فمنذ بضع سنين .
جميع الحاضرين كانوا يصطفون امامها بإقامة النخبة و يستمعون لأوامرها كالأطفال ..
بذلك الوقت ، هي كانت أقوى منهم جميعا .
لكن الآن .. بعضهم تخطاها بسنين ضوئية .
"لا داعي للتفكير في الامر بهذه الطريقة ، فكل واحد هنا قد يغير من مسار هذه الحرب بطريقته الخاصة .. " قال سنو ، ردا على ايلين .
"نحن جميعا نخوض هذه الحرب معا ، و لذلك و على نهايتها .. اود لو نجتمع جميعا مرة أخرى بالمعبد .. مثل الأيام الخوالي "
"اتمنى ذلك أيضا "
"انا أيضا "
"لنفز بهذه الحرب ، و نجعل هذا الهدف واقعا!"
وافق الطلاب الواحد تلوا الآخر ، متحمسين لتحقيق ذلك الحلم البعيد .
من بينهم ، ظل فراي ستارلايت صامتا بينما حدق بهم .
و سيكون من الرائع حقا لو تحول كلام سنو لحقيقة ، و أن يجتمعوا معا جميعا بعد نهاية الحرب .
لكنه كان يعلم أن مثل هذه الاحلام الوردية لأمر بعيد المنال ، خصوصا بأوقات الحرب .
عندما كان ينظر اليهم الواحد تلو الآخر .
فراي لم يسعه سوى ان يتساءل ... كم عدد الأشخاص الذين سيظلون موجودين منهم بعد نهاية الحرب ؟
من سيموت ؟ و من سينجو ؟
هو لم يملك إجابة .. و لم يسعه سوى أن يتمنى نجاتهم جميعا رغم ادراكه بمدى سذاجة امنيته هذه .
و هكذا ، انتهى الامر بفراي كفائز بينما حل سنو ثانيا باختبار المعبد الذي ارتجله طلابه .
الليلة انقضت سريعا ، و الطلاب استغلوها فيما بينهم مجتمعين يتحدثون عن مختلف المواضيع .
عن أيام المعبد ، و كيف كان يبلي كل واحد منهم طوال الوقت .
و سرعانما حل اليوم الجديد ، ليعود كل واحد منهم للواقع ، و الحرب التي كانوا لا يزالون بصدد خوضها .
نظرا لكون سيد الدمى .. سايمن مانوس هو العدو الاساسي .
كان من الضروري إيجاده .
لذلك قام جانب الإمبراطورية بتشكيل فرق صغيرة و متفرقة ، قادها كل من ايلين وايت و فروست مونلايت .
"هدفكم هو استطلاع المنطقة و إيجاد الهولو سايمن مانوس .. لا تنخرطوا بأي قتال غير ضروري و عودوا بمجرد اكتشافكم لأي شيء . "
كانت هذه هي اوامر غال فاريون الذي يعتبر تقنيا القائد العام لجانبهم .
من جهة أخرى ، تطوع كل من سنو و فراي للبحث بشكل منفصل .
"سنستطلع أرض العدو بدورنا لعلنا نجد دليلا على مكان وجوده "
قال فراي ، و لم يبدو و كأنه يطلب الاذن أساسا
..
فحتى لو منعه غال ، هو نوى أن يقوم بما يشاء على أي حال .
الفرق التي كونت كانت صغيرة ، يتواجد العشرات فقط بكل واحدة منهم .
ما عدا سنو و فراي اللذان قررا العمل بشكل منفصل .
فقوتها الفردية كانت كافية لحملهما مهما كان الوضع .
و هكذا ، تم تشكيل فرقة البحث التي هدفها إيجاد الهولو سايمن .
واقفين جنبا لجنب للمرة الأخيرة قبل الافتراق ، جاءت ايلين و فروست ناحية فراي و سنو .
"ستشاركون بهذه المهمة أنتم أيضا يا رفاق . " قال فروست بينما أومأ كل من فراي و سنو .
"وجودنا سيساعد بكشف العدو سريعا ، فأنا أستطيع نشر هالتي لمسافات هائلة " رد فراي بينما كان يجهز عتاده .
"انتم حقا مذهلون .. لكنني تمنيت لو تمكنا من دعمكم بشكل أفضل . " قالت ايلين وايت .. عاكسة مشاعرها الحقيقية .
