بقارة الالتراس ، المكان الذي احتضن واجهة الحرب و اشتد فيه الصراع بين الإمبراطورية و عدوهم الازلي.
ظهر 3 أشخاص من العدم بالقرب من المخيمات التي اتخذها جانب الإمبراطورية مقرا لهم.
فراي ستارلايت وضع قدمه فوق تلك الأرض الميتة بعض غياب إستمر لعدة ايام ، لكنه بدا كفترة أطول بكثير له و للاخرين الذين اجبروا على مجابهة الكنيسة و كل ما اخفته وراء ايمانها.
"لقد كنا غائبين لبعض الوقت .. اتساءل يا ترى كيف هو الوضع هنا " واضعا خطوته الاولى ناحية مخيم الحلفاء.
تساءل سنو بوجه كئيب.
"سنواجه رد فعل عنيف على الاغلب .. بما أن الامير لم يعد موجودا بعد الآن" قالت اوريل بينما حدقت بظهر فراي الذي شق طريقه بوجه خالي من التعابير.
هذا الأخير قتل ايغون من العدم و أخذهم على حين غرة ، فهم لم يتوقعوا قط أن يقدم على فعلة كهذه.
لطالما كان ايغون شخصا قذرا يحيك الاعيبه بالخفاء و يؤثر على من هم حوله سواءا بالسلب أو الايجاب لكن على الأقل قاتل بصفهم بهذه الحرب.
سنو ظن أن هذا سيكون سببا كافيا يجعل فراي يبقيه على قيد الحياة ، كما أن الامير امتلك شيئا ما بجعبته جعل فراي يمتنع عن قتله.
"لم نعد نملك وقتا نضيعه ، فالحرب ستدخل مرحلتها الاخيرة ولا جدوى من ابقاء امثال ايغون بالجوار .. فمن الآن فصاعدا سننهي هذه الحرب أنا و أنت يا سنو ، و سندمر أيا كان من يقف بالطريق" قال فراي بينما استدار ناحية اوريل.
"القتال سيصبح اعنف من أي وقت مضى ، و عدد الموتى سيتجاوز بكثير المواجهات السابقة .. بيدي هاتين سأقتل الالتراس و اذبحهم حتى آخر فرد منهم".
بمجرد ذكره لما كان على وشك القيام به ، ومضت ذكريات معينة بعقل اوريل جعلتها تعود للايام التي رافقت بها فراي بطليعة الحرب و كيف تكسدت الجثث إلى أن اصبحت جبالا ، و الدماء شكلت انهارا.
و ذلك كان منظرا مرعبا لن تنساه قط طيلة حياتها و هاهو ذا فراي يعلن لها استعداده للقيام بما هو ابعد من ذلك.
"نحن لسنا ابطالا ، نحن الآن محض جنود دورنا هو الفوز بهذه الحرب .. أيادينا ستلوث بطريقة أو باخرى و قد يكون هذا كثيرا عليك .. لكن إذا كنت مستعدة لمرافقتنا رغم ذلك ، فمساعدتك لهي مكسب كبير لنا يا اوريل".
دعا فراي اوريل لتحسم قرارها ، و هي لم تتردد كثيرا.
بايماءة طويلة ، اوريل اظهرت استعدادها للسير معه الطريق باكمله.
"يدي ملوثة أكثر منك بكثير .. فراي ، فأنا هي التي تسببت بموت الملايين بطريقة أو باخرى .. لذلك لا داعي للقلق فقد وضعت قدمي بمسار الدم هذا منذ زمن طويل".
قالت اوريل ، بينما أومأ فراي.
"جيد إذا".
حاسمين امرهم ، شق الثلاثة طريقهم نحو المعسكر.
بمجرد اقترابهم ، لاحظ الجنود الذين وضعوا للمراقبة وجودهم ، و سرعانما ادرك جميع الحاضرين لوصولهم.
فراي ومن معه وجدوا عددا كبيرا من الجنود بالانتظار ، بينما رمقوهم بمختلف انواع النظرات التي عكست مشاعر كثيرة.
بعضهم كان ممتنا ، فهم الابطال الذين وضعوا حدا للكنيسة و مآربها ، لكنهم لم يستطيعوا الاحتفال بشكل صحيح نظرا لعدد الضحايا الذين سقطوا جراء المواجهة.
