لقد كان مجال رؤيته ممتلكاً من قبل اللونين الأحمر و الأبيض...


في هذا الجو البارد الذي يتسرب نحو أعضاءه و عظامه ليشعر بفقدانه لقدرته علي الحركة شعر بدماءه الدافئة و هي تتسلل من داخل جسده إلي الخارج ...


تحت الثلج الشديد المنهمر من السماء ليخيل لك أن هذا العالم لا يتواجد فيه غير اللون الأبيض...


حاول تحريك يده اليمني لكن ذلك الشعور الذي يهاجم عظامه كأن البرق يتراقص فيها منعه مما يريد و أخبره أن جسده قد وصل إلي الحافة ...


إذ تحرك إزداد تنفسه مصاحباً شعوراً قادماً من صدره و كأنه يعانق وشاحاً من السكاكين ليتسارع تنفسه و يشعر بالدماء تندفع إلي رئتيه و قصبته الهوائية ليطردها فمه و أنفه إلي الخارج...


جسده يرتعش...


و بصره يهتز كالسكران علي سطح السفينة...


و ذلك الطعم الحديدي الذي ينتشر رويداً رويداً في فمه ..


طعم حديدي...


أو هو أشبه بالصدأ ...


كتفاه ترتعشان...


و الدماء تُطرد من أذنيه و عينيه ....


وعيه بدأ في التلاشي ...


إن استمر الحال هكذا فسينتهي به الحال في مكان لا يعرفه مجمداً ميتاً..


رحلته لم تبدأ بعد...


لم يصل إلي هدفه بعد...


لقد حاول الوقوف...


علي الرغم من صوت الرياح إلا أن صوت عظامه و هي تتحطم كان واضحاً ...


لم تكن طاقته السحرية مستقرة بل هي أشبه بإعصار هائج في أوردته المدمرة ...


مجال رؤيته بدأ في التلاشي ...

لا...


جاااه...


هو لن يسمح بهذا الأمر بأن يحدث...


لقد عض لسانه بقوة ليضاعف كمية الدماء التي تخرج من فمه ...


سيفه ثقيل جداً و سيصعب عليه الحركة لهذا ألقاه..


لأن هناك شخص أخر يجب أن يحمله ...


ينظر خلفه ليري الساحرة نائمة علي الأرض...


يتوجه نحوها ..


و الألم لا يتركه ...


في حالته هذه سيكون مستحيلاً عليه حملها لهذا سيكتفي فحسب بسحبها من يدها ...


يمد يده نحو ذراع الأنثي المستلقية علي القطن البارد ...


يده اليمني التي يحمل فيها السوار الذهبي الذي يشبه الأفعي التي تأكل ذيلها ذات العيون الزمردية الحمراء...


يده كانت ترتعش...


لأجل أخوتي...


لأجل معلمي...


لأجل يونا...


*******



" لا تقلق , سينتهي كل شئ قريباً ..."


" أـــــــــــ أبي...!! "


أخذ الصبي الصغير ذا الخمس سنوات يبكي و هو ينادي علي أبوه و كانه بعيد عنه لكنه في الحقيقة كان يحمله بين يديه و يجري به وسط الثلج المنهمر من السماء ...


لقد كان الرجل قوي البنية ذا لحية شبه حليقة و وجهه يعلوه التجاعيد و شعر تسلل الشيب إليه علي الرغم من سنه الصغيرة , تحت وشاحه الأسود الطويل يوجد درع جلدي مصنوع من جلد حيوانات الإيجوروس التي يتميز جلدها بقدرته علي مقاومة البرد حيث يستطيع أن يصدر حرارة كافية علي الحفاظ علي الحرارة الداخلية لجسد من يرتديه و مثل الرجل كان يرتدي الصبي الصغير سترة جلدية من الإيجوروس ....

في ظهر الرجل كان يوجد سيف ليس بالطويل بل طوله الذراع لكنه مصنوع من معدن قوي...


