منظور فراي ستارلایت
تراجعوا جميعا ، سأتولى أنا أمره.
متقدما الخطوة تلوا الاخرى ، قلت بايجاز مبعدا الجميع
لم اتوقع رؤية الكثير من الوجوه المألوفة هنا ، ولا أن يقاتلوا البونتيف لوحدهم رغم فرق المستويات بينهم
ذلك تهور حقيقي منهم كاد يودي بحياتهم
..
لكن على الأقل ، لقد وصلت بالوقت المناسب لمنع ذلك من الحدوث
..
معظمهم بدوا متفاجئين برؤيتي هنا ، فعلى الارجح كل من بهذا المكان يعتقدون أنني لا ازال اقاتل بالجزيرة المقدسة جاهلين بما حدث.
سيكون علي أن اشرح لهم لاحقا ، لكن الآن
ذلك الفارس المكسور كان الاولوية
..
..
"وجها لوجه أخيرا .. بونتيف سوليفان ." تحدثت اليه
..
بنبرة واضحة ، لكنني لم ألقى منه سوى الصراخ
"رااااغغغغ !!!"
هو ولقا العويل ، بينما ركض نحوي بغضب
أرى انك لست قادرا على فهم كلامي."
بووووووم !!*
..
بونيتف كان سريعا جدا ، و بلغني لمح البصر.
..
لقد حاول قطعي بهجوم واحد ، لكنني قمت بصده بواسطة سيوفي ما جعل المعادن تتطاحن فيما بيننا
بمجرد صدي للضربة الاولى ، بونتيف بدأ يلوح بسيفه كالمجنون محاولا طحني و سحقي بالقوة
لم يكن هنالك من مهارة أو اسلوب للسيف ، فقط وحشية مطلقة.
لقد كان قويا حقا ، لكنني تمكنت من صد كل ما القاه علي دون مشاكل
واقفا وجها لوجه معه ، رأيت الوميض الخافت لاعينه خلف خذوته المسكورة و المنبعجة.
"الدماء الشيطانية فعلت بك الكثير ، و افسدت عقلك تماما .. جاعلة منك مخلوقا اشبه بالحيوان."
بوووم !!*
البونتيف استعمل هالته محاولا زيادة قوة ضرباته ، و هذا ما دفعني لمسايرته ما جعل الضغط الذي تسببنا به يفجر الارض من حولنا
.
بصراع الهالات بيني و بينه ، لم يكن من الصعب معرفة
من حصل على البرد العليا .. فهالتي من الفئة SSS بعد كل شيء.
لكنني حرصت على ابقاءها تحت السيطرة ، فنحن كنا نقاتل بعضنا البعض وسط الجيوش التي تطاحنت فيما بينها
بالعادة ، سيبتعد المقاتلون من مستوانا عن الحشود خشية أن نتسبب بضرر لحلفائنا ، لكن بونتيف لم يملك
هذه الفكرة بعقله
..
بل لم يملك عقلا ليفكر به اساسا ، فهو مجرد وحش
يتبع غرائزه
..
كل صدام بيني و بينه قد ارسل موجات من الضرر اللاحق مدمرة كل ما يقترب منا.
لحسن الحظ ، رفاقي كانوا مدركين للأمر ما جعلهم يحاولون المساعدة من بعيد
فسيرس شكلت جدرانا جليدية هائلة من حولنا جاعة المكان اشبه بحلبة قتال جليدية
جدرانها اضعف من أن تتحمل هجماتي انا و البونتيف
لكنها كانت تجددها على الفور بمجرد تدميرنا اياها
حاجبة الضرر عن المحيطين بنا
هكذا ساستطيع اطلاق العنان لنفسي قليلا ، دون القلق كثيرا."
تركا أمر التعامل مع الاشياء الثانوية للاخرين ، اندفعت ناحية البونتيف مقاتلا اياه بطريقته الخاصة
بالوحشية المطلقة ، و القوة الجسدية وحدها
بونتيف سوليفان كان حالة خاصة من بين محاربي الفئة SS ، فهو لا يملك ضربات مبهرجة ، أو اساليب قتالية
هائلة
بل مجرد وحش يعتمد على قوته الجسدية
هذا جعل القتال ضده ابسط بكثير من الآخرين ، و اصبح من السهل التنبؤ بحركاته العشوائية و الوحشية.
