بعد 3 أشهر كاملة من بداية حرب الظلمات.
3 أشهر، مرت و كأنها سنين للبعض .. جاءت المعركة النهائية أخيرا.
...
محاصرين العاصمة كايلد .. استعد جيش الإمبراطورية للتحرك.
عدد جنود الإمبراطورية 40 الف.
عدد مقاتلي الالتراس : 100 الف.
..
كلا الجيشين استعدا للتصادم، و رغم الفوارق العددية إلا أن الكفة مالت و بشكل واضح لصالح جانب الإمبراطورية بكل تأكيد.
جانب الإمبراطورية شهد تواجد كل من سنو ليونهارت و فراي ستارلایت بصفوفه .. لكنهما لم ينصاعا للاوامر القيادية من ايغون فاليريون ابدا و تصرفا وفقا ، لاهوائهما الخاصة.
...
خطة ايغون هذه المرة كانت بسيطة ومباشرة.
هو فرض الحصار على كايلد و جيشها بطريقة ذكية رغم الفوارق العددية، و ذلك بتقسيم جيشه بشكل صحیح و وضع العديد من الاقوياء بكل جبهة.
ضمنيا .. هو استعمل فراي ستارلایت و سنو لیونهارت بشكل غير مباشر حتى برفضهما لاتباعه، و ذلك باستغلال موقعهم بشكل صحيح.
طوال الفترة الماضية، ايغون حقق الكثير من الانتصارات ضد الالتراس حول القارة.
..
فقد قاد جيش الإمبراطورية منذ البداية و بجانب ، الدمار الشامل الذي تسبب به فراي...
يمكن القول ان تحكم ايغون بمجريات الحرب قد ساهم بشكل رئيسي بسيطرته على نصف القارة بثلاثة اشهر.
و لولا تدخل الكنيسة .. لربما كان قد وصل الى العاصمة ، كايلد بفترة اقل حتى.
...
طوال الوقت، ايغون استعمل العديد من الاستراتيجيات الذكية و المناورات العسكرية.
لكن هذه المرة، هو هاجم بشكل مباشر و بدون مقدمات.
...
خطته كانت بسيطة، و هي الضرب بسرعة و بدون ، مقدمات لكي لا يسمح للاعداء بالتفكير حتى..
الضرب بسرعة خاطفة، و جر الالتراس المعركة دمار ، شامل نهائية..
و هذا ما حدث بالفعل .. فالقوات قد اصطدمت ببعضها البعض على مسافة قريبة جدا من العاصمة كايلد و الالتراس الذين لربما ارادوا كسب الوقت قد اجبروا الآن على التحرك.
و لم يستغرق الامر وقتا طويلا لتتصادم الاسماء الكبيرة ايضا، اللورد غافيد ليندمان كان حاضرا، ميرغو كذلك بالإضافة الى وجود V الذي كان يشكل خطورة كبيرة ..
...
رغم قوتهم .. إلا انه تم كبحهم بقوة، عن طريق السير آلون و مایکار فالیریون الذي قاتل بجانبه.
احدهما كان يستخدم الضوء، و الاخر البرق.
...
وجودهما كان بمثابة كارثة طبيعية على قوات الالتراس و غافيد ليندمان بالإضافة لميرغو قد عانوا الامرين ، ضدهما.
...
خصوصا غافيد ليندمان، الذي لم تنفع هيأة الشبح ، خاصته كثيرا أمام هجمات السير آلون شديدة السرعة.
من جهة أخرى، ٧ المقنع قد كان يبلي بشكل افضل من سيده غافيد .. لكنه لم يكن بافضل حال بدوره .. فهو كان يحتفظ بهيأة فراي ستارلايت التي نسخها من أجل قتال فراي الحقيقي عندما يحين الوقت .. لذلك لم يستطع اخراج قوته الكاملة حتى.
عند امعان النظر بجيش الالتراس .. كانت هنالك العديد ، من الاسماء الكبيرة غائبة ..
الهولو سايمن مانوس لم يظهر قط و كل ما حضر ، كانت جيوش الدمى خاصته .. اما محرك الدمى فلم ، يكن بأي مكان.
بياتريس الساحرة الشيطانية هي الأخرى لم تظهر بالعلن مطلقا و الشيطان المقاتل بيليث الذي لطالما تواجد بجانبها لم يظهر بعد بدوره.
...
الطريقة التي تحركت بها الدماء و هاجمت اصحابها اثبتت ان الهولو ايفلين كانت حاضرة .. و لودويغ هو ، الاخر شوهد بساحة المعركة.
لكن ما عدا ذلك، و رغم انهم كانوا يخوضون معركة نهائية ..
بدا الالتراس منقوصين من افضل مقاتليهم بشكل غريب..
لهذا السبب تحديدا، تمركز كل من فراي ستارلایت و سنو ليونهارت بمؤخرة الجيش .. وقد كان بالقرب منهم ،العديد من رفاقهم.
...
المعركة كانت شديدة، و اصوات اصطدام السيوف و المعادن قد سمعت على بعد اميال.