"قبل ان ننطلق ، اردت شكرك يا فراي ستارلايت.. "
"همم ؟ على ماذا تشكرينني بالضبط ؟" سأل فراي بينما ردت ايلين .
"اشكرك لانك قتلت غفارديول .. فكما ترى ، ذلك الوحش قتل كل افراد عائلتي و قد قضيت معظم فترات حياتي اتدرب طمعا باليوم الذي انتقم فيه منه .."
"لكنك فعلتها بدلا مني ، و انهيت حياته بنفسك . "
بدت ايلين وايت سعيدة بما فعله فراي ، لكن في نفس الوقت .
شعر هذا الأخير ببعض الفراغ في كلماتها هذه.
"لا داعي لشكري ، فقد قمت بما يتوجب علي فعله فحسب .. "
على غرار ايلين ، هو الآخر كان يمتلك حسابات يصفيها مع غفارديول بذلك الوقت .. منذ ان قتل هذا الأخير دانزو .
لذلك قام بقتله و انهاء حياته .
"لأكون صريحة ، لقد شعرت بالسعادة حقا عندما سمعت اخبار قتلك له .. و بنفس الوقت شعرت بالفراغ لأنني لم أستطع فعلها بيدي .. اعلم أن هذا مثير للشفقة ، لكنني لوهلة شعرت وقتها بفقداني لسبب قتالي . "
تحدثت ايلين بسرعة ، و رغم أن صوتها بحد ذاته كان سلاحا ، إلا أنه بدا خافتا جدا حاليا .
"لكن الآن ، أظنني حصلت على سبب آخر للقتال من أجل موطننا .. لذلك اتمنى لو تعتمدون علينا نحن الكبار أكثر قليلا"
ايلين اختتمت كلماتها بابتسامة لطيفة ، ما جعل كل من فراي و سنو يؤمنون لها بنفس الابتسامة .
"بالطبع "
متمنين أخيرا حظا موفقا لبعضهم البعض .
هم افترقوا أخيرا بينما انطلق كل واحد منهم باتجاه مختلف لتغطية أكبر مساحة ممكنة .
في البداية ، سنو و فراي غادرا رفقة بعضهما البعض .
لكن سرعانما افترقا هما أيضا بعدما توغلا داخل اراضي الالتراس القاحلة .
"يبدو أن الوقت قد حان لافتراقنا . " قال سنو ، بينما أومأ فراي .
"أجل . "
"اعلم أن الوقت ليس مناسبا لهذا الكلام ، لكن إذا ما واجهت العدو و وجدته قبلي .. اتمنى منك ألا تتهور كثيرا .. إذا امكن فلتنتظر إلى أن انضم اليك فلو قاتلنا معا انا و انت .. هم لن يستطيعوا ايقافنا قط . "
قال سنو بجدية ، أما فراي فلم يعارضه مطلقا .
"لا داعي للقلق يا صديقي ، فأنا لن اخوض هذه الحرب بمفردي بعد الآن . "
"سعيد بسماع ذلك "
أومأ سنو راضيا ، قبل أن يندفع باتجاه مختلف عن فراي .
"حظا موفقا !"
"لك أيضا . "
ودع الاثنان بعضهما البعض .
و سرعانما أصبح كلاهما بمفرده .
بالعادة ، هذه الخطوة ستعتبر تهورا كاملا منهم .. ان يجولوا أرض العدو بمفردهما .
لكن فراي ستارلايت و سنو ليونهارت قد أصبحا يملكان من القوة ما يتيح لهما القيام بشيء كهذا .
فحتى لو ساءت الامور ، هما يستطيعان الهرب على أقل تقدير .
"و ها انا بمفردي مرة أخرى . "
قال فراي محدثا نفسه بينما مسح محيطه .
أرض الالتراس كانت عجيبة حقا و لا تتغير مطلقا.
مجرد صحراء ميتة ، اراضي قاحلة ..
و احيانا ، غابات اشجارها كئيبة خالية من كل مظاهر الحياة .
"هذا هو المصير الذي ينتظر الاراضي التي تنزل بها الشياطين . "
كلما جاءت شياطين أكثر و أقوى ، كلما أصبح الوضع اسوء ..
و مؤخرا ، بدا و كأن الهواء نفسه قد أصبح اثقل.
