"همممممم "

بعبوس ، حدق ملك الشياطين لوهلة بويسكر الماثل امامه ، و سرعانما تلاشت ابتسامته ."

فالمقعد الرابع قد بدأ يصرخ بالبداية ، ثم عم الصمت بعد فترة قصيرة و بدأ جسد شيطان الرتبة الرابعة الاعلى يرتعش بشدة و بشكل مرعب ."

..

الدماء انفجرت من عينه الثالثة التي تواجدت بمنتصف جبهته و بدا وكأن ويسكر قد بلغ حدوده العقلية ."

...

"على الرغم من كونك الافضل عندما يتعلق الامر بالقوة العقلية .. إلا أنك أنت أيضا تنهار بسرعة ...

..

ويسكر وصل هذه الحالة الحرجة بعدما الغي أغاروث قدراته الحتمية كلها و اسقط دفاعه و هذا قد سمح ."

..

لعين الملك الخاصة بويسكر أن ترى مصير ملك الشياطين هذا الأخير كان فضوليا تجاه مصيره ، و كان هذا أحد اسباب منحه عين الملك لويسكر لكن على ما يبدو ، قدر لمصيره أن يظل مجهولا ."

برؤية أن المقعد الرابع على وشك الانهيار .. سرعانما اوقف أغاروث العملية واعاد رفع دفاعاته من جديد ما اعاق عين الملك الخاصة بويسكر .. لينهار أخيرا متجنبا الاسوء

محدقا به ، سرعانما ادار أغاروث رأسه فاقداً للاهتمام بينما غادر وغمامة من ضباب الاورا السوداء تتفجر من وراءه ."

..

هناك هو ترك ويسكر راقدا وسط الدماء السوداء التي غمرت وجهه و تسربت من عينه دون توقف بينما مشى ملك الشياطين داخل ممرات البرج العظيم الذي بني من اجله هو وجد نفسه غارقا بالتفكير .

بخفة ، قام برفع يده ، ثم ضمها على شكل قبضة فإذا بكم مهول من الاورا يمزق الفراغ امامه و يثير ظاهرة عجيبة بالهواء كل ذلك لمجرد حشد ملك الشياطين لقبضته ."

يقال أن لكمة أغاروث العادية المعززة بالاورا تساوي الضربات التي تنتجها القدرات الكاسرة لحدود العالم الخاصة ببعض المخلوقات ."

و فقط اورا الثقب الأسود الخاصة بنايملس قد استطاعت مضاهاة و التفوق على تحكم أغاروث الطبيعي بالاورا ."

لكن خطورة أغاروث كانت تتعدى ذلك بكثير نظرا لاستطاعته التحكم بالعديد من القدرات الكاسرة ، بل و دمجها معا أيضا .. "

..

"هذا غريب .. رغم كل القوة التي امتلكها ، إلا أنني عاجز عن رؤية و ادراك مصيري .."

أغاروث .. ملك الشياطين ، الوحش الذي يبتلع كل شيء

..

..

تعدد الالقاب و الاسماء ، و المعني واحد .

اعين ملك الشياطين تستطيع رؤية كل شيء ، ولا يوجد من يستطيع الهرب منه .. له القدرة للاطلاع على مصير المخلوقات و مستقبلهم ."

كل ذلك بنظرة واحدة ، لكنه و بشكل مثير للسخرية لم يستطع قط ادراك مصيره و مستقبله الخاص فروح ملك الشياطين غريبة ، و غامضة تماما ولا أحد يستطيع الرؤية من خلالها قط ...

..

فمصير من يحاول هو الجنون مثل ما حدث مع ويسكر سابقا . "

..

اما عندما حاول أغاروث رؤية مصيره بنفسه .. فحتى هو لم يستطع فك لغز ذلك السواد المحيط به لقد كان قويا جدا لدرجة انه خسر ضد نفسه بهذا الصدد ."

..

هو كان الوحيد الذي استطاع الرؤية من خلال هذا الظلام ."

..

قال أغاروث ، بينما ذهب عقله بعيدا و جال بذكريات قديمة كانت تعود له من وقت لآخر ...

..

اوقات بعيدة ، لم يكن فيها كما هو الآن ."

..

