6 - المقدمة الجزء الأخير ( ما الذي يحدث هنا ؟! )

في محل قلب الكابتن كان يوجد رمح فضي يخترق جسد الغول و اذ لم ينصت الكابتن لغريزته أو تأخر في رد فعله لكان يشرب الشاي الان مع شارون علي سفينته عابراً البحر النجمي ..


" لقد بات الأمر مملاً ...."


قالها صوت يتردد بنبرات عالية أنثوي ثم أختفي بعدها الرمح من جسد الغول ليسقط الجسد القوي علي ركبتيه و دماءه الخضراء يسقط من صدره ...


" متحولون عديمي النفع و قراصنة قذرون , أنا لا أعرف إلي اي مدي سيصبح العالم قذراً "


يقف بعيداً أمام الكابتن إدوارد شاب يبدو و كأنه في العشرين من العمر بشعر ذهبي طويل يسقط علي كتفيه الذين يحملان الرداء الأسود لتدل علي منصبه كنائب للادميرال .


في يده رمح فضي اللون ذا ذيل حاد و رأس تحمل فأسين , لقد كان طول الرمح مساوي طول حامله الذي التفت لمن حوله من البحارة موجهاً لهم الأمر لكي يذهبوا لمساعدة الطاقم في باطن السفينة


من الأرجح أن المتن قد ثُقب...


" هااا و أخيراً رتبة عالية قررت تقديم واجب الضيافة لكن لم أحسب أنها ستكون الجميلة النائمة ...."


قالها الكابتن إدوارد و هو يحاول الوقوف و لكن علي ما يبدو ان اصاباته لها رأي اخر لينحني نحو الأرض بينما تندفع من فمه الدماء


" يا للهول لم أحسب أن القرصان الشهير لا زال متعجرفاً و حتي و إن صار علي شفير الموت , حقاً غباءك مثير للإعجاب "


واضعاً يده اليسري علي عينيه و كأنه لا يريد رؤية منظر يثير غثيانه متقدماً نحو القرصان الجريح بخطوات ثابتة جاعلاً من رمحه يصطدم بالأرض مصدراً صوتاً رتيباً يسير عقب صوت العاصفة...


غير معروف متي لكن النيران التي كانت تأكل السفينة قد توقفت و الظلام قد عم عليها لا يضئ فيها الخطي غير وهج البرق ليكشف عن وجه وسيم رسم ملامحه المخيفة ناظراً إلي وجه قرصان يغطي وجهه قبعته ...


في هذا الظلام الشديد حلت حالة غريبة من الصمت لا يخترقها إلا صوت الرعد و طرقات الرمح لتهوي علي قلب القرصان مهواها...


****



" أيها النادل اجلب مزيداً من الشراب علي حسابي "


لتعلو بعضها صوت الصياح في الحانة المكتظة بمختلف الأشكال و الألوان فها أنت تجد موظفاً حكومياً قد جلس يأكل بشراهة محاطاً بجنوده و مغامرون ذوي ملابس مهترئة أخذوا يتوالون نخب وراء اخر صادمين كؤوسهم في بعضها , نساء ...وحوش


ببساطة هكذا هي الحال في حانة اللحي في قرية البركة الهامدة في قارة توتانا


لقد كان العالم مليئاً بالتناقضات و الكثير من الأفكار و المناهج سواء نوعاً فكراً ديناً إتجاهاً سياسياً أو غيره و في توتانا : القارة النازفة التي صارت مرتعاً حراً لكل الأجناس بغياب نفوذ المملكة عدا من بعض الحكوميين من هم اسوأ السيئيين ..


لقد كانت توتانا قارة من ضمن ثلاث وهم توتانا , ألفبيرجو سيمتري


توتانا قارة انقرضت منها عقيدة الايمان بالآلهة الخمس علي نقيض سيمتري و هي موطن الشياطين و كائنات الظلام و أكثريتهم يعبدون آن بينما في ألفبيرج حيث تسيطر كنيسة زيوس علي كواليس العرش اختبأ فيها انصار ماري و مائيل و كتولو الذي كان معروفاً ان ان اكثرية معتنقيهم من الوحوش و السحرة و بعض المسؤلين ذو الشأن ..


لقد كانت حانة اللحي التي تقع علي أطراف القرية صاخبة كما العادة و قرية البركة الهامدة تشاركها صخبها و في خلف الحانة الشهيرة بمسافة ليست بالبعيدة في الغابة كان هناك خمس أشخاص و للدقة هم أربع خيالات علي ما يبدو أنهم يضربون الخامس الملقي علي الأرض ...