فمعظم الحاضرين قد فقدوا شخصا واحدا على الأقل من المقربين منهم نتيجة لما حدث.
لكن بشكل عام بدت الرهبة واضحة عليهم ، و كأنهم ينظرون لنوع ما من الاساطير التي تسير على اقدام.
رغم ذلك ، هذا لم يمنع الكثيرين من التقدم و شكر فراي و الاخرين ، و على راسهم جاء فينيكس صنلايت الذي استعاد جزءا كبيرا من بريقه و عافيته بعد المعركة ضد الشياطين و ملاك الحرب.
متقدما ناحيتهم ، حياهم هذا الأخير بابتسامة لطيفة.
"مرحبا بعودتكم".
"فينيكس .." محدقا بالمكان من حوله ، و حالة المعسكر ادرك فراي على الفور بان عدد الجنود اقل بكثير من آخر مرة رآهم بها ، كما انه لم يشعر بوجود المقربين منه امثال سانسا و غوست.
"مالذي حدث هنا ؟" هو سأل بينما هز فينيكس رأسه.
"لننضم للاخرين أولا ، فقد كنا ننتظر وصولكم" قال فينيكس بينما هز سنو ليونهارت راسه مستغربا.
"تنتظرون وصولنا .. ؟".
بدا وكأن فينيكس كان يتوقعهم ، و ردود الافعال من الجنود لم تبدو متفاجئة قط.
لكن سنو لم يفكر بالامر كثيرا ، بل تبع فينيكس و اوريل بينما قاد الاثنان الطريق.
"لقد كانت معركة صعبة تلك التي اضطررتم لتحملها يا رفاق ، انا سعيد بانكم عدتم جميعا على قيد الحياة ." قال فينيكس ، بينما أومأ فراي.
"لقد فزنا و هذا كل ما يهم .. لكن الحرب لم تنتهي بعد .".
ردا على ذلك ، فينيكس أومأ موافقا.
"بهذا انت لم تخطئ ، فالألتراس بدأوا يشنون الحملات الواحدة تلوا الأخرى بمجرد مغادرتكم يا رفاق .. نتيجة لذلك نحن كنا نقاتل بدون توقف منذ ساعتها ... متنهدا بانزعاج ، اشار فينيكس للوضع الحالي باختصار اثناء مشيهم.
"المعركة لا تزال جارية حتى الآن ، فقد بلغنا ان فرقة اوليفر خان اصطدمت بأحد الهولو مؤخرا .".
"فرقة اوليفر خان ..." همس فراي بصوت خافت.
تلك كانت على الارجح الفرقة التي تواجدت بها سانسا.
ببطء اظلمت اعين فراي بينما استعمل منظور اللاعب الثالث متفقدا اياها.
"هل أذهب اليهم .. فكر فراي بالانطلاق و المشاركة بالمعركة بشكل جدي".
و نيته هذه كانت واضحة لمن حوله ، لذلك سارع فينيكس الى ثنيه على الفور.
"أحقاً تنوي الانخراط بالحرب بمجرد عودتك يا فراي ؟ خذ قسطا من الراحة ، فحتى أنت تحتاجها .".
ردا على ذلك ، فراي هز رأسه.
"لست بحاجة لأي راحة ، فانا بافضل حال".
لقد كان عنيدا حقا ما جعل فينيكس يضحك لا اراديا.
"تدعي انك بخير حتى بعد قتالك لمحارب في الفئة SSS .. فقط ما مقدار القوة التي تملكها يا فراي" قال فينيكس بينما ضحك ضحكة جافة و ثقيلة.
لكن بالمقابل ، أظلم وجه فراي و من معه جراء سماع كلامه.
""محارب" من الفئة SSS .. فينيكس .. ما ادراك انت اننا قاتلنا خصما كهذا ؟" طارحا السؤال الذي ارقه ، بدأ فراي يدرك كم كان الوضع الحالي غريبا.
و بالمثل ، فعل كل من سنو و اوريل.
"الطريقة التي وجدناهم ينتظروننا بها و كأنهم كانوا يتوقعون وصولنا منذ البداية .. و الآن ها هو فينيكس يتحدث عن بلاتير .." قال سنو الواقف بجانب اوريل.
