إنتهى بي الأمر في عالم آخر لكي أخوض معركة مع ما يسمى بالكيانات السامية.

انسى الأمر أنا لا أنوي خوض معركة تخص الآخرين و ليس لها علاقة بي.


بعد أن حصلت على مهارة و درع من العجوز المخبول سألته عن ما حصل معي و السوار الذي يفترض أنه سيف سحري، و حسب ما قال فإن التمشيط الذي قام به لهذا العالم قد يغفل عن بعض الأشياء و قدرة السلاح المختوم على التحول هي واحدة من هته الأشياء و يجب أن تكون نادرة الحصول.

بعدها إختفى من دون أن يشرح أي شيئ آخر عن الكيانات السامية تلك. لاكن كما قلت سابقا أنا لا أنوي قتالها.


إلا أنه من الأفضل أن آخد بعض الإحتياطات لهذا ذهبت لأقرب مكتبة بما أنها أفضل مكان للحصول على المعلومات.

و إشتريت كتابا يدعى 'الأجناس المختلفة' كما يوحي إسمه فهو يتحدث عن الأجناس بهذا العالم، و يجب أن يكون أفضل كتاب من هذا النوع، لهذا إشتريته و عدت للنزل من أجل قرائته.


"المكان الذي يعيش فيه الجن مجهول و لكن توجد بعض القبائل التي تشكل قرى و تعيش بممالك البشر، كما أن الهجناء جان-بشر منتشرون بنسبة قليلة بين البشر..."


هته المعلومات غير مفيدة كما انني أعرف أين يعيش الجن بينما هم لا يعرفون هذا يجعلهم الأشخاص الذين يحتاجون معلومات و ليس انا.

حتى ما وجدته بشأن سلالات الوحوش و الشياطين هي معلومات غير مكتملة.


الشيء الوحيد الذي إستفدته من هذا الكتاب هو معرفة أن كل 500 سنة يولد ملك شياطين جديد بينما يموت القديم و هو يولد عن طريق ضاهرة طبيعية حيث تتجمع كمية هائلة من المانا و مشاعر الشياطين.


إذا كان ما قاله العجوز بشأن تكونه من تجمع المانا و المشاعر حقيقي فهذا يعني أن ملك الشياطين هذا كيان سامي لاكن من المفروض أنهم 3 و ليس واحد.


هل من الممكن أن العجوز كان يكذب أو يسخر مني؟ أم أنه يوجد إثنان آخران لا أحد يعرف عنهم أي شيئ؟

هناك الكثير من الأسئلة تدور في خاطري و يجب....


"أين أنا؟"


إستدرت لأجد الفتاة إستعادة وعيها و هي تنظر حولها بإرتباك.


"هل إستيقضتي؟ هل تشعرين أنك بخير؟"


"أجل أشعر بتحسن، ما الذي حصل؟"


"لقد أصبتي بعد أن قمتي بإنقادي هل تذكرين؟"


"نوعا ما."


"......."


قمت بسحب الكرسي و وضعه أمام السرير ثم جلست بقربها و نضرت إليها و قلت:

"أضن انكي لا تمانعين؟"


"أمانع ماذا؟"


"أعني بما أني أنقدتك من الموت فقد ضننت أنه يحق لي العبث بجسدك قليلا--"


قبل أن أنهي كلامي أمسكتني من قميصي بيديها و نضرت إلي بحقد.


"ما الذي فعلته لي أيها الوغد؟ سأقتلك."


"لا تقلقي لم أفعل شيئا مما تضنين، لقد كذبت أردت فقط التأكد من شيئ ما"


"تتأكد؟"نضرت إلي بحيرة و سألتني.