"علي الاسراع و التعامل مع الالتراس .. و زيادة قوتي بأقصى قدر ممكن .."
متلاعبا بواجهة النظام ، عين فراي سقطت على قدرته الأقوى .
تأقلم الظلال : 4/7 .
المرحلة الرابعة فتحت ، لكنه لا يزال يجهل مالذي تفعله بالضبط .
"لقد شعرت بأن جسدي قد تغير كثيرا منذ ان تخلصت من ظل ويسكر و فتحت هذه المرحلة.."
متلاعبا بهالته ، الفرق كان واضحا جدا .
"لقد اصبحت أقوى مما كنت عليه عندما واجهت بلاتير بكل تأكيد .. لكن القدرة نفسها لم تكشف امامي حتى الآن .."
كل واحدة من مراحل تأقلم الظلال كان يفتح قوة مرعبة .. و المرحلة الرابعة لم تكن استثناء.
هي ستصبح بكل تأكيد دعما كبيرا مستقبلا .
"اظنني لن اكتشفها الى ان اخوض معركة حقيقية مستقبلا .."
معركة ضد خصم يستطيع دفعه لإخراجه و تخطي حدوده ..
عدد الخصوم الذين يستطيعون فعل ذلك لم يكن كبيرا ، فحتى بونيتف سوليفان لم يشكل أي خطورة عليه بمستواه الحالي .
لذلك لم يسع فراي سوى البحث عن المزيد من اقوياء الالتراس .
و الهدف الحالي كان سايمن مانوس .
البحث استمر ، و قد بدأ يطول ... لكن فراي لم يجد سوى مستوطنات للدم الأدنى من الالتراس.
اماكن مليئة بالضعفاء و المتحولين منهم .
فراي كان يقتلهم بسرعة ثم يواصل طريقه ..
امثالهم لم يكونوا يعطون أي فائدة له ، فهو لم يستطع دعم مسار الدم بأرواحهم اصلا نظرا لضعفهم ..
و هكذا .. مرت الساعات .. ثم الايام دون جديد يذكر .
و صبر فراي بدأ ينفذ .
"أين يختبئ هذا اللعين بالضبط ؟"
بدا و كأن فراي سيصل لمدن الدم الاعلى قريبا و لربما يصطدم بقوات الالتراس الاخرى .
رغم ذلك .. سايمن مانوس لم يكن بأي مكان ..
ثم عندما ظن فراي أن الامر سيظل على حاله ..
وصله اشعار ببلورة التواصل التي منحت له قبل أن ينطلق وحيدا ..
متمسكا بها ، فعلها فراي ليظهر مجسم خيالي عرض شكل سيرس مونلايت ..
"سيرس .. مالامر ؟"
سأل .. سيرس كانت المسؤولة عن ادارة الاتصالات حاليا لذلك لم يكن من المستغرب تواصلها معه .
"اعتذر على الاتصال المفاجئ و مقاطعتك ، لكنني اضطررت لذلك فالوضع طارئ . "
"لا بأس .. فأنا لم اجد أي شيء بكل حال .. اخبريني .. مالذي حدث؟"
سيرس اختصرت الحديث و عرضت الوضع .
"منذ انطلاقكم جميعا ، كل شيء كان يسير بسلاسة و نحن كنا نتتبع اماكنكم بفضل البلورات التي تحملونها .. لكن مؤخرا .. حدث تغيير مفاجئ .
نحن فقدنا اشارة فرقة ايلين وايت فجأة .. ما حدث جعلني اتواصل مع فروست و ارسله هو الآخر لانه كان بالقرب منها .. لكن اشارته هو الآخر قد اختفت بمجرد ان بلغ مكان اختفاء ايلين. "
ما قالته سيرس جعل فراي يتحول للجدية على الفور .
"اختفاء الاشارة .. أهاذا يعني ..؟"
"بأسوء الاحوال .. شيء ما حدث لهم .."
"ماذا عن سنو ؟" سأل فراي بينما توقف عن التقدم .
"سنو لا يزال يتوغل بالجانب الآخر من المنطقة و هو الابعد بينكم .. لكنني انوي ابلاغه هو أيضا .
