الفصل 43 : قتال الغرائز
في حال الشخص تكلم "أهلاً"
في حال الشخص فكر (اللعنة)
صلّوا على النبي
•••••••••
أجاب دراغ بصوت هادئ وثابت: "والدك هو من انتصر."
شعر جاك وكأن العالم حوله قد توقف للحظة، عيناه ثبتتا على والده الذي وقف بثقة تامة. كانت هذه المعلومة جديدة ومفاجئة، لكنها أثارت في داخله الكثير من التساؤلات. (اللعنة، هل والدي أقوى من جدي دراغ وجدي ليون؟!) مرّت الفكرة في ذهنه بسرعة، لكنها لم تزعزع هدوءه الخارجي.
أرثر، الذي وقف دون أن يتغير تعبير وجهه الصارم، قال بنبرة لا تحمل مجالًا للنقاش: "الليلة، تعال إلى غرفة التدريب."
أومأ جاك برأسه بهدوء، ثم استدار وغادر الحديقة بخطوات هادئة لكن واثقة. الشمس كانت تغرب، تلقي بأشعتها الذهبية على أوراق الأشجار التي تحيط بالمكان. كان الجو هادئًا، لكن جاك لم يكن يولي اهتمامًا للطبيعة من حوله. كل ما كان يشغل تفكيره هو المواجهة القادمة.
عندما وصل إلى غرفته، جلس على السرير بهدوء، وهو ينظر إلى السقف المزخرف بنقوش معقدة. تلك النقوش كانت تحكي قصصًا قديمة، لكنها لم تستطع جذب انتباهه بعيدًا عن التفكير في مهمته القادمة. (هل يجب أن أعود إلى كوريا؟) تساءل بصمت، مدركًا أن الأمر يتطلب أكثر من مجرد التفكير العابر.
[دينغ، تم إصدار مهمة]
ظهر الإشعار أمام عينيه، فشد انتباهه على الفور:
[اجعل العمال ينتصرون في قتالهم بشارع الصفقة]
[الجائزة: الغريزة الفائقة الخاصة بعائلة اليامازاكي]
[العقوبة: فقدان العين اليسرى]
ابتسم جاك بسخرية، كانت تلك الابتسامة تعكس قبولًا للتحدي أكثر من أي شيء آخر. (يبدو أني حصلت على إجابتي) فكر في نفسه. كانت المهمة واضحة وصريحة، وكأنه قدر محتوم عليه أن يواجهه.
بعد عدة ساعات، نزل جاك إلى السرداب العميق للقصر. كانت خطواته ثابتة، تضرب الأرض الصلبة بصوت مكتوم يتردد في أرجاء الممرات المظلمة. الهواء في السرداب كان باردًا ورطبًا، لكنه لم يشعر بأي انزعاج. وصل إلى باب حديدي ضخم، كان يقف أمامه وكأنه حاجز يفصل بين عالمين.
فتح جاك الباب ببطء، فصرير الحديد اخترق الصمت الذي كان يلف المكان. دخل الغرفة ليجد والده يقف وسط السجادة القتالية القديمة، التي كانت تشغل مركز الغرفة. الجدران كانت مزخرفة بزخارف التنانين المتشابكة في أوضاع قتالية، كأنها تعكس الصراع الذي يدور في تلك الغرفة.
كان أرثر يرتدي قميصًا أبيض فضفاضًا وبنطالًا أسود، يقف بثبات وكأنه جزء من تلك النقوش. لم يكن ينظر إلى جاك مباشرة، بل كان يحدق في الزخارف التي تزين الحائط، وكأنه يستمد منها قوة إضافية قبل بدء المعركة.
تقدم جاك بثبات نحو وسط الغرفة، ليقف خلف والده مباشرة. التفت أرثر ببطء، ونظر إلى ابنه بعينين حادتين، تحملان قوة وتحديًا لا يقبلان الجدل. قال بصوت عميق وحازم: "جاك، قاتلني حتى يستسلم أحدنا أو يموت."
كانت الكلمات ثقيلة، لكن جاك تقبلها دون تردد. كان يعلم أن هذه اللحظة قد حانت أخيرًا، لحظة إثبات قوته الحقيقية. ابتسم، لكن الابتسامة كانت مشحونة بالحماس والترقب.
[دينغ، مهمة جديدة]
[اهزم أرثر التنين]
[الجائزة: تطور قدرة التحكم بالوقت]
[العقوبة: لا توجد]
رفع جاك رأسه بعد قراءة الإشعار، وقال بابتسامة تحمل في طياتها إصرارًا غير عادي: "إذن، أعتذر عن هذا مقدمًا يا أبي."
ابتسم أرثر ابتسامة صغيرة، لكنها كانت مليئة بالثقة والاطمئنان. اتخذ كل منهما وضعية القتال، كانت تحركاتهما بطيئة ودقيقة، مثل مقاتلين يعرفان جيدًا قدرات بعضهما البعض.