بمكان ما من العالم الشاسع و بزمن بعيد و مجهول تماما تواجد منزل كبير ، بدا شبيها بتلك البيوت الخاصة بالبشر الذين عاشوا بالقرون الوسطى القديمة و كأنه ينتمي لعصر فيكتوري من نوع ما ."

..

داخل ذلك المنزل ، عاشت العديد من المخلوقات العجيبة التي اتخذت جميعها هيأة شبيهة بالبشر .

..

كان هنالك بنات ، و اولاد "

..

كلهم جابوا المنزل صعودا و نزولا .. و ركضوا من حول رجل واحد كان يأتيهم و يقضي الوقت بينهم من وقت لآخر ."

..

ذلك الرجل يمثل ذكرى بعيدة وثقيلة ، تركت اثرا لا يمحى ..

بينما تردد صدى لتلك الذكريات ..

..

فتح اغاروث الباب نحو الطابق 131 من البرج ، داخلا مكانا لا يعرف أحد بوجوده سواه هو و كريمزون فقط .

كانت غرفة مميزة تختلف عن بقية البرج المظلم و الموحش

..

فقد تم بناءها بعناية و فرشت بزرابي حمراء جميلة ، و جدرانها كانت مزخرفة و مذهلة ..

زينت باثاث يشابه ذلك العصر الفيكتوري من ذكريات اغاروث هناك بذلك المكان .. "

و فوق كرسي تواجد وسط مجموعة من الستائر البيضاء جلست امرأة ، مغمضة العينين بينما تواجد سواد مخيف تحت عينيها شعرها الاحمر كان مبعثرا تماما و بداخل جسدها .

..

تناثرت آلاف الخيوط الحمراء ، و حلقت بعض الفراشات الحمراء ترفرف من حين لآخر.

عدد الخيوط كان مهولا .. و جميعها اتصلت بالارض ..

..

بينما توهجت بضوء احمر .. تمتص شيئا ما من داخل جسد تلك المرأة ..

في تلك اللحظة ، محدقا بها ..

تردد صوت ذلك الرجل القديم لما كان ينادي اولئك الاطفال ..

ليا ، سيث ، فراي ، اودري ، آرليكينو ...

و أيضا ...

"اغاروث ."

طبعا المرأة امامه لم تكن سوى ال Legendary .. Vessel أودري .

الفتاة التي ابقاها اغاروث بالقرب دوما ..

اودري امتلكت قدرة كاسرة لحدود العالم ، تسمى بالنواة اللامحدودة ..

هذه القدرة جعلت من اودري تمتلك قوة لا نهائية لا تنفذ أبدا ..

بمعنى آخر ، الاورا الخاصة بها تعتبر هي الاعلى على الاطلاق فوق كل المخلوقات ، لانها ببساطة لا نهائية بالتالي ، تم استغلالها كمفاعل للاورا ..

يزود الشياطين بقوة حياة لا متناهية عوضتهم عن افتقارهم لها ..

خصوصا بعدما لم يعودوا يغزون الكواكب كما كانوا بالماضي البعيد ..

..

اودري كانت على هذه حال .. منذ سنين طويلة طويلة جدا تتعذب هناك بهدوء بعيدا عن الانظار .

لا يزورها احد سوى ملك الشياطين بنفسه .

هذا الأخير تقدم ، بينما مسد شعرها بخفة واقفا امامها بشكله المرعب ذاك .

لكن اعين اودري كانت مغلقة بشدة ..

هي كانت واعية .. فالألم الذي احست بها لم يسمح لها بفقدان الوعي اطلاقا

..

كان الامر اشبه باستنزاف روحها ، لا الاورا الخاصة بها .

تحملها للامر كل هذه السنين قد حطمها تماما .. و لم تعد تقوى على القيام بأي شيء .

و هكذا ، لم يكن لها سوى البقاء ثابتة .. بينما لمستها يد أغاروث القذرة .

"تتألمين ، اليس كذلك؟"

قال ملك الشياطين ، بينما تعمقت ابتسامته ."

"أنا آسف .. لقد نسيت كيف يبدو عليه الشعور بالألم ، لذلك لا أظنني قادرا على فهم ما تعانينه ."

بينما مسح بعض الدماء التي كانت تغطي وجه اودري تراجع اغاروث شيئا فشيئا .

"لا أعلم حتى لماذا جئتك .. فالذكريات قادتني الى هذا المكان بدون وعي مني ."

