الفصل 24: هل سيعود مرة أخرى؟

"شم."

كانت سيز مستلقية على السرير وهي تحاول النوم لبعض الوقت قبل أن تجلس منزعجة. كان نزيف أنفها يزعجها مرة أخرى. كانت تأمل أن يتوقف النزيف الآن، لكن الدم بدأ مرة أخرى يتدفق من خياشيمها.

أحتاج لإيجاد طريقة لإصلاح أنفي بشكل نهائي. إذا كنت أتذكر، أخبرتني لونا أن أمسكها بهذه الطريقة في الوقت الحالي.

قامت سيز بقرص جسر أنفها بإحكام ثم عبست من الشعور بعدم الارتياح لأن القطن قام بسد فتحات أنفها. لحسن الحظ، لم تتعرض سيز لإصابات خطيرة من الضرب الذي تعرضت له من قبل يرينا كما كانت تخشى، على الرغم من النزيف المتواصل في أنفها. وقد خف التورم في المناطق الأخرى من جسدها حيث ضربتها يرينا، كما أن الرنين في رأسها قد اختفى.

الآن، أريد فقط أن يتوقف أنفي عن النزيف.

أفلتت تنهيدة ثقيلة من شفتيها بينما كان عقلها يفكر في ريتان. تساءلت كيف حاله الآن، لقد قاتل ضد مجموعة من الأشقاء بمفرده تقريبا، ومع ذلك لم يتمكنوا من إصابته بجروح خطيرة. أملت سيز رأسها وهي تفكر بشكل أعمق في موقفها مع ريتان.

هل كان دائما جيدا في القتال؟

ربما كان فقدان ليز هو الدافع الرئيسي لشن انقلابه في حياتي السابقة. لذا، إذا لم تمت السيدة ليز في هذه الحياة، فلن يقوم الأخ الأكبر ريتان بتمرده، أليس كذلك؟

"ممم.. "

تمتمت سيز في نفسها بينما بدأت تنسى نفسها ببطء وهي تفكر. لقد تأملت في ظروفها وظروف ريتان لفترة من الوقت، بحثت في ذاكرتها بجدية لتجد دليلا أو تأكيدا لنظريتها. ومع ذلك، لسبب ما، كانت الأشياء الوحيدة التي تتبادر إلى ذهنها هي الكتب عن النظام الملكي التي رأت ريتان يقرأها في المكتبة.

"..."

تراجعت عينا سيز وهي تسند نفسها على اللوح الأمامي.

بصراحة، لازلت لا أستطيع الجزم بأن موت ليز هو الدافع الوحيد لتمرد ريتان. وحتى لو كان كذلك، فقد عدت إلى الماضي، ولازلت لا أعرف كيف أمنع يرينا من قتل السيدة ليز هذه المرة.

لقد أرهقت دماغها بالتفكير، ولكن بعد التفكير لفترة طويلة، قررت سيز أنه من الأفضل التركيز على هدفها الأصلي. كانت هنالك العديد من الأشياء التي أرادت تحقيقها، لكنها يجب أن تأخذ خطوة واحدة في كل مرة.

أولا، أنا بحاجة للتعرف عليه بشكل أفضل.

استلقت على السرير واستدارت على جانبها قبل أن تغلق عينيها.

لقد أرهقني التعامل مع كل الأشياء التي تعرضت لها اليوم. جسدي يتألم في كل مكان.

بدأت موجة من النعاس في التغلب على وعي سيز. وبينما كان عقلها ينجرف للنوم ببطء، تمتمت مرة أخيرة لنفسها:

"ماذا لو...لم يأتي الأخ الأكبر ريتان...غدا؟.."

***

بمجرد أن استيقظت سيز في الصباح، كانت لونا قد وصلت إلى غرفتها في وقت باكر، في وقت أبكر من المعتاد، لتستحم الأميرة الصغيرة. بعد ذلك، أوصلتها لتناول الإفطار ثم بدأت في ارتداء ملابسها. بدت سيز مروعة للغاية أمس، لذلك أرادت اليوم أن تكون أكثر حذرا بشأن مظهرها لكي لاتحرج نفسها مرة أحرى.