في لحظة واحدة، اندفعا نحو بعضهما بسرعة مذهلة. كانت تحركاتهما سريعة جدًا، لدرجة أن من يراهما قد لا يدرك ما يحدث تمامًا. سدد جاك لكمة سريعة بيده اليمنى نحو كبد والده، لكن أرثر كان مستعدًا. بمهارة فائقة، صد اللكمة بيده اليسرى، وفي نفس اللحظة سدد ركلة قوية بساقه نحو كتف جاك الأيسر.
الضربة كانت قوية بما يكفي لتحطيم الحجر، لكنها أصابت كتف جاك مباشرة، مما جعله يتراجع إلى الخلف، ممسكًا بذراعه المتألمة. (اللعنة، لقد تحطمت ذراعي) فكر جاك، لكنه لم يسمح للألم بأن يثنيه عن مواصلة القتال. استقام في وقفته، ولوح بذراعه المتضررة ليتأكد من قدرتها على التحرك مرة أخرى.
لم يضيع جاك الوقت، فاختفى من أمام والده في لحظة. كانت سرعته مذهلة، تفوق كل ما شاهده أرثر من قبل. (كيف أصبح بهذه السرعة؟!) فكر أرثر، لكن لم يكن لديه وقت للتفكير، كان عليه الرد بسرعة.
استدار أرثر بسرعة هائلة، ووجه لكمة نحو المكان الذي توقع فيه ظهور جاك. كانت اللكمة دقيقة، وضربت المكان بالضبط حيث ظهر جاك في اللحظة التالية. كانت هذه الحركة غير متوقعة بالنسبة لجاك، لكنه تمكن من وضع كلتا يديه أمامه ليحاول صد اللكمة. شعر بالضغط الهائل يدفعه نحو الأرض، لكنه تمكن من البقاء على قدميه.
ضغط جاك بكل قوته ليخفف من أثر الضربة، ثم قفز إلى الخلف ليبتعد عن والده. كانت عيناه تراقبان كل حركة من تحركات أرثر، كان يعلم أن أي خطأ الآن قد يكلفه الكثير.
في الهواء، استدار جاك ووجه لكمة سريعة نحو رأس أرثر. كان يعتقد أن هذه المرة ستصيب الهدف، لكن أرثر، بحركة مفاجئة، رفع يده بشكل دوامة ونجح في تغيير مسار اللكمة. كانت الحركة سلسة للغاية، لكنها أظهرت مدى قوة أرثر وتحكمه في المعركة.
ابتسم جاك، مستغلًا الفرصة. بينما كانت يدي أرثر مشغولتين بتحريف مسار اللكمة الأولى، أطلق جاك لكمة أخرى بيده الحرة، مباشرة نحو بطن أرثر. لم يكن أرثر يتوقع هذه الحركة الثانية، فاستطاع جاك أن يصيبه، مما أجبره على التراجع خطوة إلى الخلف.
وقف الاثنان مقابل بعضهما، يتبادلان النظرات. كانت الابتسامة على وجه أرثر تحمل معاني الحماس الحقيقي، لم يشعر بهذا الشعور منذ زمن بعيد. لقد كان هذا القتال أكثر من مجرد تدريب، كان اختبارًا حقيقيًا للقوة والمهارة.
تكلم أرثر بصوت غاضب ومشحون بالحماس: "بني!! هل تستهزئ بي؟!"
نظر جاك إلى والده مصدومًا، لكنه فهم فورًا ما يقصده. تابع أرثر بصوت قاطع: "انزعهم!!"
أدرك جاك أن الأصفاد التي كان يرتديها كانت تحد من قوته. ابتسم وأومأ برأسه، وبدأ في نزع الأصفاد عن يديه وقدميه. فور أن ألقى بها على الأرض، شعر بفيض من الطاقة يندفع في جسده. قال بصوت واثق: "حسنًا، سأقاتل بجدية."
بقفزة بسيطة لكنها قوية، اختفى جاك من أمام والده وظهر أسفله مباشرة، كان حركته أكثر سلاسة وقوة من أي وقت مضى. ضربات جاك لم تعد مجرد محاولات، بل أصبحت ضربات قاتلة تستهدف نقاط ضعف واضحة. ليبدا في تسديد وابل من اللكمات المميته
قفز جاك للخلف، وهو مرتعب من الهاله التي تخرج من ارثر. في اللحظة التي تراجع فيها جاك، كان أرثر قد أطلق العنان لغريزته الفائقة. عينيه اشتعلتا بشعور غير بشري، وتحركاته أصبحت أسرع وأكثر قوة.
