340 - الهدوء قبل النهاية

بعيدا عن ما كان يحدث هناك بالاعلى ، و كل تلك الفوضى العارمة التي هددت بالضرب في أي لحظة ..

كان كوكب الأرض حيث عاش البشر متواجدا بأحد زوايا الكون الشاسع لذلك على الاقل هم آمنون نسبيا من النتائج المدوية لعودة العلوي الاول لنشاطه ...

..

رغم ذلك ، الوضع لم يكن مستقرا على الإطلاق فالحرب قد بلغت مرحلتها الاخيرة و الجميع كان يعلم ، بأن المعركة القادمة ستكون هي النهائية .

الالتراس جمعوا كل قواتهم ، و انسحبوا من كل الجبهات المتقدمة تاركين الاراضي التي دافعوا عنها حتى الآن.

و هذا ما جعل الإمبراطورية تتوغل اعمق من أي وقت مضى داخل القارة ، وباتوا على بعد بضع عشرات الاميال فقط من مدينة الدم الاعلى .. كايلد و التي تعتبر عاصمة الالتراس ومدينتهم الاساسية .

..

سقوط کایلد سيعني هزيمة الالتراس بشكل رسمي ،حتى لو بقيت المقاومة الخاصة بهم نشطة بأماكن أخرى سقوط العاصمة سيكتب بداية النهاية ..

الالتراس تكبدوا اضرارا مرعبة ، و لم يسبق لجانب الإمبراطورية التوغل داخل قارتهم لهذه الدرجة من قبل ..

يمكن القول ان الإمبراطورية الآن كانت تسيطر على نصف القارة تقريبا ، و هذه مساحة هائلة بالفعل .

في الاحوال العادية ، السيطرة على كل هذه الاراضي يفترض بها أن تعود بفوائد جمة لجانبهم .. لكن أرض الالتراس كانت قاحلة ومقفرة تماما .

ميتة من كل اشکال و انواع الحياة ."

..

بالتالي امتلاكها كان مثل عدمه و لم تستفد الإمبراطورية اطلاقا.

المدن الوحيدة الجديرة بالذكر هي تلك الخاصة بالدم الاعلى التي كانت لا تزال حية و تملك نوعا من الحضارة المتقدمة التي تنافس تلك الخاصة بالامبراطورية ..

لكن و من بين مدن الدم الاعلى الاربعة ، الإمبراطورية لم تستولي سوى على شيزكلار .

اما الثلاثة الآخرون ، فكانوا لا يزالون بعيدين عن يدها و هذا ما كان على وشك ان يتغير قريبا ..

فهم باتوا الأن بقلب القارة ، امام العاصمة كايلد الالتراس جهزوا كل قواتهم هناك ، و حضروا لمعركة اخيرة ضخمة ستتجاوز كل سابقاتها بكل تأكيد..

متمركزين هناك ، هم سيقاتلون من اجل عاصمتهم و يحمونها مهما كلف الثمن ..

اما جنود الإمبراطورية ، فسيهاجمون بنية اسقاطها مهما كلف الثمن بين هذا وذاك ، المعركة القادمة ستكون الاعنف بكل تأكيد . و لا شك بذلك .

و لعل أحد ابرز الاسباب التي ستجعل الالتراس يقاتلون بكل ما لديهم ، هو حقيقة أن المدينة تعج بالمدنيين الذي يعتبرون بمثابة عوائلهم .

..

كثير منهم كانوا ضعفاء غير قادرين على القتال على الرغم من حقن الدماء الشيطانية بداخلهم فبعض البشر ينجون من الامر ، لكن قوتهم لا تزداد بالضرورة

..

عند مقارنة الجيوش على الورق من حيث الاعداد ، فالالتراس يتفوقون بكل تأكيد عدد الجنود الذين حشدوهم يقدر بما يقارب 100 الف و هو كل ما تبقى لهم .

من جهة أخرى ، كان تعداد مقاتلي الإمبراطورية اقل فبعد خوض الحرب حتى الآن ، و اضطرارهم لقتال الكنيسة ، و انسحاب العديد منهم من اجل حماية ديارهم

..

