4 - الموت القادم من الجنوب

الموت القادم من الجنوب


كل الأحداث الحالية ما هي إلا سرد لماضي القصة ، كل تشابه في الأحداث وأو الأسماء ما هو إلا صدفة ...



قبل اكثر من مئة و خمسين عاما انتشر دين جديد قادم من الشرق وصولا إلى المنطقة المعروفة حاليا بالشمال (شمال مملكة روز حاليا) و كاد يقضي على الوثنية التي كانت متفشية في ذلك الوقت ، و خشية زوال دينهم لجأ الوثنيون في الشمال إلى العائلات النبيلة في الجنوب لدحر هذا الدين الجديد الذي غزا أرضهم ، لكن لم يجبهم أحد عدا آل دي روز ، الذين اتخذوا ذلك دريعة من أجل توحيد و قيادة عائلات الجنوب في حرب دينية بحجة تطهير الشمال و لكن نواياهم الخفية كانت السيطرة على الشمال و توحيد أراضيه تحت راية عائلتهم ، و هكذا تأسست مملكة روز على يد الملك إليوت الأول من آل دي روز ، لكن ثمن ذلك كان عددا مهولا من الأبرياء الذين راحوا ضحية التطهير الديني و العرقي ، و ذنبهم الوحيد هو اعتناقهم للدين الجديد بكامل حريتهم .


حل الأجل و حان الوقت للإعداد لحملة التطهير رقم 157 للعام ال157 على التوالي ، لقد مرت بالفعل أربع سنوات حدث فيها الكثير ، أولا تمرد آل تريكستار و على رأسهم دانديريون و قيادتهم لما يسمى بالثورة المقدسة و تحريره لأراضي ساوث بارك من يدي مملكة روز و تنصيب نفسه ملكا و توعده بتحرير بقية الأراضي أيضا ، لكن مداهمة المرض له عجلت بوفاته و من ثم تولى نجله الشاب الحكم و الصعوبات الجمة و المكائد التي واجهها رفقة القائد هانوفر الذي لقي حتفه هو الآخر في المعركة الحاسمة ضد المنشقين و الخونة المتمردين ، و أخيرا ما قام به ديريس قائد فيلق مراقبة عمليات التطهير في شمال المملكة باعتراضه سبيل فيلق آخر خاص بعمليات التطهير و قتل أفراده كلهم و قام بتكويم جثثهم فوق بعضها تماما مثلما يفعلون( أفراد فيلق التطهير) مع الأبرياء من سكان الشمال . حظيت حملة التطهير الخاصة بهذا العام باهتمام بالغ من الملك شخصيا و الذي أرادها أن تكون ضخمة بحيث أن الشمال لم يشهد مثلها من قبل و كل هذا بسبب توتر الأحداث الحاصل هناك و استفزاز ديريس للملك بأفعاله ، أرسلت حملة التطهير كالعادة و كان متوقعا من أن ديريس سيتحرك لأنه لم يقم بأي حركة منذ فترة ليست بالوجيزة ، و الحملة المزمع إرسالها إلى الشمال ستكون بمثابة استفزاز له ، لأن كل ما قام به كان رسالة إلى أهل الجنوب مفادها أن شأن سكان الشمال لم يعد يعنيهم ، و بالفعل لم تعجب ديريس جرأة الملك ، لهذا عزم على التصدي للفيلق ، لكن فيلق التطهير هذه المرة كان مدعما من القوى التي تنتمي الى جيوش روز الأربعة في الشمال لهذا الأمر لن يكون سهلا .

فكر ديريس جيدا أين يجب عليه أن يعترض طريق الفيلق القادم إلى الشمال لقد كان خبيرا بتضاريس المكان ، لهذا قرر الترحيب بهم في المنطقة التي تعد مسقط رأسه و المسماة ب "بيرك" ، و هي أولى أراضي الشمال و كانت محاطة بالمرتفعات حيث يسهل الإختباء و اقتناص الفرصة المناسبة للهجوم . رغم انه لم يقاتل في حرب من قبل إلا أن القائد ديريس كان سيافا بارعا و مخططا محنكا و لديه خبرة في القتال ، لقد سبق و ردع متمردين في الشمال و فعل ذلك باسم الملك دي روز ، لكن ما يقوم به الأن هو تكفير للضلال الذي كان عليه . كانت الخطة تقوم على الإختباء و مباغتة الفيلق من الأعلى ، لكن ما إن وصل الفيلق إلى النقطة المحددة حتى ظهر جمع آخر مبادر بالهجوم حتى أن ديريس و من معه لم يستطيعوا التعرف عليهم ، ترجل احدهم من حصانه قائلا : "لا يوجد لكم شيئ هنا اليوم ، عودو أدراجكم " ، و ما إن انهى جملته حتى اخترق سهم رأسه موقعا أرداه قتيلا ، كان ذلك إعلانا عن بدء المعركة .

أمر ديريس من معه بالثبات في مواقعهم مع الإبقاء على حالة التأهب لاقتناص فرصة الهجوم ، لكن حاليا سيكتفي بالمراقبة ، و رغم حيرته و تساءله عن هوية هؤلاء القوم إلا أنه اعتقد أن هذا يمثل عونا كبيرا سيصب في تقليل الخسائر بأكبر شكل ممكن ، في الأسفل كانت المعركة مستعرة لكن أفراد الجيش الجديد كانوا يذبحون كالحيوانات و كأنهم ليسوا جنودا بل أشخاص عاديون أجبروا على القتال ، في الجانب الآخر ، فيلق التطهير معززا بكتائب من خيرة مقاتلي جيوش الشمال التابعة لمملكة روز كان و كأنه الموت القادم من الجنوب إنهم بالفعل قادمون من أجل تطهير المكان من ديريس و القمامة التي معه و كذلك سكان الشمال الملاعين ، سيقتلون الجميع ، بدت المعركة كأنها لوحة من الدم ، ديريس متماسكا نفسه كان ينظر الى الفتية و الشيوخ يموتون مرتدين دروع القتال لم يمر الكثير من الوقت حتى أدرك أن هؤلاء ما هم إلا بعض سكان الشمال الذين ثاروا على انفسهم و ضاقوا درعا من الحرب ، معظمهم قد خسروا أهلهم و الأقربين إليهم في عمليات التطهير ، لم يبقى لهم ما يخسروه ، وسط هذه الفوضى أعطى ديريس الأمر بالهجوم بالسهام المشتعلة ، بدأ جنود فيلق التطهير في السقوط صرعى و جثثهم تحترق وسط صراخ اطرب آذان ديريس لكن فيلق التطهير هذه المرة عظيم ، إنه فيلق إبادة لن يتغلبو عليه بالسهام المشتعلة فقط و حتى الجيش المكون من سكان الشمال الذين أتوا للمساعدة لم يحقق الكثير ، و عليه سيهاجم ديريس و من معه بكل ما لديهم واضعين حياتهم على محك الموت .

يتبع

2018/02/12 · 355 مشاهدة · 852 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024