2 - الفصل الثاني: العواصف المكانية، الوصول الى العالم الجديد.

الفصل الثاني: العواصف المكانية، الوصول الى العالم الجديد.

قام الاخوان بجلب الزوجين وجثة الصبي وغادروا، بعدها بأيام تم دفن الجثة في مكان مجهول، واختفى الزوجين أيضاً، يقول بعضهم انهما قد ماتا ويقول اخرون انهم سافروا ليعيشوا في البرية حياة خاليه من التكنلوجيا، ولم يعلم أحدهم مصيرهما لاحقاً .

في هذه اللحظة كان بإمكان لينغ مينغ رؤية كل شيء من الأعلى، في الحقيقة لم تختفي اليد العملاقة ولكن دخلت حيز ما، كما لو انها اصحبت مخفيه، حتى أن لينغ مينغ لا يعرف كيف كان بإمكانه معرفة ما كان يجري في الأسفل.

لقد كان لينغ مينغ يشعر بالحزن والغضب الشديد على ما كان يراه، يشعر بالحزن لأنه لن يستطيع مقابلة والدايه مرة أخرى على الاغلب، ويشعر بالغضب على ما فعله هؤلاء الاوغاد، لقد كان يتمنى حقاً لو ان بإمكانة تقطيعهم الى اجاد.

لكن هذا ما كان الا تمنيات، كيف يمكنه قتلهم وحتى أنه لا يعرف ماذا سوف يحدث له تالياً.

"هرغ هرغ... لماذا انا لماذا؟ ما الذي فعلته لكي يحصل لي هذا؟!" لقد كان لينغ مينغ يبكي ويقول هذه الكلمات بضع مرات.

بووووم بوووووم

ولكن عندما كان يقول هذا ضربت الصواعق مرةً أخرى اليد السوداء، حاليا لينغ مينغ لم يكن في كوكب الأرض، بدا الأمر كما لو إنه يسافر بين الزمان والمكان كل شيء كان بالأسود والأبيض وهو كان فقط روح، لقد كان يحدث بين الفينة والأخرى مثل التشوهات في الفضاء مثل ان يتمدد جسده او يتقلص (الجسد الروحي).

لقد كان خائفاً بحق امكانية ان تندثر نفسه بسبب كل هذا، لينغ مينغ كان انسان جبان ولو كان جسده موجود لكان ربما تبول على نفسه او اسوء.

عندما كان في الأرض كانت الصواعق باللون الأبيض التي تقوم بضرب اليد، لكنها هنا كانت تتقلب بين الفينة والأخرى احياناً تصبح حمراء واحياناً خضراء، أحيانا تكون بمحيط شجرة وأحيانا بمحيط خصر طفل صغير.

لكن اياك ان تسخر من حجم او ألوان هذه الصواعق كأن تقول انها تشبه قوس قزح، اراهن على ان أصغر واحدة منها يمكنها إبادة مدينة كاملة او حتى دولة من شدة قوتها.

لينغ مينغ لم يكن يتأثر بجزء كما لو ان هناك حاجز حوله يحميه، أحيانا يسمع صوت تكسر ويحس بجاذبية تحاول سحبه من اليد السوداء كما لو انها تريد اعادته الى الأرض، واحياناً يحس بالضغط الشديد الذي يكاد ان يحطمه.

في لحظة تغير كل شيء من حوله، بدأ حجمي بالتقلص وكان يحس انهم سوف يدخلون في شق ما، على الاغلب هم سوف يصلون وجهتهم.

يبدو أن الصواعق بدأت بالإحساس بهذا ايضاً، لذلك زادت شدتها مئات المرات، وتغير لونها الى الارجواني، بدأ يصبح محيطها عشرة أمتار لقد كانت تغرق اليد السوداء كما لو انها مطر يغرق مدينة.

لا يعرف لينغ مينغ كيف ولكن كان يستطيع اشتمام رائحة شيء متفحم، حينها أدرك ان اليد بدأت تصاب بشدة من قبل الصواعق، قبلاً كانت الصواعق تحاول ان لا تؤذي لينغ مينغ لكن الان كما لو انه لا يهمه اليد كل ما كان يريده هو كسر الحاجر الذي تضاعفت قوته مئات المرات، الان الصاعقة كان تحاول إبادة لينغ مينغ.

كراااك كرااااك

بدأت الشقوق تظهر في الدرع المحيط حول لينغ مينغ، لكن مهما حاولت الصواعق لم تستطع اختراقها، او هذا ما كان يضنه.

كرااااك بوووم

انفجر جزء صغير من الدرع الذي كان يحيط به، حينها دخلت مجرد شرارة صاعقة صغيره زرقاء، اتجهت مسرعة في اتجاهه حينما لمسته كان يستطيع الشعور بروحه تحترق.