قبل أن يتمكن جاك من الاستعداد، شعر بيد والده تمسك بوجهه بقوة غير طبيعية. لم يكن هناك مجال للتفكير، فقط الألم الذي انتشر في جسده عندما بدأ أرثر بتسديد لكمات سريعة ومؤلمة إلى بطنه. كانت كل لكمة تضرب كأنها مطرقة تهدم جدارًا.
في غرفة الكاميرات في الطابق الثالث، كانت ليليث تراقب القتال على شاشات العرض. عندما رأت جاك يتعرض للضرب بتلك الطريقة، صرخت: "بني!!" لم تستطع الانتظار أكثر، فاندفعت خارج الغرفة بأقصى سرعة، وخلفها دراغ وليون. كان الثلاثة يتحركون بسرعة خارقة، يصلون إلى غرفة التدريب في غضون ثوانٍ.
حطم ليون الباب الحديدي، ودخل الثلاثة إلى الغرفة بسرعة كبيرة. ليفلت ارثر جسد جاك بعد ان اغمى عليه ويقفز ارثر للخلف وينظر لهم يجهز للجهوم مره اخرى رأوا دراغ وليون ليليث تركض وتجلس على الارض ممسكه ب جسد ابنها المغمى عليه بين يديها. وقف ليون ودراغ أمام أرثر، الذي كان في وضعية قتالية شرسة. قال ليون بصوت غاضب: "اللعنة، هذا الفتى في وضع خطير."
أجاب دراغ ببرود: "هل أنت خائف؟"
رد عليه ليون بتوتر لكنه حاول التماسك: "هل تمزح معي؟ لطالما أردت ضرب أرثر!" كانت الابتسامات بينهما متوترة،لكن قبل ان يهجم دراغ وليون كانت ليليث ، هجمت بالفعل على أرثر بسرعة مذهلة لم يتوقعها أحد، حتى دراغ وليون اللذان كانا يراقبان لم يستعوبه اله متأخر انه ليليث قد هجمة. كانوا يعلمون أن هذا القتال ليس له علاقة بهما. سدد أرثر لكمة قوية نحو ليليث، لكنها لم تحاول تجنبها أو صدها. بدلاً من ذلك، أمسكت بيده بكلتا يديها، وأوقفت الهجوم بقوة غير متوقعة.
قال دراغ بدهشة وهو يشاهد القتال: "صحيح! الشخص الوحيد الذي كان سوف يفوز في بطولة الثلاثين عام غير ارثر هي زوجته ليليث."
لكن قبل أن يستوعبوا الموقف، سددت ليليث ضربة قوية نحو أرثر، جعلته يلتصق بجدار الغرفة. شعر أرثر بالضربة القوية، ولكنها ساعدت في إعادة وعيه تدريجيًا. وبينما كانت عيناه تستعيدان تركيزهما، التفت دراغ وليون ليشاهدا جاك وهو يقف ببطء، وكأنه زومبي يحاول استعادة قوته. تراجع ليون للخلف بخطوه لم تكن رعب من جاك لكن كانت صدمه "كيف!!؟؟ مستحيل!؟" قال دراغ "اللعنه!"
جسد جاك كان متماسكًا بالكاد، قدماه كانت تحاول حمل جسده المنهك، ورأسه مرتفع بنظرة ثاقبة نحو الأربعة أشخاص في الغرفة. كانت عيناه مرعبتين العين اليمنى كانت باللون الأصفر، رمزًا للغريزة الفائقة الخاصة بعائلة ليون التي تتحول عيونهم إلى اللون الأصفر أثناء دخولهم الغريزة، وتسمى بتقنية "وضع الأسد الذهبي". أما العين اليسرى فكانت باللون الأزرق، ترمز إلى الغريزة الفائقة لعائلة دراغون، وتسمى بتقنية "وضع التنين الأزرق."
كانت تلك اللحظة فارقة. الجميع في الغرفة أدرك كل من دراغ وليون أن جاك قد تجاوز ليس فقط حدوده السابقة لكنه تجاوز حدود البشر في الثواني القادمه، وأنه يقف الآن في مستوى جديد من القوة، مستوى لن يستطيع اي احد ان يصل له
•••••••••
شكرًا لقراءتكم.
إجابة الفصل السابق هي "أرثر".
سؤال الفصل اليوم: "لا يوجد سؤال".
يا أصدقاء، شكرًا على تعليقاتكم في الفصل السابق. لدي سؤال: هل تفضلون أن أحدد يومين معينين لنشر الفصول؟ أنا أفكر في نشر الفصول كل خميس واثنين، ولكن لم أقرر الساعة بعد. أخطط أن تكون بين العصر والمغرب.
أعطوني رأيكم حول هذا الأمر.
ولا تنسوا التعليق على الفصل لتشجيعي على الاستمرار.
وداعًا حتى الفصل القادم!