الوضع كان غريبا بالفعل ، فلا يفترض بفينيكس أو الآخرين بمعسكر الإمبراطورية ادراك ما حدث ، فلم يكن هنالك من وسيلة اتصال بينهم .. لذلك معرفته بأمر اختراق بلاتير للفئة SSS امر مريب بكل تأكيد.
لكن عند ، امال فينيكس رأسه مستغربا هو الآخر من ردة فعلهم تلك.
"مالذي تتحدثون عنه يا رفاق ؟ نحن على دراية تامة بما حدث معكم بالجزيرة المقدسة فانتم من اخبرنا بانفسكم".
كلام فينيكس لم يزد فراي سوى حيرة و ريبة مما كان يحدث.
"اتخبرني انكم تعلمون بكل شيء .." في تلك اللحظات المعدودة ، جالت عشرات الاحتمالات ببال فراي.
"هل لربما ابلغ ايغون الإمبراطورية بما حدث عندما هرب ؟ أو فعلها كاليستيس الذي غادر الجزيرة قبلهم ؟".
كلها احتمالات ممكنة ، لكن فراي لم يصدق أيا منها لسبب ما.
بينما بلغ جميعهم الخيمة التي اتخذها جانب الإمبراطورية كمقر للقيادة.
بدأت كلمات معينة ترن ببال كل من فراي و سنو بآن واحد.
"فينيكس .. قلت سابقا انك سعيد برؤيتنا جميعا نعود على قيد الحياة .." قال فراي بنبرة ثقيلة.
بينما ادرك سنو ما عناه.
"جميعهم على قيد الحياة ؟".
"هذا لم يكن صحيحاً البتة ..".
"فهناك شخص مفقود لم يعد معهم ، و جثته تركت تتعفن بالجزيرة المقدسة بينما يتحدثون الآن".
في تلك اللحظات الثقيلة ، هم فكروا بالسؤال ذاته : "لماذا لم يسألهم أحد حتى الآن عن ايغون فالييريون ؟".
"عودتهم دون الامير لهي امر مريب بكل تأكيد ، و يفترض أن يكون هذا أول ما يجب أن يسألهم فينيكس عنه".
"لكنه لم يفعل ، بل بدا هادئا و سعيدا بصدق بعد رؤيتهم ، مظهرا امتلاكه لمعلومات كثيرة عما واجهوه ضد الكنيسة".
"من بالضبط أخبرك بما حدث ؟" بمجرد طرح فراي لهذا السؤال.
بدا و كأن الزمن نفسه قد توقف عن المضي للأمام.
فاتحا الستارة ، و كاشفا عما تواجد بداخل مقر القيادة الخاص بالامبراطورية.
اشار فينيكس للحقيقة متجها من كيف استغرب فراي و الاخرون ما قاله.
"مالذي تهذي به يا فراي ، فالشخص الذي ابلغنا بما حدث هو ..".
بمجرد فتحه للباب ، ظهرت عديد الوجوه التي شعر فراي بوجودها سابقا.
جالسين بشكل متفرق ، كانت الاسماء الكبيرة داخل الإمبراطورية حاضرة جميعها.
السير آلن ، و حتى مايكار فالييريون قد عاد.
ايفار و اخوه لوك ، بالإضافة إلى ايريس صنلايت.
جميعهم كانوا هناك ، لكن شخصا اضافيا قد جلس فيما بينهم.
و كان هو الرجل الذي جعل الصدمة تعتري وجوه كل من فراي ، سنو .. و اوريل .. و كأنه رأوا شبحا.
جالسا واضعا ساقا فوق الأخرى ، متكئا بهدوء على يد واحدة وضعها بمسند كرسيه.
ابتسم لهم مرحبا بهم.
"بالطبع .. الامير هو من ابلغنا بما حدث معكم" قال فينيكس ، مشيرا لايغون.
الامير كان هناك يجلس بهدوء تعلوا وجهه ابتسامته المعتادة.
و كأنه يسخر منهم مستمتعا بردة فعلهم تلك.
"لقد تفاجأنا حقا عندما عاد الامير لوحده قبل بضعة أيام ... لكنه ابلغنا بانتصاركم و بما حدث و بهذه الطريقة استطعنا معرفة الوضع بشكل عام و التصرف بناء على ذلك" قال فينيكس بابتسامة ، لكن سرعانما تبددت ابتسامته تلك بعدما تفشت نية قتل مرعبة بالمكان.