تاركا تأقلم الظلال يستوعب حركاته ، استطعت
مجابهته وجها لوجه بسهولة تامة ، و سيوفي بدأت
تتوغل كثيرا داخل دفاعاته
كرد ، هو لوح بسيفه العظيم المغلف باورا الظلام محاولا قمعي ، لكن قمت بصده بكل مرة جاعلا النيران تنشب فيما بيننا من احتكاك المعادن
لأكون صادقا يا بونتيف .. أنا أستطيع تدميرك بهجوم
كاسح ينهيك مباشرةً ، لكن بمكان ما بداخلي ، اجد نفسي اشفق عليك."
متفاديا هجماته ، و متجاهلا صوت صراخه الوحشي
كنت أترك المزيد والمزيد من الضرر على درعه
مع كل ضربة له ، كنت ارد ب 10
سواءا من حيث السرعة ، أو القوة
هو لم يكن يضاهيني .. فقوتي تزاديت كثيرا مؤخرا ، و المقاتلون ما دون ذروة الفئة +SS لم يعودوا يشكلون
الكثير من الخطر علي
اليوم ، أنا سأقتل البونتيف سوليفان ، و اخلص العالم من هولو آخر.
لكن على الأقل ، أردت محاولة بلوغ الشخص الذي
تواجد تحت تلك القشرة الوحشية قبل فعلي لذلك
..
مؤخرا ، اصبحت ارواح الناس من حولي لا تعني الكثير
لي ، خصوصا ارواح اعدائي ...
*
سلاااش !*
"إذا ادعيت الآن أنني أهتم ، فلن أكون شيئا سوى منافق لعين."
سلاش !!!
بقطع سريع و مدمر ، تركت ندبة عملاقة على صدر
البونتيف
ندبة تسرب منها الدم الأسود القذر.
اعلم أنني سأبدوا كمنافق ، لكن لا يسعني سوى التساؤل يا بونتيف .. هل حقا لم يعد هنالك من شيء بداخلك سوى الوحش الذي انت عليه الآن ؟"
هذا الفارس المسكور ، الهولو الوحشي
..
لقد كان مميزا ، و شخصا اتذكره بوضوح .. فقد كتبت عنه ذات مرة ، و لطالما علقت قصته بذهني
لذلك و برؤيته أمامي ، لم أستطع سوى أن استعيد تلك الذكريات القديمة
..
حاولت بلوغه ، لكنه رد علي سريعا
"آررررااااغغغغغ !!"
عويل وحشي ، و هجوم انتحاري ، و يأس شديد لقتلي
بونتيف كان نشيطا بالأيام الماضية ، و الالتراس اطلقته
بساحة المعركة ككلب مسعور مهمته الوحيدة هي القتل و التدمير.
بالأيام الماضية ، الكثير من جنود الإمبراطورية لاقوا
حتفهم على يديه ، كما انه قتل العديد من محاربي الفئة S و ما فوقها
ببساطة .. لم يعد من الممكن تجاهله بعد الان
.
لذلك و بينما صرخ بوجهي بوحشية ، وجدت نفسي ابتسم له متفهما
فهمت .. إذا لا فائدة من المحاولة هاه ؟"
بهذه الحالة
..
لننهي الامر إذا "
...
...
...
بمنتصف القتال الذي جرى بين فراي ستارلایت و بونتيف سوليفان .. لوهلة ، بدا وكأن الهواء نفسه قد
اصبح اثقل فجأةً
لننهي الامر اذا"
هذا ما قاله فراي ، و تزامنا مع كلماته هذه .. تغير كل شيء و كأنه قد تحول لشخص آخر تماما
هو ضيق عينيه ، بينما تمسك بكل من باليريون والدارك سیستر بقوة أكبر ، مطلقا العنان لقوته الحقيقية
..