كان حيث الإمبراطورية منقسما بشدة ، و لم يتبقى لهم سوى ما يقارب 40 الفا بالجبهة الرئيسية.

منذ البداية ، كان تعداد قوات الالتراس اعلى بعدة اضعاف .. نظرا لكون معظم اناسهم مقاتلين بسبب الظروف القاسية التي عاشوا بها .

على عكس الإمبراطورية الذين عاشوا بامان و راحة أكثر بكثير بمعنى آخر ، هذه كانت 100 الف ضد 40 الف أكثر من الضعف لصالح الالتراس .

لكن الجميع كان يعلم أن الالتراس لا يملكون أي افضلية هنا و هذا بالنظر للفرق في الاسماء ..

..

فاولئك ال 40 الفا كانوا يضمون وحوشا هائلة ، تتجاوز قوتهم نطاق ما يستطيع الالتراس التعامل معه .

و الحديث هنا عن فراي ستارلايت ، و سنو ليونهارت ."

سابقا و قبل عدة اسابيع ، حاول الالتراس قتلهما عن طريق فخ حاصروهما به ..

لكنهما استطاعا النجاة بسهولة ..

و الآن ، قد مر وقت طويل منذ تلك الحادثة .. ولا بد ان كليهما قد استعادا عافيتهما ، و باتا قادرين على القتال بقوتهما الكاملة ..

و حتى بدون حساب سنو و فراي ، كانت الإمبراطورية لا تزال تمتلك معظم قوتها الرئيسية مثل مايكار فاليريون و السير آلون اللذان تحركا وفقا لاستراتيجية ايغون فاليريون..

الالتراس كانوا يعلمون أن كل هذه الوحوش ستتكالب عليهم عما قريب ، و إذا ما كانوا يستطيعون صدهم هذا ما كان سيحدد ما ستؤول اليه الحرب بكل تأكيد ..

..

داخل معسكرات الإمبراطورية ، التي تكتلت بالقرب من العاصمة كايلد ...

تم توحيد جميع القوات أخيرا و اجتمع فراي مع الآخرين في البداية ، عاد رفقة سنو الى جانب دايمن و الآخرين رفاقهم لم يكونوا سعيدين بالاختفاء المفاجئ لفراي الذي ذهب بمفرده دون الاعتماد على أي منهم ..

..

لكن نظرا لعودته رفقة سنو بدون أذى .. هم لم يملكوا الكثير لقوله

..

لاحقا ، هم تمكنوا بنجاح من التراجع بعدما قاتلوا العديد من قوات الالتراس طول الطريق

لكن ذلك لم يكن بالمشكلة لهم نظرا لمدى قوتهم .. و هكذا .. عاد الجميع بسلام لجانب الإمبراطورية

لم الشمل الحقيقي قد حدث بعد ذلك ، عندما تم استدعاء الجبهات الأخرى لعين المكان و جاءت فرق مثل تلك الخاصة بأوليفر خان ..

..

و معه ، جاء كل من غوست اومبرا ، و سانسا فاليريون كلاهما لم يراهما فراي منذ بعض الوقت تحديدا قبل ذهابه لمحاربة الكنيسة منذ ذلك الوقت ، حدث الكثير حقا ...

..

فراي اجبر على مقاتلة من هم بالفئة SSS أكثر من مرة.

و المعركة ضد زيبار كانت آخرهم ، و اشدهم على الاطلاق.

عندما كانوا يرفعون رؤوسهم للسماء الآن ..

سيرون ذلك القمر المشقوق ، هو كان لا يزال ينير السماء بضوئه .. لكنه لم يعد كما كان من قبل الجميع اصبح على دراية الآن بأن هذا حدث نتيجةً لسيف فراي ستارلايت و لا احد غيره ."

فبينما كان يقاتل زيبار، اطلق فراي موجة ضغط شعر بها كل من على الكوكب بوقت واحد .