فراي .. الوضع جدي لذلك ننوي التحرك بقوة الإمبراطورية الكاملة نحو مكانهم .. لكنك الاقرب حاليا لهم "
"لذا .. تريدون أن اذهب اولا اليس كذلك ؟"
"...أجل "
"لا بأس إذا ."
قال فراي غير منزعج .
"قوديني اليهم ، فسأتولى الامر بنفسي . "
"شكرا لك .. فراي ، و اعتمد عليك . "
سيرس بدت قلقة بشكل واضح رغم سيطرتها على مشاعرها .
خصوصا ان فروست مونلايت كان اللورد الحالي لعائلتها الذي اظهر نضوجا كبيرا مؤخرا .
فقدانه سيكون ضربة موجعة لهم .
سيرس قادت فراي لمكانهم ، و سرعانما اندفع هذا الأخير اليهم بالسرعة القصوى .
"انا هو الأقوى بالامبراطورية .. لذلك لا داعي للقلق ، سأتعامل مع الامر . "
قال فراي ، بينما استعد للتصادم مع ايا كان الذي تعرض لرفاقه ..
بقلب قارة الالتراس ، و بذروة اراضيها . تحرك رجل واحد مثل الظل ، متخطيا أيا كان ما تواجد بداخله. الامطار التي نادرا ما تساقطت فوق تلك الأرض القاحلة قد بدأت تتهاطل بغزارة فجأة ..
بينما لامست قطراتها جسد فراي ستارلايت ، بدأ هذا الأخير يشعر بشيء مشؤوم يدنو منه "كم بقي لاصل ؟!"
هو سأل بصوت عالي ، لترد عليه سيرس على الفور .
"أنت قريب جدا ، فقط بضع كيلومترات غربا و ستبلغ وجهتك ... "علم ." اجاب فراي بايجاز بينما زاد من سرعته .
نظرا لتواجد الآخرين بامكان بعيدة ، كان سيكون هو أول الواصلين للمكان الذي اختفى به رفاقهم بفضل سرعته المهولة ، هو اصبح اقرب و اقرب مع كل ثانية تمر .
كن حذرا يا فراي ، فاحتمال أن يكون ما يتواجد بانتظارك هناك فخا عالي جدا "
حذرت سيرس ، بينما أوماً فراي "لا بأس ، سأتولى الامر "
الامطار ازدادت حدة مع كل خطوة ، و معها ازداد الشعور المشؤوم الذي لامس قلب فراي."
لقد ارسلت الأحداثيات لسنو ليونهارت ايضا ، لكنه سيتأخر قليلا نظرا لاصطدامه ببعض العوائق ..
اما القوات الرئيسية فهي تتحرك باتجاهك حاليا"
..
واصلت سيرس الحديث على غير عادتها الهادئة اما فراي ، فظل صامتا .
كن حذرا يا فراي ... كن .. ح .. را " فجأة ، كلام سيرس بدأ ينقطع و كأن شيئا ما يشوش عليه فراي توقف ممسكا بالبلورة ، محاولا التواصل معها . سيرس ؟ مالامر ؟ هل تسمعينني ؟"
"... ف... اي .. احذ...ر" صوت سيرس واصل التقطيع ، إلى أن إختفى و سكت تماما .. البلورة توقفت عن العمل تماما .. ما جعل فراي يرميها بعيدا ..
لنرى مالذي ينتظرني هذه المرة ... ضاربا الارض بعنف ، فراي اندفع من جديد .. فالمكان الموعود اصبح قريبا جدا .
خطوة تلوا الأخرى ، هو أصبح اقرب و اقرب و الآن بعدما لم تعد سيرس موجودة ، كان صوت الامطار هو الشيء الوحيد الذي اخترق آذانه ..
مهمته كانت ايجاد فرق كل من ايلين وایت و فروست مونلايت التي اختفت من العدم عددهم بالمجمل كان 70 شخصا عدد ليس بالكبير ولا الصغير .
..
ثم بعد مسيرة طويلة ، فراي توقف بعدما وجد مكانا عجیبا امامه وسط القفار ...
..
سلسلة جبلية عجيبة ، تواجد بمقدمتها مدخل كهف شاسع و عملاق ..
كهف حزر فراي أن ما يبحث عنه يتواجد بالداخل ..
مطلقا هالته ، غطى فراي على المساحة امامه بشكل كامل محاولا معرفة من عدوه ..
