تقدمت ماريا وهي تعبث بخصلة من شعرها وكان علامة لشعورها بالحرج .
فقد كان من غير اللائق مراقبة الآخرين من غير إذن ، وكان هذا معروفا للجميع في القارة .
وبعد إمساكها متلبسة ، لم تعرف ما تقول .
" أتيت للحديث معك ، ولاكني رأيت أنك مشغول ولم أعرف هل أدخل أو أخرج ؟ "
تحدثت ماريا بصوت ضعيف ، وكأنها طفل أمسك وهو يسرق بعض الحلوى .
نظر لويس لماريا بوجهه الخالي من التعبيرات ، وشعرت ماريا أنه يقول ' ألم تستطيعي أن تأتي بعذر أفضل ؟ هل هذا عذر حتى ؟ " .
شعرت ماريا بالخجل أكثر ، ولوت شعرها أسرع ، كان مشهدا لطيفا ، لكن لويس الذي تضررت مشاعره منذ الطفوله ، وأصبحت ضعيفة للغاية ، لم يشعر بشيء من هذا الموقف .
" إجلسي على الأريكة هناك ، وشغلي الحاجز السحري ، وتعديل الحرارة ، سيكون الجو حار أكثر من هذا " .
تحدث لويس وأشار على أريكة كانت في زاوية ورشة الحدادة ، وقد وضعت هناك لبعض الأشخاص الذين قد يأتون بخامات باهظة الثمن ونادرة للغاية ، ويخشون أن يسرقهم الحداد ، وبعد الإتفاق مع الحداد يمكنهم الجلوس على الأريكة ومراقبته .
شعرت ماريا بالسعادة بعد سماع إجابة لويس ، فالحداد لن يسمح للآخرين بمراقبته ، إلا لتلاميذه أو المقربين منه ، وسماح لويس لها بالبقاء جعلها تعتقد أن لويس لديه رأي إجابي لها على الأقل .
ولم تعلم أن لويس لم يهتم بوجود آخرين ليراقبوه ، وحتى لو وجدو فلن يستطيعوا سرقة تقنياته ، وكذلك التقنيات التي سيستخدمها لم تكن عالية المستوى ، ولن تستطيع هذه المعادن منخفضة المستوى تحمل تقنياته السرية ، وخاصة أن ماريا مجرد طفله ، ولا تفهم شيء في الحدادة .
وبعد أن سخن الفرن جيدا ، أخرج لويس معدن الأدوميتم ، ومعدن الحديد النيزكي ، ومعدن آلفا ، ومعدن النحاس الحارق كمكمل للإندماج ، فمعدن الأدوميتم مشهور بقساوته الشديده ، وكذلك الحديد النيزكي ، وكان معدن ألفا مشهورا بلونته الخارقه وكذلك بضعفه ، وكان النحاس الحارق مجرد معدن تصبح حرارته أعلى مع كل مرة تطرقه بها ، لذا إستخدمه لويس كمكمل ، وهذا ضرب من الجنون في الوقت الحالي ، إذا قال أحد هذا لحداد في الخارج ، فسيصبح عدو حياة وموت مع هذا الحداد .
فمعدن النحاس الحارق ينفجر بعد وصوله لدرجة معينة من الحرارة ، وقوة إنفجاره ليس مزحه ، وقد يؤدي لموت الحداد ، وكان لويس ينوي إستخدامه كمكمل .
بالطبع لم يفكر أحد بإستخدامه مع المعدن الأخرى مثل لويس ، فهل كان بقية الحدادين حمقى ؟ .
والإجابة هي ' لا ' ، فكر الحدادون في هذا بالفعل ، ولاكن من أين سيحصلون على النسبة المثالية لخليط المعادن هذا ، هل سيقامر الحداد بحياته لإكتشاف خليط جديد من المعادن ؟ .
قد يفعل بعض الحدادين المجانين هذا ، ولكنهم لن يشاركوا تجاربهم مع الآخرين ، وعند حدوث الإنفجار ، تنتهي حياة الحداد مع سجلات تجاربه .
ولهذا السبب لم تعرف النسبة المثالية ، بدأ لويس بوضع الأدوميتم لكونه يتطلب أعلى درجة حرارة للذوبان ، ثم وضع الحديد النيزكي بعد نصف ساعة ، ثم كان النحاس الحارق ، وبعده مباشرة معدن ألفا ، وكان التأثير مذهلا .