" أيها اللعين كيف تجرؤ علي خداعنا ..."


قالها أحد الخيالات للشخص الخامس الذي من الواضح أنه الكابتن إدوارد بغضب


" كيف لشخص مثلك أن يعبث مع الأخوة الأربع ..."


قالها اخر و هو يسدد ركلة نحو معدة الكابتن مخرجا الهواء من رئتيه


" حــــــــ_ حسناً يــ يا شبا ب حقاً أ،ه ليس ذنبي ..."


" ماذا تقول أيها الخنزير ..."

ليرفعه الثالث من ياقته و يلكمه علي وجه ليطير بعدها الكابتن المضروب


" حقاً حقاً ليس ذنبي أنكم حمقي يسهل خداعكم ..."


"ماذا ؟!...."

قالها أربعتها دفعة واحدة في حين أراد احدهم استلال سيفه ليمنعه الاخر


" تمهل يا جون قتل هذا الخنزير لن يحل لنا شيئاً .."


" نعم بالفعل أستمع لكلامه ياجون " قالها الكابتن و هو يحاول القيام من علي الأرض...


" فلتصمت يا هذا .."


" حسناً سيدي.."


" اسمعوني جيداً يا أخوتي فلنذهب من العمدة ليأتينا بمالنا منه فحتي و إن قتلناه لن نتمكن من استرجاعه "


" يا أخي لقد باعنا مسدسات مغشوشة مدعياً أنها قادرة علي الأعاجيب .."


" هذا لا يهم الان فما يـ..."


و قال أخر " يا أخي لقد اخبرنا ان احد الأغنياء كان يقطن في منطقة قريبة و لكنه لم يخبرنا أنه دوك و معه جنوده جاء في رحلة استكشافية لقارتنا ..."


" ما حدث قد حدث ما يـ..." قالها الأخ الاكبر و علامات المتعاض علي وجهة ليقاطع اخر و هو يبكي بينما يتابعهم القرصان بعينيه يتراشقون الكلام كالكرة


" يا أخي لقد كنا علي جزيرة النبع التابعة لألفبيرج و قد اخبرنا عن وجود منازل للمتعة في احد المناطق فاذ بها مساكن لراهبات زيوس ليطاردنا بعدها الرهبان و الفرسان ,ألا تتذكر يا أخي ..."


و حينها بلغ الأخ الأكبر اقصاه " تباً لك يا هذا سأقتل بيدي هاتين .."


ليمنعه أخوته صائحين

" لا يا أخي "



و لكنه قد وجه لكمة بالفعل إلي وجه القرصان افقدته وعيه ..


****

" نننن..."


لقد كان يشعر بشعور لا هو بالقاسي أو الين أسفله و عندما فتح عينيه وجد ان ما يراه ليست السماء بل سقف حجرة مصنوع من الخشب و لألم وجهه لم يستطع الألتفات لرؤية ماحوله و لكنه يدرك أنه بما أن شعور الألم لم يفارقة و أن الجحيم لن يوجد به خشب إلا و كان محترقاً فاذاً هو لم يمت بل هو يعلم أيضاً أين مكانه الأن فهو في بيت الرجل الذي كان يشاهد من الظلال ما يقوم به الأخوة نحوه


" أمل أنك استمتعت بالعرض أيها القزم المسن "


...اصطدام...


لقد كان صوت صفعة و قد اصابة احد جراحة ليشعر بعدها القرصان بشخص يجلس علي صدره



" ما---ما الذي"


" أليس عيباً عليك ما فعلته ما هؤلاء الفتية ؟!"


" مهلاً هذا ليس من شأنك .. "


" حسناً أنا لا أعترض حقاً بل أشعر بالأنبهار لقدرتك علي سرقة أربعة أشخاص أموالهم بينما يضربونك .."


ليري بعدها القرصان قزماً أحمر الشعر مسناً يرتدي نظارة وصديري تحته قميصاً أبيضاً وبنطالاً بنياً يمسك في يديه أربعة أكياس يصدر منها غن تحركت صوت العملات المعدنية المصطدمة ببعضها البعض .