أمام ذلك الضغط المشؤوم ، حتى البونتيف نفسه قد
ارتبك بعدما املت عليه حواسه و غرائزه .. بأن يهرب
..
من الشخص الماثل امامه
لكن الاوان كان قد فات ، و لم يعد هنالك من عودة للوراء بعد الآن .
"10 آلاف خطوة من الظل : المهارة الفائقة : صدى الهاوية "
بسرعة تجاوزت الصوت ، فراي قطع البونتيف بعنف ممزقا صدر هذا الأخير ..
سيوفه قد إجتاحتها شعلة بنفسجية مشؤومة اخترقت درع البونتيف بسهولة .
فراي لم يضرب مرة ، بل تحرك من جديد بنفس السرعة تاركا مسارا بنفسجيا من خلفه ..
بنفس الطريقة ، هو قطع البونتيف مرة أخرى ، ثم مرة بعد .. ثم ثالثة ، و رابعة ، و خامسة ..
الى أن علق البونتيف وسط شرنقة عنكبوتية بنفسجية من مسارات الاورا ..
متلقيا ذلك الهجوم المدمر بجسده ، الدماء انفجرت من كل مكان و جسد البونتيف نزف بشدة ..
لكن الدم الذي تسرب منه لم يكن احمر قط ، بل اسود قاتما و فاسدا .
سلاااش !!
فراي واصل تقطيعه ، و سرعته كانت تتزايد مع كل ضربة .. و الشرنقة العنكبوتية تضخمت أكثر و أكثر إلى أن اصبحت مساراتها كثيرة جدا ، و كلها تتركز بنقطة واحدة .
الا و هي جسد البونتيف الذي تلقى كل شيء .
فراي واصل اختراقه ، و سرعته كانت شديدة لدرجة أن ايقافه بدا مستحيلا .
محاصرا تماما ، البونتيف لوح بسيفه بجنون يمينا و يسارا بينما انتشر صدى صراخه الوحشي بكل مكان
جاذبا انظار جميع الحاضرين .
لقد كان صراخا و عويلا يائسا ، و حزينا ..
صوت عكس مشهدا وحشيا ، لوحش تم تمزيقه على يد وحش آخر اسوء منه .
شلاااش !!
بضربة خاطفة ، قطع فراي ساق البونتيف اليمنى جاعلا هذا الاخير يترنح غير قادر على الوقوف بشكل صحيح ..
فراي كان يجري بسرعة شديدة ، و من بعيد هو بدا أشبه برصاصة بنفسجية دارت في دوائر من حول هدفها .
مخترقة اياه بكل مرة .
سلاش !!*
بضربة أخرى ، سقطت يد البونتيف اليسرى مقطوعة هي الأخرى ، و منظر الفارس المكسور أصبح مؤسفا تماما ، و حتى صوت صراخه قد تضاءل شيئا فشيئا بينما سقط يتمرغ فوق التراب .
لكن حتى بسقوطه ، فراي لم يتوقف عن الجري من حوله مخترقا اياه أكثر و أكثر .
ثم بضربة خاطفة أخرى ، طارت خوذة البونتيف التي اخفت وجهه لسنين طويلة ، كاشفا بذلك عما تواجد هناك تحت قطعة الحديد تلك ..
في تلك اللحظة ، تفاجأ جميع الحاضرين الذين استطاعوا لمح وجهه مما رأوه .
فبونتيف سوليفان ... الوحش الهائل الذي قتل الكثير و دب الرعب بنفوسهم .. لم يكن سوى رجل بسيط بدت ملامح العذاب مرسومة على وجهه ..
شعره كان رماديا نال منه الشيب و الزمن ، و بشرته بدت شاحبة جدا و مسودة بشكل مرعب بعدما لم يعش
على شيء سوى الدماء الملوثة لسنين ..
عينته كانت حمراء تماما ، و كأنه بكا دما من شدة احمرارها ، و عظامه كانت بارزة تحت جلده المنكمش و المتقرح .
اعين البونتيف المجنونة التي دبت الرعب بقلوب الكثيرين لم تبدوا مخيفة قط الآن بعدما تم الكشف عن الغطاء الذي اخفاها ..
