341 - ملامح الإمبراطور

بحدود عاصمة الالتراس كايلد ، تكتلت قوات الإمبراطورية ، وباتت المعركة قريبة أكثر من أي وقت مضى.

لكن و بأحد ليالي التحضير المستمر ، و الحصار الذي فرضوه على الالتراس.

شهدت تلك الليلة اعتراف سانسا المباشر لفراي ستارلايت.

كانت هذه هي المرة الاولى .. التي تخبره فيها بشكل صريح.

" انا احبك ."

لسبب ما ، الكلمات حملت وزنا كبيرا لم يتوقع فراي قط أنه سيؤثر به بهذه الطريقة.

بعيدا عن بقية القوات ، معانقا اياها.

كانت سانسا لا تزال نفسها ، بشعرها الابيض و فستانها الاسود .. لكن وجهها بدا أكثر شبها بنسختها البشرية ذات الشعر الاشقر.

فراي كان يعلم منذ وقت طويل بطبيعة المشاعر التي اكنتها تجاهه ، ونظام المودة خير دليل.

فسانسا الوحيدة التي بلغت نقاطها ال 100.

لكن الكلمات كانت اصدق من أي شيء آخر ، و هنا ادرك فراي كم كان غير عادل معها.

و كيف دفعها بعيدا.

لابد أن الامر كان مؤلما لها ، لابد أنها عانت الامرين لتحاول ايصال مشاعرها له بطريقة صحيحة.

بالمقابل ، مالذي فعله هو ؟

لا شيء .. لا شيء على الاطلاق.

بل اصبح اقرب من اوريل بلاتيني التي حملت تجاهه مشاعر مشابهة .. لدرجة أنه قبلها دون وعي منه.

حتى الآن .. فراي ستارلايت لم يشعر بأي مشاعر قد يسميها حباً لأي كان ، وقد كان مقتنعا تماما بهذا.

فحياته و طبيعة المعاناة التي مر بها لم يسمحا له بخوض اي نوع من الرومانسية .. هذا لان الضغط عليه كان شديدا جدا.

القتال من أجل تغيير مصيره ، و العبث مع الجبابرة الذين تواجدوا بقمة العالم.

هذه كانت اشياء اكثر اهمية بكثير .. لكنها لم تعطه الحق أبدا ليتجاهل ما حملته الفتاة امامه تجاهه و ما كانت مستعدة للتضحية به في سبيله.

بينما كانت سانسا تبكي بخفة بين ذراعيه .. لان قلب فراي.

و لوهلة ، ذاب ذلك الجليد البارد الذي غلفه و شعر بنبضه يتسارع قليلا.

مشاعره الفاترة التي كانت تختفي يوما بعد يوم قد تأججت للحظة و ادرك أن ما يحمله تجاه تلك الفتاة لربما يتجاوز ما كان يظنه بكثير.

"أنا آسف لانني ابقيتك بعيدا ...

قال فراي ، بينما مسح دموع سانسا.

لأكون صريحا ، مازلت غير قادر على الاعتراف بشكل صريح كما فعلت انت للتو ، فلا أظن اعترافا فاترا سيكون كافيا .. انت تستحقين أكثر من ذلك بكثير.

مبتسما .. دفع فراي سانسا ببطء نحو جدار من الصخر كان بالقرب منهم إلى أن الصقها به تماما.

اراد قول انه يحبها ايضا ، لكنه ادرك أن الاعتراف الآن لن يكون بالشيء الصحيح ، لان مشاعره كانت لا تزال فاترة جدا.

لكنه على الاقل ، ايقن يقينا ان ما يحمله تجاه سانسا يتجاوز أي شخص آخر.

ما العيب بعلاقتهم القديمة ؟ و ما العيب بالجديدة ؟

لقد احتاجا بعضهما البعض لفترة طويلة ، و عاشا كل منهما من اجل الاخر .. فما العيب بذلك ؟

"اليس هذا ايضا شكلا من اشكال الحب أجل هو كذلك بكل تأكيد قال فراي بينما ضحك بسخرية ،بينما لم تفهم سانسا ما كان يقوله."

"فراي مالذي .."

