وقف الكسندر امام حديقة ضخمة من الأشجار العالية
بمجرد أن وصل إلى هذا المكان و رأى الحديقة هو استعاد ذاكرته مباشرة
حديقه غامضة
ختم
سيد ختم مختبئ في هذا المكان
اللعنة!
لمس الكسندر جبهته بسبب الصداع الذي إصابة عندما استعاد هذا الكم من المعلومات فجأة
الآن أدرك لماذا أراد تحضير تلك الجرعة الروحية
هذه الجرعة سوف تساعده في القتال
و لكن فائدتها الرئيسية هي تقوية دفاعه ضد الهجمات الروحية
كان كل هذا الإستعداد و التجهيز حتى يستطيع الدخول الى عمق هذه الحديقة و إكتشاف السر القابع هناك
قرر الكسندر أنه سيدخل الآن و من دون تأخير
هو يحمل خناجراً معه طوال الوقت بالإضافة إلى إبر مسمومة لذلك هو لا يحتاج لجلب أسلحة إضافية
و الجرعة الروحية ستسند روحه في عملية إختراق الختم
اخذ الكسندر نفساً عميقاً ثلاث مرات
تحولت عيونه الرمادية إلى اللون الأسود
كانت عيون الصياد تساعده على تقوية رؤيته عدة مرات و تتيح له إكتشاف التحركات المشبوهة مهما كانت ضئيلة
و هذه العيون لها القدرة على شل الأعداء من نفس مستواه أو أضعف منه
لذلك هي توفر عليه الكثير من الجهد في حال واجه بعض الذباب المزعج الذي يحاول ازعاجه
تقدم الكسندر الى الأمام بخطوات بطيئة، ناظراً حوله بحذر
كانت يده اليمنى داخل سترته ليستل خنجره في حال تعرض للهجوم
بينما يده اليسرى في جيبه ممسكة بالإبر السامة
كانت وضعية غريبة
لكن الكسندر كان معتاداً على هذا الإسلوب و إستخدمه لمرات لا تحصى لي مواجهات مختلفة
هو لا يظهر أسلحته أمام أعدائه
هو ينظر عدوه ليتحرك ثم يقوم الكسندر بإتخاذ قراره بشأن السلاح الذي يجب أن يستخدمه
إن هذا الاسلوب سيجعل عدوك متردداً في التحرك لأنه لا يستطيع أن يعرف أسلحتك أو الطرق التي تمتلكها لمواجهة الخطر
هذا سيمنح الكسندر ميزة المفاجئة
خاصةً أنه دخل إلى منطقة مجهولة لا يعرف ما هو الخطر الموجود هنا
قد تكون هناك وحوش مختبئة هنا او شخص يوجد هنا لحماية سر هذه الحديقة
لذلك يجب أن لا يخفض حذره
في نفس الوقت يجب عليه أن يحافظ على تركيزه على أعلى مستوى
حتى لو كانت روحه قوية، يجب عليه أن يستمر بالتركيز حتى يستطيع عبور هذا الختم
شعر الكسندر بأن هناك قوة غريبة توجهه في إتجاه معين
هو بدأ يرسم خريطة لما يحدث
كانت هذه القوة مثل جدران متاهة تجعل الشخص يسير في مسارات معينة لينتهي به بالعودة إلى نفس المكان
كانت هذه متاهة وهمية تعتمد على ضعف روح الهدف
لذلك لن يستطيع الهدف من إكتشاف ما حدث
الشخص العادي سوف يحاول حل هذا اللغز و التغلب على المتاهة
لكن أسلوبه في اختراق الختم سيكون مختلفاً
هو سيحطم جدران هذه المتاهة و يشق طريقة الى المخرج
هذا يتطلب مستوى قوي من قوة الروح ليتحمل هذا الإصطدام بين روحه و الختم
لكن روح الكسندر كانت وصلت إلى مستوى يتفوق على الأشخاص العاديين بالإضافة إلى ان الأختام التسعة التي صنعت لختم المهندس كانت تدعم روحه و تمنع إنهيارها
هو سيحاول إختراق الختم بالقوة و في حال وجود أي اشارة على الفشل سينسحب مباشرة
تقدم الكسندر بخطوات ثابتة و سلك اتجاهات مختلفة في كل مرة
كان يشعر بوجود قوة تمنعه من التقدم إلى الأمام و تبطئ من حركته
" هاااه...هذا أصعب مما توقعت."