فهي لم تكن سوى اعين عكست حزنا عميقا ، و يأسا مطلقا لرجل لا يعلم قصته سوى القليل .
"بونتيف سوليفان .. أنت هو الدليل الحي و المثال الأبرز لجرائم الشياطين و ما فعلوه بالبشر" قال فراي بصوت بارد ، بينما واصل اختراق البونتيف محطما اياه .
"اعلم انه لم يعد هنالك من شيء تحت عينك الميتة تلك سوى اليأس و الحقد .. و الغضب ، و المعاناة ."
"لقد مررت بالكثير ، و لا يسعني تقديم شيء لك الآن
سوى أسفي عن طريق انهاء معاناتك المزرية هذه ."
"لذلك .. إعذرني ."
سلاااش!!!
بضربة نهائية حملت قوة فراي الكاملة ، تطايرت الدماء السوداء بغزارة أكثر من أي وقت مضى .
و سقط البونتيف متخليا عن سيفه أخيرا بعدما لم يعد يقوى على الوقوف بعد الآن ..
بصدر مشقوق تماما ، و اعين ميتة .
هو حدق بالسماء لمرة أخيرة ، بينما انعكست ضياءها عليه تاركة لمحة من الماضي تمر امامه .
لمحة جعلت تلك الاعين الوحشية تعود لسابق عهدها لوهلة ..
لثانية واحدة فقط ، لكنها كانت كافلة بجعله يذرف
الدموع لمرة أخيرة .
دموع دموية كانت بمثابة الوداع ، جاعلة اياه يتحرر من اللعنة التي حلت عليه ...
لعنة الدماء الشيطانية ..
"اه .. ماريا .." من بين شفاه البونتيف ، خرجت همسات نطقت باسم قديم لم يتعرف عليه احد سواه ، و فراي الذي وقف بجانبه ..
"الوداع ، بونتيف سوليفان ."
للعالم ، و للامبراطورية تحديدا .. كانت تلك هي نهاية وحش دب الرعب بالكثير منهم .
و حتى الالتراس قد شعروا بالشيء ذاته تجاهه ، فهو قتل منهم الكثير هم أيضا .
لكن قلائل فقط هم الذين يعرفون القصة الحقيقية للرجل خلف ذلك الدرع المكسور .
...
...
...
لطالما كان الشياطين الجنس الاشد دناءة و الاكثر رعبا على الإطلاق .
و لعل البشر هم أحد أبرز ضحاياهم الاخيرة .
البشر كانوا مميزين ، بقدرة عجيبة على التكيف تجعلهم قادرين على التأقلم و معايشة ايا كانت الظروف التي يوضعون بها .
و هذا ما جعلهم ميدان التجارب الأفضل ، أرض خصبة تنتظر أن يتم انتهاكها .
و هذا ما حدث بالفعل ، قبل عشرات السنين عندما ظهرت عقود الجيل الثاني الشيطانية للمرة الاولى .
فبعدما لم تكن عقود الجيل الاول تقتصر على شيء سوى نقل الاورا من الشيطان للبشري ، اصبحوا هذه المرة يمنحون دماءهم .
دماء ملوثة و سامة تعتبر بمثابة الموت البطيء للبشر .
بعضهم يموتون فورا بمجرد حقنها بداخلهم ، و البعض الآخر يتحولون لمخلوقات كابوس .. و القلة ينجون و يتأقلمون معها و يجعلهم شيطانيين متعاقدين اقوياء .
ببداية ظهور الجيل الثاني .
كان الالتراس يجبرون على حقن تلك الدماء بعروقهم جميعا من أجل التجربة ، و قلة هي التي تم اعفاؤها من ذلك .
بذلك الوقت ، كان هنالك فارس نبيل و صارم قليل
الكلام ، عاش بمدينة قديمة تسمى .. فيكور .
كانت فيكور مدينة حيوية لها صيتها و مكانتها بين الالتراس .
اناسها كانوا متحضرين ، و لا يختلفون بشيء عن البشر الذين عاشوا بالامبراطورية .
بل و لربما كانوا افضل حالا حتى .