..

ملك الشياطين واصل الحديث ، لانه كان يعلم أن اودري تسمعه بوضوح

..

"أتكرهينني يا ترى ؟ "

"لأنني أنا من قتلته ؟"

"لأنني أنا من أنهى حياته ؟"

قال أغاروث ، بينما ضحك للحظة ..

"لكنه لم يمت قط ، فهو موجود هنا ."

اشار ملك الشياطين لصدره .. تحديدا دوامة الفراغ اللانهائي التي تواجدت بداخله .

"لأكون صادقا .. أردت ابتلاعك انت أيضا و جمعك بهم ، لكنك مفيدة أكثر بهذا الشكل الذي أنت عليه الآن ."

"ظننت أن شيئا ما سيتحرك بداخلي عندما أؤذيك بهذا الشكل ، عندما أراك محطمة ، بحالة مزرية لا تليق بك اطلاقا ..

لكن الحفرة بداخلي اعمق و أكبر بكثير مما ظننت .. فانا لا اشعر بأي شيء ."

قال أغاروث ، بينما جلس أمام اودري .

"لا شيء على الاطلاق .."

بمكان ما من رحلة أغاروث ، الرحلة التي جعلته الاقوى على الإطلاق . هو اكتسب الكثير من القوة الجبارة .

و بالمقابل .. خسر أشياءا كثيرة أخرى دون وعي منه ..

كانت تلك هي الوحدة المصاحبة للقوة الجبارة ، فراغ لم يعرفه سوى هو ..

الوحش الذي يبتلع كل شيء ..

لكن مهما ابتلع و ابتلع .. بدا و كأنه سيظل فارغا رغم ذلك .

لبعض الوقت ، بقي أغاروث بغرفة اودري .. قبل أن يغادر بالنهاية بعدما فقد الاهتمام .

لذلك عاد ببساطة لقمة البرج ..

الطابق 132 .

هناك ، كان المكان مفتوحا على سماء هيلموند الشاهقة الحمراء ، فقد كانت هي بمثابة السقف له .

هناك .. وقف أغاروث على حافة القمة ، بينما حدق نحو الاسفل .

من مكانه ذاك .. استطاع ملك الشياطين رؤية هيلموند بأكملها ..

العالم الذي يفترض به أن يكون ملكه .. و عظيمه .

لكنه لم يشعر قط بأي ارتباط مع هذه الارض امامه .

ثم بينما كان أغاروث يهيم كعادته وسط وحدته.

جاء وجه مألوف من الخلف ، مشاركا إياه المكان .

هو الوحيد الذي سمح له بدخول القمة ، و الوقوف امام الملك وجها لوجه .

كريمزون .. القمر الاحمر ، و الرتبة الاولى بين المقاعد العليا .

"ملكي .."

مرتديا درع الدم الخاص به كعادته .. حدق كريمزون بظهر أغاروث .. و اعينه تحمل مشاعر معقدة تجاهه . .

أقواها .. كان الولاء المطلق .

من جهة أخرى ، ضحك أغاروث بخفة بعدما جاءه كريمزون .

"انت دوما تختار اغرب الاوقات لتظهر امامي "

متراجعا من الحافة .. مشى الملك بخطوات ثقيلة الى أن بلغ جانب كريمزون .

في تلك اللحظة ، مد أغاروث يده .. و لمس صدر درع الدم .

"هل أثقلتك هذه المشاعر يا ترى ؟" سأل أغاروث ..

بينما التزم كريمزون الصمت غير قادر على قول شيء .

المقعد الاول كان مميزا ، لانه الوحيد الذي استطاع مشاركة العديد من القدرات مع ملك الشياطين .. و ليس واحدة فحسب .

لكن من بين الاشياء الكثيرة التي يمكن ان يحصل عليها من ملك الشياطين .. هو حصل على اغربها .

مشاعر ..

مشاعر ملك الشياطين ، و احاسيسه . .

مشاعر جعلت كريمزون يدرك ما يعيشه ملك الشياطين بكل وضوح .. و يفهم تلك الوحدة الخانقة .. و الضياع التام الذي يمر به ملك الشياطين .

الوحدة المصاحبة للقوة الجبارة .