بدأ الكسندر يلهث و يتصبب عرقاً بغزارة
و في النهاية قد وصل إلى منطقة دائرية خالية من الأشجار
كان هناك كوخ خشبي بسيط في منتصف هذه المنطقة
أدرك الكسندر على الفور أنه استطاع اجتياز متاهة الروح
نظر بجدية إلى الكوخ الخشبي
كان إحساسه يخبره بأن الأمر لم ينتهي حتى الآن، و بدلاً من ذلك هو سيواجه التحدي الحقيقي
الشخص الذي وضع الختم في الغابة سيقوم بالتأكيد بجعل هذه المنطقة حول الكوخ الخشبي مصيدة موت
اقترب الكسندر من هدفه و لكن إحساسه بالخطر أصبح أشد
كانت المسافة بينه و بين الكوخ أقل من مئة متر، و لكنه كان متأكداً بأن هذه المسافة القليلة ستكون مملوءة بالتشكيلات و الاختام المميتة
خطى الكسندر خطوه واحدة
نظر يميناً و يساراً بشك
لم يحدث شيء
لذلك اتخذ خطوة أخرى
مع كل خطوة كان يتأكد من محيطة
هذه عملية طويلة و لكنها ضرورية
بعد أن قطع عشرين متراً بدأ الكسندر يشعر بشيء غريب
كانت رؤيته تصبح غير واضحة
حاول التراجع و لكن جسده لم يستجب
لعن الكسندر حظه
فحتى مع كل حذره وقع في النهاية في هذا الفخ
اصبحت رؤيته ضبابية ثم اظلم المكان
---------------------
عندما فتح الكسندر عينيه وجد نفسه في في ممر حجري غرضه خمسة أمتار مدعوم بأوتاد خشبيه
كان المكان فوضوياً و الجو خانقاً بشكل لا يطاق
الحصن!
هو عاد إلى هنا
ضيق الكسندر عينيه
هل هذا الختم قد تسلل إلى ذكرياته؟
حسناً، هذه حركة رخيصة
هو لم يحب تذكر هذه الأحداث و لكنه الآن مجبر على مواجهتها
مشى الكسندر بهدوء حتى وصل إلى باب معدني كان يقف أمامه جندي في نهاية العشرينات من عمره كان وجهه مغطى بالطين و التراب مما جعل من الصعب تمييز ملامحه
هل هذا....ماندوس؟
عبس الكسندر بشدة مع بعض القلق
كانت هذه الذكرى تنتمي إلى الفترة ما قبل حدوث الكارثة
و هذه اللحظة بالذات هي اللحظة التي اتخذ فيها القرار الذي غير مجرى حياته
هذا ما جعله حساساً تجاه هذه الذكرى
تقدم برأس منخفض و معنويات على أدنى مستوى
" توقف." رفع الجندي سلاحه و مد يده
تابع الجندي بنبرة متوسلة، " لا تفعل ذلك، لن يتسامح الضباط مع ما تريد فعله."
" و مع ذلك يجب أن أفعل ذلك، ارجوك اتركني اذهب يا ماندوس" رفع الكسندر رأسه و نظر إلى الجندي
كان ماندوس يكافح للحفاظ على صوته هادئاً، " انت رأيت ماذا فعلوا صحيح؟...قام الضباط بإعدام جميع الجنود الذي قاموا بتخريب الممرات المؤدية إلى تلك الأنفاق، إذا خالفت الأوامر و خرجت فسوف يقومون بإعدامك أيضاً."
" هل تريد مني أن اتركه يموت هناك؟."
" هل تعتقد أنني سعيد بذلك؟." صرخ ماندوس بهستيرية. "هو صديقي ايضاً، لكنه لم يعد منذ أكثر من يومين... نحن في حرب."
على عكس ماندوس الهستيري كان الكسندر هادئاً بشكل غير طبيعي
هو يعرف ما عاناه هذا الرجل و ما صعوبة هذا القرار
حتى هو نفسه كان خائفاً و لم يعلم ما يجب عليه فعله في ذلك الوقت
هو لم يكن مختلفاً عن الرجل المذعور الذي أمامه
قد تكون حالته أسوء من بعض النواحي في ذلك الوقت
" انا سأذهب...مهما كان الامل ضئيلاً فسوف اتمسك به." قال الكسندر بعزم
" انت!." أنزل ماندوس سلاحه و نظر إليه بيأس
تقدم الكسندر حتى وصل إلى الباب بعد أن تنحى ماندوس جانباً برأس منخفض
مد الكسندر يده لفتح الباب
و لكن قبل أن أن يمسك بمقبض الباب امسكه أحدهم من الخلف بلا سابق إنذار
امسك ماندوس به و دفعه إلى الحائط
كانت عيون ماندوس مظلمة مثل الهاوية و تعبير مشوه على وجهه
" أين تظن نفسك ذاهباً ايها اللعين." كان صوت ماندوس عميقاً و خشناً
"..." أوه، اللعنة
لعن الكسندر حظه مرة اخرى