بونتيف سوليفان كان أبرز الفرسان الذين سهروا على حماية و حفظ امان تلك المدينة القديمة .
كان انسانا بارزا ، بزوجة و طفلة واحدة كونوا معا عائلة واحدة .
كل شيء بدا مسالما و طبيعيا ، إلى أن جاء اليوم الذي ظهرت به عقود الجيل الثاني ، و اجبر المواطنون بفيكور على حقن تلك السموم بداخل اجسادهم .
العملية كانت وحشية ، و اصبح المواطنون يعانون
الأمرين بتلك الأيام المظلمة بعدما تم سحب النساء و الأطفال و الرجال من بيوتهم ، و إقتيادهم لمختبرات قذرة مليئة بتلك المادة السوداء القاتمة ..
نتيجة لذلك ، مات الكثير منهم ..
و البعض تحولوا لمخلوقات بشعة و قذرة تسمى الآن بمخلوقات الكابوس ..
بتلك الأيام المظلمة ، بونتيف سوليفان فعل كل ما بوسعه لتنجو عائلته ، و نظرا لمكانته العالية داخل المدينة أن ذاك ، تم اعفاء زوجته و ابنته من عملية حقن الدماء .
لكن بالمقابل ، اجبر هو على تحمل حصتهم و العيش بكمية اكبر من الدماء التي لوثت جسده .
كان الامر مؤلما ، و جحيما .
لكن بونتيف كان محاربا باعصاب من حديد ما جعله يتحمل الامر .. على الرغم من أن العملية القت بظلالها .
عليه شيئا فشيئا .. و بدأت تعبث به .
لاحقا ، هو اجبر رفقة فرسان المدينة المتبقين على صيد مخلوقات الكابوس التي بدأت تظهر بشكل متزايد نتيجة لحقن الدماء الشيطانية المتكرر ..
بيده ، و بسيفه .. بونتيف سوليفان وجد نفسه يقتل تلك الوحوش ، التي كانت ذات يوم بشرا حقيقيين .
بشر عاش و كبر .. و قضى حياته بينهم .
كل يوم ، هو كان يخرج بالليل ليصطاد الوحوش حتى اوقات متأخرة ، جاعلا نفسه يغرق بالقتل و الدم الفاسد لتلك الشياطين الملعونة .
احيانا ، هو كان يتأخر كثيرا ما يجعل زوجته تخرج بحثا عنه ..
هي كانت إمرأة ذكية استطاعت ايجاده و تهدئته دوما .
و لم تفشل قط بعادته .
بتلك الأيام ، و رغم الدم الشيطاني الذي غزا جسده ، بونتيف استطاع التحمل من أجل العائلة .
لكن مسلسل القتل تكرر كثيرا ، و بكل مرة ..
هو كان يجبر على حقن المزيد و المزيد من الدم الشيطاني بداخله.
بونتيف سوليفان لم يكن مميزا ، فجسده لم يتناسب قط مع تلك الدماء ، فقوة الارادة هي وحدها ما جعلته يتحمل .
لكن قوة الارادة وحدها ليست كافية دوما ، و كان هنالك حد لما يستطيع بشري تحمله .
الأيام مرت الواحدة تلوا الاخرى .
بين صيد البشر و الوحوش ، و حقن الدماء
مرارا و تكرارا ، إلى أن بدأ عقل البونتيف سوليفان يسكر من كثرة القتل ، ما جعل الجنون ينال منه شيئا فشيئا ..
ثم بليلة مقمرة مشؤومة .. بونتيف سوليفان خسر نفسه و غرق بدماد ضحاياه ..
القتل كان كثيرا بذلك اليوم ، و هو وجد نفسه يشرب دماء ضحاياه و يلتهم اجسادهم .. مثل الحيوان ..
لقد فقد نفسه ، و لم يعد قادرا على الإحساس بالوقت ..
هو تأخر كثيرا ، ما جعل زوجته تخرج بحثا عنه بتلك الليلة .
و كعادتها ، هي نجحت بايجاده .. لكن هذه المرة .
صوتها لم يكن كافيا قط لتهدئته .. فالوحش الذي اصبح بونتيف عليه لم يكن بالوحوش الذي توقفه الكلمات .
