الفصل 25:تقدم صغير.

"مالذي تنظرين إليه بمثل هذا التعبير الغبي على وجهك؟"

عندما رآها تنهض لتحيته، استقبلها ريتان بملاحظاته المعتادة.

"أوه، أنا فقط...سعيدة لرؤيتك."

قالت سيز بابتسامة محرجة.

حسنا، أنا لا أكذب حقا.

"كم هذا لطيف، لقد رأيتني بالأمس فقط."

"حسنا، كان ذلك بالأمس، اليوم هو اليوم!"

"..."

"وغدا...غدا."

نظرت سيز إليه عندما انتهت، لكن ريتان لم يقل شيئا آخر ولم ينظر إليها إلا قبل أن يجلس بجوار النافذة. كان يحمل كتابا تحت إحدى ذراعيه.

[مقدمة إلى كتزاكي]

قرأت سيز العنوان وبدأت تضحك.

"على ماذا تضحكين؟!"

"أه لقد ضحكت الآن لأن...ألن ندرس في مكاننا المعتاد؟"

"سندرس هنا."

أمرها ريتان بإيجاز.

"أحضري هذا!"

اتبعت عيون سيز اتجاه نظر ريتان، كان ينظر إلى مكتب صغير في أحد زوايا المكتبة. أومأت برأسها وذهبت لإحضار المكتب. وفقا للممارسة الشائعة، كان يطلب من أولئك الذين كانوا في أدنى مرتبة في السلم الإجتماعي التقدم والتطوع لإكمال مهمة إذا كانت هنالك حاجة للقيام بعمل ما. في هذه الحالة، صادف أن هذا الشخص هو سيز، لكنها لم تمانع.

قامت بسعادة بسحب المكتب و الكرسي المصاحب له إلى النافذة بالقرب من مكان وقوف ريتان بينما كانت تنظر إليه بعيون متلألئة. رمى ريتان الكتاب الذي كان يمسكه على مكتبها.

"ستستخدمين هذا من الآن فصاعدا."

ذكرتها قسوة نبرته بما طلب منها أن تكتبه أمس."ألم أطلب منك أن تكتبي أميرة غبية؟"وقد تسبب هذا البيان المضحك في جعل سيز تشعر بالتوتر تحت إشرافه وتعترف بأن مهاراتها في الكتابة مفقودة.

"أولا عليك أن تحفظ جميع حروف العلة."

"أجل."

"بعد ذلك، حلي هذه المشكلة هنا، وسأقوم بتفقد عملك بعد ذلك."

"حسنا."

فتحت سيز الكتاب عل الصفحة التي أشار إليها ريتان ثم التقطت قلمها. قالت لنفسها أن المشكلة ليست صعبة، تماما كما ورد في عنوان الكتاب، كان السؤال الذي كلفها به على مستوى المبتدئين. نظريا، نظرا لمعرفتها بالكازاكي من قبل، يجب أن تكون قادرة على الإجابة في أي وقت.

"حليها بسرعة."

قامت ليز بكتابة إجابتها تماما كما أمر ريتان.

أشعر أنني في حالة جيدة، بالأمس فقط رمى بعض الكتب أمامي حرفيا دون أن يكلف نفسه عناء شرح أي شيء، لكنه يبدو مختلفا بعض الشيء اليوم.

ربما لم يلاحظ الآخرون أي تغيير في سلوك الأمير أحمر العينين، لكن بعض قضاء أيام قليلة في رفقته، تمكنت سيز من اكتشاف التفاصيل الدقيقة في شخصيته. كانت التغييرات طفيفة ودقيقة، لكن حقيقة أنها كانت قادرة على تمييزها أعطتها الثقة بأنها تحرز تقدما معه.

