وعيناها المنتفختان الزرقاوان تحملان آثار دموع لا تنتهي.
وعلى السرير، كانت ترقد أورورا، جسدها ساكن، وشعرها الذهبي الطويل يتدلى
فوق الوسادة مثل خيوط الشمس. بدت كأميرة نائمة من حكاية خرافية، عالقة بدلاً من ذلك في كابوس لا ينتهي.
تكلمت الأم بصوت مرتعش، تمسك بمنديل بقوة بين أصابعها:
“لقد انهارت فجأة منذ شهرين… جربنا كل شيء. قال الأطباء إنها في حالة موت دماغي، لكن… لكن قلبها لا يزال ينبض. جلدها دافئ، وكأنها تحاول البقاء معنا.”
لم يرد الدكتور ستراثمور فورًا. بل حدق بالفتاة بعينين حادتين،
وكأنه يبحث عن إجابات مخفية تحت سكونها المريب. اقترب بحذر من السرير،
أمسك بيدها بلطف، وفحص نبضها. ثم مسح بعينيه جسدها بتركيز هادئ، أشبه بمن يقرأ قصة غير مرئية منقوشة على جلدها.
بينما كان يعمل، استخرج جهازًا صغيرًا متطورًا وسحب عينة من دمها،
وضعها في أنبوب أنيق قبل أن يزلقه داخل محلل محمول أصدر طنينًا خافتًا، دون أن تظهر النتائج على الفور.
التفت إلى الأم وسأل بنبرة ثابتة:
“هل نقلتموها إلى المستشفى مؤخرًا؟”
أجابت الأم بصوت بالكاد يُسمع:
“نعم… قبل ثلاثة أيام. أخبرونا…
أخبرونا أنها لن تستيقظ أبدًا. طلبوا منا أن نستعد لتوديعها. كانوا… كانوا يجهزون للتبرع بأعضائها.”
تحطم صوتها مع كل كلمة، وانفجرت في نوبة بكاء جديدة.
ظل الدكتور ستراثمور صامتًا للحظة طويلة، ثم وجه نظرة ثابتة إلى الوالدين وأعلن بحزم:
“ما كان ينبغي لهم فعل ذلك. لا أعتقد أنها رحلت بعد.”
خلع معطفه البني ورفع أكمام قميصه الأبيض الناصع. صعد
إلى السرير وبدأ في إجراء إنعاش قلبي رئوي على أورورا بإيقاع ثابت، بينما كتمت والدتها شهقاتها بيد مرتجفة.
بعد عدة محاولات، سحب جهاز صدمات كهربائية مدمج، وهو جهاز أسود أنيق ذو مجاديف معدنية، ووضعه على صدرها.
“ابتعدوا!” أمر بصوت حازم.
اهتز جسد الفتاة بفعل الصدمة الأولى، لكن عينيها ظلتا مغلقتين.
أرسل صدمة ثانية، ثم ثالثة. وعند الصدمة الرابعة، شهقت أورورا فجأة، تتنفس بحدة وكأنها تعود من عالم آخر.
فتحت عينيها الواسعتين، تحدق بالغرفة في حيرة، وكأنها لا تدرك ما يحدث.
تصاعدت أصوات بكاء الأم وصيحات الأب، لكن الدكتور ستراثمور راقب بصمت،
وابتسامة خافتة تلاعبت على شفتيه. همس برفق:
“لقد عادت.”
بعد ساعة، وقف الطبيب عند عتبة الباب يراقب أورورا، التي كانت مستيقظة الآن،
وهي تواجه المرآة. كانت ترتدي فستانًا ورديًا قصيرًا، وأصابعها تنزلق
على انعكاسها، وكأن الغريبة التي تراها أمامها ليست سوى ظل ضائع.
“أين أنا؟” همست بصوت ضعيف، حاجباها معقودان في ارتباك.
دخل الطبيب بهدوء، واقترب منها بابتسامة مطمئنة.
“أنتِ في المنزل. كنتِ نائمة لفترة طويلة، لكنكِ الآن بأمان.”
نظرت إليه، ثم إلى يديها، وكأنها تبحث عن شظايا ذكريات مفقودة. حاولت التذكر، لكن لم يظهر شيء.
“لا ترهقي نفسك كثيرًا,” قال بلطف، وهو يتحسس نبضها. “ذاكرتكِ ستعود مع الوقت.”
غادر الغرفة، يحمل هدوءًا ظاهريًا، لكن عقله كان مثقلًا بأفكار
غير منطوقة. كان هناك شيء غير عادي بشأن هذه الفتاة،
وعندما تعود ذكرياتها، قد تكشف أسرارًا دفينة طواها سباتها الطويل