...
الكثير ماتوا بكل ثانية تمر .. و ظاهريا على الاقل هذه بدت كمعركة نهائية حقيقية.
"يبدو أن جانبنا يملك الافضلية ....
محدقا بما كان يحدث من بعيد .. قال سنو متلاعبا بالفيرميثور بين يديه .. من جهة أخرى، جامعا يديه لم يبدو فراي سعيدا بما كان يراه..
ميرغو راهن على هذه المعركة، قائلا بأننا لن نستطيع ، الفوز بها .. لكن ما يحدث على ارض الواقع يناقض كلامه ".
الحروب تكون خادعة احيانا و يمكن أن تنقلب بأي لحظة ..
و فراي كان شبه متأكد من أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد .. فبأي لحظة، قد يظهر من العدم متغير يقلب كل شيء.
محدقا بمحيطه .. تفقد فراي الوضع مرة أخرى.
اصدقاؤه جميعا كانوا بالقرب.
سنو ليونهارت بجانبه .. حليفه الاقوى و أخوه بالسلاح ، الذي يستطيع مواكبته.
غوست اومبرا الذي عاد الى ظله من جديد.
سانسا كانت بالقرب، اوريل كانت بالقرب .. حتى سيرس والآخرون مثل داون و غيرهم.
الجميع كان قريبا.
من بينهم، بدت سيرس عابسة بشكل خاص بعدما لم ،يتم رصد عمها بايلور حتى الآن..
و هذا لم يزد سوى من شكوك فراي.
هذا الاخير ركز اعين الصقر خاصته .. فإذا به يلمح ايغون فاليريون الذي تمركز بعيدا جدا بمكان آمن يشاهد مجريات الحرب من بعيد.
في تلك اللحظة، ايغون و رغم المسافة الهائلة قد استدار هو الآخر مقابلا نظرة فراي، فابتسم و لوح له.
لكن فراي لم يتفاجا كثيرا من ذلك، فقد رأى الكثير من الامير لدرجة أن شيئا كهذا لم يعد كافيا لصدمه مطلقا بالوقت ذاته.
فراي نشر كامل هالته من الفئة SSS التي استعادها بالكامل مؤخرا مغطيا ساحة المعركة بأكملها ،العاصمة كايلد أيضا.
كل ذلك من أجل رصد أي متغير محتمل.
ابقى متأهبا .. نحن سنتدخل على الفور في حال ، حدوث أي شيء " قال فراي، بينما أوماً سنو.
"أعلم ذلك بالفعل ..".
الخصم الحقيقي لم يكن البشر، بل الشياطين.
جيبيتو شيطان الرتبة 13 كان لا يزال طليقا و سنو قد خشي دميته تلك أكثر من أي شيء آخر.
هو اخبر فراي عنه، لكن هذا الأخير لم يكن يعرف شيئا عن جثة بهذه القوة التي حكى عنها سنو..
جيبيتو يملك العديد من الجثث التي بلغت الفئة SSS و لهذا يعتبر احد اخطر الشياطين على الإطلاق بوقت الحروب.
لكن جميع جثثه اضعف منه، و لا يفترض بأي منها أن ، يكون أقوى.
لكن الذي اصطدم بسنو سابقا كان وحشا حقيقيا، و سنو آمن بقوة أن تلك الجثة ليست أقوى من جيبيتو.
فحسب .. بل أقوى لدرجة أنه يستطيع محو شيطان الرتبة 13 ببضع تلويحات من سيف الضوء الخارق ذاك ....
حتى The Anointed War لم تكن كافية لصد سلاشات الضوء السريعة و الثقيلة تلك.
فراي تعامل مع نسخة زيبار .. و لم يكن من المرجح أن يظهر الاساسي قريبا .. لذلك يمكن القول أن تلك الجثة هي الاخطر حاليا.
جثة ستتطلب تعاونا من كليهما لهزيمته ، لهذا انتظر الاثنان و انتظرا.
لكن لم يحدث أي شيء اطلاقا.
لم يظهر لا جيبيتو و لا جثته.
و الإمبراطورية بدأت تنتصر بشكل واضح بعد بضع ساعات من القتال.
"إذا استمر الوضع الحالي، سيفوز جانبنا بعد بضع ساعات فحسب ..".
بينما خرج من الظلال، تحدث غوست ملاحظا كيف سارت المعركة.
"أعلم ذلك ..".
رد فراي، الذي لاحظ بنفسه بطبيعة الحال.
لكن أياً من ذلك لم يكن منطقيا.
"لربما هذه ليست المعركة الاخيرة كما يشاع ؟ فالعديد من قوات الالتراس غائبة .." قال فراي، بينما نفى غوست.
"لا اظن ذلك، فبسقوط عاصمتهم و جيشهم.. ذلك سيعني عمليا نهايتهم .".
حتى لو بقيت بعض الاسماء الكبيرة، فلن يكون من الصعب صيدهم لاحقا بعد انهاء الحرب.
