بهيلموند ، جاء الكابوس هذه المرة جالبا معه كوارث
هددت بتغيير الكثير ، وفتح الباب أمام اهوال انقضت منذ العصور القديمة
..
عودة تلك الكوارث قدر لها أن تذكر العالم مرة أخرى ، بعصر مظلم ومرعب عاشوه بالماضي البعيد
ابرز ما جاء بالكابوس ، كان كالتالي :
بمكان ما من العالم ، ظهرت أرض غريبة من العدم ،
أرض لم تكن موجودة من قبل .. حجمها بحجم قارة ، ليس كوكبا ، ولا قمرا .. بل فقط صرح قدیم و عملاق ."
..
يطفوا بهدوء بين غياهب الفضاء لا أحد يعلم ما يوجد بذلك المكان ، فهو مجهول بالكامل لكن و بشكل غريب ..
العظماء ابدو اهتماما مرعبا به و اصبحوا يتصرفون بغرابة منذ ظهوره ، و حتى ملك الشياطين اظهر اهتمامه .
الاجناس و مختلف القوى القائدة بالعالم قد بدأت تجهز لارسال بعثات و وضع قدم بذلك المكان ، قصد احتكار ايا ما يتواجد به ، و الشياطين على ما يبدو ستفعل المثل .
و هنا حدث أمر لم يكن بالحسبان
العلوي الأول ، كريمزون عاد لنشاطه منذ الحرب ضد النايملس
و هو يستهدف حياة العظماء بأمر من ملك الشياطين نفسه .
قوة كريمزون زادت بشكل مهول ، و يمكن القول أنه بلغ ذروة امكانياته الآن .. مستواه الحالي وضعه بنفس مستوى امثال أغاروث ونايملس ..
لدرجة أنه استطاع هزيمة كل الشياطين العلوية الأخرى بمفرده باستعراض مذهل للقوى الجبارة ."
..
سيرافق كريمزون كل من الرتبة الخامسة مارفاس ، و الثانية آغاريس بمهمته نحو الأرض المجهولة و المعركة ضد العظماء
.
ملك الشياطين ظهر بشكل علني للمرة الاولى منذ امد بعيد ، ولا يزال حضوره لوحده كافيا لخنق ايا كان المخلوق الذي ينظر اليه
...
أغاروث رغم ذلك لا يزال هادئا و لم يقل الكثير ، لكن الختم الموضوع عليه من طرف نايملس قد بدأ يضعف و لن يستطيع كبحه لوقت أطول .
بهذا الصدد ، تم اعطاء الرتبة الرابعة ويسكر مسؤولة الاعتناء بهذا الامر ، وتركه يكمل ما بدأه بكوكب الأرض ، و ايا كان ما خططه من أجل فراي ستارلايت ..
تم تعيين كل من زيبار و جيبيتو كما كان متوقعا مرافقته الشياطين سيعودون لغزو الاجناس بنشاط الآن موحدين لا متفرقين ، بعودة كريمزون ..
لم تعد السلطة مقسمة بين امثال مارفاس و ويسكر .. بل سيجبرون جميعا على الامتثال لأوامر العلوي الأول الذي يتحرك بأوامر مباشرة من ملك الشياطين بدوره.
أغاروث لم يقل الكثير ، لكنه بدا مهتما بالعظماء و تحركاتهم ، و بشكل طفيف لم يلحظه سوى قلة ، هو ابدى اهتماما مساويا بما يحدث هناك على كوكب الأرض و تحديدا بفراي ستارلايت .
ما أثبت أن هذا الاخير كان بصدد مواجهة ما هو اسوء بكثير مستقبلا .
...
كانت هذه هي ابرز النقاط التي ذكرتها قمة الكابوس ..
التي تمت بحضور أغاروث بنفسه
..
و قد انتهت الأن ، ما جعل الرتب العليا يغادرون الواحد تلوا الآخر ، في رهبة مما رأوه و سمعوه
..
من بينهم ، خرج ويسكر بهدوء و كان الكثير يجول عقله بكل وضوح .
..
الرتبة الرابعة لم يبدو سعيدا حقا بالطريقة التي جرت بها الأحداث الاخيرة ، نظرا لثقل الاسماء التي حضرت الكابوس ..
قدرات ويسكر لم تعد كافية لمنحه أي افضلية
..
ويسكر كان شديد الدهاء ، و دوما ما يضع نفسه خطوة واحدة أمام اي شخص آخر..
لكن أمام امثال ملك الشياطين والمقعد الأول كريمزون ..
