10 - لنلعب لعبة – الجزء الأول

الفصل العاشر: لنلعب لعبة – الجزء الأول

بعد أن اتفقا على الخطة، قام الاثنان بحلّ الفريق. بقي فنغ بوجوي قادرًا على رؤية حالة وانغ تان تشي في قائمة أصدقائه، وتحولت حالته من "حر" إلى "في اللعبة"، لكن نوع النمط الذي دخل إليه لم يظهر له النظام. ويبدو أن هذا كان إجراءً لمنع تسريب معلومات اللاعبين.

في لعبة جنة الإثارة، لا يوجد حالياً في خيارات التواصل الاجتماعي سوى ثلاث فئات: "أعضاء الفريق السابقين"، "الأصدقاء"، و"القائمة السوداء". وعندما يكون اللاعب داخل سيناريو، لا يستطيع إرسال طلب صداقة أو حظر أحد، فهذه الخيارات متاحة فقط من الردهة (اللوبي) عند تسجيل الدخول.

كانت مسألة "رفض الآخرين بأدب" تمثل مشكلة أزلية في الإنترنت، وقد بذلت شركة "دريم إنك" جهدًا كبيرًا لمعالجتها. فقد أتاح مركز اللعبة ميزة تحسين المظهر، ويمكن استخدامها دون الحاجة لتسجيل الدخول إلى اللعبة. لكن فنغ بوجوي لم يهتم بها؛ لأنه ببساطة لم يكترث بهذا النوع من الأمور، مما يُظهر مدى ثقته في نفسه... أو ربما إعجابه المفرط بذاته.

لكن حتى وإن أدرك اللاعبون أن "اللاعبات" داخل اللعبة قد لا يكنّ جميلات فعليًا في الواقع، فإن هذا لم يمنع الفتيات من تلقّي عدد كبير من طلبات الصداقة.

من الظواهر الأخرى كانت ظاهرة "التشبّث بالأقوياء". وفي المستقبل، سيصطدم فنغ بوجوي بهذه الظاهرة كثيرًا. فبعد كل سيناريو ناجح، سيتلقى العديد من طلبات الصداقة. وهذا طبيعي؛ فالناس بطبيعتهم يُفضلون اللعب مع لاعب قوي يمكن أن يُقلل من صعوبة السيناريو بدلاً من المجازفة مع لاعب عشوائي.

لكن، وبغض النظر عن الأسباب، فإن رفض طلب الصداقة دائمًا ما يكون أمرًا محرجًا. ولهذا، قررت الشركة أن تُتيح إرسال الطلبات فقط من الردهة. وإن تم رفضك، فلن يعرف بالأمر سوى الطرفين، وغالبًا يكون السيناريو قد انتهى، ولن تتاح فرصة للطرف المرفوض كي "يخرب" اللعب انتقامًا.

وفقط الأصدقاء هم من يمكنهم التواصل كما لو كانت مكالمة هاتفية داخل الردهة. لا يوجد مكالمات فيديو، ولا يستطيع الطرف الآخر رؤية تعابير وجهك. أما بالنسبة لغير الأصدقاء، فالتواصل الوحيد المسموح به هو البريد داخل اللعبة. ويُسمح بإرسال ثلاث رسائل فقط خلال 24 ساعة حقيقية. وإذا لم يرد الطرف الآخر، لا يمكن إرسال رسالة رابعة.

كل رسالة لا يجب أن تتجاوز 1000 كلمة، ويقوم النظام بمراجعتها. أما الرسائل التي تتضمن محتوى مسيئًا أو مزعجًا، فيتم حظرها، ويرسل النظام إشعارًا للطرف المُستقبِل يعلمهم بأن "شخصًا قد أرسل لهم رسالة تحرش"، ويُمنح خيار حظر المُرسل.

وإذا تم حظر لاعب، فذلك يعني أنه محجوب بالكامل: لا يمكن إدراجه معه في سيناريو مشترك، ولا يتلقى منه رسائل، وحتى إن دُعي من قِبل فريق يضم هذا الشخص، يتم إخباره بذلك تلقائيًا.

بهذا الشكل من القيود، يمكن للاعبين تجنب التفاعل مع أشخاص لا يرغبون بمرافقتهم في اللعب.

لكن الواقع كان أكثر سلمًا مما يُتوقع. فمعظم اللاعبين، حين يُرفض طلب صداقتهم، يتجاهلون الأمر ويبدؤون السيناريو التالي دون مشاكل. فالغرض من اللعب هو الاستمتاع.

...

لم يتعجل فنغ بوجوي في بدء سيناريو جديد، بل بدأ أولاً بتفقد حالته. لاحظ أنه حتى هذه اللحظة، لم يفتح سوى تخصصٍ واحد، وهو القدرة العامة. أما التخصصات الخمسة الأخرى، فكانت ما تزال مظللة.

وبحسب كتيب اللعبة، فإن التخصصات الستة هي:

القتال

الرماية

التحري

الحرف اليدوية

التداوي

القدرة العامة

وتُعد التخصصات الشرط الأساسي لتفعيل وتعلم المهارات، وهي جوهر قوة الشخصية. رغم أن فنغ بوجوي لم يكن من نوع اللاعبين المقاتلين، إلا أن التركيز على تخصص واحد فقط لم يكن خيارًا جيدًا. لذا، خطته كانت فتح أكبر عدد ممكن من التخصصات في السيناريو القادم، ويفضل أن تكون الحرف اليدوية والتحري، لأن تجنّب القتال كان الأكثر فاعلية في النسخة التجريبية، حيث معظم اللاعبين ما زالوا ضعفاء في القتال.

