" هااه.. ما الأمر لماذا تبكي ..؟! أضايقك أحد أشقاءك مجدداً "


في نهاية الردهة الصخرية الطويلة التي خلت جدرانها القديمة من كل شئ عدا رائحة الكرز التي تصدر منها بل التي تحتل أرجاء هذا المعبد , التي خلت من أي مصدر للضوء عدا ذلك النور الباهت الأبيض القادم من النافذة التي تعلو الجدار الأيمن ذلك الضوء القمري الذي يبدو و كأنه بريق من السماء علي الأرض كان يوجد باب صخري يحل نقوشاً لأشخاص يحملون سيوفهم واضعينها أمامهم تخترق الأرض و خلف كل شخص يوجد شئ باهت ليس له معالم و لكنه قريب إلي الهيئة الأنسانية و قيل عنه أنه قريب لأنه ليس خيالاً بشرياً , فتح احد الابواب الصخرية إلي الخارج ليتسرب الضوء الأصفر الصادر من فتيل الشمعة التي يمسكها شخص يبدو و كأنه راهب من رأسه التي تلمع عدا الست نقاط المرسومة علي جبهته و ثوبه الأصفر طويل الأكمام , لقد كان رجلاً ذا ملامح طيبة عيني زرقاوتين و وجه بلا تجاعيد أو أي شائبة عدا تلك الندبة التي امتدت من جانب عنقه الأيمن نحو عينه اليمني و أمام ذلك الراهب كان يقف صبي ذا شعر أسود طويل لامس كتفيع و عينان تقطران دمعاً يحاول جاهد أن يمسح دموع إحداهما بيد و الأخري يحمل فيها ملاءة , وقف الصبي الذي يبدو عليه أنه ذا عشرة أعوام ودموعه تخرج من عينيه ليستقبله فمه الصارخ المفتوح علي اخره أمام الراهب الحائر الذي لا يدري ماذا يحدث ...


" ما الأمر أحدث شئ ؟! "


أمال الراهب نحو الصبي و مسح بيده علي شعره ثم سأله سؤالاً ليهز الصبي رأسه يمنة و يسرة معلناً النفي ليجلس الراهب بعدها علي الأرض و يقرب الصبي منه


" إذا أضايقك أشقاءك ؟! "

ثم قرب الراهب وجهه من أذن الصبي و أخذ ينظر يمنة و يسري بعينيه

" لا تقلقك لن أخبرهم أنك قلت لي شيئاً "


ليعاود الصبي هز رأسه جانبياً , بعلامات الحيرة تعلو وجهه نظر إلي الصبي و هو لا يعرف ماذا يجب أن يفعل و لكنه يقول في خاطره أنه لهذا السبب حبذ الرهبانية..


لا زواج


لا أطفال


لا تغيير خفاضات


لا بقاء في منتصف الليل


و بالتأكيد لا يمكن لطفلي ما يشاء و لا لأطفال الأخرين



أيها الصبي ما بالك


" حسنا ً حسناً لنعقد اتفاقك "


بعيني الراهب المدربة استطاع أن يري التغيير البسيط في ملامح وجه الصبي معلناً اهتمامه بالأمر


" إن أخبرنتي عما حدث لك أعدك أن أصطاد لك غزالاً "


لقد توقف الصبي عن البكاء ...



صوت طفولي أتعبه البكا ء قال

" بل اثنين "


أيها الشيطان


" حسنا ً حسناً هو وعد مني إليك و الان ما الأمر ؟"


قالها الراهب و أوردة وجهه تكاد تنفجر ليرد عليه الصبي علي استحياء بعدما أمك بيديه ملاءته و نظر إلي الأرض بصوت طفولي

" أنا أخشي الظلام ..."


ماذا ؟!...


أنت تخشي الظلام ؟!


لقد أمضيت سنة أحوال نومك نفسها و الان تتذكر أنك تخشي الظلام ؟


" آاا...آه و لماذا لم تخبرني من قبل لكنت أشعلت لك بعض المشاعل ؟! "


" حسناً .. لقد كنت أ-أخشي من أن يسخر مني الأخرون "


تنهيدة


" أتعرف ما هو أسوأ من يدعوك أحدهم جباناً ؟ "


لينظر حينها الصبي إلي وجه الراهب منتظراً إياه أن يكمل كلامه ليضع بعدها الراهب يده علي كتف الصبي ثم يقول

" أن تصرف نظرك عن جبنك "


" أنت رجل لذا يجب عليك أن تواجه ما تخشاه و لذلك يجب عليك أن تعترف بالأمر أنك تخشاه "


لقد كانت عينا الصبي تبرق حماسة و هو ينظر إلي معلمه , ففي تحت هذه الإضاءة و بعد ما قاله معلمه شعر الصبي بهيبة تصدر من الراهب الذي اليجلس أمامه


" و الان أخبرني ما الذي تخشاه "


و كأنه يعقد العزم , و كأنه يعد كلامه الذي سيقوله


" أنا أخشي الظلام ...."