تلك الاورا المشؤومة قد كانت شديدة جدا ، لكنها كانت مألوفة لمن بقي مع فراي لوقت طويل فلم يكن من الصعب عليهم إدراك أن فراي من فعلها ..

هذا وضعه على مستوى آخر تماما مستوى لا يستطيعون ادراكه ..

رغم ذلك ، تعامل كل من غوست و سانسا معه بشكل طبيعي بدون أي علامة للتأثر بذلك ..

غوست كان باردا و فاترا كعادته ، هو اعتاد القتال من ظل فراي و لم يفترقا لهذا القدر من الوقت من قبل ، لذلك سرعانما عاد القاتل الصامت للتواجد بجواره ..

سانسا من جهة أخرى بدت كما كانت من قبل ، و حاولت التصرف بنفس الشخصية المباشرة كما كانت من قبل ..

لكن سرعانما سقط ذلك القناع و عادت لشيء مشابه لما كانت عليه قبل أن تتحول لشيطانة ..

في تلك اللحظة ، عرف فراي انها كانت تفكر به لوقت طويل حقا ...

منذ أن ابعدها عنه ، و ذهب بدونها ..

و رؤية اوريل بلاتيني التي اصبحت بدون وعي منها تظل بالقرب منه لم تساعد على الاطلاق بتحسين ذلك .

عندما كان فراي يتفقد نظام المودة الخاصة به .. كانت الرسالة تظل نفسها.

سانسا فاليريون .

نقاط المودة الحالية : 100 نقطة .

نقاطها لم تنزل قط .. و ظلت هي الاعلى على الإطلاق.

ما يعني انها احبته حقا ، و هذا ما استوعبته بدورها عندما كانت بعيدة عنه .

علاقتهما السابقة لم تكن صحيحة ، لانها بنيت على اساس الحاجة المتبادلة .

سانسا تم رفضها من البشر جميعا بعد تحولها لشيطانة ، و كان فراي هو الوحيد الذي قبل بها ، و لم ينفر منها و من ما كانت عليه .

هذا جعلها بطبيعة الحال تتشبث به بقوة متمسكة به.. فهي كانت قريبة منه قبل ذلك حتى ..

اما فراي ، فسانسا كانت بمثابة المهدئ و مكان الراحة الذي يقصده بعد كل المعاناة التي كان يمر بها .

او بعد التسبب بمجازر يروح ضحيتها الآلاف .

مهما تغير فراي ، و مهما اصبح اشبه بالوحش.

هو كان لا يزال بشرا في النهاية ، و هو معرض للانهيار بأي لحظة من شدة الضغط المسلط عليه .

سانسا هي من خفف ذلك الضغط ، و جعلته قادرا على تنفس الصعداء . بالوقت الذي يكونان فيه بمفردهما على الاقل .

كان هذا هو نوع العلاقة بينهما .

لكنها بدأت بالانهيار و التشقّق عندما قبل اوليفر خان هو الآخر بسانسا .. و كان جاهزا لرمي حياته من اجلها لو تطلب الامر.

و هنا ، انهار التوازن .

ففراي لم يعد الوحيد الذي يستطيع قبولها ..

لان اوليفر خان كان حاضرا .

في تلك اللحظة ، فراي كان قاسيا حقا .. و ابعدها عنه على الفور .

"إذا كان اوليفر خان معك .. فلن تحتاجي وجودي بعد الآن."

فراي ستارلايت كان مدركا لنوع الحياة التي يعيشها ، و نوع الصعاب التي سيخوضها .

لذلك عندما حصل على فرصة لإبعاد سانسا و جعلها تتجنب الخطر .. هو فعلها على الفور دون مقدمات ..

و هذا كان قاسيا على الفتاة الشيطانة .. التي و لوقت طويل بعد ذلك ، ظلت تفكر بنوع العلاقة التي تجمعها حقا مع المسمى .. فراي ستارلايت .

طوال قتالها بجانب اوليفر .. و خوضها للمعارك الواحدة تلو الأخرى امام امثال غافيد ليندمان ، و حتى V الذي اصطدمت به ذات مرة .

