2 - الثورة المقدسة

كل الأحداث الحالية ما هي إلا سرد لماضي القصة ، كل تشابه في الأحداث وأو الأسماء ما هو إلا صدفة ...


قبل أكثر من مئة وخمسين عاما بدأت حملة التطهير الخاصة بمملكة روز و كانت طاغية للغاية ، فقامت بحملة تطهير عرقي و ديني واسعة في الشمال ، و احتلت ايضا منطقة جنوبية تدعى ب "ساوث بارك" ، و قد طالت حملة التطهير الغاشمة هذه المنطقة أيضا بمن فيها ، لكن سكان هذه المنطقة قد ضاقوا درعا من احتلال روز لهم و بقيادة احد احفاد القادة القدماء للمنطقة و الذي يدعى "دانديريون من آل تريكستار" أعلنو الثورة ضد روز ، كما قام دانديريون بإعلان نفسه ملكا على "ساوث بارك" ، و تعهد بتحرير الأراضي التي احتلتها روز بعد ان يقوم بتحرير ساوث بارك أولا ، و بالفعل استطاع اخراج الجيش الذي كانت روز بواسطته تحكم قبضتها على ساوث بارك ، و هكذا قام بقيادة ثورته نحو روز و بتغلبه على جيش روز الذي كان يحكم ساوث بارك ارتفعت معنويات جنوده و اصبح جيشه اشد قوة و فاز في المعارك التي خاضها و أصبح خطرا حقيقيا على مملكة روز التي كانت قد بدأت حملة التطهير رقم 153 للعام 153 على التوالي ، و أصبح سكان الشمال يؤرخون بهذا التاريخ منذ بداية التطهير ، كان هذا مدعاة للتفاخر بجيشها القوي المكون من عشرة جيوش مجتمعة ، 4 في الشمال و 4 في الجنوب و 2 في الوسط ، جيش العائلة الحاكمة "آل دي روز" و جيش آل "ميتز" هما الأقوى و الأفضل عدة و تعدادا ، و بسبب قوة هذا الجيش الغير عادية و بهدف التغلب عليه و انجاح الثورة المقدسة ، قام الملك دانديريون تريكستار بجمع الناس الذين يكرهون آل دي روز و حكمهم الطاغي من أجل تقوية جيشه ، بل و أداع بأنه سيجند كل من يأتي و يقسم بالولاء له و أن يدفع حياته في سبيل دحر أعدائه من آل دي روز الذين قتلوا و شردوا و اغتصبوا و استباحوا في أرض ساوث بارك و الأراضي الأخرى ، و هكذا بدأ حجيج آلاف الرجال المقاتلين و الفتية و كذا النساء من مختلف القرى و القبائل ، و الذين أقسموا جميعا بحياتهم على ولائهم للملك دانديريون تريكستار و ان يخدموا في جيشه و يدافعوا عن أفكاره و ما يقاتل لأجله .

داهم المرض الملك دانديريون و كان على فراش الموت لهذا أوصى بالحكم من بعده لإبنه الوحيد "جيريس" ، و لكنه كان مجرد فتى يافع في الرابعة عشر من العمر و لا يقدر على الحكم و القيادة لهذا أوصى أبوه الملك دانديريون بالقيادة لوزير الحرب خاصته المدعو ب "هانوفر" ، و ذلك ريثما يبلغ جيريس أشده و يصير كفؤا للقيادة و الحكم و يحقق مجد والده بأن بصبح ملكا متوجا و ينهي عمليات التطهير ، و بعدما أشيع خبر وفاة الملك دانديريون قام بعض حلفائه بنبذ الإتفاق الذي يقضي بالتوحد ضد مملكة روز و طغيانها المستبد و ذلك بعد أن علموا أن من سيتولى قيادتهم هو نجله الشاب و أن هذا الأمر سيؤول بهم إلى ما يكرهون و ربما تسقط ثورة الملك الراحل و يهزمون ، على الجانب الآخر مملكة روز تعلم أن هذا الخبر يشكل ضربة موجعة لأتباع الملك الراحل وأنها ستقصم صفوفهم و تضعفهم لهذا بدأت التخطيط لأنهاء الهراء المدعو بالثورة المقدسة .