قالها صوت طفولي في ردهة شبه مظلمة يجلس أمامه راهب أصلع


" و ماذا أيضاً ؟"


" أنا أهاب البرق ..."


" و ماذا أيضاً؟ "


و بوجه أخذت ملامحه في التغير


و بصوت متهدج



قال


" أنـ...أنا _ أكره ...الثلج "



***********


ألفبيرج



في غابة في تلك القارة الشاسعة , في غابة تغطيها الثلوج بدت سماء الغابة و كأنها تتحطم , الأمر أشبه من بالشقوق التي تظهر علي الزجاج دائماً ثم تأخذ في الأنتشار فمن خط رفيع إلي عدة خطوط أخذت تنتشر من الخط الأصلي بدأت أصوات الرعد في الظهور ة اسفل ذلك الشرخ و حوله بدأت السحب في التزاحم لتبدأ بعدها مشاركة أرض هذه المنطقة البرق والثلج ..


لقد أخذت الشروخ في التزايد شيئاً فشيئاً إلي أن ظهر ثقب في السماء بدأ يتسع و في الناحية الأخري منه لا يمكنك رؤية شئ غير السوادو قد أخذت العاصفة التي تحمل في أحشائها البرق و الرعد في الأستمرار , غيرمعلوم الوقت الذي استمرت فيه هذه الظواهر التي اختارت هذا الجزء من القارة موجودة لكن ما هو معلوم أن أمر مثل هذا قد جعل الكثير من الحيوانات و الوحوش أن ترحل من هذه المنطقة ...



يومين


ثلاثة


أسبوع


بعد مضي أسبوع واحد علي هذه الظاهرة سقط شئ من هذا الثقب نحو الأرض ليصطدم بقوة بالأشجار التي كانت تحيط بمنطقة سقوطه مدمر الكثير منها ثم بدأ السقط بعدها في الاختفاء ...


إذ تأملت جيداً في هذا الشئ فستجده جسدي رجل و امرأة و علي ظهر الرجل كان يوجد سيف ضخم بالأضفة إلي ذلك لقد كانت المرأة مقيدة بالحبال و علي معصمي الرجل و المرأة كان يوجد حليتان متشابهتان


لقد كانا دراكو و الساحرة


بعد ساعات من وصولهم إلي تلك الأرض بدأت أصابع يد دراكو تتحرك تلتها يده التي قبضت علي الأرض الثلجية و بجفون تهتز فتح الرجل ذا العشرين عاماً عينيه اللتان تقطران


و بصوت ضعيف يصدر من فمه الذي يعتلي وجهه الملئ بالجروح قال


" أنا أكره....الثلج "


*****


لقد دُمرت جميع السفن .


علي متن سفينة الكابتن ازميرالدا التي امتلأت بالجثث وقف شاب بسيف ضخم في يده و امرأة فاقدة الوعي في الآخري و أمامه كان يوجد رجل يرتدي زي البحرية الرسمي و رداء يحمله كتفيه أحمر اللون


عين يسري تحمل ندب و شعر و لحية أشتعلت شيباً


" إذا ً أنت قسطنطين "


" اسمعني جيداً أيها القرصان , مهماً يكن من استأجرك أنت لا تعرف ما قيمة المرأة التي معك "


" ههااه , للأسف ياسيدي أنا لست قرصاناً و للأسف أنا أعرف قيمتها الحقيقية لهذا أنا هنا اليوم "


" صعلوك مثلك تحت إمرة ذلك القرصان يظن أنه يدرك شيئاً لا يفهمه "


" يؤسفني حقاً لكن رجاءاً أخبر إدوارد عن سرقتي لغنيمته و شئ اخر أنا لست قرصاناً أيضاً "


" ههههههههااااههه

"

في هذه الأجواء التي تضرب فيها العواصف اتخذ الأدميرال خطوة تجاه الشاب الذي يقف أمامه


" يا فتي لا تظن أن قدرتك التي تمكنك من قتل طاقم ازميرالدا ستأهلك لمقارعتي ؟! نعم أنه أمر مبهر بل كان من الممكن أن يجعلك نائب أدميرال لكن لا تغتر بنفسك أما أدميرال "


تنهيدة


قام دراكو بوضع الفتاة النحيفة التي يحملها بيده اليسري علي الأرض ثم أمسك سيفه الضخم بقبضتيه

" بما أنه لا يوجد فائدة ..."


