7 - المطاردة 2 : نهاية رجل عظيم



حملات التطهير العرقي و الديني التي تقودها روز على الشمال ، أدت إلى إبادة كل الشماليين ، القلة القليلة منهم استطاعت الفرار إلى مناطق أخرى ، الشماليون المتبقون كلهم يخوضون معركتهم الأخيرة بقيادة ديريس .


تلا الجنود صلاتهم الأخيرة ، و تأهبوا لبدأ المعركة ، كان من الواضح أنها ستكون جولة واحدة ، أغمض ديريس عينيه و بدا له كأن حياته مرت بسرعة لقد كان يشعر بالندم لأنه لم يفعل هذا مبكرا ، كيف استطاع العيش بتلك الطريقة كل تلك السنوات ، كيف قبل أن يخدم في جيش الملك و فيلق التطهير ، ذلك كان يأرقه ، كل أهل الشمال الذين شهد موتهم إبان خدمته في فيلق التطهير ، إنه يتذكرهم وحدا تلو الآخر ، أخد نفسا عميقا ، كانت آخر أنفاس له ، كانت ثقيلة على رأتيه ، كل شيئ يسير ببطئ ، عضلاته متصلبة و سيفه أصبح ثقيلا ، كان جيش روز بقيادة راينر ميتز يغطي الأفق ، تقدم آرين بلاك روز على ظهر حصانه بسرعة نحو ديريس ما إن رآه ، تحرك ديريس و قام بمهاجمة الحصان و توجيه ضربة إليه بعد أن راوغ هجمة آرين مسقطا إياه من على سرجه ، قام آرين من مطرحه و استل سيفه ، نظر الرجلان إلى بعضهما البعض ،صرخ آرين قائلا: " الموت لك يا ابن العاهرة ، سلمني جثة إبني و أعدك بموت أقل شناعة مما يدور في رأسي الآن " ، لوح ديريس بدرعه الذي كان قد ربط به ما تبقى من جسد ويلكوت ، و قال : " تعال وخذه ،أو فلتمت معه ببساطة" ، تفطن آرين للأمر فصاح في ديريس " اللعنة عليك أيها الوغد" ، لوح ديريس بسيفه و تصدى لضربات آرين بجسد ويلكوت ، مع صراخ آرين بشدة على هذا الفعل ، أشعل ديريس سيفه نارا فتراجع آرين من هول المشهد ، أحكم ديريس قبضته و نظر في عيني آرين و قال : " أنا ديريس باربوس من عشيرة السيوف المشتعلة لن أطيل نهايتك كثيرا ، فلتمت" و غرز سيفه الملتهب في جسد آرين بحركة خاطفة مرديا إياه ، ثم رمى إليه الدرع الذي يحتوي على جسد ويلكوت ، إحتضن آرين ما تبقى من جسد إبنه و لفظ أنفاسه الأخيرة ،، إلتفت ديريس حوله فرأى الكل صرعى ، مات كل الجنود الذين كانوا معه ، أخذ جنود الملك برمي الناس من على الجرف ، كانوا يمزقون ملابس النساء و يتناوبون على اغتصابهن ثم يرمونهن إلى البحر ، و كانوا يأخذون الرضع من صدور أمهاتهم و يقومون بخنقهم ، و يضربون الشيوخ و يحرقون الناس أحياءا حتى الموت ، الكل يسأل (لماذا تقتلوننا؟) و الإجابة واحدة (بلا سبب !!) ، وسط هذا المشهد أخذ ديريس يهاجم عشوائيا و كان هو الوحيد الواقف ، أمر راينر ميتز بمحاصرة ديريس و وضع مكافئة لمن يحضره حيا أو ينتزع رأسه ، قام الجنود بدفعه إلى حافة الجرف ، أحكم ديريس قبضته على سيفه و صرخ قائلا : " من منكم يريد المكافئة ؟ من ! من يريد أن يتفاخر بقتله قائد المتمردين ، من ستمجده الآلهة و يصبح قديسا أنت أم أنت ملوحا بسيفه إلى الجنود " لكن فجاة سهم اخترق صدره تبعته سهام أخر مخترقة كل جسده الذي تلون بلون الدم ، فتح ديريس ذراعيه و نظر إلى السماء مبتسما أخذ نفسه الأخير ثم ترك جسده يسقط من الجرف إلى البحر لتكون نهاية رجل هزم روز مرتين و دفع الملك إلى حدوده ، لقد كانت نهاية رجل عظيم إختار أن يموت كالرجال بل كالأساطير ...



لم يتبقى أحد حي ، أمر راينر ميتز جنوده بتكويم الجثث و إحصائها و من ثم إحراقها ، بينما كان أحد الجنود يتحقق من الجثث سمع صوت بكاء طفل ، إتجه إلى مصدر الصوت و استل خنجرا ، وجد والدة الصبي تضمه و جسدها ينزف أما الصبي فكان متمسكا بصدر أمه الذي لم يعد به أي ذرة حليب ، هم المجند بطعن الصبي للتخلص منه لكن والدته توسلته بآخر أنفاسها ألا يفعل ،"أرجوك اتوسل إليك ، أنظر إليه لا ذنب له " ، حمل الجندي الطفل مبقيا عليه همست والدته باسمه إسمه هو (.م ...ما..مار....)، و فارقت الحياة ،،،


انتهت المطاردة على دخان النار المنبعثة من جثث الشماليين ، و انتهت حقبة مليئة بالدم في الشمال ... اصطبغت السماء باللون الأحمر لثلاثة أيام و كأن ذلك كان حزن على ما حال بأهل الشمال ، كأن دماؤهم لونت السماء ... لكن الأمر كان أكثر من مجرد ذلك ...


شكرا على القراءة ،، أنتظر تعليقاتكم

2018/02/14 · 391 مشاهدة · 701 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024