لقد كان الصبي خائفاً لأنه يشعر بشئ مخيف من هذا الثلج شبيه بالشعور الذي يستشعره ممن يطاردهم , لقد كان الصبي خائفاً باكياً و لما لا ؟! فقد رأي أمه تموت أمام عيناه لكي تسمح لهم بالهروب , لقد كان لها اليد العليا في بادئ الأمر , لقد شاهدها تهاجمه , لقد شاهدها تناور , تقاتل لكنه لم يعلم لماذا والده وقف في مكانه ؟ ! إذ استطاعت أمي أن تقاتل ذلك المخلوق فإذ انضم لها أبي فسيقضيان عليه ؟ لكن لماذا علي الرغم من تمكن أمي منه إلا أن أبي لا يتحرك ؟ لماذا تخبرنا امي أن نهرب ؟ لماذا أبي يرتجف في مكانه ؟ لقد أخذ الصبي في مناداة أبيه و علامات القلق تعتري وجهه , لا يعرف ماذا يريد أن يقول , ينادي و ينادي إلا أن امتد له يد أباه حاملة إياه ثم بدأ بالجري ...


إزدادت حيرته و ألح في مناداته ...

لقد جري أوه إلا أن اختفت أمه عن مجال بصرهما ...


لقد كان والده يجري و هو ينادي لا يعرف أنداءه لأمه أم لأبيه لا يعرف لماذا ينادي لكنه يتمني أن يحدث نداءه شيئاً , يتمني أم يعود ابيه و يساعد أمه ...


بدأ بالبكاء...


استمر الرجل يجري حتي وصلوا إلي غابة مغطاة بالثلج أخذ يجري فيها بين الأشجار و الأغصان التي امتلئت بالثلوج و الصبي ما زال يبكي


" أبي..ّ"

" ابي.."

إلا أن توقف والده ...


لقد فرح الصبي , و ظن أن والده قد توقف لكي يستمع إليه , و بإبتسامة أخذت تعتري وجهه و بيداه الصغيرتين التي أخذ يمسح بهما دموعه ثم نظر إلي وجه أبيه لكن والده لم يكن ينظر إليه...


لقد شعر بجسده يرتعش ...


لقد شعر بشئ وراءه...


لقد رأي إلي أين يتجه نظر والده...


ضربات قلبه تتزايد و حرارة جسده بدأت في الإنخفاض...


لقد نظر ...


لقد رأي ...


لقد رأي الثلج الأبيض و هو يتجه نحو مكان واحد...


لقد رأي الثلج الأبيض و هو يتخذ شكل و طول بشري ...


لقد رأي مياه سوداء أخذت تتسرب من المجسم الثلجي ...


شعر بالأرض تهتز لا بل بكل ما حوله , شعر و كأن شئ ثقيل يضغط عليه ثم رأي الثلج و هو يتناثر في الأرجاء تاركاً مكانه مخلوقاً طوله كما البشر لكن هيئته تختلف , فكه السفلي قد سقط ملامساً صدر و حجرتا عين بلا مقلتان , لقد كان جسده هو السواد و منه يصدر شعوراً يجعل من حوله يشعر بالخوف لكن ما جذب انتباه الصغير كان الشئ الذي يحمله الكائن في يده اليسري , لقد كان شيئاً ينسدل منه خيوط سوداء ملطخة بالأحمر من أعلاه و تحت الخيوط يتواجد الشكل الكروي الذي يتساقط من أسفله نقاط حمراء تنتشر في بركة اللون الأسود أسفل المخلوق..


لم يكن شكل الكرة غريباً بل هو شكل يعرفه جيداً , شكل دائماً ما يراه في الصباح , شكل يراه كلما كان يشعر بالحزن ليبهث فيه السعادة..


لقد كانت رأس أمه...


حينها اختفي كل شئ...


اختفت الأصوات ...


اختفت الألوان...


و لم يشعر بنفسه إلا وه يُلقي بعيداً عن والده...


