هناك أعراض لكل مرض
أنا قرأت كتب لا تحصى عن أعراض مختلف الأمراض و السموم و طرق تشخيصها
لأنني كنت استخدم هذه السموم و الأمراض كأسلحة ضد اعدائي
و بما انني اعتبر الحب احد انواع الأمراض، فكان من الطبيعي ان اعرف أعراضه بشكل جيد
نظرة افتتان واضحة
تظهر ابتسامة بلهاء و تعبير غبي بشكل لا إرادي على وجه المصاب
يؤثر على عقلية المصاب
بحيث لا يستطيع رفض أي طلب يقدمه الشخص المقابل
اصبح وجهي جدياً و أنا انظر الى هذا الفتى المسكين، بالنظر الى حالته فهو قد وصل الى مرحلة متقدمة من هذا المرض
هززت رأسي و لم استطع سوى التنهد، لا أمل من هذا الفتى بعد الآن
هو حالة ميؤوس منها
ألقيت نظرة فاحصة على ماريا، من الصعب التصديق بأن هذه الأخت المزعجة سوف تستطيع أن تتحكم بوريث عائلة رايمان بهذه الطريقة
شعرت بالشفقة على رئيس عائلة رايمان، ذلك الرجل لا يعرف أن إبنه قد تم ربطه بسلسله لا يمكن كسرها
رفعت ابهامي تقديراً لمهارة أختي الكبرى
-----------------
كانت ماريا تناقش مع إليوت مسألة تتعلق بالأكاديمية الإمبراطورية، لكنها لاحظت أن ألكسندر كان ينظر إليهم بتعابير غريبة
و في كل لحظة كانت تعابيره تتغير، في البداية كانت نظرة الشك على وجهه، ثم اصبحت نظرة صادمة، في النهاية ظهر الإعجاب على وجهه
فجأة، هو رفع ابهامه و كأنه يبدي تقديره لشيءٍ ما
"......." ما الذي يفعله هذا الأخ الأبله؟
" هل هناك مشكلة يا ماريا؟..". سأل إليوت، عندما لاحظ انها غير مركزه
" لا شيء ، فالنذهب الى الخارج، لا اريد البقاء هنا..". نقرت ماريا على لسانها و هي تغادر غرفة الطعام
ما زال ألكسندر ينظر نحوها بتلك النظرة الغريبة، و هو يحشو الطعام في فمه
زادت ماريا من سرعة خطواتها و هي تحاول مغادرة هذا المكان بسرعة و الإبتعاد عن مجال نظره
--------------
" هممم، هل يجب ان اقوم بنصح ذلك الفتى؟...". انتهيت من تناول الطعام
جلست على الكرسي الخشبي الفاخر و أنا أُربت على معدتي بسعادة
كنت افكر في إليوت
في الواقع، كنت افكر بأن اقنع إليوت بالإبتعاد عن ماريا
لماذا؟
لأنني من النوع الذين يحاول أن يجعل الأزواج يتفرقون
ان وجود ثنائي محب يقومان بتلويث بصري بأفعالهما العاطفية ، هو شيء يثير غثياني
انا استمر بالإلتقاء بهذا النوع من الشباب مثل ألكسندر و إليوت منذ وصولي الى هذا العالم
هل الفتيان في هذا العالم يعانون من الجفاف العاطفي؟
لكنني مختلف عنهم
انا سوف اعيش و أموت وحيداً، هذا هو مصير الأساطير و العظماء أمثالي
نهضت بفخر من مكاني و أتجهت الى مكتبة العائلة
أن التدريب مهم، لكن التعلم أهم
أن المعرفة هي سلاح يستطيع ان يسبب ضرراً أشد و اقوى من أي سلاح مادي آخر
من دون المعرفة التي حصلت عليها من قراءة الكتب و السجلات التي تركتها الحضارات القديمة، لكنت الآن ميتاً
هذه المعرفة أنقذتني في مواقف لم استطع حلها بالقوة الخام
انا حالياً مجرد شاب ضعيف، لا يمتلك قوة او سلطة، لكنني لست قلقاً
هذا بسبب انني امتلك المعرفة اللازمة لزيادة قوتي و معالجة مشاكلي
اذا وصلت الى هذا المستوى المذهل من معرفة ، فلماذا اذهب الى مكتبة عائلة فورد؟
انا امتلك الكثير من المعرفة، و لكن هذا لا يعني انني أعلم كل شيء
ان تراكم المعرفة هو شيء ضروري، لذلك يجب ان اقوم بدراسة تاريخ هذا العالم، و انواع الممالك و الإمبراطوريات و الأعراق في هذا العالم
يمكن الحصول على هذه المعلومات من الإنترنت، و لكن الكتب هو شيء لا يمكن الإستغناء عنه
دخلت الى غرفة واسعة جداً، تحتوي العديد من رفوف الكتب
علي أن ارفع القبعة للشخص الذي بنى هذا المكان
نظرت الى الكتب الموجودة امامي و انا أفرك يدي بحماس
حان وقت جولة القراءة
بدأت بكتب التاريخ
يوجد عدة أعراق في هذا العالم
البشر، الجان، الأقزام، مصاصي الدماء
كان البشرو الجان و الأقزام، يتعايشون مع بعضهم البعض بسلام على الرغم من وقوع بعض الخلافات البسيطة بين الحين و الآخر
لكن لم يكن هناك الكثير من التوتر و الإحتكاك بين هذه الأعراق الثلاثة
المشكلة الحقيقية تكمن في عرق مصاصي الدماء
إن مصاصي الدماء يعتبرون بقية الأعراق مجرد ماشية لإشباع جوعهم
يحتاج مصاص الدماء الى شرب الدم للحفاظ على حياته، إن الدم بالنسبة لهم هو مثل الماء بالنسبة للبشر
بالأضافة الى انها طريقة لزيادة قوتهم، لأن الدماء التي يمتصونها تحتوي على الأورا، و بالتالي هم يرفعون مستواهم عن طريق إمتصاص دماء الكائنات الحية الاخرى
بالطبع، هناك حل وسط، يستطيع مصاصي الدماء شرب دماء الوحوش، و هذا سوف يكون كافياً لإشباع رغبتهم
لكنهم كانوا عرقاً متغطرساً و ينظر بإزدراء للأعراق الأخرى
كانوا يقومون بشرب دماء الأعراق الثلاثة الاخرى، كنوع من السيطرة و الهيمنة على الأعراق الأضعف منهم
أدى هذا الى نشوب حرب ضخمة
اجتمع عرق البشرو الجان و الاقزام و قاموا بتشكيل تحالف و جيش موحد لمهاجمة مصاصي الدماء
حتى عند مواجهة ثلاثة اعراق، لم يتراجع مصاصي الدماء خطوة واحدة للخلف
اعلن سلف الدم الذي هو الحاكم الأعلى لجميع مصاصي الدماء، الحرب على التحالف
كان مصاصي الدماء النبلاء متحمسين لهذه الحرب، فهم كانوا دائماً ينتظرون هذه الفرصة حتى يدوسوا على تلك الكائنات متدنية المستوى
هممم، لكن يبدو انهم ندموا على الإنخراط في هذه الحرب في النهاية
لأن قوات التحالف قامت بركل مؤخراتهم