لا داعي للكلام الآن ، فلا أظنني أستطيع نقل أي شيء لك بالكلمات "

"لكن" بدلا من ذلك .. أستطيع فعل هذا ...

قال فراي ، قبل أن يدفع بنفسه ناحية سانسا بقوة أكبر ، و يلتهم شفتيها بقبلة عميقة لم تراها قادمة.

لا ، بل فعلت .. لكنها لم تتوقع أن تكون بهذه القوة.

بدا وكأن فراي لا يتصرف الآن بناءا على تفكيره أو عقلانيته .. بل مشاعره و رغباته.

رغبة عميقة تجاهها هي.

فراي قبل سانسا لوقت طويل .. لدرجة أنه لم يتراجع سوى بعد بضع دقائق.

عندما فعل ، حاولت سانسا تنفس الصعداء و استنشاق الهواء بعدما حجبه عنها فراي تماما.

وجهها كان احمر حارقا ، و لم تكن تستطيع التفكير بشكل صحيح.

لكن سرعانما قبلها فراي من جديد ، و تلك لم تكن بالقبلة العادية بكل تأكيد.

لبعض الوقت .. هما نسيا كل شيء ، و لم يركزا سوى على بعضهما البعض.

نسيا امر الحرب ، امر القتال .. امر النجاة.

لبعض الوقت .. عاش كلاهما بعالمهما الخاص.

عندما تراجع فراي مرة أخرى .. هذه المرة سانسا كانت اشد احمرارا و رغم كل قوتها الشديدة إلا انها عانت.

للوقوف بينما ارتعش جسدها.

برؤيتها هكذا .. فراي لم يزد سوى رغبة بالتعمق أكثر من ذلك.

أستطيع التهامك كاملة الآن ...

في تلك اللحظة .. علمت سانسا ، ان الليلة ستكون طويلة حقا هذه المرة.

و بينما اطلق الاثنان العنان لحبهما .. مرت ليلة أخرى داخل أرض الالتراس.

و قد كانت ليلة ساخنة حقا.

...

...

...

بعيدا عن فراي و سانسا ، و بالعودة إلى قلب المعسكر ...

كان المقر الرئيسي فارغا و لم يتواجد به سوى شخصان لا أكثر ولا اقل.

السير آلون فاليريون و ابنه مايكار.

هذا الأخير كان جالسا .. و بدا غريبا حقا ، و مختلفا عن العادة.

بدا .. متعبا و غير متزن.

اما والده السير آلون .. فقد ابقى عينه عليه طوال الوقت.

و بدا الغضب و نفاذ الصبر باديين عليه.

بالتفكير بأن أكبر أبنائي واقواهم سيؤول به المال الى هذا ...

تنهد سير آلون متحسرا .. بعدما شهد مدى جنون ابنه.

سابقا ، سير الون ذهب للامبراطورية ملاحقا مايكار لما عاد اليها عندما هاجمت الكنيسة.

في تلك الفترة اهتاج مايكار فاليريون عندما لم يجد جثة ذلك الشخص الذي لطالما كان مهووسا به.

و انتهى به الامر لمهاجمة كل من كانوا بالقرب و قتل بنفسه الكثير منهم ظنا منه انهم على علم بما اخفاه.

و لولا تدخل سير الون ، لتسبب مايكار بكارثة حقيقية.

برؤية كيف اصبحت عائلته .. كان سير الون غاضبا حقا.

و لعل بصيص الامل الوحيد قد كان يتمثل بحفيده ايغون فاليريون الامير الذي قاد معسكرهم حاليا.

كان شابا شديد الذكاء ، و مؤهلا تماما عسكريا و محنكا إستراتيجيا.

قوته كانت مقبولة عندما يخرج كامل اوراقه .. و قد كان قائدا افضل منه حتى.

ذلك الشاب كان بالنسبة للسير آلون بمثابة منارة الضوء الوحيد والإمبراطور القادم بكل تاكيد.

هو من سيحافظ على اسم الفاليريون بعدما اسقطه الآخرون نحو التراب و القاع.

ايغون كان قائدا قادرا على اتخاذ اصعب القرارات و التصرف دوما بما يعود بالمنفعة عليه بشكل كامل.

لا يتأثر بالمشاعر .. و يعمل بالمنطق البارد فقط.