فراي لم يغب عن بالها اطلاقا .

فهي اكتشفت شيئا مهما .. هي لم تخبره قط.

لم تخبره قط ، لأنها تحبه .

لم تذهب له ، و تقل له :

"انا احبك ."

منذ البداية ، هي لم تبدأ علاقتها معه بشكل صحيح ، و بنيت على الاحتياج المتبادل .. ما خلق علاقة غريبة و غير صحيحة بينهما .

لذلك و هذه المرة .. و بمجرد رؤيته .

ارادت الذهاب اليه ، و اخباره بشكل صحيح ، و تصحيح كل شيء .

و قد جاءت اللحظة أخيرا ..

فبعد اجتماعهما ، اختلى كل من فراي و سانسا بنفسهم بعيدا عن الانظار في الليل ..

واقفين امام بعضهما البعض .

فتحت سانسا فمها لتخبره .. لكن و في تلك اللحظات الحاسمة .

و بذلك المكان المظلم و المقفر بجانب معسكر البشر .

هي وجدت نفسها غير قادرة على الكلام .. و رغم انها فكرت فيما يجب عليها قوله مئات و آلاف المرات ..

إلا أنها لم تستطع حشد أي كلمة ..

بأوقات كهذه .. كانت سانسا تميل للمس قرونها الشيطانية .. بينما تراجعت بضعة خطوات للخلف دون وعي منها .

عندما كانت تنظر الى تلك الاعين الميتة الخاصة بفراي . و كيف تغيرت الهالة المحيطة به ..

كيف كان يتغير كل يوم ليصبح شيئا آخر تماما .. هي شعرت بالخوف .

ليس منه ، بل من حقيقة ان المسافة بينهما كانت تصبح أكبر و أكبر مع كل يوم يمر .

تضاربت المشاعر بداخلها .. و اصبح ما تريد قوله كثيرا جدا .. لدرجة انها لم تقل شيئا على الإطلاق.

بتلك اللحظة ، هي ارتعشت بخفة ، مدركة انها تركت فراي الواقف امامها ينتظر لوقت طويل بالفعل دون قول كلمة ..

"فراي .. انا .."

متلعثمة بالكلام .. حاولت قول شيء ما لكنها كانت لا تزال مرتبكة بنفس القدر .

و هذا ما جعل فراي يتحرك ، بينما تنهد مبتسما ..

"انا لا استحق كل هذا القدر .. ولا جزءا صغيرا منه "

هو قال محدثا نفسه ، ما جعل سانسا ترتبك أكثر .

لكنه لم يهتم كثيرا برد فعلها بل مشى ناحيتها ببطء .

"لسبب ما .. أنت لم تعودي تبدين كالشيطانة التي اعرفها .. بل بسانسا البشرية المترددة .. هذا يثير الذكريات حقا .."

سرعانما بلغها فراي ، بينما مد يديه معانقا اياها بقوة .

لماذا؟

لان سانسا لم تضطر لقول شيء من الأساس .

فهو كان قادرا على قراءة افكارها بنظام المودة . و و لأنها كانت فوضوية جدا .. هي لم تستطع اخفاءها عنه قط ..

فراي عرف كل شيء .. بتفاصيله .

و علم بمقدار محبتها له ، ما جعله يشعر بشيء معقد ينشأ بداخله هو الآخر .

فلطالما تجاهل هذا النوع من المشاعر نظرا للحياة التي يعيشها .. لكن ذلك ساهم بأذية سانسا لا غير .

هذه الاخيرة ارتعشت بشدة بين ذراعيه .. بينما بكت دون وعي منها .

في تلك اللحظة ، هي قالت بصوت مكتوم ..

"فراي .. انا احبك .. حقا .. احبك "

بينما ترددت هذه الكلمات بجانب اذنه .. عانقها فراي بقوة أكبر بينما لانت عينه ..

"انا اعلم ."

2025/11/05 · 208 مشاهدة · 1930 كلمة
Song
نادي الروايات - 2025