ما هو الشيء الذي يتحكم في أفعالي؟

المنطق ام المشاعر

هذا سؤال صعب، و لا أستطيع الإجابة عنه مهما فكرت في الأمر

فأنا دائماً ما استخدم المنطق و العقل قبل اتخاذ أي قرار

ليس الأمر انني شخص بلا قلب، و لكنني تعلمت خلال حياتي أن اتحكم في أفعالي و إنفعالاتي، مع كبت المشاعر و العواطف

لا أستطيع ان أتدخل في صراع لست طرفاً فيه، و لا أستطيع أن انقذ شخصاً في خطر من دون أن اعرف هويته

ماذا لو كان شخصاً سيئاً؟

اذا كان هناك شخص سيء مثل قاتل متسلسل يتعرض للتعذيب أمامي، فإنني سوف اجلب بعض الفشار و استمتع بهذا العرض اللطيف

مع ذلك، ما زلت اقوم ببعض الأعمال الجيدة بين الحين و الآخر, فلا اعتقد أن هناك ضرر من مساعدة امرأة عجوز على عبور الطريق، او إيجاد طفل تائه

هل اعتبر نفسي شخصاً صالحاً؟

بالطبع لا، بعد كل الأشياء التي فعلتها من المستحيل ان اطلق على نفسي شخص صالح

اذا تجرأت على ان أطلق على نفسي وصف الشخص الصالح، فإن الشياطين التي تنشر الخراب و الدمار سيتم إعتبارها ملائكة الرحمة

أنا شخص صالح عندما تسمح لي الظروف بأن اكون صالحاً

علي ان اؤكد انني لست شخصاً وحشياً و قاسياً، حتى لو قام شخص بشتمي و إهانتي، فإنني لن اقوم بالإنتقام منه حتى لو كان اضعف مني

هذه قدرة طورتها بعد سنوات من التعرض للإهانة و الإزدراء

اذا قام شخص قوي بإهانتي، فإنني سوف احافظ على وجه البوكر الخاص بي

انا ادرك جيداً انني اذا اظهرت الغضب او عدم الرغبة، فإن ما ينتظرني هو مصير اسوء من بعض الكلمات القاسية

انا لن اقوم بالنظر الى السماء و اصرخ بأنني لن اركع سوى لوالدّي و للسماء

ناه، لن اقوم بذلك الفعل المحرج

انا سوف أنحني عند الحاجة

انا لست أتباهى بقدرتي على تحمل الإهانات، و لكنها طريقة انقذتني بضعة مرات

هذه هي الحياة...او على الأقل هذه هي نظرتي للحياة

بالطبع ، هناك بعض المرات التي تخرج فيها مشاعري عن السيطرة، مثلما حدث بعد ان استيقظت في هذا الجسد، لكن هذه حالات نادرة

لذلك، انا افتخر بقدرتي على كبح غضبي في المواقف الصعبة

لأنني لو لم أكن من هذا النوع المتسامح و اللطيف.....لقمت بتفجير رأس ماريا

كانت ماريا تقف امامي و تنظر الى المائدة المملوءة بالطعام، عندما رأتني جالساً بهدوء على المائدة، بدأت بشتمي و إهانتي من العدم، استمرت بقول انني عديم الفائدة و شخص تافه، او شي من هذا القبيل، في الواقع لم اكن أستمع لها بشكل جدي، لأنني كنت مركزاً على الأطباق التي امامي و أفكر بأي طبق يجب أن ابدأ

نظرت ماريا نحوي ببرود. " يبدو انه لا يوجد فائدة منك سوى إستهلاك الطعام و المساحة..."

استخدمت الشوكة و السكين لتقطيع شريحة اللحم الى قطع صغيرة، و قلت لها من دون ان ارفع عيني عن طبقي. " لا زلتي لطيفة كعادتك، الأخت الكبرى.."

وضعت ماريا يدها على جبهتها و هي تتنهد. " لا تعرف ما هي المشاكل التي تسببت بها انت و لوكاس.."

"لوكاس؟..". نظرت الى ماريا بإستغراب

عن ماذا تتحدث هذه الفتاة؟

" من الطبيعي أن لا تعرف ذلك، انت قمت بحبس نفسك في غرفتك بعد ان قمت بإهانة نفسك امام باقي النبلاء...". سخرت ماريا، و كانت تخطط لجولة أخرى من التوبيخ

و لكن دخل فتى ذو شعر احمر غامق الى الغرفة، كان الشاب يرتدي ملابس بيضاء مع وجود رمز لهب أحمر مطرز على المنطقة اليسرى من معطفه الأبيض

هذا الشاب هو إليوت رايمان

عائلة رايمان هي عائلة تخدم عائلة فورد منذ عدة أجيال، هم ماهرون في جمع و تبادل المعلومات

أن إليوت هو صديق طفولة ماريا، و غالباً ما يتدربان مع بعضهما

في الواقع، إن إليوت هو كيس اللكم الخاص بماريا

كنت سوف انظر الى هذا الشاب بعيون متعاطفة في الظروف الطبيعة، و لكن هناك شيء غريب بشأنه

حتى بعد ان تعرض للضرب طوال هذه السنوات، ما زال إليوت يبتسم في كل مرة يرى فيها ماريا

هو ليس شخصاً عاجزاً، ففي النهاية هو وريث عائلة رايمان، اذا اراد، فهو يستطيع تقديم شكوى حتى تتوقف ماريا عن معاملته بهذه الطريقة

حتى لو كانت عائلة رايمان مجرد عائلة تابعة لعائلة فورد، ما زالت عائلة تملك بعض التأثير، و يجب على رئيس عائلة فورد أن يستمع لشكواهم

لكن إليوت لم يعترض او يرفض أي امر اذا كان صادراً من ماريا

هل هو مازوشي؟

لاحظ إليوت انني انظر إليه، رفع يده و لوح بيده بإبتسامه لطيفه. " كيف حالك يا ألكسندر؟..."

حاولت ان أرد عليه تحييته، و لكن فمي كان محشواً باللحم، لذلك، اكتفيت بهز رأسي و اخراج بعض الكلمات غير المفهومة من فمي

" على مهلك، سوف تختنق..". لم يكن إليوت منزعجاً من أفعالي، بل على العكس، هو كان مستمتعاً

هو لم يكن شاباً سيئاً، حتى في ذكريات ألكسندر، كان إليوت يحيي ألكسندر بشكل ودي في كل مرة يلتقون فيها ، حتى عندما كان ألكسندر يتصرف بفظاظة، حافظ إليوت على اخلاقه

هو لم يكن مقرباً من ألكسندر، لكنه يتبع الآداب العامة التي يجب الإلتزام بها عندما يلتقي بأحد أفراد عائلة فورد

لكنني متأكد أن هذا الفتى لم يكن ينافق، لم يكن هناك سخرية او إشمئزاز عندما التقت نظراتنا

لكن كان هناك شيء مريب

كنت امضغ اللحم و انا انظر بدقة الى وجه إليوت الذي يتحدث مع ماريا

انا متأكد انني رأيت هذا التعبير الغبي من قبل، هذا التعبير الذي ينتج من العواطف التافهه للشباب

هذا هو الحب

2023/09/23 · 289 مشاهدة · 838 كلمة
Lordran
نادي الروايات - 2025