"أجل أتأكد و كما ضننت أنتي فقط تدعين اللطافة و الرزانة مع الآخرين بينما شخصيتك الحقيقية مختلفة شعرت بأمر غريب بعد أن أجبتني على أسئلتي السخيفة دون أن تبدي أي فعل كما لو كنتي فقط تريدين الرحيل بأسرع ما يمكن و هذا ما فعلته بعد أن أنهيت أسئلتي لم تزعج نفسك حتى بالتأكد إن كنت بخير أو بمساعدتي على الخروج من الغابة لو كنتي حقا شخصا يساعد الناس لما تركتني بذلك الشكل. و أول شيئ قلته بعد أن أنقدتك هو 'أيها الوغد' ضنا منكي أنني هربت و تركتكي، و الأشخاص الذين يحبون مساعدة الناس غالبا ما يكونون سادجين و لا يفكرون بهته الطريقة."


ضلت الفتاة في صمت فعلى ما يبدو أصبت الحقيقة.

ثم نضرت إلي بغضب كالسابق و قالت:

"حسن هذا صحيح و إن يكن أنا أتضاهر باللطافة مع الآخرين هل لديك مشكلة؟"


"لا إنها مجرد عادة أن أحلل شخصية الآخرين قبل أن أتعامل معهم لكي لا أندم لاحقا."


بدأت بالنضر إلي بنضرات حادة كصقر يستعد للإنقضاض على فريسته.


فهمت ما ترمي إليه لذلك قلت لها مع إبتسامة خفيفة:"أنا حقا لم أعبث بجسدك"


"أ-أنت لم تفعل حقا؟"


"أجل ليس هناك معنى من الكذب عليك لاكن الأهم حاليا ، هلا تركتني؟"


نضرت إلي قليل ثم تركتني و نضرت للجهة الأخرى.


"أنتي لستي من سكان القرية إذا ماذا كنتي تفعلين بالغابة ؟هل قدمتي لهنا من أجل إنجاز شيئ ما؟"


"أجل لدي أعمال هنا، و ما دخلك أنت بالموضوع."


"لا شيئ لقد تمكنت من شفاء الثقب الذي كان في بطنك لاكنك فقدت الكثير من الدماء و أحضرت طبيبا لمعاينتك و قال بأنه لا يجب عليك التحرك إلا بعد 3 أيام لهذا و كرد جميل لإنقادي مرتين سأساعدك للقيام بالشيء الذي أتيت لفعله هنا."


بدأت الفتاة في تفقد بطنها بإندهاش.


"هل شفيت الجرح حقا؟ و كيف فعلت ذلك؟"


"صادف فقط أني كنت أملك إكسير شفائي قوي المفعول قليلا."


لو علمت مدى ندرة و قيمة دموع العنقاء لفقدت الوعي من الصدمة.


"و الوحش؟"


"ماذا به؟"


"هل أنت أحمق أنا أسألك ما حصل له."


"أه، لقد قتلته."


"أنت تمزح صحيح؟"


"أنتي لا تصدقين، حسن إنتضري"


إتجهت نحو حقيبتي و تظاهرت أني أسحب شيئا منها بينما كنت في الواقع أخرجه من منطقة التخزين ثم رميته لها.

"أمسكي"


كان ما رميته لها عبارة عن حجر شبه دائري ترابي اللون و بحجم القبضة.

أمسكت به الفتاة و بدأت تنضر له كما لو أنها لا تعرف ما هو.


ضلت في صمت حتى عدت لمقعدي و تحدثت مجددا.


"ما هذا؟"


"أنتي تمزحين صحيح؟ ألا تعرفين ما هو نواة الوحش."


"نواة الوحش؟"


"هل أنتي مبتدأت؟"


"أنت آخر شخص أرغب منه أن يدعوني مبتدأت خصوصا أنه كاد يقتلك أورك ضعيف، كما أنك لم تجبني إن كنت فعلا قتلت الوحش و ما علاقة هته الصخرة بالوحش؟"


يبدو أنها حقا مبتدأت، حسنا أضن لا مشكلة في شرح الأمر لها.