و هكذا ، ارتكب المحظور و لطخ ايديه بدماء لم يكن عليه قط سفكها ..
بونتيف سوليفان لم يعرف قط ما ارتكبه بتلك الليلة ، و جنونه استمر لوقت طويل .
لدرجة أنه عندما استعاد وعيه ، كانت عدة ايام قد مرت بالفعل .
عندما عاد عقله للعمل ثانيةً ، و ادرك ما اقترفته يداه .. بونتيف شعر بعالمه يتحطم من امامه .. ما جعله يندفع بسرعة الى منزله .
بحثا عن الفرد الأخير المتبقي من عائلته .
عندما وصل بونتيف لبيته ، كان المكان بحالة فوضوية جعلت قلبه يغرق بمكانه ..
هو دخل بحثا عن ابنته الوحيدة .
"ماريا .."
البيت كان صغيرا ، لذلك بحثه لم يطل قط ..
فسرعان ما وجدها ، و ياليته لم يفعل ..
امامه ، معلقة بحبل سميك ..
هي انتحرت تاركة جثتها معلقة بهدوء هناك بعدما فقد معالم الحياة بأكملها .
و ماتت والدتها على يد والدها الذي تحول لوحش .
بالنسبة للطفلة ، هي لم تعد تملك سببا للحياة خصوصا عندما تعرض منزلهم للهجوم لاحقا و كادت تقتل بكل الاحوال .
و هكذا ، خسر بونتيف سوليفان الأشخاص الذين عانى من أجلهم .
بل يمكن القول انه تسبب بموتهم بيديه .
و تلك كانت بمثابة الضربة القاضية التي افقدته نفسه و عقله .
ما تلى ذلك ، كان جنونا محضا .
جنون عندما فقد عقله و بدأ يقتل كل من يجده امامه و يسفك دماءهم ملتهمة اياها ..
هو قتل و قتل .. و قتل كل من وقف بطريقه .
الى أن قتل بيديه كل اهل مدينته ، بل و واصل الى أن ارتكب مجزرة كبرى جعلت من الالتراس يعزلونه عن العالم .
قوته واصلت التزايد بعدما شرب من دماء الشياطين كميات مرعبة ، محولة اياه لوحش كاسر يخشاه العالم بأكمله .
هذه كانت باختصار ، حكاية الفارس المكسور الذي انهى فراي ستارلايت حياته .
نهاية معاناة صامتة لم يعلم عنها أحد ، سوى البونتيف و فراي فقط .
فبنظر العالم ، من مات لم يكن فارسا نبيلا أو بشريا .
بل وحش حقير و كريه سيصبح العالم مكانا اجمل بدونه ..
قال فراي بوجه خالي من التعابير ، بينما ابتعد تاركا جثة البونتيف خلفه .
هو عاد للحرب ، مواصلا القتال .. دافنا حكاية أخرى خلف ظهره ..
أراضي الالتراس القاحلة قد إحتضنت كعادتها أحد أكثر المعارك دموية
بين الهولو وقواتهم ضد الإمبراطورية .
و سرعانما شهد العالم سقوط أحد أقدم الهولو على الاطلاق ، بونتيف سوليفان
هذا الأخير قد مات و ماتت معه حكايته التي لم و لن
تروى إطلاقا
..
ففراي ستارلايت .. الشخص الذي ذبحه بنفسه قد كان الوحيد الذي درى عنها .
هذا الأخير انهى أمر البونتيف سريعا ، و سرعانما عاد للقتال و كأن شيئا لم يكن
بالقرب من مكان القتال الذي جرى بينهما ، جاء أصدقاء فراي ببطء مقتربين من جثة البونيتف
هذا الأخير كان بحالة مزرية بعدما تعرض لتقنية فراي
الوحشية تلك . فهذا الأخير قد قطعه مراراً و تكراراً بسرعة و قوة شديدة لم يستطع البونيتف فعل شيء حيالها.
