كل الأحداث الحالية ما هي إلا سرد لماضي القصة ، كل تشابه في الأحداث وأو الأسماء ما هو إلا صدفة ...


قبل اكثر من مئة و خمسين عاما انتشر دين جديد قادم من الشرق وصولا إلى المنطقة المعروفة حاليا بالشمال (شمال مملكة روز حاليا) و كاد يقضي على الوثنية التي كانت متفشية في ذلك الوقت ، و خشية زوال دينهم لجأ الوثنيون في الشمال إلى العائلات النبيلة في الجنوب لدحر هذا الدين الجديد الذي غزا أرضهم ، لكن لم يجبهم أحد عدا آل دي روز ، الذين اتخذوا ذلك دريعة من أجل توحيد و قيادة عائلات الجنوب في حرب دينية بحجة تطهير الشمال و لكن نواياهم الخفية كانت السيطرة على الشمال و توحيد أراضيه تحت راية عائلة دي روز ، و هكذا تأسست مملكة روز على يد الملك إليوت الأول من آل دي روز ، لكن ثمن ذلك كان عددا مهولا من الأبرياء الذين راحوا ضحية التطهير الديني و العرقي ، و ذنبهم الوحيد هو اعتناقهم للدين الجديد بكامل حريتهم .



بعد أن وصل خبر خيانة القائد ديريس إلى الملك و ما ارتكبه في حق فيلق التطهير الشمالي ، قرر ( أي الملك) جمع قادة الرأي و استشارتهم في هذا الأمر فكان رأي معظمهم أن يترك ديريس و شأنه ، الذي كان معروفا بتعصبه و بأنه يصاب بنوبات غضب لا يستطيع أحد كبحها ، لأنه كان ناقما على الوضع و على هؤلاء القوم الذين استباحوا إرادة الناس و حريتهم ، و نصبوا أنفسهم حكاما ( يقصد آل دي روز الذين احتلو الشمال) ، كان ديريس كهلا خمسينيا متصلب الرأي ضخم الجثة ، له صوت كزئير الأسد ، خدم في الجيش منذ شبابه و لم يعرف له أسرة ، تم نقله إلى مسقط رأسه في الشمال لينظم إلى فيالق التطهير و يعلم المستجدين فيها من الجنود القتال و بعد ذلك تم تنزيله إلى رتبة قائد فيلق مساعد مكلف بالمراقبة ، و ذلك عقابا له على اعتراضه على قتل صبي في إحدى حملات التطهير ، لم يتم التخلص منه لأنه كان ذا فاىدة ، مع ذلك لم يمر عصيانه بلا عقاب بل حكم عليه بالجلد 3000 جلدة مع التجويع لشهرين ، بعذ ذلك أصبح قايد فيلق مراقبة ، يراقب بني جلدته و هم يقتلون ثم يقوم بعدهم و كتابة أسمائهم و رفع تقرير نهائي عن الحصيلة ، حتى أن البعض بدأ بمناداته بالخائن ، فعل ذلك حتى حل هذا اليوم الذي ضاق درعا فيه من كل شيى حوله من حياته التي ملؤها الدماء و الموت .

مع أخد الملك برأي أعوانه تم ارسال مبعوث ملكي إلى ديريس ليخبره بأن يتراجع عما فعله ، مقابل عفو الملك عنه و إعلانه قائدا لأي قلعة يريدها في الشمال و تسميته لورد ، لكن ديريس كان يعلم أن ما حدث قد حدث و أنه إن قبل فلن يمر وقت طويل حتى يصلو إليه و يتخلصوا منه ، كما أنه لم يفعل ما فعله لأنه يريد أرضا أو ملكا أو لقبا تافها لا معنى له ، بل فعل ذلك لانه سئم من تلقي الأوامر من الجنوبيين الملاعين ، و سئم من رؤية إخوته الشماليين يقتلون بلا سبب ، بل إنهم أصبحو ينظرون إليه كخائن ، و كخطوة جريئة قام بقتل المبعوث الملكي و تقطيعه إربا و إطعامه للكلاب الجائعة ، بعد ذلك قام بجمع ما تبقى من أعضائه و عظامه و أرسلها إلى الملك . وصلت العظام حتى قدمي الملك فجن جنونه ، و أصبح كل تفكيره منصبا على إرسال جيش ضخم إلى الشمال لإخضاعه و لإنزال العقاب بالخائن ديريس ، فقام بالإرسال لقادة مجلسه الحربي المكون من قادة جيوشه العشرة ، وبعد التباحث في الأمر أشار عليه القادة بأنه لا ينبغي إعطاء ديريس أية أهمية ، لأنه قد يتواصل مع سكان الشمال و يحدث تمرد آخر كما حدث في ساوث بارك ، كما أن هذا قد يشجع فيالق أخرى على اتباع خطى ديريس أو يصبحون موالين له فيصير أقوى مما هو عليه ، لكن في الواقع الشمال كان ضعيفا بسبب عمليات التطهير . استشاط الملك غضبا بسبب هذا الرأي الذي لم ير فيه الصواب ، بل رأى أنه يجب التخلص من ديريس حالا ، و لكن و بسبب تزامن الأحداث مع انقسام الجيش الذي يقوده جيريس تريكستار إضافة إلى ضعف سكان الشمال و عدم قدرتهم على توحيد الصفوف ، فقد خفف هذا من وطأة الموقف و اعتبر ما فعله ديريس فعلا شاذا و تم إعلانه خائنا و عدوا للعرش و ليكفر عن ذلك يجب ان يجثو أمام الملك و يعترف بذنبه أمام الملأ و يقدم حياته كقربان لتكفير خطيئته .

يتبع

2018/02/12 · 297 مشاهدة · 715 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024