لكن نزيف أنفها الدموي، الذي توقف لفترة وجيزة أثناء الليل، انفجر فجأة مرة أخرى. بدت العلاجات التقليدية غير فعالة لعلاج أنفها، لذلك اضطرت ليز إلى تحمل إزعاج سد أنفها بواسطة قطع القطن لوقف النزيف.

بمجرد الإنتهاء من روتينها الصباحي والرضا عن مظهر الأميرة، رافقتها لونا إلى المكتبة الغربية. قبل أن تسمح لسيز بدخول المكتبة ومقابلة ريتان، التفتت لونا نحو سيز وذكرتها باتفاقهما الليلة الماضية.

"سموك،أنت لم تنسي ما اتفقنا عليه ليلة أمس، أليس كذلك؟"

أومأت سيز.

"قالت لونا بأنها ستنتظر هنا حتى انتهاء التدريس."

كانت سيز في انتظار أن لونا ستقوم بواجباتها الأخرى أو الإنتظار في مكان إخر إلى حين انتهاء الدروس، لكن لونا رفضت وأصرت على أنها ستنتظر في الردهة وستبقى على أهبة الإستعداد في حال وقوع موقف كارثي أخر.

بمجرد أن أشارت إلى أنها تفهم كلمات لونا، شرعت سيز في دخول المكتبة وحدها.

"..."

سارت بصمت بين صفوف وأرفف الكتب والمقاعد الفارغة حتى لمحت نافذة مألوفة، وغرق قلبها في خيبة الأمل.

لم يكن أحد هناك، لم يكن هناك مايشير إلى كون أمير أحمر العينين قد زار المكان مؤخرا أيضا.

بدأت سيز بالتوتر وتساءلت ما إذا كان مايزال ينوي القدوم، خاصة بالنظر إلى ما حدث أمس.

ماذا لو لم يأت حقا؟ لا، دعنا ننتظر قليلا ونرى.

جلست سيز بالقرب من النافذة وثبتت نظرتها على الباب.

مرت عشر دقائق، لكن لم يحظر أحد.

ربما لا ينوي القدوم أبد.

أظلم تعبير سيز.

حسنا، لم يكن ريتان سعيدا بتنظيم الدروس من البداية. وافق على ذلك لأن السيدة ليز طلبت منه. وقد تشاجرنا مع الأشقاء أمس، ربما جعله هذا في حالة مزاجية أسوأ.

جاء بالأمس فقط لأنه كان التزاما، وأنا أشعر بالأسف لإجباره على ذلك. ولكن ليس وكأنني سأستغرق الكثير من وقته.

تذمرت سيز.

لا...بكل صدق، ليس الأمر وكأنه لدينا شيء مهم لنفعله في القصر الإمبراطوري منذ البداية، كلانا أطفال منسيون ولا أحد يبحث عنا إلا لإزعاجنا... لذا، هل من الصعب توفير ساعات قليلة من أجلي؟

مباشرة بعد التفكير في ذلك، شعرت ليز بالخجل من نفسها.

على أي حال، ماذا أفعل الآن؟ هل يجب أن أعود إلى الليدي ليز وأسألها ما إذا كان ريتان يخطط لمواصلة الدروس؟ إذا فعلت ذلك، ألن تعتقد أنني غريبة الأطوار؟

فجأة، فتحت الأبواب المزدوجة الكبيرة التي تحرس المكتبة وأصدرت صريرا.

"..."

قامت سيز من مقعدها، والتقت نظرتها مع نظرة ريتان الذي كان يتقدم نحوها.

***

اتمنى تكونو استمتعتو❤

2022/04/06 · 268 مشاهدة · 817 كلمة
نادي الروايات - 2024