تعرف كم تبقي من الثلاثين....


أتعرف لماذا لا يمكنك رؤية بحر الموتي في بعض المناطق....


أنها تقترب.....



******************



" .... ما رأيك أن نعقد صفقة ؟! ......"


لقد كانت كلمات الأدميرال واثقة , الامر أشبه بثقة من يمسك طوق النجاة ليلقيه لمن هم علي شفير الموت و إن اعتبرت حا محدثه لأدركت أن الأدميرال يلقي بالطوق لمن هم علي شفير الهاوية...


لقد كانت تلك الحجرة لا هي الكبيرة أو الصغيرة و إن كان بها ما يميزها فهو أنها لا تحتوي علي ألوان غير الأبيض عدا بعض الذهبي و الأخضر الذي يأتي متعلقاً بأشعةالشمس فيتلامس مع أوراق الشجر الذي يطل من خارج النافذة الوحيدة الموجدة فيها ..


في هذه الحجرة يمكنك أن تجد ثلاث أشخاص أولهم الأدميرال قسطنطين جالساً علي كرسي خشبي و وراءه يقف نائبه و هم ينظران نحو من يخاطبه الأدميرال جالساً علي سرير و غطي بالضمادات...



" ... إدوارد لقد تلاعب بك دراكو....


أتظن نفسك نعرفه حقاً....


ههههه...دعني أخمن أنت لم تقابله إلا منذ ما يقل عن السنة , أم أنا مخطئ ؟!


أوتعرف من هذه التي كنتم تحاولون إختطافها ؟!....


بالطبع لا "



لقد كان حديث الأدميرال العجوز ذي الشعر الأبيض لا يقابل غير الصمت , لقد كان وجه العجوز أسفل الأشعة الذهبية مليئاً بالتجاعيد التي خلفها الزمان خلفه لكن أسفل تلك التجاعيد ستجد ملامح وسيمة ...


لقد كان إدوارد صامتاً لا يتفوه بأي شئ , يلتفت نحو اليمين ناظراً عبر النافذة فقط ليتأمل الفراغ...



" أنا لن أكذب عليك ...


هذه الساحرة ليست شخص يمكنك أن تستوعب وجوده و معني أنها قد هربت من البحرية سوف يضعف من موقفنا كثيراً أمام القصر لذلك يجب أن نستعيدها نحن ....."


" ههاه..."

ربما هي المرة الأولي التي تفوه فيها إدوارد بشئ لمحدثه و لكنها لم تكن كلمات بل هي أشبه بإهانة ساخرة ....



" كيف تجر...."


رد فعل إدوارد قد اثار غضب النائب الذي أراد أن يصصيح فيه لكنه توقف بإشارة من الأدميرال...


" لا عليك ..."


و بعد تنهيدة طويلة أكمل الأدميرال قائلاً


" ....أستمع جيداً أيها القرصان و أنت أيضاً يا ممفيس لأن ما سأخبركم به يعد سراً لا يعلم إلا القليل ....




*************

آااه


في مجال بصره لم يكن هناك إلا ضوء أحمر متراقص ينير قليلاً مما يحط به , اول ما لاحظه هو اختفاء البرودة التي كانت تابوته المتحرك لتتبدل بدفئ مفاجئ و خاصة أسفله و إختفاء الصلابة التي تتميز بها الأرض بملمس طري ناعم ينام عليه ...


لقد حاول النهوض ليهاجمه الألم مرة اخري و يشعر بالدوار الذي سرعان ما يختفي و تثبت معه الرؤية , لقد تحولت الأشجار فجأة إلي حجرة خشبية يجلس فيها الأن مما أثار الأمر ريبته و جعله يتضطرب...


آخر ما كان يتذكره هو حمله للساحرة علي كتفه و التحرك معها بين الأشجار التي غطتها الثلج بعدما تركوا الكهف ليقع بعدها من الاعياء و يترك شعور البرودة و الموت يرسله نحو عالم أسود ...


ثم الان هو يجلس في حجرة خشبية مضمدة جراحة و يشعر بالدفئ الذي لم يشعر به في لفترة طويلة , و بعدما هدأ من روعه قليلاً نظر نحو يده اليسري التي باتت مغطاة مع سائر جسده بالملابس الكثيفة الدافئة ليقوم برفع كم ملبسه ليري ذلك السوار الذي هو علي شكل ثعبان ذهبي يأكل ذيله ذا عينين حمراوتين .....


تنهيدة...