معظم الحاضرين تأهبوا ، و اعين كل من السير آلن و مايكار قد توهجت بضوء ينذر بالخطر.
كل ذلك ردا على نية القتل الخانقة التي اصدرها فراي ستارلايت.
"أنت .. لماذا انت هنا بحق خالق الجحيم؟!" سأل فراي بوجه مظلم جعل العرق البارد يتشكل بظهور اولئك من كانوا بالفئة SS و ما دونها.
لكن الامير لم يتزحزح قط من مكانه.
"لماذا انا هنا ؟ و أين سأكون غير هذا المكان ؟".
تحدث الامير بثقة ، بينما اتكأ على كرسيه.
"إرتأيت أنني لم اعد املك مكانا بينكم هناك ، لذلك عدت بنفسي سابقا اياكم ، اتمنى الا تمانع هذا .. يا فراي".
بمجرد نطق ايغون لتلك الكلمات ، توهجت اعين فراي هو الاخر بضوء بنفسجي مرعب ، بينما تسابقت افكاره.
"كيف ؟ متى ؟ و لماذا لا يزال الامير اللعين على قيد الحياة".
"هل كانت تلك مجرد نسخة التي قتلها سابقا ؟".
"لا .. هذا مستحيل".
انكر فراي الاحتمالية فورا ، فالامير الذي قتله بيده كان الحقيقي الذي رافقهم طوال الوقت.
"يستحيل على ايغون صنع نسخة مطابقة كتلك ما عدا في حال امتلاكه لقدرة تشبه روح التناسخ الخاصة بزيبيار ، و هذا أمر مستحيل بحالة ايغون".
"إذا كيف نجا الامير ؟".
"و هل الماثل امامه الان هو حقا الامير ايغون فالييريون ؟ فهو لم يشعر بوجوده رغم انه شعر بامثال السير آلن و مايكار فالييريون ..".
"أنت .. من تكون ؟" سأل فراي بنبرة ثقيلة بينما عم التوتر المكان و ابتعد جميع الحاضرين عن بعضهم البعض.
"لقد اخترت اللعب بخشونة يا فراي ، لذلك لا تلمني عندما تنزلق يدي كاشفة عن أهوال لا طاقة لك لتحملها".
"هكذا إذا" رد فراي ببرود ، بينما عم الصمت للحظة.
ثم باللحظة الموالية ... انفجرت هالة مدمرة من جسد فراي بينما سحب كلتا سيوفه.
كان ضغطا جبارا جعل الارض من تحته تهتز بينما قفز الامير من مكانه على الفور متراجعا للخلف.
فراي استعد للانقضاض ، لكنه توقف عندما تمت محاصرته تماما من الجانبين.
فرمح ناري مرعب امتد من يمينه ، بينما انشق نصل ابيض نقي من على يساره.
بآن واحد ، حاصره كل من السير آلن و مايكار فالييريون واضعين اسلحتهم على رقبته.
"إياك و التقدم خطوة أخرى ، فراي ستارلايت" تحدث السير آلن بصوت حديدي ، محذرا فراي.
"ما تحاول القيام به الآن يعتبر تمردا مباشرا على العائلة الحاكمة و إمبراطورها القادم ، بعبارة أخرى .. أنت الآن ترفع سلاحك ضد الإمبراطورية باكملها" كلمات السير آلن هذه رنت بالمكان باکمله ، بينما اکد مايكار على ما قاله والده.
"تراجع يا فراي ستارلايت ، و اغمد اسلحتك".
واضعين اسلحتهم على رقبته ، هم كانوا مستعدين للضرب ، و الضغط الذي سلطوه لم يكن بالهين.
لكن فراي لم يتأثر بأي من ذلك.
"أتصدقان حقا انكما تستطيعان ايقافي ؟ فانا ما عدت الشاب الضعيف الذي يستطيع امثالكم تحمل العبث معه".
بضربة واحدة من سيفه ، ابعد فراي اسلحة كل من مايكار و السير آلن مجبرا اياهما على التراجع.
بالمقابل ، التف كل من ايفار فالييريون و ايريس من حوله.
هم لم يريدوا قتله ، لكنهم لم يكونوا بجانبه بكل تأكيد.