لقد رأي والده يهاجم المخلوق بوحشية ...


رأي المخلوق يتراجع ...


يُطعن...


رأي ذراع والده اليسري تطير..


رأي بطن والده تخترقها ذراع المخلوق...


يطعن الأرض بالسيف ثم يتمتم كلماته ...


رأي المخلوق يُجرح...


شاهده يتراجع...


هو لا يدرك شيئاً ...


لماذا بات الحال هكذا ...


لماذا وجه أمه الذي يمتلئ بالحيوية و السعادة كان معلقاً من يد ذلك الكائن مغطي بلون أحمر...


لقد رأي والده يتجه نحوه و هو ينقصه ذراع...


بذراعه المتبقية وضعها علي رأس الصغير ثم ابتسم..


" لا تقلق , لقد انتهي كل شــ..."


فجأة توقف الرجل عن الكلام...


فجأة ارتفع والده عالياً...


فجأة ظهرت نصال من صدر الرجل


من بطنه


من قدميه


فجأة ظهر نصل من رقبة الرجل


لتسقط رأس الرجل علي الارض ...


******


" إرررجاااعاهه..."


فتحت عينا دراكو علي صوت يدرك تماماً ما هو معلناً أن فريسة قد وقعت في فخه ليحاول بصعوبة النهوض و الخروج من الكهف الذي وجده أثناء سيره متجهاً إلي مصدر الصوت ليجد ذئب أبيض مُحاط بخمس جواهر أرجوانية اللون يصدر منها برق أرجواني مكوناً دائرة أخذت تضيق حول الذئب ليختفي البرق فجأة منتشراً في جسد الضحية سامحاً لها أن تلفظ أخر انفاسها و تموت ...


اقترب دراكو من جثة الذئب ثم أخذ يُبعد جواهر الحفظ عن جثة الذئب ثم يعيد دفنها في الأرض مجدداً ...


لقد إزدادت حالته سوءاً...


لقد فقد تماماً السيطرة الكلية علي جسده فالان لا يستطيع الحراك إلا بجر جسده خلفه ...


يسقط دراكو علي الأرض أما جثة الذئب الذي يصل طوله إلي المتران ثم يخرج من جيبه سكيناً صغيراً ليبدأ بعده في سلخ الضحية , لقد كانت مهمة صعبة حيث انه كل ما يقوم يزيد من آلمه و الاضرار التي تنتشر في جسده لكن دماء الوحش السحري ستساعده علي تهدئة اضطراب الطاقة في جسده و لحم الذئب سيساعده علي استعادة القليل من القوة التي تساعده علي البقاء , لقد وجه السكين نحو فم الذئب ثم قام بإحداث قطع يليه أخر في شفتيه ثم قام بوضع السكين بين اللحم و الفرو ثم أخذ يضغط نحو الداخل فاصلاً بين اللحم و الفراء محاولاً أل يضر بالفراء حيث يمكن إستخدامه للتدفئة فليس مهماً إذ قُطع اللحم مع الفراء لكن الأمر سيضحي سيئاً إذ علق الفراء علي الجسد...


لقد استمرت هذه العملية لما يقارب الربع ساعة إلا أن أنتهي من تعرية جسد الذئيب عدا الساقين لكن هناك شئ قد اصار إهتمامه و هو أن لون الدماء التي تتواجد في العروق سوداء اللون لهذا مد يده نحو الحقيبة الصغيرة التي يعلقها في حزامه مخرجاً جوهرة خضراء اللون في حجم عقلة الأصبع ثم يضعها علي لسانه و يرفع بعدها جسدالذئب و يقارب وريده نحو فمه سامحاً لكمية صغيرة من الدم أن تتسرب إلي فمه ثم يبعد فمه عن الثقب الذي أحدثه في الوريد ثم اخذ يقلب الدم في فمه مع الجوهرة الخضراء لدقائق في حين كان دماء الذئب تتسرب من الوريد نحو الارض , بعدما ابتلع كمية الدم الأولي أخذ يعيد الكرة مرة اخري و بعد مرتين أخرج الجوهرة من فمه ليجد لونها الأخضر قد تحول إلي لون أسود داكن ليلقيها أرضاً و يخرج جوهرة أخري , بعدما انتهي من ست جواهر و لترين من الدماء قام بدفن الجثة في الثلج و اثار الدماء في الثلج هي الأخري ثم توجه نحو الكهف الذي يتردد بين جدرانه نفحات الجليد الباردة الهاربة من أنفاس الموتي...