"تلك الصخرة بيدك تدعى نواة وحش، الوحوش تنقسم في العادة إلى قسمين الوحوش العادية و الوحوش القادرة على إستخدام السحر، الوحوش العادية لا تملك طاقة سحرية بداخلها لذلك لا تملك نواة لاكن كلما أصبح عمرها أكبر فإنها تصبح قادرة على تجميع القليل من المانا بداخل جسدها و يبدأ النواة في التشكل بداخلها، أما الوحوش السحرية تولد مع نواة بجسدها و يبدأ هذا النواة في النمو مع الوقت، و الوحش الذي هاجمنا هو وحش سحري يدعى روح الغول الصخري و تلك الصخرة بيدك هي نواته."


"روح الغول الصخري؟"سألتني بدهشت.


"روح الغول الصخري هو وحش يعيش في الجبال المنفية هو في الأصل عبارة عن أورك عادي لاكن بسبب كثافة المانا العالية بالجبال المنفية فقط تطور عبر الأجيال حتى أصبحت ما هو عليه الآن، و هناك خمس أنواع من الوحوش بذلك المكان قادرة على التلاعب بعنصر الأرض حولها كما لو أنها تتحكم في روحها لذلك سمية بروح الصخر، و روح الغول الصخري أحدها و هو أيضا الأضعف بينها."


ضلت الفتاة تستمع في دهشت و عدم تصديق.

لا ألومها معضم ما قلته الآن لا يعرفه الكثيرون خصوصا أن الجبال المنفية منطقة غير مستكشف من قبل البشر و لا أحد يجرؤ على دخولها سوى أعظم السحرة و المحاربين أو أكبر الأغبياء الذين يطالبون بموتهم و لهذا سمية بالجبال المنفية رغم أن البشر لم يتمكنوا سوى من دخول المنطقة الأمامية منها و التي هي عبارة عن جبال لا يزال هناك العديد من الوحوش و الأماكن غير المعروفة بداخلها.


"أنت لا تصدقينني؟" إبتسمت ابتسامة باهتة بينما أسئلها.


"لا الأمر ليس كذلك فلا أضن أنك ستختلق مثل هته الكذبة فقط لخداعي."


"إذا لم تبدين مستائة؟"


نضرت إلي و تنهدت ثم قالت:"أنا مستائة بسبب جهلي."

و أكملت قائلة:"إذا أخبرني بما حصل للوحش."


"أخبرتك أني قتلته."


"و قد أخبرتك بأن الأمر مستحيل فقد كنت على وشك الموت بسبب أورك و ليس حتى بالغا بل مجرد أورك مراهق فكيف لك هزيمة ذلك الوحش؟ حتى أنا لم أتمكن من هزيمته و إنتهى بي الأمر أحطم سيفي و أصاب."


"إذا أنتي لا ترغبين بتصديق ما أقول."


بينما أنا أقول ذلك مددت يدي بإتجاهها و جعلت السوارين يتحولان السوار الأيمن صار درعا دائري الشكل بينما غلفت يدي اليسرى بالسوار و جعلتها تخرج أشواك.


نضرت إلي بدهشت على وجهها فقلت لها لكي تفهم الوضع:

"هذا السلاح كان مختوما بالغابة بعد أن تركتك تقاتلين الوحش ذهبت لإحضاره بما أني كنت أعرف مسبقا أنك غير قادرة على هزيمته."


"إذا أنت لم تهرب و تتركني."


"لا" ربما كنت لأفعل لو لم أجد السوار.


"إذا هل صدقتي أنني قتلته؟"


"أجل"


"حسنا في هته الحالة أخبريني لما أتيت إلى هته القرية كما قلت سابقا أنا مدين لك لذا سأنفد لك أي طلب."


سكتت الفتاة قليلا بينما تفكر، في الغالب لا تزال تشك في نواياي.


بعد قليل قالت: "أنا أبحث عن محارب يدعى سايمون."


"سايمون؟"

لم أسمع هذا الإسم قبلا.


"أجل إنه محارب يملك سيفا ثلاثي العنصر (النار-الرعد-الرياح) و هو موجود في هته القرية."


