بعد اكتشافه للجهاز القديم والمفتاح، قضى إلياس كوفمان الأيام التالية في مختبره، يدرس كل التفاصيل المتعلقة بالاكتشاف الجديد. كانت المخطوطات التي عثر عليها تحتوي على رموز ونصوص غامضة، ويبدو أن الجهاز قد يكون أداة لتفعيل بوابة إلى بُعد آخر.
بينما كان إلياس يعمل بتركيز شديد، بدأ في تحليل الجهاز. اكتشف أن الأزرار والمعايير الموجودة عليه تتطلب تعيين قيم معينة لتفعيل نظام البوابة. بعد عدة محاولات وتجارب، تمكن من فهم طريقة تشغيل الجهاز، لكنه كان قلقًا بشأن المخاطر المحتملة.
في إحدى الليالي، قرر إلياس أن يجري تجربة على الجهاز. قام بإدخال الإعدادات وفقًا للتعليمات التي استنتجها من المخطوطات، وضغط على الزر الأساسي. فجأة، اهتز الجهاز وأضاءت أضواءه بشكل ساطع، وظهر أمامه ضوء قوي يمتد إلى الفضاء.
فوجئ إلياس عندما رأى بوابة غير مرئية تنفتح أمامه، مما كشف عن مشهد غريب: مشهد من عالم موازٍ يمتاز بتشوهات زمنية وألوان غير مألوفة. كانت الأبعاد تتداخل، والزمان يبدو وكأنه يمر بشكل غير طبيعي. أدرك إلياس أن البُعد الذي فتحه ليس مجرد تمدد للواقع، بل عالم له قوانينه الخاصة.
ترددت في ذهنه أفكار عن الخطر الذي قد ينجم عن استكشاف هذا البُعد. هل ستكون هذه الرحلة محفوفة بالمخاطر؟ وهل يمكن أن تؤثر هذه البوابة على العالم الذي يعرفه؟
قرر إلياس اتخاذ خطوة حذرة. أعد معدات إضافية لحماية نفسه، وارتدى زيًا خاصًا مصممًا لتقديم بعض الحماية ضد الظروف غير المألوفة. ثم، بخطوات مريبة ولكنه مصمم، عبر إلى البُعد الجديد.
عند دخول البُعد، شعر إلياس بانتقال مفاجئ. كان يشعر وكأن العالم من حوله يتغير بشكل دائم، والضوء والظل يتراقصان بطريقة غير منتظمة. حاول التنقل في هذا المشهد الغريب، ووجد نفسه في مكان أشبه بمدينة قديمة، لكن بخصائص غريبة: مباني تتغير أشكالها وتتحرك، وألوان تتداخل بطرق غير منطقية.
بينما كان يتجول في هذا العالم الموازٍ، لاحظ إلياس وجود كائنات غامضة تتنقل حوله. كانت هذه الكائنات تشبه الومضات من الضوء أو الظلال، وتتسم بحركات غير متوقعة. بدا أن هذه الكائنات تتفاعل مع وجوده، مما جعله يشعر بعدم الارتياح.
في ختام هذا الفصل، عاد إلياس إلى مختبره، مثقلًا بالأفكار والتساؤلات. ما هو هذا البُعد الذي اكتشفه؟ وما هي الكائنات التي رآها؟ كانت الأسئلة تتراكم، ومعها ازداد إحساسه بالقلق حيال المخاطر التي قد تترتب على استكشافه المستمر.