ليجل علي الأرض مستنداً بظهره علي الجدار البارد محتمياً بفراء ذئب يبلغ المترين...


و قبل أن يدرك الأمر تسربت من عينه دمعة صاحبها تمتة خافتة..


" أبي...."


" أمي


$(function() { var id_content_textarea = window.document.getElementById('id_content-textarea'); var id_content_src = window.document.getElementById('id_content'); var id_content_settings = {"width": 720, "toolbar": [["style", ["italic", "underline"]], ["color", ["color"]], ["para", ["ul", "ol", "height", "paragraph"]], ["insert", ["picture"]]], "lang": "ar-AR", "direction": "rtl", "url": {"upload_attachment": "/summernote/upload_attachment/"}, "height": 480}; var csrftoken = getCookie('csrftoken'); // include summernote language pack, synchronously if( id_content_settings.lang != 'en-US' ) { $.ajaxSetup({async:false}); $.getScript('/static/django_summernote/lang/summernote-' + id_content_settings.lang + '.min.js'); $.ajaxSetup({async:true}); } $(id_content_textarea).hide(); $summernote = $(id_content_src); $summernote.summernote($.extend(id_content_settings, { callbacks: { onInit: function() { var nEditor = $('.note-editor'); var nToolbar = $('.note-toolbar'); var nEditable = $('.note-editable'); var nStatusbar = $('.note-statusbar'); var setHeight = parseInt(id_content_settings.height) // default - nToolbar.outerHeight() // toolbar height including margin,border,padding - (nEditable.innerHeight() - nEditable.height()) // editable's padding - (nEditor.outerHeight() - nEditor.innerHeight()) // editor's border - nStatusbar.outerHeight(); // status bar height nEditable.height(setHeight); }, onBlur: function() { id_content_textarea.value = $(this).summernote('code'); }, onImageUpload: function(files) { var imageInput = $('.note-image-input'); var sn = $(this); // custom attachment data var attachmentData = id_content_textarea.dataset; imageInput.fileupload(); var jqXHR = imageInput.fileupload('send', { files: files, formData: $.extend({csrfmiddlewaretoken: csrftoken}, attachmentData), url: id_content_settings.url.upload_attachment, }) .success(function (result, textStatus, jqXHR) { data = $.parseJSON(result); $.each(data.files, function (index, file) { sn.summernote("insertImage", file.url); }); }) .error(function (jqXHR, textStatus, errorThrown) { // if the error message from the server has any text in it, show it var msg = jqXHR.responseText; if (msg.length > 0) { alert('Got an error uploading an image: ' + msg); } // otherwise, show something generic else { alert('Got an error while uploading images.'); } }); } } })); // See https://docs.djangoproject.com/en/dev/ref/contrib/csrf/#ajax function getCookie(name) { var cookieValue = null; if (document.cookie && document.cookie != '') { var cookies = document.cookie.split(';'); for (var i = 0; i < cookies.length; i++) { var cookie = jQuery.trim(cookies[i]); // Does this cookie string begin with the name we want? if (cookie.substring(0, name.length + 1) == (name + '=')) { cookieValue = decodeURIComponent(cookie.substring(name.length + 1)); break; } } } return cookieValue; } });

2017/08/06 · 319 مشاهدة · 1787 كلمة
someone_else
نادي الروايات - 2024