بدا وكأن ذلك لأمر مستحيل ."
هم كانوا من المخلوقات التي لا يمكن التعامل معهم
بالطرق العادية ، فقوتهم لوحدها تجعلهم فوق كل شيء آخر .
خصوصا الملك اغاروث .. فعين الملك لا تعمل ضده ، ولا توجد طريقة تمكن احدا من معرفة ما يدور بعقله ."
..
لطالما كان أغاروث مخلوقا غامضا ، فهو يختلف عن كل الشياطين الآخرين ."
..
هو ظهر من العدم بالماضي البعيد ، و صعد بسرعة شديدة إلى أن اصبح الاقوى على الإطلاق بهذا الصدد ، لطالما كان ويسكر فضوليا تجاهه ."
..
لانه عندما أستعمل عين الملك على كريمزون العلوي الاول .. هو اكتشف ان هذا الأخير ولد و مصيره أن يكون ملك الشياطين ، وقائدهم ."
بمعنى آخر ، المقعد الأول يفترض به أساسا أن يجلس مكان أغاروث الآن .
لكن هذا الاخير تدخل وحطم مصير العلوي الاول أخذ هو العرش من العدم
..
..
و هذا ما جعل ويسكر يستنتج بأن أغاروث هو حالة شادة و وجود لا يمكن قياسه اطلاقا ."
..
و لديه القدرة على تغيير المصير و التحكم به و العبث به بالطريقة التي تخدم مصالحه ."
..
..
يسمى بالوحش الذي يبتلع كل شيء ، و يستطيع الاستحواذ على كم مهول من القدرات والمهارات بينها الكثير كاسرة لحدود العالم ."
..
..
من لم يخسر قط اي معركة بحياته ، و لم يجبره أحد على السقوط اطلاقا ."
..
" إنه حقا .. إستثنائي .."
..
لطالما حاول ويسكر حل لغز ملكه العظيم .. لكنه لم يستطع مهما فعل ، خصوصا و أن الملك خامل الآن و لا يقوم بأي تحركات
.
لهذا أراده ويسكر أن يتحرر ، من اغلال نايملس التي قيدت روحه رغم أن اغاروث استثنائي ، إلا أن نايملس كان مماثلا .
و من حيث التلاعب بالحياة والموت و القدرات الروحية .. نايملس كان اعلى بشكل واضح من اغاروث .
و هذا ما جعله يستطيع تقييد روحه ."
..
"كلما أصبح فراي ستارلايت اقوى ، كلما ضعف الختم من على الملك ."
بعبارة أخرى ، يجب دفع فراي ستارلایت لاقصى حدوده إلى أن يصبح هو النايملس القادم
..
بحدوث ذلك ، سيتدمر الختم تماما من على ملك الشياطين ."
..
لهذا لا يجب أن يموت فراي مهما حدث ، يجب أن يبقى حيا دوما بينما يتم الضغط عليه شيئا فشيئا إلى أن يفقد السيطرة على نفسه تماما."
ويسكر لعب هذه اللعبة بحذر شديد ، و بخطوات مدروسة ، وآخرها كان جعل زيبار يواجهه فرغم أن الامر بدا وكأن المقعد العاشر فعلها بارادته الخاصة ، الا أن ويسكر بالحقيقة كان يعلم منذ البداية بان ذلك سيحدث و ساهم ببساطة بتسريع العملية لا غير .
..
تلك المعركة جعلت فراي ستارلايت يفتح ابوابا جديدة ، و زادت قوته كثيرا ."
..
و الآن ، كان على المقعد الرابع التجهيز للمرحلة القادمة و الاستمرار بلعبة شد الجبل مع المهندس ازرق العينين الذي حاول جعل فراي اقوى هو الاخر ."
..
..
حتى الان ، بدا وكأنهما يريدان الامر ذاته .. لذلك لم يتنازعا بشكل مباشر بعد لكن ويسكر لم يكن غبيا ، فجعل فراي ستارلايت نايملس التالي لم يكن لصالحه اطلاقا ..
لان نايملس و بكل بساطة قوي جدا و حتى کریمزون بمستواه الحالي قد لا يكون كافيا للتعامل معه ."
..
صنع وحش كهذا لم يكن قط بالخيار الذكي ، و هذا ما جعل ويسكر يحيك مؤامرته بعناية ، في سبيل تدمير فراي ستارلایت نفسيا بهدوء و ثبات و جعله مجرد دمية مكسورة .. دمية حتى و لو اكتسبت من القوة الجبارة الكثير .. لن تملك أي سبب للقتال ."