لكن مهما مد و نشر هو لم يجد او يشعر بأي شيء بهالته ..
لذلك خطوة تلوا الاخرى ، هو دخل الكهف ببطء و ما هي سوى ثواني معدودة ليختفي داخل الظلام المكان كان هادئا ، و من بعيد ..
كان يسمع صوت سقوط المطر من خلفه بينما توغل أكثر و أكثر ..
اعين فراي بدأت تعتاد على الظلام و رأى بحرية مطلقة بفضل اعين الصقر خاصته و هنا ..
كانت اللحظة التي لمح فيها ما لم يتوقعه الكهف كان شاسعا و مليئا .
...
" بالجثث ."
جثث بعضها لم يتعرف عليها قط ، و الأخرى بدت واضحة جدا . جثث لناس لمحهم و راهم بوضوح من وقت قريب ..
ناس جلسوا امامه حول نار مخيم بسيطة بينما حادثوه بدون قيود ..
جثثهم كانت مشوهة ، ميتة بطرق وحشية ..
ممزقة الاوصال ، باعضاء مقطوعة و اجساد مسحوقة المشهد كان وحشيا بامتياز ، و الدم تختر بالمكان امام لوحة الدم تلك ، وجه فراي لم يظهر أي تغيير ، بل حافظ على هدوءه بينما واصل السير ..
..
"فالجثث و الموت لم يكونا غريبين عليه قط .."
ثم بعد التوغل أكثر ، وصل فراي للنهاية أخيرا ، مدركا ما حدث لرفاقه المختفيين اجمعين امامه ، تواجدت جثة مألوفة .. لقد تم طعنه حتى الموت و تشويه وجهه ايا كان الذي فعلها ، فقد دمره تماما ..
..
فروست مونلايت كان هنالك ميتا بحالة مزرية جعلت فراي بالكاد يتعرف عليه ..
رمحه العظيم الريمشارد قد سلب منه ، و استعمله الشخص الذي قتله ضده مخوزقا اياه بواسطته بهذه الطريقة ، تم عرض جثة فروست المعلقة ..
..
اما بجانبه ، فقد استلقت فتاة مألوفة هي الأخرى و ظهرها يستند على الجدار ... ..
ثم قطع كل اطرافها ، كما فقعت اعينها ما جعلها تبكي دما ، و دمرت حنجرتها تماما ما جعلها غير قادرة على الكلام و لا استعمال قدراتها الصوتية بعد الآن شعرها الابيض الجميل اصبح احمرا قاتما و الموت نال منها منذ وقت طويل لقد كانت ايلين وايت ..
...
أمام ذلك المشهد المريع ، فراي ظل هادئا للحظة ..
قبل أن يضحك بنبرة ثقيلة بالثانية الموالية لهو أمر غريب وعجيب حقا ...
..
كيف يمكن أن ترى شخصا معينا و تصاحبه ثم تجده ميتا باليوم الموالي .
و على ما يبدو ، الموت كان قريبا جدا منهم بينما وقف فراي أمام جثثهم ، جاء صوت آخر من العدم صوت جعل حواس فراي تنفجر محذرة اياه ..
بعدما لم يشعر بوجوده قط حتى الدقيقة الأخيرة ."
"أراك تضحك يا فراي ستارلايت ، هذا مخيب للآمال فأنا حسبت نفسي قمت بعمل رائع هنا."
نبرته كانت ثقيلة و مزعجة للاذن ، كان طويلا ، بجسد طاغي ، و 4 قرون انبثقت من رأسه ..
وجهه كان مشوها تعلوه ابتسامة ملعونة ، و اعينه توهجت بضوء بنفسجي مرعب ..
كل ذلك مخفي تحت رداء أسود مشتعل بدا وكأنه مصنوع من الاورا ..
"زیبار "
همس فراي بصوت خافت ، بينما استدار مواجها الشيطان امامه وجها لوجه .
"هل أنت من فعل هذا ؟"
..
و هل ترى غيري هنا ؟
..
رد فراي على الفور بضحكة ساخرة .. فهمت ، إذا لقد حان الوقت .. ليشارك امثالك بهذه الحرب "
قال فراي بنبرة باردة بينما تحرك بحذر امام زیبار . "
هذا الأخير هز رأسه نفيا . ليس الآخرين ، فقط انا وحدي لأنني خالفت الاوامر كما ترى ."
