314 - نهاية بين الظل و الضوء

مديح ايغون كان صادقا ، و هو لم يعلم عن تدخل ليورا على ما يبدو ، فهي ظهرت بعد هروبه من نوكتيرا .. لكنه كان موقنا أن شيئا ما قد حدث ، لذلك ارسل كاليستيس اولا بينما بقي بالخلف ليراقب .

هو حاول العودة الى الاعلى ، ولكن حواجز ليورا ردعته .. و فراي اكتشف وجوده بمجرد نزولهم من الاعلى ، فهالته قد عادت بالفعل .

"إيغون .. لقد كنت تعلم كل شيء منذ البداية اليس كذلك ؟ " سأل سنو ببرود ، بينما لم ينكر الأمير .

"هذا صحيح ، فكاليستيس كان تابعا لي منذ وقت طويل .. أعتذر لخداعكم ، لكنها كانت الطريقة الامثل لاسقاط الكنيسة " قال سنو منزعجا.

"الطريقة الامثل لاسقاط الكنيسة ، و الأفضل لأجعلك الفائز الأكبر اليس كذلك ؟"

سنو بدأ يفهم الامير امامه أكثر و أكثر مؤخرا .. و بات قادرا الآن على رؤية جزء من قوة ايغون الحقيقية التي جعلته مؤثرا جدا بساحة المعركة .

"اين ملائكة الحرب ؟" كان فراي هو السائل هذه المرة ..

الكنيسة امتلكت اثنين من ملائكة الحرب من الفئة SS+ .. و كلاهما اصبحا بحوزة ايغون .

هذا الأخير اجاب دون اخفاء شيء.

"انهما تحت سيطرة الاسقف كاليستيس الان ، لكنه موالي لي بشكل كامل "

"ما يعني بعبارة أخرى انهم خاضعون لسيطرتك اليس كذلك ؟" قال فراي ، مخرجا ضحكة جافة من فمه.

بنهاية اليوم ، ايفون اكتسب 3 اسلحة من الفئة SS+ .

اثنين من ملائكة الحرب ، و الاسقف الخائن.

رغم أن النهاية لم تكن كما خطط نظرا لما فعله بلاتير ، لكن بالمجمل ..

كان هو المستفيد الاكبر.

"تلك الملائكة هي انعكاس لتضحية الآلاف من الناس .. انها اسلحة لم يكن يجب أن تتواجد قط بهذا العالم" قالت اوريل ، متذكرة كيف وضع بلاتير ايديه على تلك الملائكة ...

مسار التضحية ..

كان هذا مسارا لا يمد للورد الضوء بصلة .. و كيفية وضع الكنيسة يدها عليه ظلت لغزا ...

"ستسخر هذه الاسلحة في سبيل الإمبراطورية من الان فصاعدا ، و أظن أن هذا هو الإستعمال الانسب لها " قال ايغون بابتسامة مغمضا اعينه ...

بينما سكت الجميع لبضع ثوان ..

"إنه انتصار ساحق إذا لجانبنا اليس كذلك ؟" قال فراي مبتسما هو الاخر بينما أومأ ايغون.

"هذا صحيح ، نحن فزنا ، و لم يتبقى امامنا سوى قهر الالتراس و انهاء الحرب "

أعين ايغون مسحت الواقفين الثلاثة امامه ، بينما تحرك عقله مرة أخرى محاولا الوصول للحقيقة من ورائهم .

فهو أراد معرفة ما حدث بمجرد مغادرته ، لكنه كان يعلم بأن الثلاثة امامه لن يخبروه بالحقيقة قط .

لكنه لم يكن مستعجلا ، فالحقيقة يمكن الوصول اليها بطرق كثيرة و مختلفة ، و هذا كان اختصاصه.

بعدما اجتمع الاربعة ، اشار سنو لفراي لكي ينقلهم آنيا و يعيدهم لقوات الإمبراطورية ، فهو لم يكن يريد أن يتعامل مع الامير أكثر من ذلك .