واقفين أمام جثة الهولو ، وجد طلاب المعبد السابقون أنفسهم غير قادرين على تجاوز ما رأوه للتو
إذا هذا هو ما يقدر عليه فراي الحالي .." قالت سيرس مونلايت بعدما نزلت من السماء .
هي كانت متواجدة بالقرب دوماً ، و أظهرت إستعدادها للمساعدة متى ما إحتاجها فراي
.
لكنه تعامل مع خصمه بسهولة ، و إنتهى الأمر ببونتيف أن يكون هو من يحتاج المساعدة .. لا فراي
سمعت الكثير من الكلام عنه ، لكن هذه المرة الأولى التي أراه يقاتل أمامي .. هو حقاً تساهل معي كثيراً بذلك اليوم ...
بإبتسامة متكلفة ، تذكر فروست مونلايت نزاله الودي
ضد فراي.
بعد رؤية هذا الأخير يقاتل بجدية بنية قتل خصمه
هو أدرك أن فراي لم يعامله بجدية إطلاقاً
..
..
أصبح قوياً لدرجة مواصلته القتال فور قتله لأحد الهولو و كأنه لم يقتل سوى مجرد جندي عادي .. لا أصدق أنه هو الشخص ذاته الذي كان زميلاً لي ذات يوم
..
بالمعبد ."
متفحصاً جثة البونتيف ، قال داون متذكراً هو الآخر
الأيام التي تدرب بها رفقة سنو و فراي لوحدهم
ذات يوم ، هو كان زميلهم جميعاً
لطالما كان قوياً ، لكن قوته لم تكن بعيدة عنهم
..
لكن الآن ، هم لم يستطيعوا إدراك ظله حتى
الفرق بينهم أصبح شاسعاً جداً .
..
و أمام تلك القوة العظيمة ، لم يسع الحاضرين سوى التساؤل.
مالذي فعله بالضبط ؟ ومالذي أضطر ليضحي به لكي
يكسب قوة كهذه ؟!"
تساءلوا جميعاً بصدق
..
كانوا منهكين من القتال لذلك أخذوا الأمور بمهل .
لكن سرعانما شعروا بقوتهم تعود إليهم بينما اجتاحهم ضوء ذهبي مريح
عندما إستدار جميعهم نحو مصدر تلك القوة .. هم لمحوا أوريل التي إنضمت إليهم
"القديسة .."
عمل جيد جميعاً ، دعوني أعيدكم لأفضل حالاتكم
كشكر على ما قدمتموه ."
قوة أوريل الذهبية الجديدة قد كانت أقوى بكثير من الأورا المقدسة القديمة .. بنتائج و تأثير أفضل
لذلك سرعانما وجد الجميع أنفسهم بأفضل حالاتهم بمجرد التعرض لقوتها الذهبية لبعض الوقت
"برؤيتك أنت و فراي حاضرين هنا .. هذا يعني أن المعركة ضد الكنيسة قد انتهت ؟ " سألت إيلين وايت مقتربة من أوريل بحكم علاقتهم القديمة ، و هذه الأخيرة أومأت بالإيجاب
"نعم ، لقد فزنا ."
تزامناً مع كلماتها ، سمع جميع الحاضرين أصوات الإنفجارات الهادرة التي جاءت من أماكن متفرقة
سنو ليونهارت هو الآخر كان حاضراً يزلزل ساحة المعركة بترسانة عناصره التي لا تنضب
سيف الفيرميثور لمع بين يديه أقوى من أي وقت مضى ، و أصبح هو الآخر آلة حرب مرعبة مبهرجة الشكل
الضغط الصادر من سنو لم يكن عادياً ، و سرعانما أدرك الجميع أنه هو الآخر قد أصبح أقوى بكثير مما كان عليه
و حتى دايمن فاليريون قد برز هو الآخر بأسلوب قتاله
الوحشي والطريقة التي سحق بها أعداءه بيديه العاريتين
بالمراحل النهائية من المعركة ، و لما سقط القدماء و الكبار .