الألم الذي كان فيه لا يطاق كل الجروح التي اصيب بها والحروق عندما كان على الأرض لم يكن بالإمكان مقارنتها بجزء صغير من هذا الألم.

"همف" فجأة كان يستطيع سماع فقط همف بصوت شيطاني والصاعقة قد تبددت، كما لو ان مرسوم ألهي قد نزل ورفع حكم الموت عنه، لكنه ما زال يشعر بالألم الشديد، تمنى لو انه يستطيع ان يغيب عن الوعي لكنه بقي مستيقظ لا يعرف لماذا.

وأخيراً استطاعوا الوصول الى الشق وتغير المشهد من حولهم، كان كما لو انه قد دخل الى الجنة، كانت النوافير والبحيرات وجميع أنواع النباتات والحيوانات في هذا المكان، لا يعرف اين وصل ولكنه كان يعرف ان معاناته سوف تنتهي الان، او هذا ما كان يضنة.

في هذا الوقت توقفت اليد فجأة كما لو انها عادت الى صاحبها، كان امامه رجل كبير في العمر كما لو انه في الخمسينات عيناه تبعث هالة شريرة كما لو انه زحف من أعماق الجحيم، حواجبه كانت سوداء للغاية وتبدوا بحدة السيف، كان لديه لحية طويلة بعض الشيء لونها اسود ايضاً، بنيته الجسدية كانت تدفع الشخص ان يحسده، كان طوله ستة اقدام ونصف، شعره كان بنفسجي داكن، بشرته كانت شاحبه جداً، على الاغلب كان هذا بسبب الإصابات التي حدثت له من قبل الصواعق.

لم يكن بإمكان لينغ مينغ الانشغال به كثيراً فقد كان يعاني من الم شديد للغاية بسبب الصاعقة التي دخلت في ذلك الوقت، لكن بعدها بلحظات بدأت طاقة دافئة تدخل روحه وتقوم بشفائه، بداء الألم يختفي تدريجياً حتى شفي بالكامل.

حينما شفي فقط استطاع اخيراً ان يفقد الوعي، لكن قبل ان يغيب عن الوعي سمع جملة اخيره اهتزت بسببها كامل روحه.

"اه يا مكوني النهائي أخيراً استطعت ان احصل عليك انت هو المطلوب بعد سرقت العديد من النفوس من مختلف العوالم." لقد كان المتكلم ذلك الرجل الذي كان يمسك به.

لا يعلم لينغ مينغ كم كان فاقد للوعي لكنه اخيراً استطاع الاستيقاظ، لقد كان يواجه كوابيس مرعبه في منامه، لقد كان يستطيع ان يرى السماء بدأت تسقط وأنواع المخلوقات الغريبة بدأت تزحف من أعماق الأرض، وهو كان يقاتل هذه المخلوقات ولكن حينها فقط فتحت ما يشبه البوابة وظهر منها.... "اه لماذا لا أستطيع تذكر ما ظهر من البوابة."

عندما التفت الى جسده استطاع ان يرى انه الان مكون من اللحم والدم وليس فقط روح، لا يعلم كيف لكن لقد تم إعادة بناء جسده مرة أخرى لكن الشيء المختلف انه لم يكن بدين كما كان في السابق، بل أصبح جسده نحيف ورائع المظهر.

"هيهي انظروا من استيقظ اليس هذا صديقنا الصغير لقد كان غائب عن الوعي لمدة نصف سنة."

"هوهوهو لقد عانى كثيراً لا تقسوا عليه يا رجل فنحن بالأمر معاً، ولا تنسى هو مجرد بشري."

"اجل اجل هو بشري حتى انني لا أستطيع ان اشعر بأي نوع من طاقة الداو في جسده"

فجأة كان لينغ مينغ يستطيع سماع بضعة أصوات تأتي من حوله، لقد كان خائفاً حتى الموت، بدأ يلتفت يمين ويسار يبحث عن متكلم هذا الصوت لكنه لم يستطع معرفة اين هو، كل ما كان يراه هو غرفة هائلة الحجم للغاية لم يكن يستطيع ان يرى نهايتها في الأفق.

"فيو... يبدوا انني كنت اتخيل لقد كدت أن اموت من الخوف." لينغ مينغ بدأ بالزفير واللعنة في قلبه.

"كلا انت لم تكن تتخيل أيها الفتى نحن حقاُ موجودون، انظر هنا." فجأة ظهر صوت من لا مكان اتبعت مصدر الصوت لكي اصدم بما وجدته.

المؤلف: حسين علي عثمان

2017/12/21 · 969 مشاهدة · 1054 كلمة
TheBreaker
نادي الروايات - 2024