وحدة لمخلوق لا يوجد له مثيل ، مخلوق فقد الاحساس بكل شيء بهذه الحياة ، بعدما بلغ مستوى لم يبلغه أحد قط . .

هكذا للحظات .. لم يكن أمام كريمزون سوى شيء واحد يفعله ، من اجل ملكه .

هو حمل رمح ذابح الملوك .. و اطلق الاورا المدمرة الخاصة به لاقصى حدودها مستعدا للقتال .

و هكذا .. بقمة البرج .

حارب كريمزون ، العلوي الاول نظيره ملك الشياطين أغاروث .

معركة هائلة ، و مدوية تجاوزت نطاق الفهم .

كريمزون قاتل بكل ما لديه يائسا من أجل تحريك شيء ما بداخل ملكه .. يائسا لجعله يستعيد ذلك الإحساس بالمعركة .. الإحساس بالمواجهة ..

ما يعنيه بأن تقاتل بكل ما لديك من أجل الفوز ، و النجاة .

لهذا كريمزون تدرب ليل نهار ، و دفع امكانياته الى اقصاها .. إلى أن بلغ مستوى العظماء الذين يقفون بقمة العالم .

من اجل ملكه .

لدرجة انه امتلك اقوى دفاع على الاطلاق .. تقنية المجال الاحمر الدفاعية التي تستطيع صد أقوى هجمات ملك الشياطين بنفسه .

لكن و في نهاية المطاف .

هناك تحت السماء الحمراء .

رقد كريمزون منهارا .. غير قادر على حمل رمحه ، بينما لمس ظهره الارض .

بجانبه .. جلس أغاروث بهدوء ، و الاورا السوداء متناثرة من حوله مثل عباءة سوداء هائلة .. انتشرت بالارض مثل الجذور . .

و هكذا .. كريمزون خسر مرة أخرى أمام أغاروث ، نفس النتيجة التي تكررت مرارا و تكرارا كلما جاء من أجل قتاله .. و محاولة امتاعه .

لعل هذا هو ندم كريمزون الاكبر بالحياة ..

انه لم يستطع قط أن يحقق أكثر ما رغب به سيده .

سيده شديد القوة ، لدرجة تتجاوز الفهم .

و يالها من علاقة غريبة بينهما .. و ياله من ولاء جعل من محارب عظيم مثل كريمزون .. يسخر حياته كلها من اجل رجل واحد .

ملك الشياطين جلس بهدوء أمام مقعده الاول بينما عادت ذكرياته لتأخذه بعيدا .

"متى كانت يا ترى ؟ آخر مرة شعرت فيها بأن حياتي مهددة حقا .."

أول ما راود باله .. كانت المعركة ضد نايملس .

حرارة القتال ، و ذروة الكفاح .. شعور المعركة الحقيقية .

تلك كانت الذروة بكل تأكيد .

لكنها لم تكن الذكرى الوحيدة التي جاءت عقل أغاروث ..

"هاها .. لقد بدأت أذهب بعيدا ، لدرجة أنني أعيش بالماضي أكثر من الحاضر ."

متى كانت يا ترى ؟ المرة التي اقترب فيها أغاروث كثيرا من الموت . .

"ضد النايملس ؟ ضد اخوتي ؟ أو لربما لما إتحدنا جميعا ضد ذلك القذر ؟"

كلها كانت اجابات صحيحة بطريقتها الخاصة .

لكن يا ترى ، هل من طريقة لخوض شيء كهذا مرة أخرى بمستواه الحالي ؟

"اذهب يا كريمزون و مهد الطريق ."

قال أغاروث ، بينما توهجت اعينه بضوء مرعب جعل كريمزون ينهدش للحظة .. بينما شعر بنار طفيفة تتأجج بداخل صدر ملكه .

"مهد الطريق ، ريثما اكسر سجني هذا .. فعندما اخرج من هيلموند .. ليعلم العالم حينها ، أن النهاية حانت ."

العظماء .. البانثيون ، حاملوا الضوء .. ايا كان الجنس ..

هم نسوا ما يعنيه القتال ضده ..

ضد أغاروث .

و ملك الشياطين كان ينوي على تذكيرهم بذلك بطريقة لن ينساها مخلوق قط . .

2025/11/04 · 218 مشاهدة · 2049 كلمة
Song
نادي الروايات - 2025