" مهلا هذا ليس مالك يا جيبس "


" هااا؟! فلتحترم الكبار يا هذا " ليقفز جيبس من فوق الكابتن الهائج و يضع اكياس النقود بعيداً ثم يتناول زجاجة نبيذ و يعود للجلوس علي صدر القبطان


شارباً كمية كبيرة من السائل الأحمر الحارق , مسح شفتيه بعدها بكمه الأبيض ثم نظر إلي القرصان الجريح قائلاً


" ما رأيك أن أخبرك أنه هناك زبون يعرض عليك عملاً يتضمن مغامرة كبيرة بين طياته ؟ ! "


" مغامرة كبيرة " هذه الكلمات كان لها تأثير سحري علي القرصان إذ جعلته يهدأ لينصت إلي العجوز


" أولاً أعطني قليلاً مما تشرب و أخبرني بالمطلوب ! " قالها القرصان و هو يخرج لسانه متشوقاً لما في زجاجة القزم من سائل ليقربها من فمه بتنهيدة و يشربه


" أتراني بت أمك ؟! "


تنهد


" إنها سرقة .."


" حقاً , و ما المغامرة في ذلك أسنسرق من مسؤل حكومي ذا شأن ؟! "


تبعت كلام القبطان قهقهة عالية بين جرعات النبيذ التي يشربها .


" لا لكن ألن تسمع الشروط , فإن أخفقت سيصير مصير طاقمك في خطر لا ممن تسرق منه بل لمن ستسرق لأجله .."


"........"


" لقد أثرت اهتمامي إذاً من هذا الذي كُتب له أن يسرق من قبلي ؟! "


قالها الكابتن وهو يدعو جيبس لتقريب الشراب من فمه و بينما هو يشرب قال له


" من أسطول الأدميرال قسطنطين ..."


ليبصق القرصان الشراب علي وجه القزم



*****


لم يتبقي غبار كاف لإلقاء تعويذة التدعيم حتي ...


بينما يقترب منه نائب الأدميرال مصوباً رمحه تجاهه تفوه النائب و القرصان بكلمتين في نفس الوقت



" سينتانتيا مورتويس ..."


" بروتْين .."


ليشع الرمح ضوءء أزرق و يمتد بسرعة متجه نحو رأس القرصان لكنه قد اخطأ هدفه حيث نهض القرصان و ألقي بجسده نحو اليمين محاصر اً نفسه بين الرمح و الساري الرئيسي


سنتانتيا مورتويس أو شعور الميت هي تعويذة تمنع اشارات الألم من الوصول إلي المخ و تستغل في نفس الوقت مقداراً صغيراً من الغبار لكن يمكن لك أن تحطم جدسك دون أن تشعر بأي ألم لهذا حينما اصطدم الكابتن بالساري سمع صوت عظام قدمه تتحطم


" ههههه هاهاهاهاها "


ضحكات الكابتن المجنونة أخذت في الانجراف مع موج البحر اتجعل شعر جسد كل من يسمعها يقف في هذه الليلةالعاصفةو كأنه شبح يرثي موته


و حتي و إن فقدت ساقي سيعالجني ذاك العجوز لكن أولاً يجب أ، أعود حياً


" ماذا أجننت أخيراً ؟ّ "


قالها الوسيم بعدما عاد رمحه إلي شكله الطبيعي لكنه لم ينتظر إجابة من القرصان بل سرعان ما هاجمه إن اخذ يلف الرمح في يديه ثم ردد " بروتْين " مرة أخري لكي يمتد الرمح و هو يمتد هاجم به القرصان برأس الرمح الذي يحمل الفأس ذا السيفين أفقياً لكن القرصان سرعان ما وضع سيفه حائلاً بين الفأس و ذراعه لكي يصطدم به الفأس و يصدمه بالساري فتظهر التشققات عليه في حين أخذ القرصان يبثق دماً


" دعني أخبرك شيئاً عن بروتْين "


" حقاً وما هو ؟! "


و مرة اخري يعود الرمح إلي وضعه الطبيعي و لكنه لم يعد فارغ اليدين بل لقد حطم بالفعل ذراع القرصان اليسري


مرة اخري يردد نائب الأدميرال تعويذته ليمتد الرمح لكن هذه المرة كان الهجوم رأسياً و لكن القرصان قد تفاداه ان تنحي جانباً


هو لم يكن يشعر بالألم و لكن وقفته لم تكن ثابتة


" ما امتد ببروتْن يعود إلي وضعه الأصلي مرة اخري بسرعة "


عاد الرح مرة أخري إلي وعه الأصلي في يد صاحبه

" حقاً شكراً علي المعلومة و لكن لم لا تموت و ننهي الأمر "


بروتْين


هذه المرة كان الطرف السنون


و هذه المرة كان طعنة نحو القلب


الكابتن لم يتحرك


و إلي ان كان الرمح ملامس لرداء القرصان حرك نصفه الأيسر إلي الخلف جاعلاً الرمح يجرح صدره ثم أمسك به بيده اليسري و هو يسمع صوت التحطم قادماً منها و صوب سيفه نحو نائب الأدميرال ثانياً ركبته اليسري


" لا يمكنك ايقاف سلاحك مطلقاً عن الأمتداد او الانكماش "



و عندما أخذ الرمح في الانكماش..