..
ويسكر كان خبيرا بهذا النوع من الحروب النفسية ، و قد جهز اكبر و افظع واحدة من أجل فراي ."
..
و لهذا ، هو استعد للعودة إلى الأرض ، ومباشرة ما كان يقوم به فالبقاء بعيدا لم يكن لصالحه اطلاقا .
..
فمن يدري ما قد يقوم به المهندس جيرمان في ظل غيابه ."
..
و بينما كان ويسكر يجهز نفسه للعودة .. فإذا به يتجمد فجأة مكانه .. بينما تحول وجهه لقبر ، و كاد يسقط من مكانه .
..
"أراك متحمسا للمغادرة ، هل الحرب بكوكب الأرض ممتعة لهذه الدرجة ؟"
رنت هذه الكلمات بجانب اذن ويسكر ، و نبرة الصوت تلك لوحدها كانت كافية لجعل كل شيء من كيانه يهتز .
ويسكر كان طويلا ، تجاوز طوله المترين بكثير .. لكن الواقف خلفه الآن قد تجاوزه طولا بقليل
..
ويسكر ببطء ، لكن بثبات .. استدار شيئا فشيئا إلى أن التقت اعينه الثلاثة بعيون ذلك الوحش الحمراء ."
..
هيأته كانت لا تزال ضبابية سوداء .. لكن ملامحه اصبحت ظاهرة قليلا الآن لويسكر الذي وصل من القوة ما يتيح له رؤيته بشكل مباشر."
..
و سرعانها انهار ويسكر ارضا محاولا الركوع .. لكن قوة غير مرئية اجبرته على الوقوف .
الماثل امامه .. لم يكن سوى الملك نفسه .. اغاروث .
"إعذر وقاحتي .. فأنا لم اشعر بوجودك اطلاقا يا ملكي ."
ملك الشياطين كان غريبا حقا ، و حتى المقعد الرابع لم يكن قادرا قط على ادراك وجوده ما لم يسمح الملك بذلك ..
فقط كم تبلغ قوة ملك الشياطين بالضبط ؟
بدا و كأن ذلك يظل لغزا .
من بين قدرات اغاروث الكثيرة ، كانت هنالك قدرة تجعل المخلوقات تخشاه جميعا ..
بحيث انه يظهر لهم بهيأة أسوء كوابيسهم و اشدها رعبا ..
هذه القدرة تعمل على جميع المخلوقات بدون استثناء ما عدا تلك التي بلغت المستوى SSS ..
الذين بلغوا هذا المستوى يرونه على شكل غمامة ضبابية سوداء ، لا تشع منها سوى عيونه الحمراء ..
و فقط الاشد قوة من يستطيعون رؤية شكله الحقيقي بوضوح .
ويسكر استطاع رؤيته لحد ما .
اغاروث تميز بشعر اسود شديد الطول تناثر فوق الأرض مثل الشلال ، و زحف خلفه كالظلال ..
جسده كان مغطى بملابس سوداء من الاورا المظلمة ..
و بشرته كانت شديدة البياض بملامح مرعبة و حادة ..
اعينه كانت حمراء بالكامل ، و احدها كانت نفسها تلك التي تواجدت بجبهة ويسكر ..
عين الملك .
اما العين الثانية ، فيقال انها هي الأخرى قدرة كاسرة لحدود العالم .. لكن لا احد يعلم ما تستطيع تلك العين الثانية القيام به ..
هذا هو ملك الشياطين .. أغاروث .
هذا الأخير جاء لويسكر بنفسه بمجرد انتهاء الكابوس ..
"ويسكر .. لطالما كنت أكثر الشياطين ذكاء و دهاء ،
لهذا منحتك عين الملك ، لأنني أعلم بأنك ستجيد استخدامها "
قال أغاروث ، بينما وقف بالقرب من ويسكر الذي ارتعش مع كل كلمة .
"كلماتك هذه أكثر بكثير مما يستحقه امثالي "
قال ويسكر هذه الكلمات غير قادر على ينظر الى اعين ملك الشياطين قط ..
هذا الأخير ضحك بخفة ، بينما رد بنبرة ودية لم تناسب قط ملكا عظيما .
"لا داعي لقول كلمات لا تعنيها ، ويسكر لا ويسكر ..
أخبرني ، بعدما حملت عيني لآلاف السنين .. مالذي رأيته ؟ و ما الذي تعلمته ؟"
سأل أغاروث ، فأجاب ويسكر مترددا ..