لكن فراي لم يتحرك من مكانه ، بل ظل واقفا مكانه بينما انزل راسه محدقا بقبضة يده .

"قهر الالتراس و انهاء الحرب .. تلك ستكون نهاية رائعة حقا .. لكن للأسف ، الالتراس ليسوا اعداءنا الوحيدين "

بطء .. بدأ تيار الهواء من حول فراي يتغير ..

هو بدا و كأنه اصبح .. أبطأ .

"أعداءنا متواجدون بكل مكان ، هم يختبئون بالظلال و يتربصون بنا من كل حدب و صوب ، معولين على سلبنا كل ما هو عزيز علينا "

"الكنيسة ما هي سوى البداية ، و القادم أسوء بكثير"

رافعا راسه نحو السماء ، حدق فراي بتلك الشمس التي انارت عالمهم .. بينما ضيق اعينه شيئا فشيئا .

"الالتراس .. الشياطين ، و غيرهم الكثير "

"جميعهم اعداءنا "

كرد ، أومأ ايغون .

"أنت محق ، اللعبة ستزداد صعوبة لذلك سيكون علينا اللعب ببراعة و مهارة أكبر اليس كذلك ؟" قال الامير مسايرا فراي.

هذا الأخير أومأ بدوره .

"هذا صحيح ، فنحن لن نفوز .. "

توقف فراي للحظات ، بينما نبع من اعينه وهج مشؤوم جعل القشعريرة تتملك كل الحاضرين ..

"الى أن يموت كل اعداءنا ."

سلاش !!!!

لم يدرك أحد ما حدث إلا بعد فوات الاوان ...

و لم يدركوا الحقيقة الا باللحظة التي تطايرت بها الدماء ، و برز ذلك النصل الاسود المرعب .. باليريون الرعب الأسود ...

بضربة واحدة حملت قوة فراي ستارلايت الكاملة ، هذا الأخير ضرب عنق ايغون بسرعة تجاوزت نطاق الفهم ، جاعلا من رأس الامير يطير بعيدا في الهواء .. بينما هوى بقية جسده ببطء نحو الأرض مغمورا بدمائه.

"هاد ؟" كانت هذه الهمسة الشيء الوحيد الذي هرب من شفتي ايغون .. قبل أن يتدحرج رأسه المقطوع فوق الأرض تاركا خطا من الدم خلفه ..

الامر بدا خيالا ، و غير واقعي البتة ..

فراي وقف هناك ، ينظر الى جثة ايغون بازدراء واضح من اعينه المظلمة ...

أما سنو و اوريل ، فتجمد كلاهما غير قادرين على استيعاب ما حدث للتو ..

مصدوما ، سنو فتح فمه سائلا .

"فراي .. مالذي فعلته ؟"

اما فراي ، فاجاب فورا .

"شيء كان علي فعله منذ زمن طويل ."

مستديرا ، تاركا جثة الامير من خلفه ..

عاد فراي لكليهما .

"لنغادر هذا المكان"

متجاهلا نظراتهم نحوه ، وعي فراي غاص بعيدا بينما عول على تفعيل قدرة النقل الاني الخاصة به ...

في تلك الثواني المعدودة ، اعينه سقطت على شيء معين بواجهة النظام الخاصة به ...

نقاط الانجاز الحالية : 0 *

لقد تعبت .. متذكرا كل ما حدث منذ بداية الحرب ...

فراي شعر بالإنهاك .. ليس جسديا .

بل روحيا .

في تلك اللحظات المعدودة ، ومضت داخل عقله ذكريات ... لما اخفاه عميقا بداخله ، و السبب الذي جعله لا يستعمل قدرات النظام مطلقا بالحرب .

لقطة من المستقبل

بعدما ازداد عدد اعدائه ، و اصبحت الحرب اشد من أي وقت مضى ..

باتت النتيجة واضحة غير واضحة لفراي ، و احتمال الهزيمة اصبح كبيرا .