نظرة واحدة جعلت فراي يدرك أن ايغون قام بشيء ما اثناء غيابهم.
"متى ستتوقف عن الاختباء خلف ظهور الاخرين يا ايغون ؟ إذا كان هؤلاء الحمقى هم من تتكل عليهم ، فيجب ان تعلم اكثر من أي شخص آخر انني أستطيع اختراقهم بسهولة".
بمجرد اصدار فراي لتهديده ، ايغون أومأ فورا.
"انا على دراية تامة بذلك ، فانت هو الوحش الذي جابه من هم بالفئة SSS بعد كل شيء".
بغض النظر عما قاله ، ايغون لم يبدو متأثرا باستهداف فراي له.
"أنت قوي جدا يا فراي ، لكن هل أنت مستعد لمعاداة الإمبراطورية باكملها في سبيل قتلي ؟".
تزامنا مع ما قاله ايغون ، تمزقت الخيمة التي اتخذوها مقرا لهم كاشفة عن عدد مهول من القوات التي حاصرت جميعها المكان.
يمكن القول أن كل جنود الإمبراطورية المتواجدين قد تكتلوا محاصرين اياهم مستعدين للقتال.
ملقيا بنظرة على وجوههم ناشرا هالة من حولهم.
فراي فهم الوضع أخيرا.
فمن بين الحاضرين ، لم يكن هنالك و لو شخص واحد يدعم فراي ستارلايت.
فكل حلفائه و اصدقائه ، بالإضافة للجنود الذين اعجبوا به و تعاهدوا بالقتال من اجله قد تم دفعهم بعيدا للمشاركة بالمعركة التي جرت غمارها بينما كانوا يتحدثون.
محاصرا من كل جهة ، بدا و كأن الوضع برمته تطور ليصبح فخا محبوكا خطط له ايغون فالييريون منذ البداية منتظرا وصولهم.
و هذا لم يزد فراي سوى يقينا بأن الامير الماثل امامه ليس بالبشري الذي يعرفه.
بل شيء يفوق ذلك بكثير.
"ماذا الآن يا فراي ؟ هل سترفع سيفك و تذبح الأشخاص انفسهم الذين قاتلت حتى الآن من اجلهم ؟".
مشى ايغون ببطء ، مقتربا من جده و والده.
"أنت قوي جدا ، و احتمال نجاحك بقتل كل المتواجدين ممكن .. لكن مالذي سيتبقى لك بعدها ؟".
"الشياطين اعداءك ، الالتراس اعداءك ، الكنيسة و اتباعها اعداءك .. هل ستجعل الإمبراطورية باكملها عدوة لك الآن ؟".
لعب ايغون على اعصاب فراي ، مشيرا للوضع.
"يمكنك قتل الحاضرين ، لكنك لن تستطيع قتلي قط يا فراي ، أنا اشبه بفكرة تعيش بعقول كل مواطن بهذه الإمبراطورية ، فاينما ذهبت ستجد الناس موالية لي مستعدة للقتال من اجلي ، هذه هي نتيجة ما بنيته لسنين بينما كنت أنت تتخبط بحياتك المزية".
محاصرا فراي ، كان هناك معنى مخفي خلف كلام ايغون.
"انت لا تستطيع قتلي".
و كأنه يخبره بانه حتى و لو قتله مرة أخرى الآن ، فسيظهر ايغون مرة أخرى عاجلا أم آجلا.
بالمقابل ، ستتحول الإمبراطورية باكملها لعدو.
لفراي ستارلايت الذي قاتل ضد العديد من الجهات بآن واحد و تحمل ضغطا جنونيا لا يتقبله عاقل.
"هل جعل الإمبراطورية عدوة هي الأخرى هو الخيار الصحيح ؟".
كانت هذه هي النقطة التي اثارها ايغون و لعب على اعصاب فراي بواسطتها.
هذا الأخير وقف وحيدا ضد الإمبراطورية بكاملها.
هو كان يملك من القوة ما يكفيه للذهاب ضدهم بمفرده ، لكن مسألة اقدامه على هذا القرار كانت أمرا صعبا.
فلو فعلها ، هو لن يملك مكانا بهذا العالم يعود له بعد الآن ، و امر نجاحه بقتل ايغون من عدمه محل شك من الأساس.
لكن و بلحظات الضغط تلك .. تقدم شاب آخر واقفا بجانب فراي.
