1 - المقدمة الجزء الأول ( أمواج هادئة )

لقد كانت الأجواء هادئة بطريقة غير عادية , السماء الزرقاء الصافية المنعكسة علي مياه البحر الخامل .


نسيم البحر المالح الذي يمر بين الأشرعة والصواري كان يعلم ...


و الطيور التي اختفت من هذه المنطقة كانت تشعر بما يوجد في الأجواء من تشاحنات .....


لقد كان هدوءاً شبية بما يسبق العاصفة ....


ضياء الشمس الساطعة التي رسمت لوحةمن الظلال لحدود تلك السفينة التي كانت تعبر المياه و هي أشبه بسفينة الأشباح ....


إذ كانت لديك القدرة لكي تتواجد علي متن السفينة فلن تري إلا خيالات أشخاص قد تميل إلي الظن أنهم ينتمون إلي عالم الأموات أكثر من انتماءهم إلي العالم النابض , عدا تلك الانفاس الحارة التي تخرج من منخري الطاقم مصطدمة بنسيم البحر ....


عدا تلك الأنفاس الحارة التي تترد بين ثنايا السفينة و بدنها , التي تترد بين طبقاتها و حجرها


يمكنك الجزم أنها سفينة أشباح.....


لقد كان أمراً غريباً غير معتاداً علي سفينة أتخذت العلم الأسود ذا الجمجمة و السيفين المتقاطعين رمزاً لها بل هو شعاراً لها أن تكون بهذه الحالة ....


لكن ما هم مقبلون عليه الان هو أمر يدعوهم إلي التحلي بهذه الأجواء .....


المغامر هو -ببساطة - شخص لا عمل يجني المال من قيامه بمهاجمة الاحرين أو الاستيلاء علي الأشياء تحت مسمي المهمات , هو مرتزق يُدفع له المال لكي يقوم بجلوب الرؤوس علي أطباق من فضة رؤوس الوحوش أو البشر , هو لص يعرف كيف و متي يتقدم من موضعه و يعرف كيف يحصل علي ما يريد دون أن يُلاحظ , و في هذا العالم ستجد المغامرين في كل مكان فنعم هي وظيفة تبعد عن الجريمة بخصلة شعر قد لا تراها عينك المجردة لذلك ستجد منهم من في الأرض و من السماء و من في البحر .....


من يعيشون في البحار و يغزونها , من يلقون بأنفسهم في قلوب العواصف الهائجة , من يجوبون العالم علي متن سفنهم تصطدم بوجوههم رياح البحر التي قد تكون عليهم نسيماً أو أعاصير عاتية , هؤلاء هم مغامري البحر .....


يبحث عنهم الجميع و يحبوهم و تحترمهم المملكة و تقدرهم .....


لكن عندما يعلو سارية السفينة ذاك العلم الأسود....


ذلك العلم ذا الجمجمة و السيفين المقاطعين .....


حينها سيطاردوهم ....


قلوبهم لا تخشي الموت , قلوبهم لا تخشي البحر , قلوبهم لا تخشي القوانين ......


إنهم القراصنة .....


تصطدم بهم الأمواج فيقابلونها بأناشيدهم .....


هؤلاء هم القراصنة ....


لكن ما تراهم الأن , متأهبين مستعدين , بهيونهم الحمراء التي عذبها ملح البحر و القلق......


ما يعلمه الجميع عن القراصنة هو أنهم لصوص البحر , و قراصنتنا ها هنا ليس بمختلفين عنهم ....


يقف الكابتن إدوارد فوليتانس خلف عجلة القيادة واضعاً يده اليمني علي عجلة القيادة بينما يستشعر بيده اليسري مسدسه المعلق علي صدره خارج ثوبه الأسود الذي امتلأت ارجاءه بالثقوب الناتجة من الطلقات النارية و طعنات السيف و هو يشعر بالقلق ....


و السعادة .....


ليس كل يوم تهاجم فيه أسطولاً من البحرية الملكية لا شئ يعينك غير سفينتك التي شهدت غدر البحر طوال طريق رحلتك حتي وصلت إلي هذه المرحلة و طاقمك الذي تدرك أنهم علي الرغم مما يظهروا من مشاعر القلق علي وجوههم إلا أنهم لعناء سعداء متحمسين .....


ليس كل يوم ستهاجم فيه أسطول من البحرية الملكية لكي تسرق منهم شيئاً أنت تريده ....


ليس كل يوم ستهاجم فيه أسطول من البحرية الملكية لكي تسرق منهم شيئاً أنت تبغاه و هذا الأسطول يقوده أدميرالين من البحرية , الكابتن قسطنطين الذي امتلأت خزانته بالكثير من الأوسمة و الميداليات لكنه ليس مثل الأخرين الذين نالوا أوسمتهم من الجلوس خلف المكاتب و من الرتب العالية , هذا الرجل يلقب بقلب البحر و هناك سبب منطقي لهذا اللقب و جراح جسده الكثيرة تشهد له كل ما قام به , الكابتن أزميرالدا نعم هي أنثي لكن هذه الأثني يخشاها جنود البحرية أنفسهم من قسوتها و وحشيتها , هي أزميرالدا أكلة لحوم البشر.....


ليس كل يوم ستهاجم فيه أسطول للبحرية الملكية لكي تسرق من أدميرالين شئ تبغاه , و هذا الشئ هو ساحرة قوية يطالب برأسها الكنيسة و المملكة....


ليس كل يوم ستعادي فيه العالم مثل هذا اليوم ....


يا له من يوم جميل .....


" صامويل فلتتأكد من تأهب الطاقم... و أيقظ ذاك النائم .."


" هااي كابتن "


إدوارد فوليتانس ذا الثمانية و العشرين عاماً , إذ كنت ستتحدث عن الأسماء و الشهرة فالحق يقال أن إبن الثامنة و العشرين قد خلق اسماً له طوال الخمسة عشر ة عاماً التي أمضاها في البحر ...


لقد كان إدوارد جني البحر .....


بعينيه الزرقاء التي ينعكس فيهما بريق البحر , بعيني الشيطان التي تسلب روح كل من ينظر فيهما ....



نظر الكابتن إدوارد إلي صامويل و هو يتأكد حال الطاقم , موجيني السمين و هو واقف عند الصاري للحرص علي ألا يبتل البارود و سايروس و سورتارو المسؤلون عن المدافع النارية .....


لقد كان الجميع مستعداً....


"إنها قادمة ..."

______________________

قد تتساءلون لماذا أكتب رواية جديدة علي الرغم من أنني لم أنهي الأولي ؟!


الأمر بسيط , لا يوجد أفكار ....


لذا سأضع هذه و هي قصيرة تتراوح بين الخمس و الست فصول إلي أن ( يفرجها ربنا )


استمتعوا رجاءاً

2017/07/04 · 374 مشاهدة · 801 كلمة
someone_else
نادي الروايات - 2024