سقوط الالتراس هنا بكل تأكيد سيعني خسارتهم للحرب و هذا ما اكده غوست اومبرا.
هذا الاخير كان هادئاً مؤخراً، و قد بقي بعيداً عن الاحداث.
و كأنه ينتظر شيئاً ما بدوره، مثلما فعل كل من فراي و سنو.
كلاهما اصبحا اقوياء جدا، و سطع ضوءهما بشدة لدرجة تعمي الابصار ...
من جهة أخرى، كان الظل لا يزال يحاول التوسع ببطئ ليواكبهما ...
غوست اومبرا بدا هادئاً على السطح .. لكن بمكان ما بداخله.
هو كان اشد قلقا من فراي ستارلايت ...
في تلك اللحظات الطويلة و الثقيلة من الحرب .. ذهب عقل غوست بعيدا متذكراً ما حدث له قبل سنين طويلة..
لما بلغ المحكمة العاشرة من محكمة الظلال .. المكان الذي لم يبلغه احد قط من قبله.
محكمة الظلال مكان عجيب، عبارة عن محن و اختبارات تحطم البشر ...
و بكل تأكيد، لم يكن البشر من بناها.
غوست هو الوحيد الذي دخل مرحلتها العاشرة .. و على عكس توقعات كل من لم يبلغها.
المحكمة العاشرة لم تكن اختباراً، أو مكاناً مهيباً كما تخيله البعض.
هناك باعماق الأرض، بمكان مظلم و موحش.
المحكمة العاشرة لم تكن سوى غرفة واحدة بسيطة و مظلمة .. لم يتواجد بها سوى كرسي بسيط بمنتصفها.
كرسي جلس عليه رجل غريب جعل الرعب يدب بقلب غوست عندما رآه أول مرة.
الرجل كان غريباً تماما .. لا يشابه البشر اطلاقا.
كان يرتدي بدلة سوداء ممزقة، و فوق رأسه و شعره الرمادي قد تواجدت قبعة سوداء طويلة.
ما ميز ذلك الشخص، كان حقيقة طوله، و اياديه التي تجاوز طولها المترين لكل واحدة.
لذلك كان غوست يناديه .. بصاحب الاذرع الطويلة.
كان كيانا غريباً، بهيأة مخيفة .. و هالة مرعبة.
لكن و على عكس كل ذلك .. شخصيته الحقيقية ناقضت شكله.
كان مرحاً، و غريباً لدرجة أنه عبث مع غوست أكثر من مرة طوال فترة تواجده هناك.
في البداية ظن غوست أن ذلك نوع من انواع الاختبار .. لكن لم يحدث شيء قط، و كل ما فعله كان الحديث مع صاحب الاذرع الطويلة الذي كان يتحدث كثيرا.
تحدث له عن بعض الاشياء التي لم يفهمها غوست مطلقاً آن ذاك.
و بنفس الوقت، علمه الكثير .. و تقنيات غوست التي تتلاعب بالفضاء جميعها جاءت من ذلك الشخص.
حكاياته معظمها كان غير مفهوم يتحدث عن اساطير غير بشرية، و احداث من عالم آخر تماما.
لكن بعضها مؤخراً أصبح يبدو كأحداث مستقبلية توازي ما يحدث بالارض الآن.
صاحب الاذرع الطويلة تحدث عن الحرب، تحدث عن النزاع و القتال .. و معركة نهائية ستغيّر مجرى التاريخ تماما.
تحدث عن شخص معين سيكون هو محور كل ذلك، مقاتل عانى الامرين لكنه بلغ قوة كبيرة تفوق اقرانه.
صاحب الاذرع الطويلة قال أن ذلك الشخص سيكون بمثابة الضوء، و على غوست أن يسمو ليصبح ظله.
و الآن .. غوست اصبح مؤمناً أن فراي هو ذلك الضوء بكل تأكيد.
و تلك الحرب و المعركة التي ستغير التاريخ .. هي هذه التي يخوضونها الآن.
صاحب الاذرع الطويلة و بكل تأكيد قد كان يعرف المستقبل .. و قد علم غوست الكثير، اشياء كثيرة لم يصبح مؤهلا لاستعمالها الى حد الآن.
كل ما قاله ذلك الرجل اصبح حقيقة .. لذلك كان غوست متوتراً.
لان هذه المعركة قد قدر لها أن تغير مجرى التاريخ.
فما الذي سيحدث يا ترى ؟.
هذا ما اراد معرفته .. و التصدي له.
لكن المعركة كادت تنتهي .. و النتيجة كانت انتصاراً ساحقاً للامبراطورية حتى الآن لدرجة أن المقنع V قد اطلق هيأة فراي ستارلايت بعدما تم تشديد الخناق عليه.
و هذا ما جعل فراي يتحرك على مضض للتصدي له.
هياج V بدا بمثابة النهاية و النضال الأخير للالتراس .. فهل هذه هي النهاية يا ترى ؟.
غوست اومبرا آمن بأن هذه لم تكن الحقيقة .. و مازال القتال الحقيقي لم يبدأ .. على الاقل، ليس بعد..