بعد وفاة الملك دانديريون أصبح هانوفر هو القائد ، ملتزما بمهماته كوزير للحرب فقط مع تنفيد وصية الملك الراحل برعاية إبنه و مساعدته على الإدارة كمستشار خاص له ، لكن بعضا من أتباع الملك الراحل لم يعجبهم الأمر خاصة الذين كانوا أعضاءا في مجلسه الإستشاري ، لهذا بدأوا يكيدون المكائد و قاموا بتحريض مجموعة من الجنود على القائد هانوفر من أجل إظهار بأنه لا يستطيع السيطرة على الجيش فكيف يستطيع أن يساعد الملك الشاب جيريس على الحكم ، كل هذا كان حقدا من هؤلاء على هانوفر لأنه كان لاجئا مجندا و لما رأى فيه الملك الراحل دانديريون الولاء و الحنكة قربه إليه و جعله مخطط المعارك الخاص به إلى أن اصبح وزيرا الحرب ، و هذا ما يقود أعضاء المجلس للإعتقاد بأنهم أحق منه بالحكم و القرب إلى الملك و التمتع بالسلطة لأنهم كانوا من أوائل الذين ساندوا الملك الراحل دانديريون في ثورته ، و وصل الأمر ببعضهم إلى الدعوة الى الانشقاق عن الثورة ، و لما زاد الوضع عن حده خرج الملك جيريس عن صمته و بدأ التحرك ضد كل المرتدين بداية من المتمردين داخل الجيش و الذين قاموا بتحريضهم و قام بإعدام الكثير من أعضاء المجلس الخائنين ، لكن بقيتهم فروا صوب الحلفاء السابقين الذين نقضوا عهد التحالف بمجرد وفاة الملك الراحل دانديريون و اقنعوهم بأن هانوفر قد حرض الملك جيريس على اعتبارهم خونة وجب التخلص منهم و أنه قادم إليهم بجيشه ، و بالفعل وقعت المعركة بين الطرفين ولكن الملك جيريس كان قد طالب المنشقين بتسليمه الخونة الذين حرضوا على التمرد وسط صفوف جيشه و أنه يسعى فقط للقبض عليهم و أنهم اذا سلموه إياهم فسيظل يعتبرهم ( أي المنشقين)حلفاء له أو على الأقل هم أصدقاء أبيه الراحل ، لكن قادة هذا الطرف (المنشقون) قد التبس عليهم الأمر و صدقوا ما قيل لهم من قبل الخونة الفارين الذين جاء الملك جيريس في طلبهم ، و خلال سوء التفاهم هذا وقع الصدام بين الطرفين في معركة كانت تنبئ بأن الثورة ستجهض و أن كل ما حارب من أجله الملك الراحل دانديريون تريكستار سينتهي لا محالة ، و خلال المعركة قتل القائد هانوفر وتم التغلب على جيش المنشقين ومحاكمتهم و صلب قادتهم و الخونة على حد سواء لكن في خضم هذا انقسم الجيش الى نصفين ، نصف موال للملك جيريس و يعتبره قادرا على الحكم و النصف الأخر تبنى الفكرة التي طرحها أعضاء المجلس و التي اعتبروا بسببها خائنين و التي تقول بأن أعضاء مختارين من مجلس الملك هم من سيقومون بأمور الحكم إلى حين تتويج جيريس كملك لكن فقط و بحيث يكون مطلعا بنفسه على كل أمور الحكم و أن يقوم بالإشراف على اختيار الأعضاء الذين يثق بهم و الذين سيحكمون باسمه إلى حين بلوغه و تتويجه بحسب زعمهم .

في شمال مملكة روز كان هنالك قائد لإحدى الفيالق المكلفة بمراقبة عمليات التطهير إسمه القائد "ديريس" ، في أحد الأيام قرر القائد ديريس و من معه الهجوم على فيلق خاص بعمليات التطهير و يقضي عليه بأكمله و قام بمداهمة قلعة هناك و لكنه لم يقم باحتلالها ، وصل الخبر إلى ملك روز فاستشاط غضبا ....

.... يتبع

2018/02/11 · 401 مشاهدة · 1004 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024