مسلطا ضغطا مرعبا مقاربا لفراي نفسه .. خطى سنو ليونهارت خطوته الاولى بجانب صديقه بينما توهج جسده ببرونية ذهبية شديدة القوة.
"لقد أخطأت يا ايغون ، فهو ليس وحيدا ..".
رافعا سيف الفيرميور ، اظهر سنو استعداده للقتال.
"بينك أنت و الإمبراطورية التي تحاول بناءها ، و بين فراي ستارلايت .. أنا مستعد لاتخاذ جانب الأخير دون ذرة تفكير".
بالمثل ، تقدمت اوريل واقفة خلف كليهما.
و هذا ما جعل ايغون يومئ و كأنه توقع ذلك.
""بطل الكنيسة .. مؤسف أن وجودك لم يعد يحمل نفس الوزن ، فلورد الضوء الذي اختارك اصبح كيانا يلعن من البشر بنفس قدر الشياطين".
بالنسبة للعالم ، بدا و كأن لورد الضوء هو من تسبب بكارثة ال 35 مليون تضحية ، فالاوامر بدت و كأنها صدرت منه.
و ايغون لم يتكبد عناء تصحيح ذلك ، بل استغل الامر احسن استغلال.
هو و بكل وضوح لم يكن ينوي الفوز بمعركة ضد فراي ستارلايت.
بل حاول دفعه لخسارة المكان الذي يعتبره موطنا له.
"هذا يكفي .. جميعا ، نحن على نفس الجانب ولا جدوى من القتال فيما بيننا .. حتى و لو كان فراي خطيرا ، فانا أود الايمان به و بضرورة وجوده".
واقفا بالوسط .. تدخل فينيكس صنلايت معربا عن رغبته بفض الوضع باكثر الطرق سلمية.
من جهة اخرى ، وقف سنو أمام فراي حاميا اياه.
"فراي .. لنتراجع بالوقت الحالي" هو استدار ناحية صديقه.
لقد اظهر استعداده للقتال من اجله ، لكنه لم يكن يريد قتل جنود الإمبراطورية بقدر الامكان .. و كان يؤمن بأن فراي يشاركه الرأي ذاته.
فكلاهما يقاتلان من أجل الإمبراطورية في المقام الأول.
لكن سنو تجمد مكانه بعدما اخذ بنظرة واحدة على وجه فراي.
نظرة واحدة كانت كافية ليدرك سنو حقيقة مرعبة عن صديقه الماثل امامه.
"فراي .. أنت".
منصدمنا مما كان هذا الأخير على وشك القيام به ، هو تقدم على الفور ممسكا به من كتفه.
"فراي ! عد الى رشدك !".
مناشدا اياه ، هو حاول ثنيه.
أما فراي ، فلم يقل أي كلمة.
هو ادار رأسه يمينا ، فرأى عشرات الجنود الذين رمقوه بنظرات مختلفة.
ثم ادره ناحية اليسار فرأى المزيد منهم يحملون نفس التعابير.
بعضهم كانوا يخشونه.
بعضهم كانوا يرونه وحشا يريدون استغلال قوته.
"آلة قتل ، سلاح حرب .. اداة تقتل اعداءهم".
"اداة ملطخة بالدم وظيفنها هي الفوز بالحرب من اجلهم ، ثم يرمونها جانبا بمجرد تحقيقهم لذلك".
هذه كانت طريقة تفكير الحاضرين الذين ابقاهم ايغون عن عمد من اجل هذه الغاية.
في تلك اللحظات ، فراي تساءل.
"هل حقا سأشعر بأي شيء .. لو قتلتهم جميعا ؟".
هو تساءل بصدق.
"الجنود ، السير آلن ، مايكار .. ايفار .. ايريس".
بغض النظر عن قوتهم و ضرورة وجودهم للحرب.
فراي تساءل ما إذا كان بحاجة لاي منهم.
"منذ البداية ، لم يكن لي من شيء اعتمد عليه سوى قوتي الخاصة .. فالقوة هي ما يحدد كل شيء ..".
مشاعره كانت الشيء الوحيد الذي جعله يتردد ، لكن بهذه اللحظة الحاسمة.
فراي وجد مشاعره متبلدة تماما تجاههم .. مدركا بأنه لن يتأثر قط حتى لو ذبحهم اجمعين.