" فهمت "
رد فراي باختصار بينما حدق به زیبار باهتمام هممم .. أنت هادئ أكثر بكثير مما توقعت ، اخبرني يا فراي ستارلايت ..
" اليس اولئك التافهون رفاقك ؟"
"لقد كانوا .."
"ألا تشعر بشيء ازاء موتهم ؟
بهذه الطريقة ؟ يعني ..
لقد صرخوا كثيرا عندما كنت العب معهم ..
خصوصا تلك الفتاة القصيرة ..
صوتها كان مزعجا لدرجة أنني اضطررت لتدمير حنجرتها من اجل اسكاتها ، أما الشاب بجانبها ..
فقد كان شجاعا حقا ، لكن باللحظة التي لم يستطع رمحه جرحي حتى ، هو انهار تماما ، كان الامر مضحكا حقا لدرجة انني لم أستطع السيطرة على نفسي قط ..
هاهاهاها !!"
ضحك زيبار بصوت عالي ، بينما قاطعه فراي .
"لا داعي لمحاولة استفزازي ، فحياتهم لا تعني الكثير لي ..
لقد خاضوا الحرب و ماتوا ببساطة اثناء المعركة بسبب ضعفهم .. هذا كل شيء ."
فراي لم يتزحزح قط امام استفزاز زیبار ، ما جعل هذا الاخير يسكت لثانية .
"أنا أرى .. لربما كان علي إذا استهداف أشخاص آخرين اقرب إليك ، لكنني لست خبيرا بهذه الاشياء فهي اختصاص ويسكر .."
"كفى كلاما .. بما انك هنا فهذا يعني انك جئت رغبة بالقتال .. أليس كذلك ؟"
سأل فراي بنفاذ صبر بينما تعمقت ابتسامة زیبار ..
"بل أنا هنا لأقتلك ."
"جيد جدا .. لنغير المكان إذا ، فلا رغبة لي بقتالك هنا "
"هنا أو الخارج .. لا فرق لدي فالنتيجة ستكون واحدة ..
لكن لك ما اردت هيهيهي ..
قد الطريق يا فراي ستارلايت ."
قال زیبار .. بينما استدار فراي مغادرا الكهف . الشيطان مشى خلفه مستمتعا ، بينما شد فراي قبضتيه محاولا تمالك نفسه .
رغم ادعائه الهدوء ، الا ان قلبه كاد ينفجر داخل صدره ..
و كيف لا يفعل ، فخصمه هو شيطان الرتبة العاشرة العليا ، زیبار ."
وحش يحمل أحد قدرات اغاروت نفسه .. آخذا بنظرة عليه من طرف عينه ..
فراي مسح خصمه .
سابقا هو لم يشعر بوجوده ، لكن الآن بعدما كشف زیبار عن نفسه ..
أصبحت قوته و هالته المرعبة واضحة جدا ..
رغم شدتها ، إلا أن فراي وجدها اقل بكثير مما كانت عليه عندما اصطدم به اول مرة على بداية الحرب .
محاولا مطابقة ما رآه و شعر به بما يعرفه مسبقا عن الشياطين العليا . فراي ادرك أن الماثل امامه هو على الارجح نسخة قوتها بين 60 و 50 بالمئة من قوة الجسد الرئيسي .
أي بعبارة أخرى ، زیبار الحالي يملك نصف قوته فقط . رغم ذلك ، ذلك النصف لوحده بدا مرعبا جدا لدرجة أنه تجاوز امثال جوزيف بلاتير بكثير ..
"لا تفكر كثيرا ، فراي ستارلايت ، فالتفكير لن يفيدك "
قال زیبار مستمتعا بقراءة افكار فراي .
و سرعانما خرجا كلاهما من الكهف بينما وقفا وجها لوجه بالسهل المقفر و الامطار تتهاتل فوق رؤوسهما .
"قاتل بكل قوتك ، و اخرج كل شيء بداخلك ..
حاول النجاة حتى النهاية ..
و ارني معدنك الحقيقي ..
فإذا لم تفعل ، سيخيب أملي حقا ."
قال زیبار بينما قاطع ذراعيه أمام صدره .
من جهة أخرى ، اخرج فراي كلا من باليريون و الدارك سیستر .