ريتان كان يدقق باستمرار في سيز وهي تحل المشكلة، على عكس الأمس عندما لم يهتم لها واستمر في قراءة كتبه عن السحر. كان من الواضح أن شدة تدقيقه كانت كبيرة بعض الشيء، مما جعل سيز تشعر بعدم الارتياح إلى حد ما. ومع ذلك، كان ذلك لا يطاق مما جعل سيز غير قادرة على مواصلة عملها. بعد الكتابة بجد لفترة قصيرة دون أي صوت سوا الخربشة الخفيفة للقلم على الورقة، سلمته سيز بفخر الورقة بمجرد انتهائها.

"..."

ضاقت عينا ريتان وهو ينظر إلى ما كتبته سيز. ابتسمت له منتصرة. كل هذا الوقت والجهد الذي قضته قبل وفاتها في تعلم الكازاكي لم يكن دون فائدة، حتى لو لم تستخدمه في حياتها السابقة. كانت تظن بأنها حلت كل شيء بشكل صحيح.

"لقد قمت بعمل جيد، أترى؟ لقد تعلمت كل شيء بنفسي."

تسببت إثارة سيز في أن تبدأ بالتباهي بحماس، لأنها كانت تنتظر التأكيد على أنها قامت بعمل ممتاز. نادرا ما كان التعبير عن الثقة الشديدة شيئا قامت به على الإطلاق.

لم يرد عليها وألقى نظرة خاطفة على كتابها وكتاباتها بدون تعبير. على الرغم من ذلك، إلا أن طاقتها لم تتعثر. في الواقع، استمرت حماستها في التصاعد.

"لونا قالت ذلك أيضا، أنا ذكية جدا في الواقع."

"..."

"أنا جيدة في المواد الأخرى أيضا، مثل الرياضيات والعلوم... وقد أثنت علي أيضا في ذلك الوقت، قائلة بأنها لم تكن تعرف بأنني ذكية بهذا الشكل."

نظرا لأنها نادرا ماتنعكس على نفسها وإنجازاتها إيجابا، بمجرد أن أتيحت لها الفرصة للتحدث عن نفسها، استمرت في التحدث بينما ظل ريتان صامتا.

"لذلك أنا أدرس بجد. من الجيد أن يتم الثناء عليك، حينها لن تشعر بأنك عديم الفائدة بعد الآن."

"لونا ستستمر بالثناء علي حتى لو قمت بأبسط الأشياء."

عند ذكر ذلك، ظهر ظل فوق سيز. مما جعلها تتوقف لفترة وجيزة عن ثرثرتها.

هذا صحيح، لهذا السبب درست بجد، عندما كنت صغيرة، كنت ساذجة للغاية واعتقدت أن يرينا ستبدأ بالاهتمام بي إذا كنت أقوم بشيء بشكل جيد.

"أعتقد أنني شعرت بهذه الطريقة حتى بلغت الخامسة عشر، ثم توقفت عن ذلك. ولكن على الأقل، لاتزال هذه المهارات مفيدة حتى الآن."

رفع ريتان جبينه وقاطعها.

"خمسة عشر عاما؟"

"ماذا؟"

"أنت الآن في الثانية عشر."

يا إلهي، فمي لا يستطيع القيام بأي شيء بشكل صحيح. قامت سيز بإغلاق شفتيها وهي تحاول إيجاد طريقة للشرح.

"قلت أنني كنت في الخامسة عشر؟.."

واصلت بعصبية.

"حسنا، لقد ضربت رأسي بشدة بالأمس، وكنت أقول بعض الهراء منذ ذلك الحين."

كان هذا عذرا واهيا جدا.

"يحدث ذلك في بعض الأحيان، هل تعلم؟ عندما تؤدي رأسك...انت فقط تواصل...تتكلم....هراء...بعد ذلك.....سعال!"