غير قادر على التخلص من هاجس الحرب و ما اخفته ، هو كان يستعمل قدرته هذه مرارا و تكرارا .. محاولا معرفة ما ستؤول إليه الحرب .

لقطة المستقبل استريه عشرات السيناريوهات حتى الان ، فهو استعملها كثيرا لدرجة أن نقاط الانجاز الخاصة به قد نفذت جميعها ...

لكن مهما حاول ، و مهما جرب ..

كانت لقطة المستقبل تريه نتيجة واحدة فقط لا غير ..

بنهاية الحرب ، بعيدا بالمستقبل ..

هو رأى بحرا من الجثث ، مكان مظلم تفشى به الموت و سلبت منه الحياة ..

جثث لمقاتلي الإمبراطورية ، جميعهم بدون استثناء ..

موتى فارقتهم الحياة.

بكل مرة ، واقفا هناك هو كان يدرك ..

"نحن خسرنا "

بكل مرة .. هم كانوا يخسرون .. و ما زاد الطين بلة ، هو انه لم يستطع معرفة الطريقة التي خسروا بها بالضبط.

لهذا حاول فراي تغيير المستقبل مرارا و تكرارا ، لكن مهما تغير السيناريو ، النتيجة ظلت نفسها .

"لقد تعبت"

هو تعب من لقطات المستقبل التي رآها ، غير مدرك أن استعماله المتكرر لتلك القدرة قد تسبب بمضاعفات طالت الأشخاص من حوله .

ما جعلهم هم أيضا يرون لمحات من مستقبلهم البعيد ..

بالغا حدوده من كل ما رآه ، قرر فراي اللعب بخشونة هذه المرة .. معولا على مجابهة كل شيء من الامام ..

و البداية كانت من ذلك الامير اللعين .

"النهاية باتت قريبة ، و لا مجال للتراجع بعد الآن "

اما الفوز ، و الهرب مما هو محتوم .

أو الخسارة ، و السير بتيار القدر المظلم الذي قادهم نحو هلاكهم ..

ممسكا بكل من سنو و اوريل ، استعد فراي للعودة و خوض الجزء الاخير من حرب الظلمات .. الجزء الذي سينهي الصراع بين الإمبراطورية و الالتراس مرة .. و الى الابد.

بعيدا عن فراي و الاخرين .. هناك بالسماء ..

جالسا بهدوء وسط حفرة عملاقة من الدمار .. تنهد جيبيتو بخفة .

"تلك القديسة تجاوزت توقعاتي حقا ، من ظن انها ستذهب بعيدا و تحرق جسدها بالكامل ، فقط لكي لا اتمكن من الاستيلاء عليها .."

بدا جيبيتو منزعجا ، لكن هذا كل شيء .

كما كان متوقعا ، هو فاز بالمعركة ، و ماتت القديسة ..

لكن النهاية لم تكن كما ارادها قط.

الجزيرة تحولت لكتلة من الدمار ، و المعركة بينهما كانت بمثابة كارثة طبيعية ...

"كانت ستصبح إضافة رائعة لمجموعتي .. لكن هذا لا يهم بعد الآن .."

محلقا ببطء بعيدا عن أرض الجزيرة التي بدأت تهوي نحو الأرض بالفعل .. غادر جيبيتو المكان بعدما انهى مهمته .

"أتساءل كيف يبلي زيبار يا ترى .."

المعركة التي جرت بالظلال بدأت هي الأخرى تبلغ ذروتها ، و لم يتبقى الكثير قبل أن يتم الكشف عن كل شيء للضوء ...

بين البشر و الشياطين .. صراع مرير كان بالانتظار .. و المستقبل وحده كفيل باعطاء اجابة على من سيكون المنتصر بالنهاية.

ملاحظة المؤلف :

هذه هي نهاية ارك بين الظل و الضوء ، و بداية الارك الثالث : ظلال ويسكر .

2025/10/11 · 179 مشاهدة · 1399 كلمة
Song
نادي الروايات - 2025