"لقد تعلمت بأن المصير و القدر .. هي مجرد اوجه لكف يد واحدة .. يمكن قلبها و العبث بها بسهولة شديدة بالطرق المناسبة . "
بسماع ذلك ، أومأ أغاروث برضى .
"أحسنت قولا . "
كلام ويسكر ، كان صحيحا .
فلطالما تخبط الكثيرون غير قادرين على كسر قدرهم ومصيرهم .. مقتنعين بأن محاربة القدر امر لا طائل منه ..
لكن تغيير القدر و المصير نفسه لم تكن بالاشياء الصعبة على امثال أغاروث .
"الآن اذا يا ويسكر .. لماذا بظنك جئتك هنا قاصدا اياك ؟"
سأل أغاروث مرة أخرى واقفا بالقرب .. و يمكن القول بوضوح أن ويسكر كان يعاني كلما طال الامر .
لكنه تحمل و اجاب .
"لا وجود لطريقة تمكنني من توقعك يا ملكي .. لكن لربما للأمر علاقة بحرب البشر ؟
و .. بفراي ستارلايت ؟"
اعتقد ويسكر بصدق أن هذه هي الإجابة .. فلطالما بدا الملك مهتما بفراي كثيرا ..
لكن ..
"اجابة خاطئة "
قال أغاروث بشكل عرضي ، و طبيعي .
لكن بمجرد قوله لذلك ، احس ويسكر بشيء ما يتحطم بداخله ..
بدا و كأن اجابته الخاطئة جعلته يتعرض لعقوبة غير مرئية لم يعرف حتى كيف اصابته ..
و لم يبدو و كأن اغاروث فعلها متعمدا من الأساس .. بل و كأن الطبيعة نفسها و الاورا من حولها قد قررت معاقبة ويسكر على خطأه ..
كان هذا مستوى آخر تماما من الجنون و التلاعب المطلق ..
اما اغاروث ، فلم يبدو مهتما قط بمعاناة ويسكر .. و واصل الحديث ببساطة .
"أتعلم .. القدرات الكاسرة لحدود العالم ليست مطلقة تماما كما تظنون .. فهي ليست سوى امتداد لقوانين وجدت للسيطرة على العالم و المحافظة على نظامه . "
قال أغاروث بينما وضع عينه امام عين ويسكر .
هذا الأخير هرب من نظرته ، لكن الملك اجبره على النظر اليه .
"انظر الي يا ويسكر ."
قال أغاروث ، بينما اضاءت عينه بضوء شديد .
"قوانين العالم لا تعني شيئا لي .. لذلك أستطيع ابطال حتمية القدرات الكاسرة لحدود العالم بسهولة ..
بمعنى آخر .. أستطيع ابطال حتمية عين الملك الخاصة بك "
بمعنى آخر ، عين ويسكر بدون فائدة امام ملكه .
لكن أغاروث لم يوقف لم يوقف عين ويسكر .. بل فعل شيئا مختلفا ..
"و بالمثل ، أستطيع ابطال حتمية قدراتي الخاصة .. وقد اوقفت عين الملك الخاصة بي بالفعل ..
لأنني فضولي "
قال أغاروث ، بينما بدأ ويسكر يرتعش .
"لطالما اردت ان اعرف ما هو مصيري .. و كيف يبدو للآخرين "
بهذه اللحظة بالذات .. كان ويسكر قد بدأ ينهار ، بينما خرج صوت صراخ اجش من فمه .
أغاروث ابطل عين الملك الخاصة به ، ما يعني أن ويسكر بات قادرا الآن على رؤية مصير ملك الشياطين
لان لا شيء يمنعه من ذلك بعد الآن ..
و هذا ما جعل ويسكر يفقد عقله في تلك اللحظة .
"أخبرني .. ويسكر ، مالذي تراه عندما تنظر اليه؟"
اجابة ذلك السؤال الذي طرحه اغاروث مستمتعا ..
كانت صوت صراخ ويسكر و جنونه .
بعدما لم يستطع تحمل ما رآه ..
لدرجة أن ويسكر حاول تدمير عينه و ايقاف ذلك
الجنون ، لكن اغاروث منعه .
و هذا ما جعل ويسكر يلقي بنظرة على روح ملك الشياطين ..
ليرى بذلك اهوالا لا يستطيع مخلوق تحملها ..
اهوال الوحش الذي يبتلع كل شيء .