لربما بدا مظلما للبعض ، لكنه كان مؤهلا جدا بعين السير آلون.

هذا الأخير كان مهووسا بالحفاظ على اسم عائلته ، و ابقائهم على رأس الإمبراطورية و البشرية دوما.

لهذا عندما علم بمحاولة فراي ستارلايت قتله .. هو لم يستطع التغاضي عن الامر.

فراي كان حاليا بلا ادنى شك الاقوى على الاطلاق بجانب الإمبراطورية .. قوي جدا بشكل استثنائي لدرجة أنه نفسه الشاب الذي لطالما ظن السير آلون انه يستطيع التعامل معه متى ما شاء.

ببداية الحرب ، كان فراي ستارلايت يستطيع اعطاء مردود مساوي لمن هم في الفئة SS+ باحسن الاحوال.

لكن الآن و على نهايتها .. باتت قوته مجهولة تماما.

لدرجة أنه شق القمر مؤخرا بسيفه ، و اثبت انه كان ينتمي الآن لعالم من القوة مغاير تماما.

عالم الفئة SSS.

لربما بدا كبطل حقيقي ، و حليف لا غنى عنه ضد الالتراس و الشياطين.

وجوده ضروري حقا بالحرب.

لكن ماذا بعد ذلك ؟

ما الذي سيحدث عندما يفوزون ؟

فراي يريد ايغون ميتا بكل تأكيد و سيستهدف حياته مرة أخرى.

عندما يحدث ذلك ، لم يكن السير آلون متفائلا قط بفرصهم لايقافه.

بيد ذلك الوحش المسمى فراي ستارلايت ، قد تنتهي عائلته بالكامل .. و لن يختلف ذلك كثيرا عن خسارة الحرب بالنسبة له.

سلاح لا يمكن السيطرة عليه قد يكون اخطر بكثير من أي شيء آخر.

ثم بينما كان الإمبراطور الحديدي يحاول الوصول لطريقة تمكنه من التعامل مع فراي.

دخل شخص ثالث مقرهم.

وجه مألوف.

لقد كان ايغون فاليريون ولا احد سواه.

"ايغون .."

قال السير آلون عابسا بينما ظل مايكار ساكتا.

"جدي .."

حيا ايغون جده ، بينما بادر هذا الأخير بالسؤال.

"أين كنت ؟ لقد بحثت عنك بكل مكان لكنني لم أجدك .."

سأل السير آلون بينما اجاب ايغون بابتسامته المعتادة.

"إحتجت لبعض الوقت لتنظيم افكاري ، و تجهيز استراتيجية الهجوم الأخير .. نحن سننهي كامل في هجومنا القادم .."

بسماع ذلك ، لم يكن لدى السير آلون الكثير لقوله.

"جيدا جدا إذا .. لكن حاول ألا تختفي من تلقاء نفسك فأنت القائد الأعلى لهذه القوات الآن .. وجودك الدائم ضروري ."

"أنا افهم ."

رد ايغون باختصار ، بينما ضيق عينه بجده.

"أرى ان الكثير يشغل بالك يا جدي "

"هاه .. و كيف لا أكون ؟"

رد سير آلون بينما تابع ايغون.

"هل لربما هذا بسبب فراي ستارلايت يا ترى ؟"

برؤية رد فعل جده .. علم ايغون انه محق لذلك هز رأسه بخفة.

"لا داعي للقلق بشأنه .. فكل ما عليك التركيز عليه الآن هو قتال الالتراس .. أما فراي ستارلايت فدعه لي "

قال ايغون بابتسامة.

"سأتعامل معه بنفسي .. لذلك لا داعي للقلق".

كلام ايغون جعل السير الون ينظر اليه متشككا.

ففراي ستارلايت من كانوا يتحدثون عنه هنا .. الوحش الذي يستطيع صد الإمبراطورية باكملها لوحده.

لكن ايغون لم يكن الشخص الذي يتحدث من فراغ .. لذلك و للوقت الحالي على الاقل.

قرر السير آلون تصديقه .. و هكذا ناقش الاثنان الخطة استعدادا للحرب القادمة التي ستضع نهاية للصراع.

2025/11/05 · 183 مشاهدة · 1446 كلمة
Song
نادي الروايات - 2025