أثناء قيامها بخنق السعال، تسببت القوة المفاجئة في خياشيمها في خروج قطع القطن التي تسد فتحات أنفها لوقف تدفق نزيف الدم المستمر. على الرغم من الجهد الذي بدلته للتأكد من كون مظهرها لائقا، فقد بدت الآن مثل ديناصور ينفث النار من خلال أنفه أكثر من كونها تبدو كأميرة رائعة ولائقة. لكن مظهرها السخيف لم يكن المشكلة الرئيسية، فقد أدركت سيز برعب أن مجرى الدم كان باتجاه ريتان، بحيث أنه قد تناثر على ملبسه، تحديدا على معدته (بطنه).

"أخي...الأكبر"

آخرة مرة، تقيأت عليه، أما الآن فقد نزفت عليه.

(حصل خير ولا يهمك🙂)

"أنا...آسفة جدا."

كانت سيز محرجة، وحاولت أن تمسح الدم من على ملابسه بأكمامها.

"أخي...الأكبر؟"

نظرت إليه سيز محتارة من رد فعله، كان يتجهم وكأنه يتألم، وبدا شاحبا كما لو كان مريضا. على الرغم من أنها بالكاد كانت تخدش بطنه بأكمامها، في البداية اعتقدت أنه كان يتصرف بشكل سلبي لأن معدته كانت لا تزال تؤلمه منذ الأمس. ثم تذكرت اللحظة التي ركل فيها بيرن ريتان بكل قوته في بطنه.

"هل... تأذيت من البارحة؟"

"لاتلمسيه!"

"لماذا لم تتصل بالطبيب؟ ماذا ستفعل لو أصيب الجرح بالعدوى؟"

"قلت لا تلمسيه!"

نحّاها ريتان جانبا وشهقت، اعتقدت بأنه لم يصب بأذى على الإطلاق...

في مواجهة الحقيقة غير المتوقعة المتمثلة في أنها قللت بشكل كبير من حالة ريتان، شعرت سيز بالذنب.

أعني، لو لم أتدخل بالأمس لما خرجت المعركة عن السيطرة. واتضح أنه تعرض لضربة أقوى من المتوقع، إنه خطأي أنه تأذى بهذا الشكل.

"هل يمكنك أن تريني إصابتك أيها الأخ الأكبر؟"

قابلته سيز بأكثر تعبير مثير للشفقة أبدته على الإطلاق.

"أنا...قلقة فقط.."

"فقط أوقفي نزيف أنفك."

أه، هذا صحيح، أنا سعيدة لأنني أحضرت معي بعض القطن.

أخرجت سيز بعض القطن من حقيبتها، وسرعان ما أدخلته إلى أنفها على شكل حشوة. ثم شرعت في النظر إلى ريتان. الذي كان لايزال يتعافى من الألم في جسده.

"هل أتصل بالطبيب؟"

"لا حاجة لذلك، لا بأس."

"ولكن..."

أمسكت سيز بقماش قميصه الرقيق، على أمل أن تلقي نظرة على الجرح من أجل أن يطمئن بالها.

"أبعدي يديك!"

ريييب!

تردد صدى صوت تمزق القماش بشكل غير عادي في أرجاء المكتبة. تمزق قميص ريتان بعنف وهو يبتعد عن سيز التي كانت ممسكة بالحافة.

لم تكن تقصد إفساد قميصه أكثر مما فعل نزيف أنفها. ولكن لو لم يكن رد فعل ريتان عنيفا لما وصلت الأمور إلى ماهي عليه الآن ، لقد بدا سخيفا بقميصه الممزق والمليء بالدماء.

كانت سيز أول من كسر الصمت المحرج بينهما.

"لم أقصد القيام بذلك..."

"..."

"إنها الحقيقة!"

"اههه"

تنهد ريتان، بدا مهزوما جدا. فجأة، تحولت نظرة سيز إلى معدة ريتان.

"يا إلهي!..."

***

أتمنى تكونو استمتعتو❤

2022/04/07 · 392 مشاهدة · 1179 كلمة
نادي الروايات - 2024