ثم انتقل لتفقد محتويات حقيبته. الأوراق التي أخذها من الرسم اختفت؛ لأنها غير قابلة للنقل خارج السيناريو. أما الحقنة التي وجدها، فما زالت موجودة.

---

اسم العنصر: حقنة للاستعمال الواحد

النوع: مادة قابلة للاستهلاك

الجودة: عادية

الوظيفة: سحب أو حقن السوائل

الملاحظة: ابتعد عن المخدرات، واحبب حياتك.

---

كانت حقيبته فارغة تقريبًا، والردهة تسمح بتخزين ثلاثين عنصرًا كحد أقصى. حاليًا، لم يكن يعاني من أي مشكلة في التخزين. شعر أن هذه الحقنة قد تكون مفيدة، فاحتفظ بها. فهي أفضل من حجر.

عند تحليل وضعه، وجد أنه لا يملك معدات ولا مهارات. وسيتوجب عليه الاعتماد على نفسه بالكامل في هذا السيناريو الفردي. وإن فشل، فستزداد الأمور صعوبة بعد أن يتجاوز المستوى الخامس، حيث سيتم إغلاق نمط التدريب، وتصبح صعوبة السيناريوهات مرتبطة بمستوى اللاعب.

وبالتالي، قد يتحول إلى عبء على أي فريق يدخل معه.

كان لدى فنغ بوجوي أمل كبير في السيناريو القادم. بل كان يتمنى أن يكون أكثر رعبًا؛ طالما أن المكافآت تتناسب مع مستوى الرعب، فهو مستعد للمخاطرة.

---

"فنغ بوجوي، المستوى 4. الرجاء اختيار نمط اللعبة الذي ترغب في دخوله. لقد اخترت: نمط البقاء الفردي (عادي)، هل تؤكد؟... تم التأكيد. جاري توليد السيناريو..."

"جاري التحميل... يُرجى الانتظار."

بعد أن اختار فنغ النمط، ظن أن المصعد سيتحرك وسيفتح الباب إلى سيناريو جديد. لكن هذه المرة، تم نقله فجأة.

تحوّل العالم من حوله إلى ظلام، وبدأ يطفو في الهواء كما لو أنه انتقل إلى بيئة منعدمة الجاذبية. مدّ يده محاولًا الإمساك بشيء، حينها بدأ صوتٌ جديد يتردد في أذنه:

"مرحبًا بك في جنة الإثارة."

لكن الصوت هذه المرة كان مختلفًا. بدا كصوت رجل كسول في منتصف العمر. ويبدو أن هذا الترحيب لا علاقة له بالسيناريو نفسه، بل يُختار بشكل عشوائي في كل مرة.

"اكتمل التحميل. أنت تلعب الآن في: نمط البقاء الفردي (عادي). يحتوي هذا النمط على مقدمة للسيناريو، وهناك احتمال لظهور مهام جانبية أو خفية، بالإضافة إلى توسيع في بناء العالم."

"المكافأة عند إكمال السيناريو: سحب عشوائي لبطاقة مهارة قابلة للاستخدام."

"جاري تشغيل مقدمة السيناريو. سيبدأ اللعب فور انتهائها."

تحول المشهد أمام عيني فنغ بوجوي إلى صورة. كانت تشبه غرفة أو زاوية في مخزن ضخم. وبسبب زاوية التصوير، لم يتمكن من رؤية المساحة الكاملة، بل مجرد ركن صغير. الجدران بدت معدنية، لا خشبية. لم تكن مطلية أو مزينة، أو ربما كان الطلاء قد تلاشى. الأرضية كانت إسمنتية، ولا يوجد أثاث.

ثم بدأت فقرة تعريفية تظهر على الشاشة، ورافقها الصوت المألوف للنظام يشرح:

"اسمك هو آش سيغا، صحفي شهير. لديك حياة سعيدة، وظيفة مرموقة، ومكانة اجتماعية محترمة. وفي إحدى ليالي عيد الميلاد، استيقظت من غيبوبة لتجد نفسك داخل مستودع مجهول. آخر ما تتذكره هو أنك كنت متجهًا إلى سيارتك في موقف السيارات بعد انتهاء دوامك..."

كانت المقدمة قصيرة، وتضمنت معلومات محدودة. وبعد انتهائها، سطع ضوء قوي أعمى فنغ بوجوي، وعندما فتح عينيه من جديد... كان داخل الصورة.

كان جالسًا على الأرض مستندًا إلى الحائط. وقبل أن يبدأ في استكشاف المستودع، خفض رأسه لا إراديًا، لأنه شعر بشيء في يده اليسرى...

جهاز "ووكمان" فضي.

كان هذا جهاز تشغيل موسيقى محمول، اندثر منذ عقود قبل العام 2055. لم يسبق لفنغ بوجوي أن رأى هذا الجهاز شخصيًا، بل فقط في الأفلام. والمشهد الذي هو فيه الآن... أعاد لذاكرته فيلمًا شهيرًا جدًا.

ضغط على زر التشغيل، فخرج صوت رجل أجش يتحدث بالإنجليزية، قال جملة واحدة فقط...

"مرحبًا، آش... أريد أن ألعب معك لعبة..."

_____________________

ادم : كل اسبوع سارفع 10فصول وانصح بهذه الروايه وخاصه لمحبي تصنيف الرعب

2025/07/07 · 3 مشاهدة · 1100 كلمة
Adam
نادي الروايات - 2025