أصبح الجيل الجديد هو القوة الرئيسية للإمبراطورية
القوة التي لولاها لكانوا خسروا الحرب منذ أمد بعيد
المثير للسخرية كان حقيقة أن معظمهم قد نجوا من المطاردة التي حدثت بالماضي
كانوا هم نفسهم المواهب التي حاول الالتراس قتلها بيأس .. لكنهم فشلوا بذلك ، و هاهم يدفعون ثمن
فشلهم اليوم
رفاقنا أقوياء ، لكنهم لا يستطيعون الفوز لوحدهم
..
لذلك أرجوا منكم القتال بجانبهم جميعاً ." قالت أوريل
داعية الجميع للإنضمام للمعركة
لوهلة ، بدا و كأن أمثال فراي و سنو يستطيعون التعامل مع كل شيء بمفردهم
لكن أوريل شددت على أن ذلك لم يكن صحيحاً .
مهما بدت المساعدة ضئيلة و تافهة ، هي تملك قيمة بكل تأكيد .
أوريل خشيت أن يشعر رفاقهم بالدونية إزاء القوة الجبارة التي يملكها فراي و سنو
لكن رد سيرس أثبت أن تلك لم تكن الحقيقة.
لا داعي للقلق ، أوريل بلاتيني .. حتى لو لم تقولي أي
..
شيء أنا كنت أنوي القتال بكل الأحوال ..
فاردةً أجنحتها الجليدية ، سيرس حلقت من جديد بالهواء
لأن هذه ليست حربهم وحدهم ، بل حربنا جميعاً "
سواءا فراي ، أو سيرس
كل واحد منهم قد إمتلك سبباً يدفعه للقتال بهذه الحرب
ذلك لم يتغير قط .
و على ما يبدو ، جميع الحاضرين شاركوا سيرس الرأي ما جعل أوريل تشعر بالإرتياح
بهذه الطريقة ، عادوا جميعاً للقتال بينما دعمتهم أوريل من الخلف
المعركة أصبحت فوضوية ، و بمجرد سقوط البونتيف
الإمبراطورية إكتسبت أفضلية ساحقة
..
خصوصاً عندما دمر و قتل كل من فراي و سنو المئات من الأعداء بسرعة مرعبة
خصوصاً فراي الذي تعمق كثيراً بين صفوف جيش الدمى
سلااااش !*
بتلويحة من سيفه ، كان يتسبب بعشرات الإنفجارات محولاً أجساد الدمى لأشلاء
كان سريعاً جداً ، و لم يستطع أحد قط إيقافه
سايمن مانوس !!! أظهر نفسك !!!"
هو صرخ بصوت عالي ، مدمراً المزيد و المزيد من الدمى
سابقاً لما نشر هالته ، فراي لم يشعر سوى بوجود
البونتيف ما يعني أن سايمن لم يكن بالجوار .
لكن ذلك لم يكن أمراً مؤكداً .
لذلك حاول فراي إستدارجه ، فسايمن مانوس يستطيع رؤية و سماع ما تراه دماه
"أعلم أنك تسمعني سايمن ، فلتخرج و تواجهني !"
سلااااش !!*
...
ناشراً من الدمار والخراب الكثير .. فراي واصل التعمق
أتريد البقاء مختبئاً إلى أن أحطم جميع دماك الثمينة ؟!
أهذا ما تريده ؟!"
سلاش !!*
"لا بأس إذا! لا مشكلة لدي !"
سلاااش !!*
"أستطيع القتال ضد دماك الضعيفة لأيام و لن يخدشوني حتى !"
ملوحاً بسيوفه بجنون ، فراي جعل ساحة المعركة تتحول لمقبرة دمى عملاقة ..
هو استطاع التعامل معها جميعاً ، لكن بمكان ما بداخله .. فراي تفاجأ حقاً من العدد الهائل للدمى ..
بدا و كأن جيش سايمن قد تضاعف أضعافاً مضاعفة منذ قتالهم بالماضي ..
سايمن إمتلك طريقة عجيبة تحول الناس لدمى ، بواسطة مادة زرقاء غريبة تحمل تأثيراً أسوء من دماء الشياطين الفاسدة .
كانت هذه هي الطريقة التي حول بها كلانا ستارلايت الى دمية بالماضي ، جاعلاً أياها تهاجم فراي .