"لو ذبحت جميع جنود الإمبراطورية ، ثم الالتراس من بعدهم .. انا متأكد من أن مسار الدم هذا سيجعلني اكسب قوة هائلة .. قوة تجعلني قادرا على وضعي بمستوى آخر تماما يؤهلني لمجابهة اعتى الشياطين".
"ما الفائدة من القتال من أجل الإمبراطورية ؟".
"ما المغزى من العفو عن حياتهم ؟".
بكل الاحوال ، عدد الذين يهمونه قليل .. و هم لم يكونوا من بينهم.
"لربما سيكرهونه لو فعلها".
"أو ينقلبون ضده حتى ..".
لكن فراي لم يرى بأسا من ذلك.
"مادمت أستطيع اكتساب القوة التي ابتغيها ، فرمي هذه المشاعر لهو ثمن بخس".
قال فراي ، ممسكا سيوفه و واضعا خطوته الاولى نحو ايغون و جنود الإمبراطورية.
محدقا به .. سنو ادرك أن صديقه ينوي حقا تحويل العالم باكمله لاعدائه دون تردد.
مدركا لحجم خطورة الوضع ، سنو ناشد فراي ليتوقف.
"إذا ما اطلق وحش من عياره العنان ، فعدد الموتى سيكون هائلا ، و هذا لم يزد ضحك ايغون الذي وقف بالجانب الآخر سوى حدة".
لكن فراي لم يهتم ، فبتلك اللحظات البسيطة ، هو تذكر وجودا معينا راه بذكرياته.
"نايملس ..".
"ذلك الكيان العجيب الذي اسقط وزنا كبيرا بحياته".
"لطالما كان ذلك المحارب العظيم منفردا غارقا بعزلته".
"لم يبني علاقة مع احد ، و لم يعتمد على احد".
"بنى قوته بنفسه ، و حقق ما لم يحققه احد من قبله".
"بل و كاد يهزم ملك الشياطين اغاروث ..".
"تلك كانت هي نوع القوة التي سعى لها فراي ستارلايت".
"و إذا كان ذبح جنود الإمبراطورية هو المفتاح".
"فهو وجد نفسه و على غير المتوقع مستعدا تماما لدفع الثمن".
"بهذه الطريقة ، استعد فراي للقتال".
لكن و باللحظة الاخيرة ، هو توقف مكانه بينما صفعت يد نحيلة وجهه بقوة مجبرة رأسه على الالتفاف بعيدا.
صوت الصفع قد تردد صداه بكل مكان ، بينما تفاجأ سنو من رؤية شخص آخر يداه يقف بوجه فراي.
هذا الاخير متفاجئا مما حدث ، استدار ببطء ناحيتها ليجد اوريل مائلة امامه بتعبير معقد مرسوم على وجهها .. و يدها تلمع بضوء الهالة بعدما صفعته بقوة.
"هذا يكفي يا فراي ..".
معانقة اياه بقوة ، اضاء جسد اوريل بضوء ذهبي شديد بينما تشكلت الهالة الذهبية من حولها متخذة شكل اجنحة سداسية إنبثقت من ظهرها.
مستجمعة قوتها ، هي شكلت سلاسل ذهبية عديدة التفت من حولها هي و فراي رابطة اياه بها بينما امتدت السلاسل جاذبة سنو هو الآخر.
ثم بدون سابق انذار ، هي فجرت الأرض من تحتها محلقة بعيدا.
هي كانت سريعة ، لكن السير آلن و مايكار تحركا على الفور محاولين ايقافها.
و ما هي الا لحظات معدودة ليبلغها كلاهما .. لكنهما تراجعا على الفور بعدما صدتهما سنو مرسلا موجة مرعبة من الضوء مبعدا اياهما بواسطتها.
سنو دعم اوريل على الفور ، و اقتاد كلاهما فراي بعيدا قبل ان يتسبب بكارثة.
ايغون هو الاخر شاهدهم من بعيد بينما تعمقت ابتسامته.
"إذا لم تكن مشاعرك هي التي اوقفتك هذه المرة ، بل مشاعر اصدقائك".
قال ايغون بخفة ، بينما اغمض عينيه متراجعا بعيدا.
"حان وقت تجهيز المسرح من أجل العرض الاخير".