حاول دراكو النهوض ليصيبه الدوار الناتج من غندفاع الدم نحو رأسه فجأة و بعد أن تمالك نفسه توجه نحو الباب الخشبي الذي يفصل بين الحجرة و بين ما خلفه , لم يركز دراكو كثيراً في محتويات الحجرة عدا عن رمز صغير معلق علي الحائط امام سريره قد جذب انتباهه لكنه لم يعطي للامر اهميته لكن الصوت الصادر عن حركته عن السير علي الخشب أثار إزعاجه حقاً ....


عند وصوله ألي الباب وضع يده علي المقبض النحاسي البارد ثم يديره نحواليسار ليصدر بعضها صوت القفل و هو يُفتح ثم تظهر لدراكو الردهة المتواجدة خلف الباب.....


لقد كانت ردهة خشبية مرصوصة علي جانبها الايمن و مثلهم علي الأيسر و في الناحية الأخري من الردهة كان يوجد باب , تردد دراكو قيلاً ثم سار إلي الأمام مغلقاً الباب خلفه ...


صوت القفل ...


من احد الحجرات الجانبية خرجت امرأ ة في الثلاثين من العمر ترتدي زي خادمة من فستان طويل أبيض و صديري أسود مشدود علي صدرها و قبعة تشبه رأس دب صغير علي الرأس ....


" لقد استيقظت اخيراً سيدي ؟...."


قالتها السيدة عندما رأت دراكو ثم انحنت و تابعت " زوجتك بإنتظارك بالأسفل في قاعة الطعام "


مممممممممممم


أومأ دراكو


إذاً هذا المكان هو نزل أو حانة


ثم ....


منذ متي و أنا متزوج ؟!!!


ليتذكر بعضها

تلك المرأة


توجه دراكو بعضها نحو الدرج الموجود بين رابع و خامس باب علي يده اليمين غير قائلاً أي شئ أخر للمرأة التي تبدو كالخادمة و التي توجهت إلي غرفته علي ما يبدو لتنظيفها.....


عند اقترابه من السلالم سمع صوت ضجيج شديد قادم من الأسفل و بعدما أخذ يتقدم في السلالم أكثر و أكثر أخذ الضجيج في الأتضاح شيئاً فشيئاً بين صوت الخشب الذي يُمشي عليه ......


لقد كان الضجيج عبارة عن أصوات ضحك و أصوات إرتطام مما يلغي إحتمالية كون هذا المكان نزلاً و يزيد من إحمتمالية كونه حانة لكن أيضاً يمكن أن يعتبر المكان فندقاً ذا مدير ضعيف الشخصية لذلك هو لم يتسرع بالحكم ...


لقد مر دراكو بطابقين أثناء نزوله و عند اقترابع من الأخير أدرك أن هذا مكان يتكون من ثلاث طوابق عدا الأرضي , لقد أخذت رائحة غريبة في التسلل إلي منخريه قادمة من الأسفل ....


لقد كانت الرائحة غريبة...


و بإقترابه أكثر تبين شيئاً من هذه الرائحة.....


الكحول ...


نعم لا يمكن لأنفه أن يخطأ هذه الرائحة الكريهة.....


لكن ما تلك الرائحة التي تشارك الكحول؟.....


لقد كانت رائحة خفيفة لا يعلم مصدرها و كأنها موجودة في الجو....


عندما ظهر دراكو في الطابق السفلي لم يثر اهتمامه هؤلاء الرجال ذو الملابس المصنوعة من الفراء الأبيض الكثيفة...


لم يهمه حقاً كيف أنه يقف الأن في قاعة كبيرة تتسع لمائتي شخص و هي الأن ممتلئة بالكثير من الرجال الأقوياء البنية كثيفوا العتاد...


لكن ما جذب انتباهه أكثر شئ هو في وسط القاعة بين الطاولات كانت هناك طاولة يلتف حولها كثير من الرجال و علي الطاولة رآي إمرأة في الخامسة و العشرين من العمر ترتدي ثوباً أسوداً و تأكل ما هو أمامها بنهم...


إذ تغاضيت عن طريقة تناولها الطعام و تغاضيت عن الرجل الذي تسند بقدميها علي ظهره بينما هو جالس علي الأرض و تغاضيت عن صوتها العالي فستكتشف أنها جميلة حقاً ....


إلي أن


" إنه خرتيت سمين لا يفعل شيئاً غير النوم ؟ و حتي النوم هو يشخر فيه ...."


لتتعالي الضحكات العالية بعدها و تصطدم الكؤوس في بعضها ثم يلمح أحدهم دراكو و يغمز لمجاوره بكوعه لينظر إليه الرجل و يتوجه إليه باسماً....


" بالحديث عن الشيطان ...انظروا إنه الخرتيت الشاخر ...."

لتصمت ضحكات الحانة و تتوجه نظراتها إلي دراكو ...........

2017/08/13 · 379 مشاهدة · 1076 كلمة
someone_else
نادي الروايات - 2024