" هلم يا فتي إلي لأمنحك موتة شريفة ..."


" كوجو...."


و بمركز ثقله موجهاً إلي الأسفل و بجسد أشع لوناً أزرقاً لوهلة ثم اختفي بعدها تقدم دراكو نحو الأدميرال الذي أخرج سيفه القصير من غمده , بقد كان شبيهاً بالسيوف الأوربية عدا أن مقبضه إسطواني الشكل ...


تقدم دراكو نحو الأدميرال بسرعة حتي كان أمامه في وهلة لدرجة أجفلت الأدميرال نفسه و بسيف الضم وجه ضربة جانبية نحو خصر خصمه الذي أنحني بشكل غريب جانبياً ثم وجه ضربة إلي خصر دراكو الذي رآها من زاوية بصره ليحرك مقبضة سيفه إلي الأسفل ليستقبل نصل الادميرال ثم يقوم بتوجيه نصل سيفه الضخم إلي الأسفل عندما كان فوق جسد الأدميرال مباشرة ثم يقوم بتوجيه ضربة إلي الأسفل , عندما رأي الأدميرال النصل الضخم قادماً من الأعلي قام بثني ركبيته متجاوزاً بنصل سيفه مقبض سيف دراكو و منحنياً نحو يمين دراكو ليطعنه في جانبه الايمن لكن قبل أن يصل سيفه إلي جانب دراكو كان السيف الضخم قد لامس سطح السفينة ...


"جااه..."


ما لم يكن يعرفه الادميرال عن دراكو هو أن وراء تلك التلويحة قوة كبيرة جعلت سطح السفينة يتحطم ليسقط الأدميرال و دراكو إلي الطابق الثاني من السفينة و عندما لامس الأثنان الخشب تحرك الأدميرال إلي الخلف بسرعة و لكن دراكو لم يسمح له بذلك لانه يدرك أن إعطاء متنفس للخصم سيؤدي إلي فرض خطورة عليه فمنطقه في القتال هو أن يحاصر العدو لهذا تقدم نحو الأدميرال موجهاً ضربة مائلةة من الأسفل إلي الأعلي من جهة اليسار

" كوجو..."


قالها الأدميرال قبل أن يستقبل ضربة دراكو بسيفه ثم وجه دراكو ضربة اخري نحو الأدميرال لكن من الجهة الأخري ليستقبلها الأدميرال بنفس الطريقة و ثالثة و رابعة و خامسة لكن في الخامسة لم يقم احد بالابتعاد او سحب السيف بل ظلوا علي حالهم محاولين دفع بعضهم البعض


لقد كانت مسابقة في القوة


و قد كانا متعادلين فيها


ليقوم الأدميرال بعكس سفه ليجعل نصل دراكو يواجه باطن السيف مستنداً علي كتفه ثم يتوجه إلي الأسفل حتي كان طرف سيفه في مواجهة رأس دراكو ثم قام بالطعن لكن دراكو تفادى بالفعل بل قام بتوجيه ضربة جانبية نحو خصر الأدميرال ليقفز الادميرال و يتشقلب في الواء و عندما كان السيف محل خصره استند بيده عليه ثم قام بتوجيه ضربة نحو عنق دراكو ليقوم دراكو بعدها بدفعه بإلقاءه إلي الاعلي ليتشقلب مرة اخري و يقف علي السيف بقدمه ثم قفز إلي سطح السفينة و تلاه دراكو بعدها و عندما خطا علي السطح سمع تعويذة تُردد


" فورامينيث...."


ليجد الأدميرال علي بُعد إنشات من جسده..


بيده اليسري التي مدها لكي يلتقط الدرع الدائري الصغير الذي يحمله خلف ظهره ثم وضعه أمامه لكي يتلقي ضربة الأدميرال التي أخترق بالفعل الدرع ثم قام بلف يده و ألتف حول نفسه و أكمل دورة كاملة حول نفسه و بيده اليمني هاجم الأدميرال



لقد تخلي عن سيفه


و قفز من فوق دراكو


و بيده اليمني واضعاً إياها علي صدر دراكو ردد

" إمبيريام ...."