إنه السيف السحري! لا أعرف إسم السيد السابق للسلاح لاكن واضح أنه نفس الشخص.


"تعازي الحارة لك الشخص الذي تبحثين عنه ميت بالفعل."


"هاه! ميت؟"


"أجل و قد حدث ذلك منذ سنتين، ألا تضنين أنه من الغريب أنك تجهلين أنه ميت رغم مرور سنتين؟ ما علاقتك به بالضبط؟"


"ليس هناك علاقة بيننا فقط كنت أريد تجنيده لمساعدتي في قتل وحش ما، لاكن هل أنت صادق بقولك أنه مات؟"


"يمكنكي البحث عنه إن رغبتي رغم أنه من الغريب أن تبحثي عن أحدهم دون معرفة شيئ عنه."


"لقد كنت يائسة."


"ماذا؟"


"كما أخبرتك أنا أرغب بقتل وحش ما لذلك قررت تجنيد عدة أشخاص حتى سمعت بعض الشائعات عن هذا المحارب المدعو سايمون و بما أن أخباره إنقطعت منذ سنتين فقد ضننت أنه تقاعد و عاد إلى مسقط رأسه في هته القرية، لقد وضعت احتمال أنه ميت لاكني لم اتقبله فقد كنت يائسة" قالت ذلك بينما هناك بعض الحزن في عينيها.


لا أعرف ما قصتها مع هذا الوحش أو لما قد تصل إلى هذا الحد و لا أقدر على سؤالها عن شيء حساس بهته السهولة لذلك من الأفضل أن ألزم الصم--


"أه، أنت لم تخبرني بإسمك بعد، أنا أدعى فلولا دي فاينس."


"إذا أنتي نبيلة كما توقعت."


"أجل، و أنت؟"


"أنا أدعى أريما، أنا لا أملك إسما عائلي لأني يتيم."


"أريما؟ إسم غريب لاكن تشرفت بلقائك."


نضام الأسماء في هذا العالم ينقسم إلى ثلاثة أولا النبلاء و هم من يملكون أسماء عائلية ثم هناك العوام وهم لا يملكون إسما عائلي بل يستخدمون إسم المدينة أو القرية التي ولدوا فيها كإسم عائلي . و هناك من لا يملكه نهائيا مثل الأيتام و العبيد.


بعض أن شرح العجوز هذا الأمر لي أخبرني أن أغير إسمي عن طريق الإجابة على سؤال 《هل ترغب في إنشاء إسم رمزي؟》

في البداية لم أهتم إلا أنه قررت التخلص من إسم العائلي و ترك اسمي الشخصي كما هو و ذلك لأربع أسباب.

لإغاضة العجوز الذي كان لحوحا لكي أغير إسمي.

و لأني أحب إسمي بما أن والدتي الراحلة هي من إختارته.

و لطالما رغبة بالتخلص من إسم العائلي و هته كانت فرصة مناسبة.

و أخيرا و السبب المهم هو لجعل المختارات الآخران يعرفانني في حال إنتشر إسمي بطريقة ما، أنا مدرك أن هذا التصرف أحمق بما أنه ليس ضروري أن نكون حلفاء لاكن كما يقولون 'يجب أن تجعل من نفسك طعما لتستدرج خصمك'.


بعد أن أخبرتها عن إسمي ضلت في صمت لمدة ثم نضرت إلي بجدية و قالت:

"أخبرتني أن أطلب منك خدمة كيف ما كانت."


"أجل أطلبي ما تشائين."


"بما أنك قتلت ذلك الغول الصخري فيجب أن تكون قويا. لذلك أريد مساعدتك لقتل وحش ما."


حسن يمكن لي التعامل غالبا مع أي وحش إذا استعددت له قليلا.


"أي نوع من الوحوش؟"


"تنين."


هاه! تنين؟


---------------------------------------------

شكرا لقرائتك. و أرجو أن تخبروني عن رأيكم بالرواية.

2018/06/03 · 449 مشاهدة · 1773 كلمة
Khalid123
نادي الروايات - 2024