انجذب القرصان معه و هو شاهر سيفه نحو خصمه و عندما وضع قدمه السفلي علي الأرض بينما يجذبه الرمح تركه من يده اليسري ثم ردد


" فورامينيث ..."


لقد شعر بالطاقة و هي تندفع من قدمه اليسري ثم تعود تلك الطاقة مجدداً و تتجمع عند طرف سيفه


الثقب أو فورامينيث لم تكن تعويذة تستهلك الكثير من الغبار حيث أنها عبارة عن دفعة تعود فيها الطاقة المستخدمة لتدعيم طرف السيف


لم يكن لخصم القرصان الوقت للتفادي لكنه يعلم انه يستطيع صدها لهذا وضع رمحه عرضياً أمام طرف سيف القرصان لكن ما أجفله هو أن القرصان قد ترك سيفه من يده ليصطدم بالرمح ثم انحني بظهره إلي الوراء و بركبتيه إلي الامام لكي ينزلق إلي جانب حامل الرمح و بيده اليمني أمسك مسدسه الوحيد المتبقي في حاملة مسدساته و صوبها نحوه


" كيف ؟!..."


في الليلة العاصة التي لا يوجد فيها إلا شرار البرق ظهر بدا وجه القرصان التي علت عليه ابتسامة لنائب الأدميرال كالشياطين.



فقط ضغطة واحدة و يقتله



لقد حطمت عظامه كلها فقط لأجل ضغطة واحدة


هذا ما كان يفكر به القرصان بل ما يقوم به لكن...


من أسفل قدم القرصان أخذت قطرة ماء بالأرتفاع متوجهة إلي السماء


لقد اجفله الأمر


بل أن العديد من القطرات أخت بالأرتفاع إلي الأعلي


قطرات


و كأن المطرة يهطل لكن عكساً


قطرات


مياه


إلي أن شعر بوزنه و هو ينعدم


لقد رأي نائب الأدميرال و هو يثبت نفسه بيده بسطح السفينة بينما هو يرتفع وتجه نحو لساري و يكمل ارتفعه لا هو فقط بل من حوله الجنود الاخرون من السفن الاخري من الجنود و البحارة


يحاول الخمش في الساري لكن بلا جدوي


لا به قوة و لا به عظام يحركها



إلي أن أخذت السفن بالأرتفاع شيئاً فشيئاً هي و المياه إلي أن بلغت ارتفاعاً شاهقاً لينظر بعده القرصان من حوله و هو يشعر بضغط قوي سيدمر جسده ليري بعيداً خيالان يقفان في الهواء و أسفلهما قد اختفى الماء و من حولهما السفن و المياه تتدور كما الإعصار


علي ظهر احدهما يرفرف رداء أحمر اللون يدل علي صاحبه


القبطان قسطنين


يشع ضوء أبيضاً قوياً يعادل ضوء البرق في قوته


و الخيال الأخر يشع ألواناً متعددة لكن ما جذب انتباه إدوارد هو السيف الثقيل الضخيم الذي يحمله و الذي يعرف جيداً ما هو


الذي يعرف من هو صاحبه


لقد كان دراكو


و فجأة تحدث احدهما و هو الأدميرال قائلاً


" مرحباً بتلميذ يوري ..."


ما الذي يجري هنا ؟!


ليسمع بعدها القرصان تعويذة تُردد ثم يظلم الكون من حوله ..

_________________________________________________________________________




و أخيراً تنتهي المقدمة , قريباً سأرفع الفصل الأول


لمن استمر في قراءة هذا ( الشئ الذي بلا معني ) الذي اكتبه , أشكرك حقاً


هناك الكثير مما هو مجهول في الرواية فحتي الان لم اكتب شيئاً عن العالم أو ما هية بناؤه لكن كل شئ سيظهر في الفصول التالية.

2017/07/19 · 346 مشاهدة · 2093 كلمة
someone_else
نادي الروايات - 2024