ليبدأ البرق بالتراقص علي علي يده


و في نفس الوقت ردد دراكو


" إنبولز...."


لتتكون موجة صادمة من جسد دراكو و تهاجم الأدميرال لكن شرارة من البرق قد أصابته بالفعل ليندفع إلي الوراء ..


" ههه لقد استهنت بك حقاً أيه الفتي ..."


قالها الأدميرال بينما ينظر نحودراكو الذي تصدت عنه درعه للصاعقة..ثم نظر نحو الساحرة


ليأتيه سيف دراكو و الدرع محلقين نحوه


أمسك سيفه الذي أخترق درع دراكو و سحبه منه بينما هو يحلق ثم توجه إلي الخلف ليتفادي السيف و قبلما أدرك الأمر كان دراكو قد استعاد السيف و الساحرة ثم توجه إلي مقدمة المركب


اسار بيده نحو الأتجاه الذي يجري فيه دراكو ثم ردد


" أكوا فيكتي ...."


" أكوا فيكتي...."


" أكوا فيكتي ....."


ليرتفع من الماء ثلاث رماح متجهة نحو دراكو


تفادي الأول بالرجوع غلي الوراء


ثم قفز نحو اليمين لكنه قد جُرح فيكاحله


و أخذ الثالث يقترب منه


لقد كان قريباً جداً


ألقي الساحرة علي الارض


ثم تصدي له بسيفه ثم قام بالالتفاف حوله موجهاً الماء نحو الأدميرال


ثم وغرز سيفه في الأرض


"" ريجست إندينتوتا ""


المنطقة التي هي أمام دراكو


باتت مجمدة بالفعل


التفت حوله و يعرج علي ساقه ثم رفع الساحرة مستعداً للهروب


إلا أن صوت التحطم جاءه من الخلف


هو لم ينظر خلفه


لكنه سمع الكلمات



سمع الصلوات


هذا الأدميرال


إنه قديس لكتولو


" أوه , كتولو يا من تحكم البحار , أوه كتولو يا من أنت البحار , أعطني قوتك لكي أحقق لك قسمي "


من خلفه جاء الضوء الابيض


و من حوله بدأت المياه بالأرتفاع


المياه


السفن


هو يعلم تلك الصلوات


هو يعلم ما سيحدث


لهذا لا حل اخر غير


الجوهر


لكل معني في العالم جوهر إن تمكنت منه جُسد لك هذا المعني و العالم نفسه معني


لقد سمح لهواء البحر بدخول جسده


سمح للطاقة السحرية التي تنبع من نصفه الساحر بالهيجان


الماء لا يهاجم


الماء يحمل معه ما فيه


الماء هادئ إن كان ما حوله هادئ


لكن إذ هاجمته سيهاجمك


لقد شعر بعضلاته ترتخي


و أخذ ضوئ أزرق بالتكون من حوله


كل شئ أزرق


السيف


اليدين


كل شئ


أمامه في العاصفة التي أرتفعت فيها المياه حاملة معها السفن أخت المياه في تكوين شكل عملاق علي هيئة اخطبوط عدا أن رأسه يشبه راس الأدميرال و في كل يد من أيد الاخطبوط كان يحمل سيفاً

و قد كانت هذه السيوف الثمان متجهة نحو دراكو


هو لن يقاتل


بل يريد الهروب


عندما يتعارض جوهران


يتدمر الواقع


لهذا


في نصف جسد كان يشعر أنه الماء و يشع منه ضوء أزرق


و في الأخر يشعر كأنه النار و يشع منه ضوء أحمر


ليمتزج اللونان معاً مكونان الفوضي


أخذاً معه الساحرة


طار دراكو إلي السماء ليستقبل الهجوم و من حوله


الفضاء يتلاشي


و عندما اقتربت السيوف منه قام بتوجيه ضربة


تلاشت السيوف


و من حوله أخذ البرق و الرعد بالانتشار


و من حوله أخذت الشروخ في السماء بالانتشار


ليأتي له صوت الأدميرال واضحا خضم هذه العاصفة


" مرحباً بتلميذ يوري..."


ليظهر الثقب الأسود امامه


و يختفي فيه




******


" أنا أكره ... الثلج"

2017/07/23 · 352 مشاهدة · 2054 كلمة
someone_else
نادي الروايات - 2024