ذاب الأدوميتم وإندمج قليلا مع الحديد النيزكي ، وكان الخليط شديد القسوة ، ويتطلب درجات حرارة هائلة للإندماج تماما ، وبعد رمي النحاس الحارق ومعدن ألفا ، بدأ لويس أخيرا بالطرق بقوة هائلة على الخليط ، الذي كان يشبه الحمم .
زادت الحرارة بشكل كبير في ورشة الحدادة ، وحتى لويس كان يتحمل الحرارة الهائلة بالكاد .
' سحقا ، هذا حار جدا ، يبدوا أني أبالغ في قوتي الحالية ، ولم أستعد حتى 0.1 بالمئة من ذروتي ، وبدأت بالتعرض لدرجات حرارة هائلة ' .
فكر لويس في نفسه ، وشعر بالشفقة قليلا ، في السابق لم تكن هذه الحرارة شيء له ، والآن بالكاد يتحملها ، ومع ذلك لم يتوقف أبدا عن الطرق .
كانت ماريا تراقب لويس منذ البداية وحتى الآن ، كانت تعتقد أن لويس يلهوا فقط ، والآن تغير رأيها تماما ، فحتى لو كانت طفله ، فقد كانت طفلة محبوبة لعائلة أركينو النبيله ، وكانت تستطيع الدخول لورشة الحدادة في منزلها ، ومن يستطيع إجبارها على الخروج ؟ حداد العائلة ؟ .
لذا كانت تشاهد كيفية صنع الأسلحة ، ومع أنها لا تفقه شيء عن العملية ، إلا أن الإحساس الذي أعطاه لويس لها ، كان أفضل من حداد عائلتهم .
لو عرف لويس ما يدور في عقل هذا الشيء الصغير ، لكان بصق فما من الدم ، هل تقارنه بصفيق كان في بداية طريقه في الحدادة ؟ ، حتى تقنية لويس الأندى سيعتبرها حداد عائلتها إرثا عائليا ، ولن يجرؤ على إظهاره لها .
تابع لويس الطرق بقوة ، وكان العرق يسقط على جبينه ، وكانت ملابسه مبتلة تماما ، وأصبحت ملتسقة به ، وكأنه خرج للتو من بركة ، ومع كل مرة يطرق بها ، كان النحاس الحارق يزداد حرارة بشدة ، وكان بقية الخليط يمتص الحرارة منه .
وبعد أربع ساعات مرهقة من الطرق ، حصل لويس على خليطه المثالي ، وكان عليه إستخراج الشوائب .
حرك لويس يديه على شكل أختام غريبه ، وتحركة المانا حوله ، وإجتمعت فوق السبيكة أمامه ، وبعد لحظات بدأ الطرق من جديد ، وهذه المرة كان شيء أسود قاس يخرج في كل مرة يطرق بها لويس .
إستمرة التنقية لخمس ساعات ، وخلال هذه المدة لم تخرج ماريا من الغرفة ، وكانت تشاهد لويس مع بريق في عينيها ، وإعتقدة أنها لن تمل من مشاهدته أبدا .
أين ستجد صبيا جميلا للغاية ، يطرق بقوة على سبيكة ويتعرق ويكشف عن عضلاته وجسده ؟ .
لم تعرف ماريا مظهرها ولم تعرف أن لعابها يسيل وبلل ملابسها ، وكان مظرها مثل المنحرفين القدمى الذين شاهدوا جمالا عاريا في الشارع .
أنهى لويس طرقه أخيرا ، وكان النحاس الحارق قد أستخرج مع الشوائب معه ، ولعدم وجوده ، فلن يقلق لويس على ذوبان سلاحه أثناء القتال ، بالطبع لن يحتاج لويس لإذابة السبيكة مجددا ، الآن مجرد تسخينها بدرجة مناسبة والبدأ في تشكيلها بالمطرقة والأختام ، ثم نحت الرونية المناسبة على السلاح ، وأخيرا يتم توصيل المانا وبعض من دم لويس ليتعرف السلاح على سيده .
نظر لويس للأريكة وكانت ماريا التي تشبه المنحرفين تراقبه مع البريق الخطير في عينيها .
يتبع ......