهندس فإنه لم يرد خوض اي هذه التجارب بسبب الألم الذي يشعر به
بدأ الكسندر يمشي بإتجاه القصر بخطوات متثاقلة
-----------------
دخل الكسندر إلى القصر برأس منخفض
لاحظ جميع الخدم بأن الكسندر لم يكن في مزاج جيد لذلك لم يقوموا بإزعاجه
هم يدركون بأن الكسندر يمر بأوقات صعبة مؤخراً
و حالياً هو يتم مطاردته من قبل رمح مسكون
لذلك كانوا يتفهمون سبب مزاجه السيء
فقط الفريد كان ينظر إلى الكسندر بشك
أنه يعرف بأن الكسندر لم يكن منزعجاً بسبب الرمح المسكون
لأنه كان يراقب الكسندر طوال الوقت و رأى بأنه لم يكن خائفاً أو قلقاً من الرمح
و بدلاً من ذلك كان الكسندر يتصرف بودية مع هذا الرمح و كأنه يحاول أن يصبح صديقاً لهذا الشبح
ماذا حدث له حتى يصبح حزيناً هكذا؟
هل كان يكتم حزنه طوال وقت و لكنه بدأ يشعر بالتعب من كل هذا العبئ
اصبحت عيون الفريد حزينة عندما فكر في ما يمر به الكسندر
يجب أن أبذل جهدي للترفيه عنه
ذهب الفريد لتجهيز الشاي الذي يحبه الكسندر
----------------
| و من التحقيقات جارية للكشف عن ملابسات قضية قتل رجل الأعمال منديز و عائلته...|
جلس الكسندر في غرفة المعيشة يشاهد التلفاز
لم يكن الناس يحبون مشاهدة الأخبار و لكن حدثت الكثير من الأشياء المثيرة و الغريبة مؤخراً و هذا ما ساعد على رفع نسبة المشاهدات
هذا ما قرأه الكسندر في أحد المقالات التي نشرت على الانترنت
"..." هؤلاء الأوغاد يحققون ثروة بسبب الأشياء التي أقوم بها
بينما أنا مفلس و لا امتلك فلساً في جيبي
اللعنة، انا أريد نسبة من الأرباح
عض الكسندر على شفته
وضع ألفريد كوب الشاي أمام الكسندر و نظر إلى التلفاز عابساً. " ما زال هذا المجرم اللعين حراً."
نظر الكسندر الى الفريد بتعبير غير فارغ
مجرم لعين؟
هل كان هذا العجوز يشتمني؟
لاحظ ألفريد أن الكسندر ينظر إليه
و فكر بأن الكسندر قد يكون قلقاً من جريمة القتل الوحشية، فحاول طمأنته. " لا تقلق ايها السيد الشاب، انا متأكد بأن هذا الجرذ سيتم القبض عليه و سيتعفن في السجن لبقية حياته البائسة."
كانت كلمات الفريد تحاول أن تطمئن الكسندر
لكن الكسندر نظر إلى الفريد بتعبير غير مقروء
جرذ؟
الفريد انت بدأت تتجاوز الحدود
رمى الكسندر كوب الشاي عالياً فإنسكب الشاي على السجادة
" اوبس، انزلقت يدي." ابتسم الكسندر ببراءة
"..." من الواضح انك قد فعلت هذا متعمداً
لم يعرف ألفريد ماذا أصاب الكسندر فجأة
لكنه كان يعلم بأن الكسندر كان يعاني من نوبات مفاجئة تجعله يتصرف بغرابة أطوار
هز ألفريد رأسه
و ذهب لإستدعاء أحد الخدم للتنظيف
اه، هذا افضل
كان الكسندر يعرف بأن هذا كان تصرفاً تافهاً منه و لكنه كان راضياً
هو سيتسامح إذا تم شتمه مرة واحدة
و لكن هذا الخادم العجوز شتمه مرتين و سيستمر بشتمه إذا لم يوقفه عند حده
نهض الكسندر و ذهب إلى الحمام
فتح الكسندر الباب ليجد رمح دم التنين هناك
هذا الرمح كان يلاحقه في كل مكان
" اعرف انك تحبني و لكن أتمنى أن لا تبالغ في ذلك."
لم يكن الكسندر متأثراً بسبب ظهور الرمح في كل مكان يذهب إليه و لكنه بدأ يشعر بعدم الارتياح مع مرور الوقت
خاصة أن الرمح كان يظهر في أماكن مثل الحمام بينما يستحم
أو بجانب سريره عندما يكون نائماً
هذا كان مقلقاً بالنسبة له لأنه يتعدى على خصوصياته
حاول الكسندر إقناع الرمح بعدم ملاحقته عندما يدخل إلى الحمام، و لكن هذا الرمح كان عنيداً
تنهد، من الصعب التعامل مع التسونديري